فهرس الكتاب

لما أحصر بالحديبية ، وبعث الهدايا على يدي ناجية الأسلمي ،

روي أنه عليه السلام لما أحصر بالحديبية ، وبعث الهدايا على يدي ناجية الأسلمي ، قال له : لا تأكل أنت ، ولا رفقتك منها شيئاً ، قلت : حديث ناجية ليس فيه قوله : لا تأكل أنت ولا رفقتك منها شيئاً ، كما

رواه أصحاب السنن الأربعة من حديثه : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث معه بهدي ، وقال له : إن عطب فانحره ، ثم اصبغ نعله في دمه ، ثم خل بينه وبين الناس ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن عشر ، من القسم الأول ، والحاكم في المستدرك ، وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، انتهى . ثم وجدته في المغازي للواقدي ، ذكره في أول غزوة الحديبية ، فقال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، وعاصم بن عمر ، ومحمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة ، وحدثني جماعة آخرون ، فقال : وكلٌّ قد حدثني بطائفة من هذا الحديث أن النبي عليه السلام لما أراد الخروج ، فذكر القصة ، وفيها أنه عليه السلام استعمل على هديه ناجية بن جندب الأسلمي ، وأمره أن يتقدمه بها ، قال : وكانت سبعين بدنة ، فذكره بطوله ، وقال بعد ذلك بنحو ورقة ، وقال ناجية الأسلمي : عطب معي بعير من الهدي ، فجئت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالأبواء ، فأخبرته ، فقال : انحرها واصبغ قلائدها في دمها ، ولا تأكل أنت ولا أحد من أهل رفقتك منها شيئاً ، وخل بينها وبين الناس ، مختصر . وروى في أخر الباب : حدثني الهيثم بن واقد عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن ناجية بن جندب ، قال : كنت على هدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجته ، فقلت : يا رسول اللّه أرأيت ما عطب منها كيف أصنع به ؟ قال : انحره ، وألق قلائده في دمه ، لا تأكل أنت ، ولا أحد من أهل رفقتك وقوله ولا تأكل أنت إلى آخره في أحاديث أخرى : منها حديث ذؤيب أبي قبيصة ،

أخرجه مسلم ، وابن ماجه عن قتادة عن سنان بن سلمة عن ابن عباس أن ذؤيباً الخزاعي أبا قبيصة حدثه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يبعث بالبدن معه ، ثم يقول : إن عطب منها شيء فخشيت عليه موتاً فانحرها ، ثم اغمس نعلها في دمها ، ثم اضرب به صفحتها ، ولا تطعمها أنت ولا أحد من أهل رفقتك ، انتهى . ورواه ابن أبي خيثمة في تاريخه - في باب الصحابة - في ترجمة ذؤيب وقال : سمعت يحيى بن معين يقول : قتادة لم يدرك سنان بن سلمة ، ولم يسمع منه شيئاً ، انتهى . والحديث معنعن في مسلم ، وابن ماجه ، إلا أن مسلماً ذكر له شواهد ، - ولم يسم فيها ذؤيباً ، بل قال : رجلاً - ومنها ما أخرجه عن ابن عباس ، قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلاً ، وبعث معه بثمان عشرة بدنة ، فقال : أرأيت إن أزحف على شيء منها ، قال : تنحرها ، ثم تصبغ نعلها في دمها ، ثم اضربها على صفحتها ، ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أصحابك ، أو قال : من أهلك ورفقتك ، انتهى . وفي رواية لمسلم : وبعث معه بستة عشر بدنة ، وهو لفظ ابن حبان في صحيحه ، قال النووي : يحتمل أن تكون قصتين ، انتهى . ورواه أبو داود ، وقال : عوض رجلاً ، فلاناً الأسلمي ، ولم أجد في الحديثين ، ولا في شيء من طرقهما أن هذا كان في الإِحصار ، ولا أن البعث كان من الحديبية ، ولم يتعرض أحد من شارحي - مسلم - لشيء من ذلك . حديث آخر :