فهرس الكتاب

الحج عرفة ، فمن وقف بعرفة ساعة من ليل أو نهار

رواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا حفص بن غياث عن ابن أبي ليلى ، وابن جريج عن عطاء أن النبي عليه السلام ، قال : من أدرك الوقوف بعرفة بليل قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج ، ومن فاته الوقوف بليل فقد فاته الحج ، انتهى . وهذا مرسل ضعيف ، فإِن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وهو ضعيف ، لم يثبته ابن عدي . الحديث الرابع والثمانون : قال عليه السلام : الحج عرفة ، فمن وقف بعرفة ساعة من ليل أو نهار فقد تم حجه ، قلت : فيه حديث عروة بن المضرس : من شهد صلاتنا هذه ، ووقف معنا حتى ندفع - وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً - فقد تم حجه وقضى تفثه ، انتهى . ورواه الأربعة ، وابن حبان ، والحاكم ، وحديث عبد الرحمن بن يعمر . تقدما . الحديث الخامس والثمانون : قال عليه السلام : إحرام المرأة في وجهها ، قلت :

أخرجه البيهقي في سننه من حديث ابن عمر مرفوعاً : إحرام الرجل في رأسه ، وإحرام المرأة في وجهها ، وقد تقدم في الإِحرام . حديث آخر :

أخرجه الدارقطني ، ثم البيهقي في سننيهما عن أيوب بن محمد أبي الجمل عن عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ليس على المرأة إحرام إلا في وجهها ، انتهى . وكذلك رواه الطبراني في معجمه ، قال الدارقطني في عللّه : أيوب هذا ضعيف ، وقد خالفه جماعة : كابن عيينة ، وهشام بن حسان ، وعلي بن مسهر ، وعبد الرحمن بن سليمان ، وابن نمير ، وإسحاق الأزرق ، وغيرهم ، فرووه عن عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر موقوفاً ، وهو الصواب ، انتهى . وقال البيهقي : وأبو الجمل ضعيف عند أهل العلم بالحديث ، والمحفوظ موقوف ، انتهى . وقال ابن القطان في كتابه : أيوب بن محمد أبو الجمل مختلف فيه ، فقال : أبو زرعة منكر الحديث ، وقال أبو حاتم ، لا بأس به ، فخرج من هذا أن حديثه غير صحيح ، انتهى كلامه . ورواه ابن عدي في الكامل ، والعقيلي في ضعفائه ، وأعلاه بأبي الجمل ، وقال : لا يتابع على رفعه ، إنما يروى موقوفاً ، انتهى . قوله : ولو أسدلت على وجهها شيئاً ، وجافته عنه جاز ، هكذا روي عن عائشة رضي ‌‌‌‌‌‌اللّه عنها ، @ @ قلت :

أخرجه أبو داود ، وابن ماجه عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عائشة ، قالت : كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم محرمات ، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه ، انتهى . أخرجه أبو داود عن هشيم عن يزيد به ، وأخرجه ابن ماجه عن محمد بن فضيل ، وعبد اللّه بن إدريس عنه ، قال في الإِمام وكذلك رواه أبو عوانة ، وعلي بن عاصم عن يزيد ، وخالفهم ابن عيينة عن يزيد ، فقال : عن مجاهد عن أم سلمة ، ومع ذلك فيزيد فيه ضعف ، تكلم فيه غير واحد ، وأخرج له مسلم في جماعة غير محتج به ، انتهى . قلت : حديث علي بن عاصم عند الدارقطني في سننه ، قال الدارقطني : وخالفه سفيان بن عيينة ، فقال : عن مجاهد عن أم سلمة ، ثم أخرجه كذلك ، ورواه الطبراني في معجمه عن سفيان بن عيينة ، نحو الدارقطني . واعلم أن سماع مجاهد من عائشة رضي اللّه عنها مختلف فيه ، فأنكره يحيى بن معين ، ويحيى بن سعيد القطان ، وشعبة ، وقال أبو حاتم : مجاهد عن عائشة مرسل ، فقد ثبت عند البخاري ، ومسلم سماعه منها ،

وأخرجا له عن عائشة أحاديث في بعضها ما يدل على سماعه منها ، نحو ما رواه منصور عن مجاهد ، قال : دخلت أنا ، وعروة بن الزبير المسجد ، فإذا عبد اللّه بن عمر جالس إلى حجرة عائشة ، والناس يصلون الضحى في المسجد ، فسألناه عن صلاتهم ، فقال : بدعة ، فقال له عروة : يا أبا عبد الرحمن اعتمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ قال : أربع عمر : إحداهن في رجب ، فكرهنا أن نكذبه ، ونرد عليه ، وسمعنا استنان عائشة في الحجرة ، فقال عروة : ألا تسمعين يا أم المؤمنين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن ؟ فقالت : وما يقول ؟ قال : يقول : اعتمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أربع عمر : إحداهن في رجب ، فقالت : يرحم اللّه أبا عبد الرحمن ما اعتمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا وهو معه ، وما اعتمر في رجب قط ، انتهى . أخرجه مسلم في الحج ، والبخاري في المغازي - في غزوة خيبر - في باب عمرة القضاء ، وظاهر هذا أنه سمع منها ، ولو لم يكن عند البخاري كذلك لما أخرجه ، لأنه يشترط اللقاء ، وسماع الراوي ممن روى عنه مرة واحدة فصاعداً ، ولا خلاف في إدراك مجاهد لعائشة ،

وأخرج مسلم أيضاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عائشة ، قالت : حضت بسرف ، فطهرت بعرفة ، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك ، انتهى . ومسلم إنما يعتبر التعاصر ، وإمكان السماع ما لم يقم دليل على خلافه ، مع أنه أخرجه من رواية طاوس عن عائشة بإِسناد لا خلاف في اتصاله ،

وأخرج النسائي في سننه عن موسى الجهني ، قال : أتى مجاهد بقدح حزرته ثمانية أرطال ، فقال : حدثتني عائشة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يغتسل بمثل هذا ، انتهى . وهذا صريح في سماعه منها ، وقال ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث والأربعين ، من القسم الثاني : من زعم أن مجاهداً لم يسمع من عائشة كان واهماً ، ماتت عائشة في سنة سبع وخمسين ، وولد مجاهد في سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر ، انتهى كلامه . وقال ابن القطان في كتابه ، ذكر الدوري عن ابن معين ، قال : كان يحيى بن سعيد القطان ينكر سماع مجاهد من عائشة ، وقال القطان : كان شعبة ينكره أيضاً ، ذكره الترمذي في العلل ، وذكر عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، قال : كان شعبة ينكره ، وقال ابن أبي حاتم : روي عن عائشة مرسلاً ، انتهى كلامه . وقال غيره : وقد ثبت عن البخاري ، ومسلم سماع مجاهد من عائشة ، فلا يلتفت إلى من نفاه . الحديث السادس والثمانون :