فهرس الكتاب

ذكاة الأرض يبسها .

الحديث الخامس : عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : ذكاة الأرض يبسها . قلت : غريب ، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال : ذكاة الأرض يبسها ، وأخرج عن ابن الحنفية وأبي قلابة ، قالا : إذا جفت الأرض فقد ذكت ، وروى عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة ، قال : جفوف الأرض طهورها ، انتهى . وقد يستدل الخصم بما

أخرجه مسلم عن أنس ، قال : بينما نحن في المسجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد ، فقال عليه السلام : لا تزرموه ، فتركوه حتى بال ، ثم أمر رجلاً فدعا بدلو من ماء فشنه عليه مختصر ،

وورد فيه : الحفر من طريقين مسندين . وطريقين مرسلين : فالمسندان : أحدهما : عن سمعان بن مالك عن أبي وائل عن عبد اللّه ، قال : جاء أعرابي فبال في المسجد ، فأمر النبي صلى اللّه عليه وسلم بمكانه فاحتفر وصب عليه دلواً من ماء ، انتهى . وذكر ابن أبي حاتم في علله أنه سمع أبا زرعة يقول في هذا الحديث : إنه منكر ليس بالقوي ، انتهى .

أخرجه الدارقطني في سننه الثاني : أخرجه الدارقطني أيضاً عن عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن أنس أن أعرابياً بال في المسجد ، فقال عليه السلام : احفروا مكانه ، ثم صبوا عليه ذَنوباً من ماء ، قال الدارقطني : وهم عبد الجبار على ابن عيينة ، لأن أصحاب ابن عيينة الحفاظ رووه عنه عن يحيى بن سعيد بدون الحفر ، وإنما روى ابن عيينة هذا عن عمرو بن دينار عن طاوس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : احفروا مكانه ، مرسلاً ، انتهى . وأما المرسلان : فأحدهما : هذا الذي أشار إليه الدارقطني ، رواه عبد الرزاق في مصنفه . والثاني : رواه أبو داود في سننه عن عبد اللّه بن معقل قال : صلى أعرابي ، فذكر القصّة ، وفي آخره ، فقال عليه السلام : خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه ، وأهريقوا على مكانه ماءاً ، قال أبو داود : هذا مرسل ، فإن ابن معقل لم يدرك النبي صلى اللّه عليه وسلم . حديث لأصحابنا في تقدير النجاسة المغلظة بالدرهم ، أخرجه

الدارقطني في سننه عن روح بن غطيف عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم ، وفي لفظ إذا كان في الثوب قدر الدرهم من الدم غسل الثوب وأعيدت الصلاة ، انتهى . قال البخاري : حديث باطل ، وروح هذا منكر الحديث ، وقال ابن حبان : هذا حديث موضوع لا شك فيه ، لم يقله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ولكن اخترعه أهل الكوفة ، وكان روح بن غطيف يروي الموضوعات عن الثقات ، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وذكره أيضاً من حديث نوح بن أبي مريم عن يزيد الهاشمي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه ، وأغلظ في نوح بن أبي مريم . قوله : وإنما كان يعني بول ما يؤكل لحمه ، مخففاً عند أبي حنيفة . وأبي يوسف ، لمكان الاختلاف في نجاسته أو لتعارض النصين ، يشير بتعارض النصين ، إلى حديث استنزهوا من البول مع حديث العرنيين ، وقد مرّا ، وكذلك قوله : وإن أصابه بول الفرس لم يفسده حتى يفحش عند أبي حنيفة لتعارض الآثار ، يشير إليهما أيضاً . فصل في الاستنجاء