فهرس الكتاب

أنه مسح على جوربيه

الحديث الخامس : روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه مسح على جوربيه قلت : روي من حديث المغيرة بن شعبة . ومن حديث أبي موسى . ومن حديث بلال ، فحديث المغيرة ،

رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين . والنعلين ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وقال النسائي في سننه الكبرى : لا نعلم أحداً تابع أبا قيس على هذه الرواية ، والصحيح عن المغيرة أنه عليه السلام مسح على الخفين ، انتهى . ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الخامس والثلاثين ، من القسم الرابع ، وقال أبو داود في سننه : كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث ، لأن المعروف عن المغيرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم مسح على الخفين ، قال : وروى أبو موسى الأشعري أيضاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه مسح على الجوربين ، وليس بالمتصل ، ولا بالقوي ، قال : ومسح على الجوربين علي بن أبي طالب . وأبو مسعود . والبراء بن عازب . وأنس بن مالك . وأبو أمامة . وسهل بن سعد . وعمرو بن حريث ، وروي ذلك عن عمر بن الخطاب . وابن عباس ، انتهى . وذكر البيهقي حديث المغيرة هذا ، وقال : إنه حديث منكر ، ضعفه سفيان الثوري . وعبد الرحمن بن مهدي . وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين . وعلي بن المديني ، ومسلم بن الحجاج ، والمعروف عن المغيرة حديث المسح على الخفين ، ويروى عن جماعة أنهم فعلوه ، انتهى . قال النووي : كل واحد من هؤلاء لو انفرد قدِّم على الترمذي ، مع أن الجرح مقدم على التعديل ، قال : واتفق الحفاظ على تضعيفه ، ولا يقبل قول الترمذي : إنه حسن صحيح ، انتهى . وقال الشيخ تقي الدين في الإمام : أبو قيس الأودي اسمه عبد الرحمن بن ثروان احتج به البخاري في صحيحه وذكر البيهقي في سننه أن أبا محمد يحيى بن منصور ، قال : رأيت مسلم بن الحجاج ضعف هذا الخبر ، وقال : أبو قيس الأودي . وهزيل بن شرحبيل لا يحتملان ، وخصوصاً مع مخالفتهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة ، فقالوا : مسح على الخفين ، وقال : لا نترك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس . وهذيل قال : فذكرت هذه الحكاية عن مسلم لأبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي ، فسمعته يقول : سمعت علي بن محمد بن شيبان يقول : سمعت أبا قدامة السرخسي يقول : قال عبد الرحمن بن مهدي : قلت لسفيان الثوري : لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هذيل ما قبلته منك ، فقال سفيان : الحديث ضعيف ، ثم أسند البيهقي عن أحمد بن حنبل ، قال : ليس يروى هذا الحديث إلا من رواية أبي قيس الأودي . وأبي عبد الرحمن بن مهدي أن يحدِّث بهذا الحديث ، وقال : هو منكر ، وأسند البيهقي أيضاً عن علي بن المديني ، قال : حديث المغيرة بن شعبة في المسح رواه عن المغيرة أهل المدينة . وأهل الكوفة ، وأهل البصرة ، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة إلا أنه قال : ومسح على الجوربين ، فخالف الناس ، وأسند أيضاً عن يحيى بن معين ، قال : الناس كلهم يروونه على الخفين ، غير أبي قيس ، قال الشيخ : ومن يصححه يعتمد بعد تعديل أبي قيس على كونه ليس مخالفاً لرواية الجمهور مخالفة معارضة ، بل هو أمر زائد على ما رووه ، ولا يعارضه ، ولاسيما ، وهو طريق مستقل برواية هزيل ، عن المغيرة لم يشارك المشهورات في سندها ، انتهى . وأما حديث أبي موسى ، وهو الذي أشار إليه أبو داود ،

فأخرجه ابن ماجه في سننه . والطبراني في معجمه عن عيسى بن سنان عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي موسى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين ، انتهى . ولم أجده في نسختي من ابن ماجه ، ولا ذكره ابن عساكر في الأطراف وكأنه في بعض النسخ ، فقد عزاه ابن الجوزي في التحقيق لابن ماجه ، وكذلك الشيخ في الإمام وقال : وقول أبي داود في هذا الحديث : ليس بالمتصل ولا بالقوي أوضحه البيهقي ، فقال الضحاك : ابن عبد الرحمن لم يثبت سماعه من أبي موسى ، وعيسى بن سنان ضعيف لا يحتج به ، انتهى . وأخرجه العقيلي في كتاب الضعفاء وأعله بعيسى بن سنان وضعفه عن يحيى بن معين . وغيره ، وأما حديث بلال ،

فرواه الطبراني في معجمه من طريق ابن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمسح على الخفين والجوربين ، انتهى . وأخرجه أيضاً عن يزيد بن أبي زياد . وابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم نحوه ، ويزيد بن أبي زياد . وابن أبي ليلى مستضعفان ، مع نسبتهما إلى الصدق ، واللّه أعلم . الآثار في ذلك ، روى عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا الثوري عن الزبرقان عن كعب بن عبد اللّه ، قال : رأيت علياً بال فمسح على جوربيه ونعليه ، ثم قام يصلي ، انتهى . أخبرنا الثوري عن منصور عن خالد بن سعد ، قال : كان أبو مسعود الأنصاري يمسح على جوربين له من شعر ونعليه . أخبرنا الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن أبي مسعود نحوه . أخبرنا الثوري عن يحيى بن أبي حية عن أبي الجلاس عن ابن عمر أنه كان يمسح على جوربيه ونعليه ، أخبرنا الثوري عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه ، قال : رأيت البراء بن عازب يمسح على جوربيه ونعليه ، أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك أنه كان يمسح على الجوربين ، أخبرنا معمر عن الأعمش عن إبراهيم أن ابن مسعود كان يمسح على خفيه ويمسح على جوربيه ، انتهى .