فهرس الكتاب

قطع يمين السارق من الزند

أخرجه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه عن صفوان بن أمية ، فأبو داود ، والنسائي عن سماك بن حرب عن حميد ابن أخت صفوان عن صفوان بن أمية ، وابن ماجه من طريق مالك عن الزهري عن عبد اللّه بن صفوان عن أبيه أنه طاف بالبيت ، وصلى ، ثم لف رداء له من برد ، فوضعه تحت رأسه ، فنام ، فأتاه لص فاستله من تحت رأسه ، فأخذه ، فأتى به النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال : إن هذا سرق ردائي ، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : أسرقت رداء هذا ؟ قال : نعم ، قال : اذهبا به ، فاقطعا يده ، فقال صفوان : ما كنت أريد أن تقطع يده في ردائي ، قال : فلولا كان قبل أن تأتيني به ؟ ! ، انتهى . وزاد النسائي ، فقطعه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وبسند أبي داود رواه الحاكم في المستدرك ، ولفظه قال : كنت نائماً في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وعليّ خميصة لي ثمن ثلاثين درهماً ، فجاء رجل فاختلسها مني ، فأخذ الرجل ، فجيء به إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأمر به أن يقطع ، فقلت : من أجل ثلاثين درهماً ؟ أنا أبيعه ، وأهبه ثمنها ، قال : فهلا كان قبل أن تأتيني به ؟ ! ، انتهى . وسكت عنه ، وحميد ابن أخت صفوان لم يرو عنه ، إلا سماك ، ولم ينبه عليه المنذري في مختصره ، وعند النسائي فيه طرق أخرى ، قال عبد الحق في أحكامه بعد أن ذكره من جهة النسائي : رواه سماك بن حرب عن حميد ابن أخت صفوان عن صفوان بن أمية ، ورواه عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن صفوان ، ورواه أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس ، ورواه عمرو بن دينار عن طاوس عن صفوان ، ذكر هذه الطرق النسائي ، ورواه مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان أن صفوان ، وروي من غير هذا الوجه ، ولا أعلمه يتصل من وجه صحيح ، انتهى . وبينه ابن القطان في كتابه فقال : أما حديث سماك فضعيف بحميد المذكور ، فإنه لا يعرف في غير هذا ، وقد ذكره ابن أبي حاتم بذلك ، ولم يزد عليه ، وذكره البخاري ، فقال : إنه حميد بن حجير ابن أخت صفوان بن أمية ، ثم ساق له هذا الحديث ، وهو كما قلنا : مجهول الحال ، وأما طريق عبد الملك بن أبي بشير ، فالظاهر أنها منقطعة ، فإنها من رواية عبد الملك عن عكرمة عن صفوان بن أمية ، وعكرمة لا أعرف أنه سمع من صفوان ، وإنما يرويه عن ابن عباس ، ومن دون عبد الملك إلى النسائي ثقات ، وعبد الملك وثقه ابن حنبل ، وابن معين ، وأبو زرعة ، ويحيى القطان ، وقال سفيان : كان شيخ صدق ، وأما طريق عمرو بن دينار فتشبه أنها متصلة ، قال ابن عبد البر : سماع طاوس من صفوان ممكن ، لأنه أدرك زمان عثمان ، وذكر يحيى القطان عن زهير عن ليث عن طاوس ، قال : أدركت سبعين شيخاً من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى كلامه . وقال في التنقيح : حديث صفوان حديث صحيح ، رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأحمد في مسنده من غير وجه عنه ، انتهى . فصل في كيفية القطع الحديث الحادي عشر : قال المصنف : وقد صح أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قطع يمين السارق من الزند قلت : فيه أحاديث :

فمنها ما أخرجه الدارقطني في سننه عن أبي نعيم النخعي ثنا محمد بن عبيد اللّه العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، قال : كان صفوان بن أمية بن خلف نائماً في المسجد ، وثيابه تحت رأسه ، فجاء سارق فأخذها ، فأتى به النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وأقر السارق ، فأمر به النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يقطع ، فقال صفوان : يا رسول اللّه أيقطع رجل من العرب في ثوبي ؟ ! فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : أفلا كان قبل أن تأتيني به ، ثم قال عليه السلام : اشفعوا ما لم يصل إلى الوالي ، فإذا وصل إلى الوالي فعفا ، فلا عفا اللّه عنه ، ثم أمر بقطعه من المفصل انتهى . وضعفه ابن القطان في كتابه ، فقال : العرزمي متروك ، وأبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي لا يتابع على ما له من حديث ، انتهى . حديث آخر :

رواه ابن عدي في الكامل حدثنا أحمد بن عيسى الوشاء التنيسي ثنا عبد الرحمن بن سلمة عن خالد بن عبد الرحمن الخراساني عن مالك بن مغول عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عبد اللّه بن عمرو ، قال : قطع النبي صلى اللّه عليه وسلم سارقاً من المفصل ، انتهى . قال ابن القطان في كتابه : وخالد ثقة ، وعبد الرحمن بن سلمة لا أعرف له حالاً . حديث آخر :

رواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا وكيع عن سبرة بن معبد الليثي ، قال : سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حيوة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قطع رجلاً من المفصل ، انتهى . وهو مرسل ،

وأخرج عن عمر ، و علي أنهما قطعا من المفصل ، وهذه الأحاديث مفسرة للأحاديث المجملة ، كحديث

أخرجه أبو داود في سننه عن الحجاج بن أرطاة عن مكحول عن عبد الرحمن بن محيريز عن فضالة بن عبيد أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قطع يد سارق ، ثم أمر بها فعلقت في عنقه ، انتهى . وهو معلول بالحجاج ، وزاد ابن القطان جهالة حال ابن محيريز ، قال : ولم يذكره البخاري ، ولا ابن أبي حاتم ، وحديث :