فهرس الكتاب

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ركب البغلة واقتناها ،

- الحديث الأربعون : وقد صح أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ركب البغلة واقتناها ، قلت :

أخرج البخاري ، ومسلم في الجهاد عن أبي إسحاق ، قال : سمعت البراء بن عازب - وسأله رجل من قيس - أفررتم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم حنين ؟ فقال البراء : والله إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يفر ، وكانت هوزان يومئذ رماة ، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا ، فأكببنا على الغنائم ، فاستقبلونا بالسهام ، فلقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على بغلته البيضاء ، وأن أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها يقوده ، وهو يقول : أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب . انتهى .

وأخرج البخاري عن عمرو بن الحارث ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخي جويرية بنت الحارث ، قال : ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عند موته دينارًا ، ولا درهمًا ، ولا عبدًا ، ولا أمة ، ولا شيئًا إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وأرضًا جعلها لابن السبيل صدقة ، انتهى . ولم يخرج مسلم لعمرو بن الحارث - شيئًا ، وفي - سيرة ابن إسحاق أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يركب بغلته - الدلدل - في أسفاره ، وعاشت بعده حتى كبرت ، وزالت أسنانها ، وكان يجش لها الشعير ، وماتت بالبقيع في زمن معاوية ، انتهى .

وأخرج مسلم في الجهاد أيضًا عن كثير بن عباس بن عبد المطلب ، قال : شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم حنين ، فلزمت أنا ، وأبو سفيان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ولم نفارقه ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على بغلة له بيضاء ، أهداها له فروة الجذامي ، فلما التقى المسلمون ، والكفار ، ولى المسلمون مدبرين ، فطفق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يركض بغلته ، قِبل الكفار ، قال ابن عباس : وأنا آخذ بلجام بغلته عليه السلام ، والعباس آخذ بركابه ، إلى أن قال : فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : هذا حين حمى الوطيس ، ثم أخذ عليه السلام بيده حصيات فرمى بهن في وجوه الكفار ، ثم قال : انهزموا ورب الكعبة ، قال : فما هو إلا أن رماهم بحصياته ، فما زلت أرى أمرهم مدبرًا حتى هزمهم اللّه ، قال : فكأني أنظر إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهو يركض خلفهم على بغلته ، مختصر ،

وأخرج في الفضائل عن سلمة بن الأكوع قال : لقد قدت بنبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والحسن والحسين بغلته الشهباء ، حتى أدخلتهم حجرة النبي صلى اللّه عليه وسلم ، هذا قدامه ، وهذا خلفه ، انتهى .

وأخرج في آخر التوبة قبيل الفتن عن زيد بن ثابت ، قال : بينما النبي صلى اللّه عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ، ونحن معه ، فذكره ، وفيه : وقال : نعوذوا بالله من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، مختصر .