فهرس الكتاب

أنه عليه السلام خير

روي أنه عليه السلام خير ، قلت :

أخرجه أصحاب السنن الأربعة عن هلال بن أسامة عن أبي ميمونة ، سليم ، ويقال : سلمان مولى من أهل المدينة ، رجل صدق ، قال : بينما أنا جالس مع أبي هريرة ، جاءته امرأة فارسية معها ابن لها ، فادّعياه ، وقد طلقها زوجها ، فقالت : يا أبا هريرة - ورطنت بالفارسية - زوجي يريد أن يذهب بابني ، فقال أبو هريرة : استهما عليه - ورطن لها بذلك - فجاء زوجها ، فقال : من يحاقني في ولدي ، فقال أبو هريرة : اللهم إني لا أقول هذا ، إلا أني سمعت امرأة جاءت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأنا قاعد عنده ، فقالت : يا رسول اللّه إن زوجي يريد أن يذهب بابني ، وقد سقاني من بئر أبي عنبة ، وقد نفعني ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : استهما عليه ، فقال زوجها : من يحاقني في ولدي ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : هذا أبوك ، وهذه أمك ، فخذ بيد أيهما شئت ، فأخذ بيد أمه ، فانطلقت به ، انتهى . أخرجه أبو داود ، والنسائي في الطلاق هكذا ، وأخرجه الترمذي ، وابن ماجه في الأحكام مختصراً ، بدون القصة ، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خير غلاماً بين أبيه وأمه ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وأبو ميمونة اسمه سليم ، انتهى . ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس والثلاثين ، من القسم الخامس ، بلفظ الترمذي ، وزاد فيه : وأن أبا هريرة خير غلاماً بين أبيه وأمه ، ورواه الحاكم في المستدرك - في كتاب الأحكام بلفظ أبي داود ، وقال : حديث صحيح الإِسناد ، ولم يخرجاه ، انتهى . قال ابن القطان في كتابه : هذا الحديث يرويه هلال بن أسامة عن أبي ميمونة ، سلمى - مولى من أهل المدينة - رجل صدق ، عن أبي هريرة ، وأبو ميمونة هذا ليس مجهولاً ، فقد كناه هلال بن أسامة بأبي ميمونة ، وسماه سلمى ، وذكر أنه مولى من أهل المدينة ، ووصفه بأنه رجل صدق ، وهذا القدر كاف في الراوي حتى يتبين خلافه ، وأيضاً فقد روى عن أبي ميمونة المذكور أبو النضر ، قاله أبو حاتم : وروى عنه يحيى بن أبي كثير هذا الحديث نفسه ، كما