فهرس الكتاب

أنه عليه السلام لما حلق أفاض إلى مكة ، فطاف بالبيت

روي أنه عليه السلام لما حلق أفاض إلى مكة ، فطاف بالبيت ، ثم عاد إلى منى وصلى الظهر ، قلت :

أخرجه مسلم عن عبد اللّه بن عمر أنه عليه السلام أفاض يوم النحر ، ثم رجع فصلى الظهر بمنى ، قال نافع : فكان ابن عمر يفيض يوم النحر ، ثم يرجع فيصلي الظهر بمنى ، ويذكر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم فعله ، انتهى ، ووهم الحاكم ، فرواه في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، ووقع في حديث جابر الطويل أنه صلى الظهر يوم النحر بمكة ، ولفظه : قال : ثم انصرف إلى المنحر فنحر ، ثم ركب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فأفاض إلى البيت ، فصلى بمكة الظهر ، الحديث ، قال ابن حزم : وأحد الخبرين وهم ، إلا أن الأغلب أنه صلى الظهر بمكة لوجوه ذكرها ، وقال غيره : يحتمل أنه أعادها لبيان الجواز ، وقال أبو الفتح اليعمري في سيرته : وقع في رواية ابن عمر أن النبي عليه السلام رجع من يومه ذلك إلى منى ، فصلى الظهر ، وقالت عائشة ، وجابر : بل صلى الظهر ذلك اليوم بمكة ، ولا شك أن أحد الخبرين وهم ، ولا يدري أيهما هو ، لصحة الطرق في ذلك ، انتهى . وذكر البيهقي في المعرفة حديث ابن عمر ، وعزاه لمسلم ، ثم قال : وروى محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ، قالت : أفاض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة من آخر يومه ، حتى صلى الظهر ، ثم رجع إلى منى ، قال : وحديث ابن عمر أصح إسناداً من هذا ، انتهى . وحديث ابن إسحاق هذا رواه أبو داود في سننه ، وقال المنذري في مختصره : هو حديث حسن ، ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السابع والعشرين ، من القسم الخامس ، والحاكم في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، انتهى . واستدل الشيخ في الإِمام على فرضية طواف الزيارة بما

أخرجه البخاري ، ومسلم عن عائشة ، قالت : حاضت صفية بنت حيي بعدما # أفاضت ، فقال عليه السلام : أحابستنا هي ؟ قالوا : يا رسول اللّه إنها قد أفاضت ، وطافت بالبيت ، ثم حاضت بعد الإِفاضة ، فقال عليه السلام : فلتنفر إذن ، انتهى . والمصنف استدل بهذا الحديث على طواف الزيارة ، وأنه بعد الحلق ، وليس في هذه الأحاديث له ذكر إلا بالمفهوم ، ولا وجدته في شيء من الكتب الستة . الحديث السابع والستون : قال المصنف رحمه اللّه : وأول وقته - يعني طواف الزيارة - بعد طلوع الفجر من النحر ، وأفضل هذه الأيام أولها ، كما في التضحية ، وفي الحديث : أفضلها أولها ، قلت : غريب جداً ، وأعاده في الأضحية . الحديث الثامن والستون :