فهرس الكتاب

ليس لك من سلب قتيلك إلا ما طابت به نفس إمامك

رواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني عبد الحميد بن جعفر ، قال : سألت موسى بن سعد بن زيد بن ثابت ، كيف فعل النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر في الأسرى ، والأسلاب ، والأنفال ؟ فقال : نادى مناديه يومئذ ، من قتل قتيلاً فله سلبه ، ومن أسر أسيراً فهو له ، فكان يعطي من قتل قتيلاً سلبه ، انتهى . قال الشيخ أبو الفتح اليعمري في سيرته عيون الأثر - في باب قصة بدر : والمشهور في قوله عليه السلام : من قتل قتيلا فله سلبه إنما كان يوم حنين ، وأما يوم بدر فوقع من رواية من لا يحتج به ، ثم ساقه بسنده إلى محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح به سنداً ومتناً ، قال : والكلبي ضعيف ، وروايته عن أبي صالح عن ابن عباس مخصوصة بمزيد ضعف ، انتهى . الحديث الثالث والعشرون : قال عليه السلام لحبيب بن أبي سلمة : ليس لك من سلب قتيلك إلا ما طابت به نفس إمامك ، قلت : هكذا وقع في الهداية حبيب بن أبي سلمة ، وصوابه حبيب بن مسلمة ، والحديث

رواه الطبراني في معجمه الكبير - والوسط حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ، والحسين بن إسحاق التستري ، وجعفر بن محمد الفريابي ، قالوا : ثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد ثنا موسى بن سيار عن مكحول عن جنادة بن أبي أمية ، قال : نزلنا دابق ، وعلينا أبو عبيدة بن الجراح ، فبلغ حبيب بن مسلمة أن بنه صاحب قبرس ، خرج يريد بطريق أذربيجان ، ومعه زمرد ، وياقوت ، ولؤلؤ ، وغيرها ، فخرج إليه فقتله ، وجاء بما معه ، فأراد أبو عبيدة أن يخمسه ، فقال له حبيب بن مسلمة : لا تحرمني رزقاً رزقنيه اللّه ، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جعل السلب للقاتل ، فقال معاذ : يا حبيب إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : إنما للمرء ما طابت به نفس إمامه ، انتهى . وهو معلول بعمرو بن واقد ،

ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا بقية بن الوليد حدثني رجل عن مكحول عن جنادة بن أبي أمية ، قال : كنا معسكرين بدابق ، فذكر لحبيب بن مسلمة الفهري أن بنه القبرصي ، خرج بتجارة من البحر ، يريد بها بطريق أرمينية ، فخرج عليه حبيب بن مسلمة ، فقاتله ، فقتله ، فجاء بسلبه ، يحمله على خمسة أبغال من الديباج ، والياقوت ، والزبرجد ، فأراد حبيب أن يأخذه كله ، وأبو عبيدة يقول : بعضه ، فقال حبيب لأبي عبيدة : قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : من قتل قتيلاً فله سلبه ، قال أبو عبيدة : إنه لم يقل ذلك للأبد ، وسمع معاذ بن جبل بذلك ، فأتى أبا عبيدة ، وحبيب يخاصمه ، فقال معاذ لحبيب : ألا تتقي اللّه ، وتأخذ ما طابت به نفس إمامك ، فإنما لك ما طابت به نفس إمامك ، وحدثهم بذلك معاذ عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فاجتمع رأيهم على ذلك ، فأعطوه بعض الخمس ، فباعه بألف دينار ، انتهى . وذكره البيهقي في المعرفة - في باب إحياء الموات بهذا الإِسناد ، ثم قال : وهو منقطع بين مكحول ومن فوقه ، وراويه عن مكحول مجهول ، وهذا إسناد لا يحتج به ، انتهى . وهذا السند وارد على الطبراني ، فإنه قال في معجمه الوسط : لا يروى هذا الحديث عن معاذ ، وحبيب إلا بهذا الإِسناد ، انتهى . ولو قال : لا نعلم ، لكان أسلم له ، واللّه أعلم . - أحاديث الباب :

أخرج البخاري ، ومسلم عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : بينا أنا واقف في الصف يوم بدر ، نظرت عن يميني وشمالي ، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما ، فقال أحدهما : يا عم أتعرف أبا جهل ؟ قلت : نعم ، وما حاجتك به ؟ قال : أخبرت أنه يسب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا ، قال : فتعجبت منه ، وقال لي الآخر مثل ذلك ، فلما أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يرفل في الناس ، فقلت لهما : هذا صاحبكما الذي تسألان عنه ، قال : فابتدراه ، فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه ، ثم ذهبا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فأخبراه ، فقال : أيكما قتله ؟ فقال كل منهما : أنا قتلته ، فقال : هل مسحتما سيفيكما ، قالا : لا ؟ فنظر في السيفين ، فقال : كلاكما قتله ، ثم قضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، والرجلان : معاذ بن عمرو بن الجموح ، ومعاذ بن عفراء ، ووجه الدليل أن السلب لو كان للقاتل لقضى به بينهما ، وكونه عليه السلام دفعه إلى أحدهما دليل على أن الأمر فيه مفوض إلى الإِمام ، قال البيهقي في المعرفة : وهذا لا حجة لهم فيه ، فإن غنيمة بدر كانت للنبي صلى اللّه عليه وسلم بنص الكتاب يعطي منها من يشاء ، وقد قسم لجماعة لم يشهدوا ، ثم نزلت الآية في الغنيمة بعد بدر ، وقضى عليه السلام بالسلب للقاتل ، واستقر الأمر على ذلك ، ويجوز أن يكون أحدهما أثخنه ، والآخر جرحه بعدُ ، فقضى بسلبه للأول ، انتهى كلامه . حديث آخر :

أخرجه مسلم ، وأبو داود ، واللفظ لأبي داود عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ، ورافقني مددي من أهل اليمن ، فلقينا جموع الروم ، وفيهم رجل على فرس أشقر عليه سرج مذهب ، وسلاح مذهب ، فجعل الرومي يغري بالمسلمين ، وقعد له المددي خلف صخرة ، فمر به الرومي ، فعرقب فرسه ، فخر ، وعلاه فقتله ، وحاز فرسه وسلاحه ، فلما فتح اللّه على المسلمين بعث إليه خالد بن الوليد ، فأخذ منه سلب الرومي ، قال عوف : فأتيت خالداً فقلت له : يا خالد أما علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل ؟ قال : بلى ، ولكني استكثرته ، قلت : لتردنه ، أو لأعرفنكها عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فأبى أن يعطيه ، قال عوف : فاجتمعنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقصصت عليه قصة المددي ، وما فعل خالد ، فقال عليه السلام : يا خالد ما حملك على ما صنعت ، قال : يا رسول اللّه استكثرته ، فقال عليه السلام : يا خالد رد عليه ما أخذت منه ، قال عوف : فقلت : دونك يا خالد ألم أف لك ؟ ! فقال رسول اللّه : وما ذلك ؟ قال : فأخبرته به ، قال : فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وقال : يا خالد لا ترد عليه ، هل أنتم تاركوا لي أمرائي ، لكم صفوة أمرهم ، وعليهم كدره ، ذر الخطابي عن هذا الحديث ، وقال : إنما منع عليه السلام خالداً في الثانية أن يرد على عوف سلبه ، زجراً لعوف ، لئلا يتجرأ الناس على الأئمة ، لأن خالداً كان مجتهداً في صنعه ، لما رأى فيه من المصلحة ، فأمضى عليه السلام اجتهاده ، واليسير من الضرر يحتمل للكثير من النفع ، قال : ويشبه أن يكون عليه السلام قد عوضه من الخمس الذي هو له ، انتهى . - حديث آخر :

رواه أحمد في مسنده ، وابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا أبو معاوية ثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد اللّه الثقفي عن سعد بن أبي وقاص ، قال : لما كان يوم بدر قتل أخي عمير ، وقتلت سعيد بن العاص ، وأخذت سيفه ، فأتيت به النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : اذهب فاطرحه في القبض ، قال : فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا اللّه من قتل أخي ، وأخذ سلبي ، قال : فما جاوزت إلا يسيراً حتى نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : اذهب فخذ سيفك ، انتهى . قال الحازمي : وزعم بعض العلماء أن هذا منسوخ ، لأن هذا كان في يوم بدر ، وقد ثبت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال عام حنين : من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه ، انتهى كلامه . - حديث آخر :

رواه الحاكم في المستدرك - في فضائل خالد بن الوليد ، والطبراني في معجمه من حديث زحر بن حصن قال : حدثني جدي حميد بن منهب ، قال : قال خريم بن أوس : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي ، وهذه الشيماء بنت بقيلة الأزدية قد رفعت لي على بغلة شهباء ، معتجرة بخمار أسود ، فقلت : يا رسول اللّه ، فإن نحن دخلنا الحيرة ، فوحدتها # على هذه الصفة ، فهي لي ؟ قال : نعم ، هي لك ، ثم ارتدت العرب ، فسار خالد إلى مسيلمة ، وسرنا معه ، فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه ، أقبلنا إلى ناحية البصرة ، فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ، ولم يكن أحد أعدى للعرب منه ، فبرز له خالد بن الوليد ، ودعاه إلى البراز ، فبرز له هرمز ، فقتله خالد ، وكتب بذلك إلى أبي بكر ، فنفله سلبه ، فبلغت قلنسوة هرمز مائة ألف درهم ، وكانت الفرس إذا شرف فيهم الرجل ، جعلوا قلنسوته بمائة ألف درهم ، ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة ، فكان أول من تلقانا شيماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء بخمار أسود ، كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : فتعلقت بها ، وقلت : هذه وهبها لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فدعاني خالد بن الوليد ، والتمس مني البينة ، فأتيته بشاهدين ، فسلمها إلي ، وجاءني أخوها عبد المسيح ، فقال لي : بعنيها ، فقلت : واللّه لا أبيعها إلا بعشرة مائة ، ولا أنقصها شيئاً ، فدفع إلي ألف درهم ، فقيل لي : لو قلت له : مائة ألف درهم لدفع إليك ، فقلت : واللّه ما كنت أظن أن مالاً أكثر من عشر مائة ، انتهى . بلفظ الطبراني ، وسكت الحاكم عنه ، قال الطبراني : وبلغني في غير هذا الحديث أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة ، وابن عمر ، انتهى . حديث آخر موقوف :