فهرس الكتاب

حديث الطَّوْف المعلل به طهارة الهر

الحديث الثامن والأربعون : حديث الطَّوْف المعلل به طهارة الهر ، قلت :

رواه أصحاب السنن الأربعة من طريق مالك عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة هكذا في الموطأ عن خالتها كبشة ابنة كعب بن مالك - وكانت تحت ابن أبي قتادة - أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءاً ، فجاءت هرّة تشرب ، فأصغى لها الإناء حتى شربت ، قالت كبشة : فرآني أنظر اليه ، فقال : أتعجبين يا ابنة أخي ؟ فقلت : نعم ، فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : إنها ليست بنجس إنها هي من الطوافين عليكم ، أو الطوافات ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وهو أحسن شيء في الباب ، وقد جوَّده مالك ، ولم يأت به أحد أتم منه ، انتهى . ورواه مالك ، في الموطأ كما تراه سواءٍ ، ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس والستين ، من القسم الثالث ، ورواه الحاكم في المستدرك ، وقال وقد صحح مالك هذا الحديث ، واحتج به في موطئه وقد شهد البخاري ومسلم لمالك أنه الحكم في حديث المدنيين ، فوجب الرجوع إلى هذا الحديث ، في طهارة الهر ، انتهى . قال الشيخ تقي الدين في الإمام : ورواه ابن خزيمة وابن منده في صحيحيهما ولكن ابن منده ، قال : وحميدة . وخالتها كبشة لا يعرف لهما رواية إلا في هذا الحديث ، ومحلهما محل الجهالة ، ولا يثبت هذا الخبر من وجه من الوجوه ، قال الشيخ : وإذا لم يعرف لهما رواية إلا في هذا الحديث ، فلعل طريق من صححه أن يكون اعتمد على إخراج مالك لروايتهما مع شهرته بالتثبت ، انتهى . قال المنذري في مختصره : قوله : ليست بنجَس بفتح الجيم وهو كل ما يستقذر ، قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } ، وروى : أو الطوافات بأو وروى : بالواو ، كلاهما عن مالك ، انتهى . قوله : وسبب الشك تعارض الأدلة في إباحته وحرمته ، أو اختلاف الصحابة في طهارته ونجاسته ، قلت : كلام المصنف في سؤر البغل والحمار والذي يظهر عَوْد الضمير إلى السؤر فتكون الأحاديث في ذلك غريبة ، وإن كان الضمير راجعاً إلى اللحم ، فحرمة لحم الحمار في

الصحيحين عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، نهى عن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر ، وإباحته في

سنن أبي داود من حديث غالب بن أبجر قال : أصابتنا سنة ، فلم يكن في مالي شيء أطعم أهلي إلا شيئاً من حُمر ، وقد كان النبي صلى اللّه عليه وسلم حرم لحوم الحمر الأهلية ، فأتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقلت : يا رسول اللّه أصابتنا السنة ، ولم يكن في مالي ما أطعم أهلي إلا سِمَان حمر ، وإنك حرمت لحوم الحمر الأهلية ، فقال : أطعم أهلك من سمين حمرك ، فإنما حرمتها من أجل جوّال القرية ، انتهى . وفي إسناده اختلاف كثير واضطراب ، وسوف يأتي في الذبائح مستوفي إن شاء اللّه تعالى .