فهرس الكتاب

لا تسافروا بالقرآن في أرض العدو ،

أخرجه الأئمة الستة في كتبهم عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قطع نخل بني النضير ، وحرق - وهي البويرة - وفيها نزلت ما قطعتم من لينة أو تركتموها الآية ، انتهى . أخرجه البخاري في المغازي عن آدم ، وفي التفسير عن قتيبة ، ومسلم في المغازي عن يحيى بن يحيى ، وقتيبة ، ومحمد بن رمح ، أربعتهم عنه به ، وأبو داود في الجهاد ، والترمذي ، والنسائي في السير ، وفي التفسير عن قتيبة به ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وابن ماجه في الجهاد عن محمد بن رمح به ، واللّه أعلم . الحديث العاشر : قال عليه السلام : لا تسافروا بالقرآن في أرض العدو ، قلت :

رواه الجماعة - إلا الترمذي - فأخرجه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجه من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر ، قال : نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، انتهى . وزاد أبو داود ، وابن ماجه فيه ، قال مالك : أراه مخافة أن يناله العدو ، انتهى .

وأخرجه مسلم ، والنسائي ، وابن ماجه عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه كان ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، يخاف أن يناله العدو ، انتهى .

وأخرجه مسلم عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا تسافروا بالقرآن ، فإني لا آمن أن يناله العدو ، قال أيوب : فقد ناله العدو ، وخاصموكم به ، انتهى . وفي لفظ لمسلم : فإني أخاف ،

وأخرجه مسلم عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم : لا تسافروا بالقرآن مخافة أن يناله العدو . واختلف الحفاظ في هذه الزيادة - أعني قوله : مخافة أن يناله العدو - هل هي من لفظ النبي صلى اللّه عليه وسلم أو من كلام مالك ؟ ، والصحيح أنها من قول النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال القرطبي في شرح مسلم هذه الزيادة من كلام النبي صلى اللّه عليه وسلم ، كما رواه الثقات ، غير أن يحيى بن يحيى ، ويحيى بن بكير أخرجاها من قول مالك ، فإن صح فيحمل على أن مالكاً شك في رفعها مرة ، فوقفها على نفسه ، وقال النووي : غلط بعض المالكية ، فزعم أنها من قول مالك ، وإنما هي من قول النبي صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . وقال المنذري في مختصر السنن : هكذا أخرجه أبو داود من رواية القعنبي عن مالك ، فأفرد الزيادة من قوله ، ووافق القعنبي على ذلك أبو مصعب الزبيري ، وابن وهب ، وعبد الرحمن بن القاسم ، ويحيى بن يحيى الأندلسي ، ويحيى بن بكير ، ورواه بعضهم من حديث عبد الرحمن بن مهدي ، والقعنبي عن مالك ، فأدرجها في الحديث ، وقد اختلف على القعنبي في ذلك ، فمرة يبين أنها قول مالك ، ومرة يدرجها في الحديث ، ورواه يحيى بن يحيى النيسابوري عن مالك ، فلم يذكر هذه الزيادة ألبتة ، وقد رفع هذه الكلمات أيوب السختياني ، والليث بن سعد ، والضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر ، وقال بعضهم : يحتمل أن مالكاً شك ، هل من قول النبي صلى اللّه عليه وسلم أو لا ، فجعل لتحريه هذه الزيادة من كلامه على التفسير ، وإلا فهي صحيحة من قول النبي صلى اللّه عليه وسلم من رواية الثقات ، انتهى . وذهل شيخنا علاء الدين ، فعزاه مقلداً لغيره ، لمالك في الموطأ فقط . واعلم أن المصنف حمل الحديث على الجيش الصغير الذي لا يؤمن معه ضياعه ، والشافعية معنا في ذلك ، وأخذ المالكية بإِطلاقه ، قال القرطبي : ولا فرق بين الجيوش والسرايا عملاً بإِطلاق النص ، وهو - وإن كان نيل العدو له في الجيش العظيم نادراً - فنسيانه وسقوطه ليس نادراً ، انتهى . واعلم أن المراد بالقرآن في الحديث المصحف . وقد جاء مفسراً في بعض الأحاديث ،