فهرس الكتاب

هاه ، ما كانت هذه تقاتل ، فلم قتلت ؟ !

روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم رأى امرأة مقتولة ، فقال : هاه ، ما كانت هذه تقاتل ، فلم قتلت ؟ ! ، قلت :

أخرج أبو داود ، والنسائي عن أبي الوليد الطيالسي عن عمر بن المرقع بن صيفي حدثني أبي عن جده رباح بن الربيع بن صيفي ، قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة ، فرأى الناس مجتمعين على شيء ، فبعث رجلاً ، فقال : انظر على مَ اجتمع هؤلاء ؟ فجاء ، فقال : امرأة قتيل ، فقال : ما كانت هذه لتقاتل ، وعلى المقدمة خالد بن الوليد ، فبعث رجلاً ، فقال : قل لخالد : لا يقتلن امرأة ، ولا عسيفاً ، انتهى . وأخرجه النسائي أيضاً ، وابن ماجه عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن المرقع عن جده رباح ، فذكره ، ورواه أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي الزناد به ، وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك ، وفي لفظه : فقال : هاه ، ما كانت تقاتل ، الحديث ، ثم قال : وهكذا رواه المغيرة بن عبد الرحمن ، وابن جريج عن أبي الزناد ، فصار الحديث صحيحاً على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، انتهى . فحديث المغيرة تقدم عند النسائي ، وابن ماجه ، وحديث ابن جريج عند عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا ابن جريج عن أبي الزناد عن المرقع به . حديث آخر :

أخرجه النسائي ، وابن ماجه عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب ، قال : غزونا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فمررنا على امرأة مقتولة ، قد اجتمع عليها الناس ، فقال : ما كانت هذه تقاتل ، ثم قال لرجل : انطلق إلى خالد بن الوليد ، فقل له : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمرك لا تقتلن ذرية ، ولا عسيفاً ، انتهى . ورواه أيضاً أحمد في مسنده ، وابن حبان في صحيحه ، وقال : هذا الخبر سمعه المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب ، وسمعه من جده رباح بن الربيع ، والخبران محفوظان ، انتهى . قال ابن أبي حاتم في كتاب العلل : سألت أبي ، وأبا زرعة عن حديث رواه سفيان الثوري عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب ، قال : خرج النبي صلى اللّه عليه وسلم في بعض مغازيه ، الحديث ، فقالا : هذا خطأ ، يقال : إنه من وهم الثوري ، إنما هو المرقع بن صيفي عن جده رباح بن الربيع ، أخي حنظلة بن الربيع عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، كذا يرويه مغيرة بن عبد الرحمن ، وزياد بن سعد ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، وهو الصحيح ، انتهى . وقال البيهقي في المعرفة : مرقع بن صيفي بن رباح ، ويقال : رباح ، قال البخاري : ورباح أصح ، وروى هذا الحديث عنه موسى بن عقبة ، وأبو الزناد ، وابنه عمر ، وأقام إسناده عن أبي الزناد ابنه ، والمغيرة بن عبد الرحمن ، ورواه الثوري عن أبي الزناد عن مرقع عن حنظلة الكاتب ، قال البخاري : وهو وهم ، انتهى . وقال الدارقطني : ليس في الصحابة أحد يقال له : رباح ، إلا هذا ، مع اختلاف فيه ، واللّه أعلم . باب الموادعة الحديث الأول :