فهرس الكتاب

كانت القسامة في الجاهلية ، فأقرها النبي صلى اللّه عليه وسلم

رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب ، قال : كانت القسامة في الجاهلية ، فأقرها النبي صلى اللّه عليه وسلم في قتيل من الأنصار وجد في جب لليهود ، قال : فبدأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم باليهود ، فكلفهم قسامة خمسين ، فقالت اليهود : لن نحلف ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للأنصار : أفتحلفون ؟ فأبت الأنصار أن تحلف ، فأغرم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم اليهود ديته ، لأنه قتل بين أظهرهم ، انتهى . ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن معمر به ، وكذلك رواه الواقدي في المغازي - في غزوة خيبر حدثني معمر به . - أحاديث الباب : فيه أحاديث مسندة ، وأحاديث مرسلة . فالمسندة : منها

ما أخرجه البخاري في الديات ، ومسلم في الحدود عن أبي قلابة أن عمر بن عبد العزيز أبرز سريره يومًا للناس ، ثم أذن لهم ، فدخلوا ، فقال : ما تقولون في القسامة ؟ قالوا : القود بها حق ، الحديث بطوله ، إلى أن قال - يعني الأنصار - فقالوا : يا رسول اللّه صاحبنا كان يتحدث معنا ، فخرج بين أيدينا ، فإذا نحن به يتشحط في الدم ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : بمن تظنون ؟ قالوا : نرى أن اليهود قتلته ، فأرسل إلى اليهود ، فدعاهم ، فقال : أنتم قتلتم هذا ؟ قالوا : لا ، قال : أترضون نفل خمسين من اليهود ما قتلوه ؟ فقالوا : ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ، ثم ينتفلون ، قال : أفتستحقون الدية بأيمان خمسين منكم ؟ قالوا : ما كنا لنحلف ، فوداه عليه الصلاة والسلام ، من عنده ، مختصر . - حديث آخر :

أخرجه البخاري في الديات عن سعيد بن عبيد اللّه # عن بشير بن يسار أن سهل بن أبي حثمة أخبره أن نفرًا من قومه انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها ، فوجدوا أحدهم قتيلًا ، وقالوا للذين وجد فيهم : قتلتم صاحبنا ؟ قالوا : ما قتلنا ، ولا علمنا قاتلًا ، فانطلقوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول اللّه انطلقنا إلى خيبر ، فوجدنا أحدنا قتيلًا ، فقال لهم : تأتوني بالبينة على من قتله ؟ قالوا : ما لنا ببينة ، قال : فيحلفون ؟ قالوا : لا نرضى بأيمان اليهود ، فكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يطل دمه ، فوداه بمائة من إبل الصدقة ، انتهى . وفيه نظر - أعني أنه يحتاج إلى تأمل - . - حديث آخر :

أخرجه أبو داود عن الزهري عن أبي سلمة ، وسليمان بن يسار عن رجال من الأنصار أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال لليهود ، وبدأ بهم : يحلف منكم خمسون رجلًا ، فأبوا ، فقال للأنصار : استحلفوا ؟ قالوا : نحلف على الغيب يا رسول اللّه ، فجعلها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دية على يهود ، لأنه وجد بين أظهرهم ، انتهى . قال المنذري : قيل للشافعي : ما منعك أن تأخذ بحديث ابن شهاب ؟ قال : مرسل ، والقتيل أنصاري ، والأنصاريون بالعناية أولى بالعلم به من غيرهم ، انتهى . - حديث آخر :

أخرجه الطبراني في معجمه عن عبيد الله بن عبد اللّه بن عتبة عن ابن عباس أن يهود قتلت محيصة ، فأنكرت اليهود فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اليهود لقسامتهم ، فأمرهم أن يحلفوا خمسين يمينًا خمسين رجلًا ، أنهم برآء من قتله ، فنكلت يهود عن الأيمان ، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بني حارثة ، فأمرهم أن يحلفوا خمسين يمينًا خمسين رجلًا أن يهود قتلته غيلة ، ويستحقون بذلك الذي يزعمون ، فنكلت بنو حارثة عن الأيمان ، فلما رأى ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قضى بعقله على يهود ، لأنه وجد بين أظهرهم ، وفي ديارهم ، انتهى . وفيه عن عبد الرحمن بن عوف ، وابن عباس ، وسيأتيان في حديث الجمع بين الدية ، والقسامة . - المراسيل : فيه عن ابن المسيب ، وعن الحسن ، وعن عمر بن عبد العزيز . - فحديث ابن المسيب : تقدم . - وأما حديث الحسن :

فرواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو نعيم الفضل بن دكين عن الحسن أنه أخبره أن النبي صلى اللّه عليه وسلم بدأ بيهود ، فأبوا أن يحلفوا ، فرد القسامة على الأنصار ، فأبوا أن يحلفوا ، فجعل النبي صلى اللّه عليه وسلم العقل على يهود ، انتهى . - وأما حديث عمر بن عبد العزيز :

فرواه عبد الرزاق أيضًا أخبرنا ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عمر أن في كتاب عمر بن عبد العزيز : قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في القتيل يوجد بين ظهراني ديار ، أن الأيمان على المدعي عليهم ، فإن نكلوا حلف المدعون ، واستحقوا ، فإن نكل الفريقان ، كانت الدية بينهما نصفين ، انتهى . - أثر : رواه مالك عن ابن شهاب عن عراك بن مالك ، وسليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب بدأ بالمدعي عليهم في القسامة بالأيمان ، أخرجه البيهقي وغيره .

- الحديث الرابع : قال عليه السلام في حديث عبد اللّه بن سهل : - تبرئكم اليهود بأيمانها ، قلت : تقدم ذلك في حديث ابن سهل ، رواه الجماعة الستة .