فهرس الكتاب

أنت ومالك لأبيك

أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه عن عبد اللّه بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده ، أنه طلق امرأته سهيمة ألبتة ، فأخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك ، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : ما أردت ؟ قال : واحدة ، قال : ألبتة ، قال : ألبتة ، فقال له عليه السلام : هي على ما أردت ، وردها إليه ، زاد أبو داود ، فطلقها الثانية في زمان عمر ، والثالثة في زمان عثمان ، انتهى . قال أبو داود : وهذا أصح من حديث ابن جريج أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً ، لأنهم أهل بيته ، وهم أعلم به ، وحديث ابن جريج رواه عن بعض بني أبي رافع عن عكرمة عن ابن عباس ، انتهى . وأخرجه أبو داود أيضاً من طريق محمد بن إدريس الإِمام الشافعي حدثني عمي محمد بن علي بن شافع عن عبد اللّه بن علي بن السائب عن نافع بن عجير بن عبد يزيد بن ركانة أن ركانة ، فذكره ، قال عبد الحق في أحكامه : في إسناد هذا الحديث عبد اللّه بن علي بن السائب عن نافع عن عجير عن ركانة ، والزبير بن سعيد عن عبد اللّه بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده ، وكلهم ضعفاء ، والزبير أضعفهم ، وقال البخاري : علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه لم يصح حديثه ، انتهى كلامه . قلت : رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ، أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً ، الحديث ، انتهى . الحديث الثاني : قال عليه السلام : أنت ومالك لأبيك ، قلت : روي من حديث جابر ، ومن حديث عائشة ، ومن حديث سمرة بن جندب ، ومن حديث عمر بن الخطاب ، ومن حديث ابن مسعود ، ومن حديث ابن عمر . - فحديث جابر :

رواه ابن ماجه في سننه حدثنا هشام بن عمار ثنا عيسى بن يونس ثنا يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رجلاً ، قال : يا رسول اللّه إن لي مالاً وولداً ، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي قال : أنت ومالك لأبيك انتهى . قال ابن القطان : إسناده صحيح ، وقال المنذري : رجاله ثقات ، وقال في التنقيح : ويوسف بن إسحاق من الثقات المخرج لهم في الصحيحين قال : وقول الدارقطني فيه : غريب تفرد به عيسى عن يوسف لا يضره ، فإن غرابة الحديث والتفرد به لا يخرجه عن الصحة ، وقال الدارقطني في حديث الاستخارة : غريب من حديث عبد الرحمن بن أبي الموالي عن محمد عن جابر ، وفي حديث رحم اللّه رجل سمحاً إذا باع : تفرد به أبو غسان عن محمد ، وفي حديث كل معروف صدقة : تفرد به علي بن عباس عن محمد ، وكلها مخرجة في صحيح البخاري ، إلى غير ذلك ، انتهى كلامه . طريق آخر :

أخرجه الطبراني في معجمه الصغير ، والبيهقي في دلائل النبوة عن عبيد بن خلصة ثنا عبد اللّه بن عمر المدني عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : يا رسول اللّه إن أبيه يريد أن يأخذ ماليه ، فقال عليه السلام : أدعه ليه ، فلما جاء قال له عليه السلام : إن ابنك يزعم أنك تأخذ ماله ، فقال : سله ، هل هو إلا عماته ، أو قراباته ، أو ما أنفقه على نفسي وعيالي ؟ فقال : فهبط جبرائيل عليه السلام ، فقال : يا رسول اللّه إن الشيخ قال في نفسه شعراً ، لم تسمعه أذناه ، فقال له عليه السلام : قلت في نفسك شعراً لم تسمعه أذناك فهاته ، فقال : لايزال يزيدنا اللّه تعالى بك بصيرة ويقيناً ، ثم أنشأ يقول : غذوتك مولوداً ، وعلتك يافعاً ، * تعل بما أجني عليك وتنهل ، إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت * لسقمك إلا ساهراً أتململ ، تخاف الردى نفسي عليك ، وإنها * لتعلم أن الموت حتم موكل ، كأني أنا المطروق دونك بالذي * طرقت به دوني ، فعيني تهمل ، فلما بلغت السن والغاية التي ، * إليها مدى ما كنت فيك أؤمل ، جعلت جزائي غلظة وفظاظة ، * كأنك أنت المنعم المتفضل ، فليتك إذ لم ترع حق أبوتي ، * فعلت كما الجار المجاور يفعل ، قال : فبكى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ثم أخذ بتلبيب ابنه ، وقال له : اذهب فأنت ومالك لأبيك وعقد له البيهقي باباً في الدلائل فقال : باب إخباره عليه السلام من قال في نفسه شعرا ثم ذكره ، واللّه أعلم . وأما حديث عائشة :

فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثاني والأربعين ، من القسم الثالث عن عبد اللّه بن كيسان عن عطاء عن عائشة أن رجلاً أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم يخاصم أباه في ديْن له عليه ، فقال له عليه السلام : أنت ومالك لأبيك ، انتهى . - وأما حديث سمرة بن جندب : فأخرجه البزار في مسنده ، والطبراني في معجمه عن أبي إسماعيل الحوراني ، واسمه عبد اللّه بن إسماعيل عن جرير بن حازم عن الحسن عن سمرة ، فذكره ، بلفظ ابن ماجه ، قال البزار : ورواه غير أبي إسماعيل ، فأرسله ، ولا نعلم أسنده إلا أبو إسماعيل ، انتهى . وأعله العقيلي في ضعفائه بعبد اللّه بن إسماعيل ، وقال : إنه منكر الحديث ، لا يتابع على شيء من حديثه ، قال : وفي الباب أحاديث من غير هذا الوجه ، انتهى . - وأما حديث عمر : فأخرجه البزار في مسنده عن سعيد بن بشير عن مطر الوراق عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر مرفوعاً ، بلفظ ابن ماجه ، قال البزار : لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه ، وأعله ابن عدي في الكامل بسعيد بن بشير ، وضعفه عن البخاري ، والنسائي ، وابن معين ، ووثقه عن شعبة . وأما حديث ابن مسعود :