فهرس الكتاب

فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه ،

وأخرج الدارقطني في سننه عن الحكم عن حسين بن ميمون عن أبي الجنوب الأسدي ، قال : قال علي بن أبي طالب : من كانت له ذمتنا ، فدمه كدمنا ، وديته كديتنا ، انتهى . قال الدارقطني : خالفه أبان بن تغلب ، فرواه عن حسين بن ميمون عن عبد اللّه بن عبد اللّه عن أبي الجنوب ، وأبو الجنوب ضعيف الحديث ، انتهى . قلت : وحديث أبان الذي أشار إليه أخرجه الشافعي في مسنده ، فقال : أخبرنا محمد بن الحسن ثنا قيس بن ربيع الأسدي عن أبان بن تغلب عن الحسين بن ميمون به . الحديث الرابع : قال عليه السلام في وصية أمراء الأجناد : فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه ، قلت : تقدم في حديث بريدة : ادعهم إلى الإِسلام . قوله : ولو قاتل قبل الدعوة أثم ، للنهي ، قلت : تقدم في حديث فروة بن مسيك ، قلت : يا رسول اللّه أقاتل بمقبل قومي مدبرهم ؟ قال : نعم ، فلما وليت دعاني ، فقال : لا تقاتلهم حتى تدعوهم إلى الإِسلام ، مختصر ، وفي حديث علي ، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن : لا تقاتل قوماً حتى تدعوهم ، انتهى . الحديث الخامس ، والسادس : وقد صح أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أغار على بني المصطلق ، وهم غارّون ، وعهد إلى أسامة أن يغير على أبنى صباحا ، ثم يحرق ، قلت : حديث بني المصطلق

أخرجه البخاري ، ومسلم عن ابن عون ، قال : كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال ، فكتب إلي : إنما كان ذلك في أول الإِسلام ، قد أغار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على بني المصطلق ، وهم غارّون ، وأنعامهم تسقى على الماء ، فقتل مقاتلتهم ، وسبى ذراريهم ، وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث ، حدثني به عبد اللّه بن عمر ، وكان في ذلك الجيش ، انتهى . وحديث أسامة :

أخرجه أبو داود ، وابن ماجه عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان عهد إليه ، فقال : أغر على أبنى صباحا ، وحرق ، انتهى . قال المنذري في حواشيه : غارّون - بتشديد الراء - هكذا قيده غير واحد ، وقال الفارسي : أظنه غادون ، بالدال المهملة # المخففة ، فإن صحت رواية الراء فوجهه أنهم ذو غرة ، أي أتاهم الجيش على غرة منهم ، فإن الغار هو الذي يغر غيره ، ولا وجه له هنا ، وهذا الذي قاله فيه تكلف ، فقد قال الجوهري ، وغيره : الغافل ، انتهى . وأبنى - بضم الهمزة ، وسكون الباء الموحدة ، بعدها نون ، وألف مقصورة - موضع من فلسطين بين عسقلان والرملة ، ويقال : يبنى - بياء مضمومة آخر الحروف - ، انتهى . وزعم الحازمي في الناسخ والمنسوخ أن حديث ابن عمر المتقدم ناسخ للأحاديث التي فيها الدعوة ، وهو صريح في ذلك ، فإنه قال فيه : إنما كان ذلك في أول الإِسلام ، ثم ساق من طريق أبي عوانة ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا علي بن بكار عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أغار على خيبر يوم الخميس ، وهم غارون ، فقتل المقاتلة ، وسبى الذرية ، انتهى . قال : وقد جمع بعض العلماء بين الأحاديث ، فقال : الأحاديث الأول محمولة على الأمر بدعاء من لم تبلغهم الدعوة ، وأما بنو المصطلق ، وأهل خيبر ، فإن الدعوة كانت بلغتهم ، انتهى . الحديث السابع : قال عليه السلام في حديث سليمان بن بريدة : فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية ، إلى أن قال : فإن أبوا فاستعن باللّه عليهم ، وقاتلهم ، قلت : تقدم ذلك في حديث سليمان بن بريدة عن أبيه . الحديث الثامن :