فهرس الكتاب

أنه عليه السلام بعث عتاب بن أسيد إلى مكة ، وفرض

- الحديث الثامن والأربعون : روي أنه عليه السلام بعث عتاب بن أسيد إلى مكة ، وفرض له ، وبعث عليًا إلى اليمن ، وفرض له ، قلت : غريب ،

وروى الحاكم في المستدرك - في كتاب الفضائل من طريق إبراهيم الحربي ثنا مصعب بن عبد اللّه الزبيري ، قال : استعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عتاب بن أسيد على مكة ، وتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو عامله عليها . ومات عتاب بمكة في جمادى الآخرة ، سنة ثلاث عشرة ،

ثم أسند إلى عمرو بن أبي عقرب ، قال : سمعت عتاب بن أسيد - وهو مسند ظهره إلى الكعبة - يقول : والله ما أصبت في عملي هذا الذي ولاني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا ثوبين معقدين ، فكسوتهما مولاي ، انتهى . وسكت عنه ، وروى ابن سعد في الطبقات - في ترجمة عتاب

أخبرنا محمد بن عمر الواقدي ثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه ، قال : سمعت عمر بن عبد العزيز في خلافته يقول : قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعتاب بن أسيد عامله على مكة ، كان ولاه يوم الفتح ، فلم يزل عليها حتى توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،

أخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني ثنا خالد بن أبي عثمان بن خالد بن أسيد عن مولى لهم ، أراه ابن كيسان ، قال : قال عتاب بن أسيد : ما أصبت منذ وليت عملي هذا إلا ثوبين معقدين ، كسوتهما مولاي كيسان ، انتهى . وذكر أصحابنا أنه عليه السلام فرض له كل سنة أربعين أوقية ، والأوقية أربعون درهمًا ، وتكلموا في المال الذي رزقه ، ولم تكن يومئذ الدواوين ، ولا بيت المال ، فإن الدواوين وضعت زمن عمر ، فقيل : رزقه مما أفاء اللّه عليه ، وقيل : من المال الذي أخذه من نصارى نجران ، والجزية التي أخذها من مجوس هجر . وذكر أبو الربيع بن سالم أنه عليه السلام فرض له كل يوم درهمًا ، وفي البخاري في باب رزق الحكام والعاملين عليها ، وكان شريح يأخذ على القضاء أجرًا ، وقالت عائشة : يأكل الوصي بقدر عمالته ، وأكل أبو بكر ، وعمر ، انتهى . وفي مصنف عبد الرزاق أخبرنا الحسن بن عمارة عن الحكم أن عمر بن الخطاب رزق شريحًا ، وسلمان بن ربيعة الباهلي على القضاء ، انتهى . وروى ابن سعد في الطبقات - في ترجمة شريح أخبرنا الفضل بن دكين ثنا الحسن بن صالح عن ابن أبي ليلى ، قال : بلغني أن عليًا رزق شريحًا خمسمائة ، انتهى . وروى في ترجمة زيد بن ثابت أخبرنا عفان بن مسلم ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحجاج بن أرطأة عن نافع ، قال : استعمل عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على القضاء ، وفرض له رزقًا ، انتهى . وروى في ترجمة أبي بكر أخبرنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام الدستوائي ثنا عطاء بن السائب ، قال : لما استخلف أبو بكر رضي اللّه عنه أصبح غاديًا إلى السوق يحمل ثيابًا على رقبته ، ليتجر فيها ، فلقيه عمر بن الخطاب ، وأبو عبيدة بن الجراح ، فقالا له : إلى أين يا خليفة رسول اللّه ، وقد وليت أمر المسلمين ؟ قال : فمن أين أطعم عيالي ، قالا له : انطلق حتى نفرض لك شيئًا ، فانطلق معهما ففرضوا له كل يوم شطر شاة ، فقال عمر : إليّ القضاء ، وقال أبو عبيدة : وإليّ الفيء ، قال عمر : فلقد كان يأتي عليّ الشهر ما يختصم فيه إليّ اثنان ، انتهى . أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال : لما استخلف أبو بكر جعلوا له ألفين ، فقال : زيدوني ، فإن لي عيالًا ، وقد شغلتموني عن التجارة ، قال : فزادوه خمسمائة ، قال : فإما كانت ألفين فزادوه خمسمائة ، أو كانت ألفين ، وخمسمائة ، وزادوه خمسمائة ، انتهى .

أخبرنا محمد بن عمر الواقدي ثنا عبد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر ، قال : بويع أبو بكر الصديق يوم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وكان رجلًا تاجرًا يغدو كل يوم إلى السوق ، فيبيع ويبتاع ، فلما بويع للخلافة ، قال : والله ما يصلح للناس إلا التفرغ لهم ، والنظر في شأنهم ، ولابد لعيالي مما يصلحهم ، فترك التجارة ، واستنفق من مال المسلمين ما يصلحه ، ويصلح عياله يومًا بيوم ، وكان الذي فرضوا له في كل سنة ستة ألاف درهم ، فلما حضرته الوفاة ، قال لهم : ردوا ما عندنا إلى مال المسلمين ، وإن أرضي التي هي بمكان كذا وكذا للمسلمين ، بما أصبت من أموالهم ، فدفع ذلك إلى عمر ، فقال عمر : لقد والله أتعب من بعده ، مختصر ،

وفي مصنف عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال : كان معاذ بن جبل رجلًا سمحًا شابًا جميلًا : من أفضل شباب قومه ، وكان لا يمسك شيئًا ، فلم يزل يدّان حتى أغلق ماله ، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم يطلب إليه أن يحط عنه غرماؤه من الدين ، فأبوا ، فلو ترك لأحد من أجل أحد لتركوا لمعاذ من أجل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فباع النبي صلى اللّه عليه وسلم كل ماله في دينه ، حتى قام معاذ بغير شيء ، فلما كان في عام فتح مكة ، بعثه النبي صلى اللّه عليه وسلم على طائفة من اليمن أميرًا ليجيزه ، فمكث معاذ باليمن أميرًا ، وكان أول من أتجر في مال اللّه ، فمكث حتى أصاب ، وقبض النبي صلى اللّه عليه وسلم وقدم في خلافة أبي بكر ، فقال عمر لأبي بكر : دع له ما يعيش به ، وخذ سائره منه ، فقال له أبو بكر : إنما بعثه النبي صلى اللّه عليه وسلم ليجيزه ، ولست بآخذ منه شيئًا إلا أن يعطيني ، فانطلق عمر إلى معاذ ، فذكر له ذلك ، فقال له معاذ مثل ما قال أبو بكر ، فتركه ، ثم أتى معاذ إلى أبي بكر ، فقال : قد أطعت عمر ، وأنا فاعل ما أمرني به ، إني رأيت في المنام أني في حومة ماء ، وقد خشيت الغرق ، فخلصني منه عمر ، ثم أتى بماله ، وحلف أنه لم يكتم شيئًا ، فقال له أبو بكر : والله لا آخذه منك ، قد وهبته لك ، فقال عمر : هذا حين طاب ، وحل ، قال : فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام ، قال معمر : فأخبرني رجل من قريش ، قال : سمعت الزهري ، يقول : لما باع النبي صلى اللّه عليه وسلم مال معاذ أوقفه للناس ، فقال : من باع هذا شيئًا فهو باطل ، انتهى . أخرجه في البيوع ، وبعث علي إلى اليمن تقدم في أدب القاضي ، وليس فيه أيضًا : أنه فرض له . كتاب إحياء الموات