فهرس الكتاب

أنه عليه السلام كما دخل مكة ابتدأ بالمسجد

روي أنه عليه السلام كما دخل مكة ابتدأ بالمسجد ، قلت :

أخرج البخاري ، ومسلم عن عائشة أن النبي عليه السلام أول شيء بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت ، مختصر ،

وأخرجا أيضاً عن كعب بن مالك ، قال : كان النبي عليه السلام إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين قبل أن يجلس ثم يجلس للناس ، انتهى .

ورواه البخاري في الجهاد ، ومسلم في الصلاة ، وفي لفظ لمسلم : كان لا يقدم من سفر إلا نهاراً في الضحى ، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم جلس فيه ، انتهى .

وأخرج مسلم عن محمد بن جعفر عن أبيه عن جابر ، قال : لما قدم النبي عليه السلام مكة دخل المسجد فاستلم الحجر ، 4092 ثم مضى على يمينه ، فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً ، ثم أتى المقام ، فقال : ( واتخذوا ) الحديث .

وروى أبو الوليد الأزرقي في تاريخ مكة حدثني أحمد بن محمد بن الوليد حدثني مسلم بن خالد الزنجي عن ابن جريج ، قال : قال عطاء : لما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مكة لم يلو على شيء ، ولم يعرج ، ولا بلغنا أنه دخل بيتاً ، ولا لوى بشيء حتى دخل المسجد ، فبدأ بالبيت ، فطاف به ، وهذا أجمع في حجته وعمرته كلها ، انتهى . واستشهد شيخنا علاء الدين لهذا الحديث بما أخرجه عن ابن عمر رأيت النبي عليه السلام حين يقدم مكة يستلم الركن الأسود . هذا ، وليس فيه مقصود ، مع أن لفظ الحديث ليس كذلك ، وإنما لفظه : رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف يخبّ ثلاثة أشواط من السبع ، انتهى . أخرجاه عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ، واستشهد هذا الجاهل بما في حديث جابر الطويل : حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن ، الحديث ، والآخر ليس فيه مقصود ، أو هو بعيد عن المقصود . قوله :

روي عن ابن عمر أنه كان يقول إذا لقي البيت : بسم اللّه ، واللّه أكبر ، قلت : غريب ، والذي رواه البيهقي عنه أنه كان يقول ذلك عند استلام الحجر ، قال المصنف : ومحمد لم يعين في الأصل لمشاهد الحج شيئاً من الدعوات ، لأن التوقيت يذهب بالرقة ، وإن تبرك بالمنقول منها فحسن ،

قال الشيخ في الإِمام : رأيت في كتاب ابن المغلس قال : وذكر هشيم عن يحيى عن ابن سعيد عن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن عمر كان إذا نظر إلى البيت ، قال : اللّهم أنت السلام ، ومنك السلام ، حينا ربنا بالسلام ، انتهى . قال : ورواه سعيد بن منصور حدثنا أبو الأحوص أنا يحيى بن سعيد عن ابن سعيد بن المسيب عن أبيه أنه كان إذا دخل المسجد استقبل القبلة ، وقال : اللّهم أنت السلام ، إلى آخره ، فجعله من قول سعيد ،

وروى البيهقي عن الحاكم بسنده عن يحيى بن معين ثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن طريف عن حميد بن يعقوب سمع سعيد بن المسيب يقول : سمعت من عمر كلمة ، ما بقي أحد من الناس سمعها غيري ، سمعته يقول إذا رأى البيت : اللّهم أنت السلام ومنك السلام ، فحينا ربنا بالسلام ، قال الشيخ : وهذا الحديث شاهد لسماع سعيد من عمر ، واللّه أعلم ،

وروى الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريج أن النبي عليه السلام كان إذا رأى البيت رفع يديه ، وقال : اللّهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً ، وتكريماً ومهابة ، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه ، أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً ، وتكريماً وبراً ، وهذا معضل ، قال الشافعي : ولست أكره رفع اليدين عند رؤية البيت ، ولا أستحبه ، ولكنه عندي حسن ، انتهى .

وروى الواقدي في كتاب المغازي حدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن سعد عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخل مكة نهاراً من كداء ، فلما رأى البيت ، قال : اللّهم زد هذا تشريفاً وتعظيماً ، وتكريماً ومهابة ، وزد من عظمه ممن حجه ، أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً ، وتكريماً ومهابة ، وبراً ،

وحدثني محمد بن عبد اللّه عن الزهري عن سالم عن ابن عمر 4100 أن النبي عليه السلام لما انتهى إلى الركن استلمه ، وهو مضطبع بردائه ، وقال : بسم اللّه واللّه أكبر ، إيماناً باللّه ، وتصديقاً بما جاء به محمد ،

وحدثني ابن جريج عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد اللّه بن السائب المخزومي أنه سمع النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول فيما بين الركن اليماني والأسود : ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار . الحديث الرابع عشر :