فهرس الكتاب

من قتل قتيلاً فله سلبه ،

أخرجه أبو داود أيضاً ، عن حسين بن ميمون الخندفي عن عبد اللّه بن عبد اللّه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى سمعت علياً قال : اجتمعت أنا ، والعباس ، وفاطمة ، وزيد بن حارثة عند النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقلت : يا رسول اللّه إن رأيت أن توليني حقنا من هذا الخمس في كتاب اللّه فأقسمه حياتك ، كيلا ينازعني أحد بعدك : فافعل ؟ قال : ففعل ذلك ، قال : فقسمته حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ثم ولاية أبي بكر ، حتى كانت آخر سنة من سني عمر ، فإنه أتاه مال كثير فعزل حقنا ، ثم أرسله إليّ ، فقلت : بنا العام غنى ، وبالمسلمين إليه حاجة ، فاردده عليهم ، فرده عليهم ، ثم لم يدعني إليه أحد بعد عمر ، فلقيت العباس بعد ما خرجت من عند عمر ، فقال : يا علي حرمتنا الغداة شيئاً لا يرد علينا ، وكان رجلاً داهياً ، انتهى . قال المنذري : وحسين بن ميمون قال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه ، وليس بالقوي ، وقال ابن المديني : ليس بمعروف ، وذكر له البخاري في تاريخه هذا الحديث ، وقال : لم يتابع عليه ، قال المنذري : وفي حديث جبير بن مطعم أن أبا بكر لم يقسم لذوي القربى ، وفي حديث علي أنه قسم لهم ، وحديث جبير صحيح ، وحديث علي لا يصح ، انتهى . فصل في التنفيل الحديث الثاني والعشرون : قال عليه السلام : من قتل قتيلاً فله سلبه ، قلت :

أخرجه الجماعة - إلا النسائي - عن أبي قتادة الأنصاري ، قال : خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى حنين ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة ، قال : فرأيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين ، قال : فاستدرت له حتى أتيته من ورائه ، فضربته بالسيف على حبل عاتقه ، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ، ثم أدركه الموت ، فأرسلني ، فلحقت عمر بن الخطاب ، فقلت : ما بال الناس ؟ قال : أمر اللّه ، ثم إن الناس رجعوا ، وجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : من قتل قتيلاً له عليه بينة ، فله سلبه قال : فقمت ، ثم قلت : من يشهد لي ، ثم جلست ، ثم قال : من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه ، قال : فقمت ، فقلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ، ثم قال مثل ذلك الثالثة ، فقمت فقال : رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مالك يا أبا قتادة ؟ فاقتصصت عليه القصة ، فقال رجل من القوم : صدق يا رسول اللّه وسلب ذلك القتيل عندي ، فأرضه من حقه ، فقال أبو بكر الصديق : لاها اللّه ، إذن لا يعمد إلى أسد من أسد اللّه ، يقاتل عن اللّه ، وعن رسوله ، فيعطيك سلبه ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : صدق فأعطه إياه قال أبو قتادة : فأعطانيه ، فبعت الدرع ، فابتعت به مخرفاً في بني سلمة ، فإنه لأول مال تأثلته في الإِسلام ، انتهى . - حديث آخر :

أخرجه مسلم عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك أنه قال لخالد بن الوليد : ألم تعلم يا خالد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل ؟ قال : بلى ، مختصر ، وفيه قصة ،

وأخرجه أبو داود عن عوف ، و خالد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل ، ولم يخمس السلب ، انتهى . - حديث آخر :

أخرجه أبو داود في سننه عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال يوم حنين : من قتل كافراً فله سلبه ، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً ، وأخذ أسلابهم ، ولقي أبو طلحة أم سليم ، ومعها خنجر ، فقال : يا أم سليم ما هذا معك ؟ قالت : أردت إن دنا مني بعضهم ، أبعج به بطنه ، فأخبر بذلك أبو طلحة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . ورواه ابن حبان - في النوع الثالث ، من القسم الخامس - ، والحاكم في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، لم يذكرا فيه قصة أم سليم ، وزاد فيه ، قال أبو قتادة : يا رسول اللّه ضربت رجلاً على حبل العاتق ، وعليه درع ، فأجهضت عنه ، فقال رجل : أنا أخذتها ، فأرضه منها ، فأعطنيها ، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم لا يسأل شيئاً إلا أعطاه ، أو سكت ، فسكت صلى اللّه عليه وسلم ، فقال عمر بن الخطاب رضوان اللّه عليه : واللّه لا يفيئها اللّه على أسد من أسده ، ويعطيكها فضحك النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وقال : صدق عمر ، انتهى . - حديث آخر :

رواه البيهقي في المعرفة عن الحاكم بسنده عن أبي مالك الأشجعي عن نعيم بن أبي هند عن ابن سمرة عن سمرة ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : من قتل قتيلاً فله سلبه ، انتهى . واعلم أنه وقع في بعض كتب أصحابنا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ذلك يوم بدر - أعني قوله : من قتل قتيلاً فله سلبه - قال شيخنا علاء الدين : وهو وهم ، وإنما قاله عليه السلام يوم حنين ، كما صرح به في مسلم وغيره ، والذي قاله عليه السلام يوم بدر شيء آخر غير ذلك ، كما

رواه أبو داود في سننه من حديث داود عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر : من قتل قتيلاً ، فله كذا وكذا ، ومن أسر أسيراً فله كذا وكذا ، قال : فتقدم الفتيان ، ولزم المشيخة الرايات ، فلم يبرحوها ، فلما فتح اللّه عليهم ، قال المشيخة : كنا ردءً لكم لو انهزمتم لفئتم إلينا ، فلا تذهبوا بالمغنم ، ونبقى ، وأبى الفتيان ، وقالوا : جعله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لنا ، فأنزل اللّه تعالى { يسألونك عن الأنفال } إلى قوله : { وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون } ، انتهى .

وقال مالك في الموطأ : ولم يبلغني أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : من قتل قتيلاً فله سلبه إلا يوم حنين ، انتهى . قلت : ورد أنه عليه السلام قاله يوم بدر أيضاً ، لكنه من طريق ضعيف ،

رواه ابن مردويه في تفسيره - في أول سورة الأنفال ، فقال : حدثنا أبو عمر ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا آدم ثنا إسماعيل بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وعن عطاء بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر : من قتل قتيلاً فله سلبه ، فجاء أبو اليسر بأسيرين ، فقال سعد بن عبادة : أي رسول اللّه ، أما واللّه ما كان بنا جبن عن العدو ، ولا ضنّ بالحياة أن نصنع ما صنع إخواننا ، ولكنا رأيناك قد أفردت ، فكرهنا أن ندعك بمضيعة ، قال : فأمرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يوزعوا تلك الغنائم بينهم ، انتهى . طريق آخر :