فهرس الكتاب

من ستر على مسلم ستر اللّه عليه في الدنيا والآخرة

- من ستر على مسلم ستر اللّه عليه في الدنيا والآخرة ،

قلت : أخرجه البخاري ، ومسلم عن أبي هريرة مرفوعًا ، ومن ستر مسلمًا ستره اللّه في الدنيا والآخرة ، واللّه في عون العبد ما كان في عون أخيه ، وقد تقدم في الحدود . وجه آخر :

روى أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا عبيد اللّه بن عمر ثنا عثمان بن عمر ثنا شيخ من أهل الكوفة يقال له : أبو المحياة التيمي ، قال : حدثنا أبو مطر ، قال : رأيت عليًا أتى برجل ، قيل : إنه سرق جملًا ، فقال له : ما أراك سرقت ، قال : بلى ، قال : فلعله شبه عليك ، قال : بل سرقت ، قال : يا قنبر ، اذهب به فأوقد النار ، وادع الجزار ، وشد يده حتى أجيء ، فلما جاء إليه ، قال له : أسرقت ؟ قال : لا ، فتركه ، انتهى . - طريق آخر :

روى عبد الرزاق في مصنفه - في كتاب أهل الكتاب أخبرنا معمر عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني ، قال : أُتي علي بشيخ كان نصرانيًا ، فأسلم ، ثم ارتد عن الإسلام ، فقال له علي : لعلك ارتددت لتصيب ميراثًا ، ثم ترجع إلى الإسلام ؟ قال : لا ، قال : فارجع ، فلعلك خطبت امرأة فأبوا أن ينكحوكها ، فأردت أن تزوجها ، ثم ترجع إلى الإسلام ؟ قال : لا ، قال : فارجع إلى الإسلام ، قال : أما حتى ألقى المسيح ، فلا ، فأمر به عليّ ، فضربت عنقه ، ودفع ميراثه إلى ولده من المسلمين ، انتهى .

وروى في السرقة أخبرنا ابن جريج قال : سمعت عطاء ، يقول : كان من مضى يؤتى إليه بالسارق ، فيقول : أسرقت ؟ قل : لا ، قل : لا ، علمي أنه سمى أبا بكر ، وعمر ، وأخبرني أن عليًا أُتي بسارقين ، معهما سرقتهما ، فخرج فضرب الناس عنهما ، حتى تفرقوا عنهما ، ولم يدعهما ، ولم يسألهما ، انتهى . - وحديث الحسن :

رواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن بن صالح عن غالب أبي الهذيل ، قال : سمعت سبيعًا أبا سالم يقول : شهدت الحسن بن علي ، وأتي برجل أقر بسرقة ، فقال له الحسن : لعلك اختلست ؟ ، لكي يقول : لا ، انتهى . - وحديث أبي هريرة :

رواه ابن أبي شيبة أيضًا حدثنا محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل أن أبا هريرة أُتي بسارق ، وهو يومئذ أمير ، فقال : أسرقت أسرقت ؟ قل : لا ، قل : لا ، مرتين ، أو ثلاثًا ، انتهى . - وحديث أبي مسعود :

رواه ابن أبي شيبة أيضًا حدثنا شريك عن جابر عن مولى لأبي مسعود عن أبي مسعود ، قال : أتي برجل سرق ، فقال : أسرقت ؟ قل : وجدته ، قال : وجدته ، فخلى سبيله ، انتهى .

ورواه محمد بن الحسن في كتاب الآثار أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي ، قال : أتي أبو مسعود الأنصاري بامرأة سرقت جملًا ، فقال : أسرقت ؟ قولي : لا ، فقالت لا ، فتركها ، انتهى . وكذلك رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا الثوري عن حماد عن إبراهيم به . - وحديث أبي الدرداء :

فرواه عبد الرزاق أيضًا أخبرنا الثوري عن علي بن الأقمر عن يزيد بن أبي كبشة عن أبي الدرداء أنه أتي بامرأة سرقت ، يقال لها : سلامة ، فقال لها : يا سلامة ، سرقت ؟ قولي # : لا ، قالت : لا ، فدرأ عنها ، انتهى . ورواه محمد بن الحسن أيضًا أخبرنا أبو حنيفة ثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن يزيد بن أبي كبشة به : ورواه ابن أبي شيبة أيضًا حدثنا وكيع عن سفيان عن علي بن الأقمر به . - وحديث عمرو بن العاص :

رواه ابن يونس في تاريخ مصر حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شعبة ثنا عمرو بن شرحبيل عن رجل ، قال : لما أراد محمد بن أبي بكر الصديق أن يقتل ، قال له عمرو بن العاص : ادعيت أمانًا ؟ ادعيت شيئًا ! كأنه يلقنه ، فإن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، قال : إنما يجير على الناس أدناهم ، فلم يدع شيئًا ، فضرب عنقه ، انتهى . - وحديث أبي واقد :

رواه مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن أبي واقد الليثي أن عمر بن الخطاب أتاه رجل ، وهو بالشام ، فذكر له أنه وجد مع امرأته رجلًا ، فبعث عمر بن الخطاب أبا واقد الليثي إلى امرأته ، يسألها عن ذلك ، فأتاها وعندها نسوة ، فذكر لها الذي قال زوجها لعمر ، وأخبرها أنها لا تؤخذ بقوله ، وجعل يلقنها لتنزع ، فأبت أن تنزع ، وتمت على الاعتراف ، فأمر بها عمر ، فرجمت ، انتهى . وعن مالك رواه الشافعي في مسنده ، ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في المعرفة .

- الحديث الثالث : قال عليه السلام : - من ستر على مسلم ستر اللّه عليه في الدنيا والآخرة ، قلت :

أخرجه البخاري ، ومسلم عن أبي هريرة مرفوعًا ، ومن ستر مسلمًا ستره اللّه في الدنيا والآخرة ، واللّه في عون العبد ما كان في عون أخيه ، وقد تقدم في الحدود .