فهرس الكتاب

تزوج بميمونة ، وهو محرم

روي أنه عليه السلام تزوج بميمونة ، وهو محرم ، قلت :

رواه الأئمة الستة في كتبهم عن طاوس عن ابن عباس ، قال : تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ميمونة وهو محرم ، انتهى . زاد البخاري : وبنى بها وهو حلال ، وماتت بسرف ، انتهى .

وأخرج أيضاً عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : تزوج النبي صلى اللّه عليه وسلم ميمونة وهو محرم ، وبنى بها وهو حلال ، وماتت بسرف ، انتهى . وله عنه أيضاً ، قال : تزوج النبي صلى اللّه عليه وسلم ميمونة في عمرة القضاء ، ولم يصل سنده به 4702 ، ذكرها في عمرة القضاء ،

أخرجه مسلم ، وابن ماجه في النكاح ، والباقون في الحج ،

وأخرج الدارقطني من طريق ضعيف عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم ،

وأخرج البزار في مسنده عن مسروق عن عائشة أنه عليه السلام تزوج وهو محرم ، واحتجم وهو محرم ، قال السهيلي في الروض الأنف : إنما أرادت نكاح ميمونة ، ولكنها لم تسمها ، انتهى . أحاديث الخصوم المعارضة :

روى مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه عن يزيد بن الأصم ، قال : حدثتني ميمونة بنت الحارث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تزوجها وهو حلال ، قال : وكانت خالتي ، وخالة ابن عباس ، انتهى بلفظ مسلم . وفي لفظ له : وبنى بها وهو حلال ، ولفظ أبي داود قالت : تزوجني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ونحن حلالان بسرف ، انتهى . زاد أبو يعلى الموصلي في مسنده بعد أن رجعنا من مكة ، انتهى . ثم أسند أبو داود عن سعيد بن المسيب ، قال : وهم ابن عباس في تزويج ميمونة ، وهو محرم ، انتهى .

وأخرج الطحاوي عن عمرو بن دينار حدثني ابن شهاب عن يزيد بن الأصم أنه عليه السلام نكح ميمونة ، وهما حلالان ، قال عمرو : فقلت للزهري : وما يدري ابن الأصم ، أعرابي بوّال على عقبيه ، أتجعله مثل ابن عباس ؟ ! انتهى . حديث آخر :

أخرجه الترمذي عن حماد بن زيد ثنا مطر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع أنه عليه السلام تزوج ميمونة وهو حلال ، وبنى عليها وهو حلال ، وكنت أنا الرسول بينهما ، انتهى . ورواه أحمد في مسنده ، وابن حبان في صحيحه عن ابن خزيمة بسنده عن حماد بن زيد به ، قال الترمذي : حديث حسن ، ولا نعلم أحداً أسنده غير حماد عن مطر ، ورواه مالك عن ربيعة عن سليمان عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرسلاً ، ورواه سليمان بن بلال عن ربيعة مرسلاً ، انتهى . قال الترمذي : وقد اختلفوا في تزويج النبي صلى اللّه عليه وسلم ميمونة ، لأنه عليه السلام تزوجها في طريق مكة ، فقال بعضهم : تزوجها حلالا ، وظهر أمر تزويجها ، وهو محرم ثم بنى بها ، وهو حلال بسرف في طريق مكة ، وماتت ميمونة بسرف حيث بنى بها ، ودفنت بسرف ، انتهى . وقال ابن حبان : وليس في هذه الأخبار تعارض ، ولا أن ابن عباس وهم ، لأنه أحفظ وأعلم من غيره ، ولكن عندي أن معنى قوله : تزوج وهو محرم ، أي داخل في الحرم ، كما يقال : أنجد ، وأتهم ، إذا دخل نجداً ، وتهامة ، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم عزم على الخروج إلى مكة في عمرة القضاء ، فبعث من المدينة أبا رافع ، ورجلاً من الأنصار إلى مكة ليخطبا ميمونة له ، ثم خرج وأحرم ، فلما دخل مكة طاف وسعى وحل من عمرته ، وتزوج بها ، وأقام بمكة ثلاثاً ، ثم سأله أهل مكة الخروج ، فخرج حتى بلغ سرف ، فبنى بها ، وهما حلالان ، فحكى ابن عباس نفس العقد ، وحكت ميمونة عن نفسها القصة على وجهها ، وهكذا أخبر أبو رافع ، وكان الرسول بينهما ، فدل ذلك - مع نهيه عليه السلام عن نكاح المحرم وإنكاحه - على صحة ما ادعيناه ، انتهى كلامه . حديث آخر :

رواه الطبراني في معجمه حدثنا أحمد بن عمرو البزار ثنا محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي عن أبيه عن سلام أبي المنذر عن مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم تزوج ميمونة ، وهو حلال ، انتهى . ثم أخرجه عن ابن عباس من خمسة عشر طريقاً أن النبي صلى اللّه عليه وسلم تزوجها ، وهو محرم ، وفي لفظ : وهما حرامان ، وقال : هذا هو الصحيح ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه الطبراني في معجمه عن صفية بنت شيبة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال . حديث يخالف ما تقدم :