فهرس الكتاب

أن النبي عليه السلام طعن في الجانب الأيسر مقصوداً ، وفي

روي في الإِشعار أن النبي عليه السلام طعن في الجانب الأيسر مقصوداً ، وفي الجانب الأيمن اتفاقاً ، قلت : رواية الطعن في الجانب الأيمن

أخرجها مسلم عن أبي حسان عن ابن عباس أن النبي عليه السلام صلى الظهر بذي الحليفة ، ثم دعا ببدنة فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن ، وقد تقدم وذكر البخاري الإِشعار من حديث المسور ، ومروان غير مقيد بالأيمن ، ولا بالأيسر ، ولفظه : قالا : خرج النبي عليه السلام زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه ، حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد النبي عليه السلام الهدي ، وأشعر وأحرم بالعمرة ، انتهى . وذكره من حديث عائشة أيضاً ، وسيأتي قريباً ، وأما رواية الطعن في الأيسر ،

فرواها أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا زهير حدثنا يزيد بن هارون أنبأ شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أبي حسان عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما أتى ذا الحليفة أشعر بدنته في شقها الأيسر ، ثم سلت الدم بإِصبعه ، فلما علت به راحلته البيداء لبى ، انتهى . وقال ابن عبد البر في كتاب التمهيد : @ رأيت في كتاب ابن علية عن أبيه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أشعر بدنة من الجانب الأيسر ، ثم سلت الدم عنها ، وقلدها نعلين ، قال : وهذا عندي منكر في حديث ابن عباس ، والمعروف ما رواه مسلم ، وغيره : في الجانب الأيمن ، لا يصح فيه غير ذلك ، إلا أن ابن عمر كان يشعر بدنه من الجانب الأيسر ، انتهى . وهكذا أورده أبو محمد عبد الحق في أحكامه معزواً إلى ابن عبد البر ، قال ابن القطان في كتابه : وهو كلام صحيح ، وأنا أخاف أن يكون تصحف فيه : الأيمن ، بالأيسر ، وأيضاً ، فإِنا لا نعلم ابن علية إلا الإِخوة الثلاثة : إسماعيل ، وربعي ، وإسحاق ، والمشهور الفقيه منهم : إسماعيل بن إبرهيم بن مقسم ، وعلية أمه ، وليست هذه طبقته ، أن يروي بهذا النزول ، فإن قدرناه هو فأبوه إبراهيم بن مقسم لا أعرفه في رواية الأخبار ، وحاله مجهول ، انتهى كلامه . قلت : قد روي من غير طريق ابن علية كما قدمناه من جهة أبي يعلى الموصلي ، وحديث ابن عمر الذي أشار إليه ابن عبد البر