فهرس الكتاب

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم رخص في لباس الحرير عند

- الحديث التاسع : روى الشعبي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم رخص في لباس الحرير عند القتال ، قلت : غريب عن الشعبي .

ورواه ابن عدي في الكامل من حديث بقية عن عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمي عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير ، وكان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : رخص رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في لباس الحرير عند القتال ، انتهى . وأعله عبد الحق في أحكامه بعيسى هذا ، وقال : إنه ضعيف عندهم ، بل متروك ، قال ابن القطان في كتابه : وبقية لا يحتج به ، وعيسى ضعيف ، وموسى بن أبي حبيب ضعيف أيضًا ، انتهى . وروى ابن سعد في الطبقات - في ترجمة عبد الرحمن بن عوف أخبرنا القاسم بن مالك المزني عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن ، قال : كان المسلمون يلبسون الحرير في الحرب ، انتهى . - قوله : روي أن الصحابة كانوا يلبسون الخز ، قلت : فيه آثار : منها ما رواه البخاري في كتابه المفرد - في القراءة خلف الإمام ، حدثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة ، قال : رأيت عمران بن حصين يلبس الخز ، انتهى . - حديث آخر : رواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا إسماعيل ابن علية عن يحيى بن أبي إسحاق ، قال : رأيت على أنس بن مالك مطرف خز ، انتهى ورواه عبد الرزاق ، وأخبرنا معمر عن عبد الكريم الجزري ، قال : رأيت على أنس بن مالك جبة خز ، وكساء خز ، وأنا أطوف بالبيت مع سعيد بن جبير ، انتهى . ومن طريق عبد الرزاق رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والثلاثين . - حديث آخر : قال ابن أبي شيبة أيضًا : حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث ، قال : رأيت الحسين بن علي ، وعليه كساء خز ، انتهى ورواه الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا المطلب بن زياد عن السدي ، قال : رأيت الحسين بن علي ، وعليه عمامة خز ، وقد أخرج شعره من تحت العمامة ، انتهى . - حديث آخر : أخرجه الحاكم في المستدرك عن سفيان عن عمرو بن دينار سمع صفوان بن عبد اللّه بن صفوان يقول : استأذن سعد على ابن عامر ، وتحته مرافق من حرير ، فأمر بها ، فرفعت فدخل سعد ، وعليه مطرف خز ، فقال له ابن عامر ، استأذنت علي ، وتحتي مرافق من حرير ، فأمرت بها فرفعت ، فقال له : نعم الرجل أنت يا ابن عامر ، وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه . - حديث آخر : قال عبد الرزاق : عن عبد اللّه بن عمر العمري أخبرني وهب بن كيسان ، قال : رأيت ستة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يلبسون الخز ، سعد بن أبي وقاص ، وابن عمر ، وجابر بن عبد اللّه ، وأبو سعيد ، وأبو هريرة ، وأنس بن مالك ، انتهى . ومن طريق عبد الرزاق رواه البيهقي في شعب الإيمان . - حديث آخر :

أخرجه البيهقي في الشعب أيضًا عن عبد السلام بن حرب عن مالك بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ، أنه كان يلبس الخز ، وقال : إنما يكره المصمت من الحرير ، انتهى . - حديث آخر : قال ابن أبي شيبة : حدثنا أبو داود الطيالسي عن عمران القطان أخبرني عمار ، قال : رأيت على أبي قتادة مطرف خز ، ورأيت على أبي هريرة مطرف خز ، ورأيت على ابن عباس ، ما لا أحصي ، انتهى . - حديث آخر : قال ابن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني ، قال : رأيت على عبد اللّه بن أبي أوفى مطرف خز ، انتهى . ورواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني عن أبي سعد البقال ، قال : رأيت عبد اللّه بن أبي أوفى ، وعليه برنس خز ، انتهى . - حديث آخر : وقال أيضًا : حدثنا وكيع عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه ، قال : كان لأبي بكرة مطرف خز ، سداه حرير ، فكان يلبسه ، انتهى . ورواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا يزيد بن هارون أنبأ عيينة بن عبد الرحمن به . - حديث آخر : قال الطبراني في معجمه : حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا زيد بن أخزم ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يونس عن عمار بن أبي عمار ، قال : رأيت زيد بن ثابت ، وابن عباس ، وأبا هريرة ، وأبا قتادة يلبسون مطارف الخز ، انتهى . ذكره في ترجمة أبي قتادة ، واسمه الحارث بن ربعي . - حديث آخر : أخرجه البيهقي في الشعب أيضًا عن عبد اللّه بن محمد بن أسماء ، قال : حدثني جويرية بن أسماء عن نافع أن ابن عمر كان ربما لبس مطرف الخز ، ثمنه خمسمائة درهم ، انتهى . - حديث آخر : رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا الفضل بن موسى ثنا الجعيد بن عبد الرحمن ، قال : رأيت السائب بن يزيد - وهو ابن أربع وسبعين سنة - وكان جلدًا معتدلًا ، وكان عليه كساء خز ، وجبة خز ، وقطيفة خز ، ملتحفًا بها عليه . - حديث آخر : قال إسحاق أيضًا : أخبرنا الفضل بن دكين الملائي ثنا فطر بن خليفة ، مولى عمرو بن حريث ، قال : رأيت على عمرو بن حريث مطرف خز ، انتهى . - حديث آخر : رواه النسائي في كتاب الكنى أخبرنا أحمد بن علي بن سعيد ثنا يحيى بن معين ثنا محمد بن يزيد ثنا أبو بلج جارية بن بلج قال : رأيت لبىّ بن لبا - رجلًا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - وعليه مطرف خز ، انتهى . - حديث آخر : رواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت البناني أن عائذ بن عمرو المزني كان يلبس الخز ، انتهى . - حديث آخر :

رواه الطبراني في كتاب مسند الشاميين حدثنا يحيى بن عبد الباقي ثنا إدريس بن أبي الرباب ثنا رديح بن عطية ثنا إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : رأيت أبا أبيّ ابن أم حرام ، وأخبرني أنه صلى القبلتين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وعليه كساء خز ، انتهى . وابن أم حرام اسمه عبد اللّه ، وهو ابن امرأة عبادة بن الصامت ، انتهى . - حديث آخر : وروى فيه أيضًا حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر ثنا أبي ثنا بقية عن إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : أدركت رجلًا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، يقال له : الأفطس ، فرأيت عليه ثوب خز ، انتهى . - حديث آخر : روى ابن سعد في الطبقات في ترجمة عثمان أخبرنا الواقدي ثنا ابن أبي سبرة عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى حدثني الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث ، قال : رأيت على عثمان بن عفان مطرف خز ، ثمن مائتي درهم ، انتهى . - حديث آخر :

رواه أبو داود في سننه من حديث عبد اللّه بن سعد الدشتكي عن أبيه قال : رأيت رجلًا ببخارى على بغلة بيضاء ، عليه عمامة خز سوداء ، وقال : كسانيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة أبي داود ، وسكت عنه ، وتعقبه ابن القطان ، فقال : وعبد اللّه بن سعد ، وأبوه ، والرجل الذي ادعى الصحبة ، كلهم لا يعرفون ، أما سعد والد عبد اللّه فلا يعرف ، روى عنه غير ابنه عبد اللّه هذا الحديث الواحد ، وأما ابنه عبد اللّه فقد روى عنه جماعة ، وله ابن يقال له : عبد الرحمن بن عبد اللّه بن سعد الدشتكي ، مروزي ، صدوق ، وله ابن اسمه أحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن سعد ، وهو شيخ لأبي داود ، وعنه يروي # هذا الحديث ، انتهى . - الأحاديث المرفوعة :

أخرج أبو داود في سننه عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال : إنما نهى النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الثوب المصمت من الحرير ، فأما العلم من الحرير ، وسدا الثوب فلا بأس به ، انتهى . وخصيف بن عبد الرحمن ضعفه غير واحد . - حديث مخالف لما تقدم :

أخرج أبو داود في سننه عن عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم حدثني أبو عامر ، أو أبو مالك الأشعري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخز والحرير ، وذكر كلامًا ، قال : يمسخ منهم آخرون قردة وخنازير إلى يوم القيامة ، انتهى . وذكره البخاري في صحيحه تعليقًا ، فقال في كتاب الأشربة : وقال هشام بن عمار : ثنا صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم به ، قيل : ورواه البرقاني ، والإسماعيلي في صحيحيهما المخرجين على الصحيح بهذا الإسناد ، قال عبد الحق في أحكامه ، وقد روي هذا بوجهين : يستحلون الحر - بحاء مهملة ، وراء مهملة - قال : وهو الزنا ، وروي - بخاء ، وزاي - قال : والأول هو الصواب ، انتهى . ورأيت في حاشيته قال الأصمعي : الحر - بكسر الحاء ، وتخفيف الراء المهملتين - وأصله حرح ، فنقصوا في الواحد ، وأثبتوا في الجمع ، فقالوا : حر ، وثلاث أحراح ، انتهى . - قوله : ولا يجوز للرجال التحلي بالذهب والفضة إلا بالخاتم ، والمنطقة ، وحلية السيف ، ثم قال : وقد جاء في إباحة ذلك آثار ، قلت : أما الخاتم

فأخرج الأئمة الستة في كتبهم عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة ، له فص حبشي ، ونقش فيه محمد رسول اللّه ، انتهى .

وأخرجوه - إلا ابن ماجه - عن قتادة عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أراد أن يكتب إلى بعض الأعاجم فقيل له : إنهم لا يقرءُون كتابًا إلا بخاتم ، فاتخذ خاتمًا من فضة ، ونقش فيه محمد رسول اللّه فكان في يده حتى قبض ، وفي يد أبي بكر حتى قبض ، وفي يد عمر حتى قبض ، وفي يد عثمان حتى سقط منه في بئر أريس ، ثم أمر بها فنزحت ، فلم يقدر عليه ، انتهى . - أحاديث السيف :

أخرج أبو داود ، والترمذي في الجهاد والنسائي في الزينة عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس ، قال : كانت قبيعة سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فضة ، وفي لفظ للنسائي كان نعل سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من فضة ، وقبيعة سيفه فضة ، وما بين ذلك حلق فضة ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن غريب ، وهكذا روى همام عن قتادة عن أنس ، وبعضهم رواه عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن ، قال : كانت قبيعة سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من فضة ، انتهى . وحديث همام الذي أشار إليه هو عند النسائي أخرجه عن عمرو بن عاصم عن همام ، وجرير عن قتادة به ، قال النسائي : هذا حديث منكر . والصواب قتادة عن سعيد مرسلًا ، وما رواه عن همام غير عمرو بن عاصم ، انتهى . وهذا المرسل الذي أشار إليه أخرجه أبو داود ، والنسائي عن هشام الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن ، قال : كانت ، فذكره ، وقال عبد الحق في أحكامه : الذي أسنده ثقة ، وهو جرير بن حازم ، انتهى . وقال الدارقطني في علله : هذا حديث قد اختلف فيه على قتادة ، فرواه جرير بن حازم عن قتادة عن أنس ، قال : كان حلية سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من فضة ، وكذلك رواه عمرو بن عاصم عن همام عن قتادة عن أنس ، ورواه هشام الدستوائي ، ونصر بن طريف عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أخي الحسن مرسلًا ، انتهى . - حديث آخر :

أخرجه الترمذي عن طالب بن حجير عن هود بن عبد اللّه بن سعد عن جده مزيدة العصري ، قال : دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الفتح ، وعلى سيفه ذهب وفضة ، انتهى . وقال : حديث حسن غريب ، قال ابن القطان في كتابه : وإنما حسنه الترمذي ، لأنه يقبل المساتير على عادته في ذلك ، وهو عندي ضعيف لا حسن ، فإن هود بن عبد اللّه بن سعيد بصري ، لا مزيد فيه على ما في الإسناد من روايته عن جده ، ورواية طالب بن حجير عنه ، فهو مجهول الحال ، وطالب بن حجير أبو حجير كذلك ، وإن كان قد روى عنه أكثر من واحد ، وسئل عنه الرازيان . فقالا : شيخ ، يعنيان بذلك أنه ليس من أهل العلم ، وإنما هو صاحب رواية ، انتهى كلامه ملخصًا . وقال شيخنا الذهبي في ميزانه وصدق ابن القطان في تضعيفه لهذا الحديث ، فإنه منكر ، فيه طالب ابن حجير ، وقد تفرد به ، فما علمنا في حلية سيف النبي صلى اللّه عليه وسلم ذهبًا ، انتهى . - حديث آخر : أخرجه الطبراني في معجمه عن محمد بن حماد ثنا أبو الحكم حدثني مرزوق الصيقل ، أنه صقل سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذا الفقار ، وكانت له قبيعة من فضة ، وحلق من فضة ، انتهى . قال الشيخ في الإمام : وأبو الحكم هذا لم يذكر الحاكم في كتابه ما يدل على التعريف بحاله ، انتهى . - حديث آخر :

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه - في الجهاد عن جعفر بن محمد قال : رأيت سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائمته من فضة ، ونعله من فضة ، وبين ذلك حلق من فضة ، وهو عند هؤلاء - يعني بني العباس - ، انتهى . - الآثار : أخرج البخاري في صحيحه عن هشام بن عروة عن أبيه ، قال : كان سيف الزبير محلى بفضة ، وكان سيف عروة محلى بفضة ، انتهى . - حديث آخر : أخرجه البيهقي عن المسعودي ، قال : رأيت في بيت القاسم بن عبد الرحمن سيفًا قبيعته من فضة ، فقلت : سيف من هذا ؟ قال : سيف عبد اللّه بن مسعود ، انتهى . - حديث آخر :

وأخرج البيهقي أيضًا عن عثمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر أنه تقلد سيف عمر يوم قتل عثمان ، وكان محلى ، قلت : كم كانت حليته ؟ قال : أربعمائة ، انتهى . وأما المنطقة ففي كتاب عيون الأثر للشيخ أبي الفتح بن سيد الناس اليعمري ، قال : وكان للنبي صلى اللّه عليه وسلم منطقة من أديم مبشور ثلاث ، حلقها وأبزيمها ، وطرفها فضة ، انتهى .

وروى الواقدي في كتاب المغازي حدثني ابن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد اللّه عن عمر بن الحكم ، قال : قال : ما علمنا أحدًا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الذين أغاروا على الذهب يوم أحد ، فأخذوا ما أخذوا من الذهب ، بقي معه من ذلك شيء ، رجع به حيث غشينا المشركون ، واختلطوا ، إلا رجلين ، أحدهما عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، جاء بمنطقة وجدها في العسكر ، فيها خمسون دينارًا ، شدها على حقويه ، من تحت ثيابه ، وعباد بن بشر جاء بصرة فيها ثلاثة عشر مثقالًا ، فنفلهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك ، ولم يخمسه ، انتهى .