فهرس الكتاب

أنه عليه السلام دفع من عرفة بعد غروب الشمس ،

روي أنه عليه السلام دفع من عرفة بعد غروب الشمس ، قلت : فيه أحاديث : منها

ما أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه عن سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد اللّه بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم ، قال : وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعرفة ، فقال : هذه عرفة ، وعرفة كلها موقف ، ثم أفاض حين غربت الشمس ، وأردف خلفه أسامة بن زيد ، وجعل يشير بيده على هينته ، والناس يضربون يميناً وشمالاً ، يلتفت إليهم ، ويقول : أيها الناس السكينة ، الحديث . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، لا نعرفه عن علي إلا من هذا الوجه ، انتهى . حديث آخر : تقدم في حديث جابر الطويل : فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ، إلى أن قال : ودفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وقد شنق للقصواء ، الحديث . حديث آخر :

رواه أبو داود في سننه ثنا أحمد بن حنبل حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني إبراهيم بن عقبة عن كريب عن أسامة ، قال : كنت ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلما وقعت الشمس دفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . قال في التنقيح : هذا إسناد حسن ، انفرد به أبو داود ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه الحاكم في المستدرك عن عبد الوارث بن سعيد عن ابن جريج عن محمد بن قيس عن المسور بن مخرمة ، قال : خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعرفات ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون في هذا الموضع إذا كانت الشمس على رءُوس الجبال ، كأنها عمائم الرجال على رءُوسها ، وإنما ندفع بعد أن تغيب ، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام ، إذا كانت الشمس منبسطة ، انتهى . وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، قال : فقد صح بهذا سماع المسور بن مخرمة من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، لا كما يتوهمه رعاع أصحابنا أن له رؤية بلا سماع ، وذكر أحاديث أخرى في ذلك ، واللّه أعلم ، وهذا الحديث

رواه الشافعي ، ثم البيهقي من جهته أنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة ، قال : خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : إن أهل الجاهلية كانوا لا يدفعون من عرفة حتى تكون الشمس ، كأنها عمائم الرجال في وجوههم قبل أن تغرب الشمس ، ومن المزدلفة بعد طلوع الشمس حتى تكون كأنها عمائم الرجال في وجوههم وإنا لا ندفع من عرفة حتى تغرب الشمس أو ندفع من مزدلفة قبل أن تطلع الشمس ، هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك ، انتهى . قال الشيخ في الإِمام : وهذا مرسل ، فإن محمد بن قيس بن مخرمة تابعي سمع عائشة ، وروى عن أبي هريرة ، وأظن أن ابن جريج عنه منقطع أيضاً ، فإن ابن جريج روى عن عبد اللّه بن كثير ، وذكر أبو إسحاق الشيرازي هذا الحديث في المهذب عن المسور بن مخرمة ، وهو سهو منه ، وإنما هو محمد بن قيس بن مخرمة ، انتهى . قلت : ليس ما قاله أبو إسحاق سهواً ، فقد أخرجه الحاكم ، وعنه البيهقي في سننه من حديث المسور بن مخرمة ، كما ذكرناه . وقوله : وفي رواية لابن جريج أخبرني من سمع محمد بن قيس بن مخرمة هذه الرواية عند ابن أبي شيبة في مصنفه فقال : حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن ابن جريج ، قال : أخبرت عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أن النبي عليه السلام خطب بعرفة ، فذكره . حديث آخر :

رواه الطبراني في معجمه حدثنا عبد اللّه بن محمد بن عزيز الموصلي ثنا غسان بن الربيع حدثنا جعفر بن ميسرة عن أبيه عن ابن عمر ، قال : كان المشركون لا يفيضون من عرفات حتى تعمم الشمس على رءُوس الجبال ، فتصير في رءُوسها كعمائم الرجال في وجوههم ، وأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان لا يفيض حتى تغرب ، وكان المشركون لا يفيضون من جمع حتى يقولون : أشرق ثبير ، فلا يفيضون حتى تصير الشمس في رءُوس الجبال كعمائم الرجال في وجوههم ، وأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يفيض قبل أن تطلع الشمس ، انتهى . الحديث السابع والأربعون :