فهرس الكتاب

كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا كان في الشتاء بكّر

الحديث الثالث عشر : روى أنس كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا كان في الشتاء بكّر بالظهر ، وإذا كان في الصيف أبرد بها ، قلت :

رواه البخاري من حديث خالد بن دينار ، قال : صلى بنا أميرنا الجمعة ، ثم قال لأنس : كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي الظهر ؟ قال : كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة ، انتهى . وأما حديث خباب بن الأرت : شكونا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الصلاة في الرمضاء فلم يشكنا ،

أخرجه مسلم وزاد في رواية ، قال زهير : قلت لأبي إسحاق أفي تعجيل الظهر ، قال : نعم ، انتهى . فقال ابن القطان في كتابه : وقد اختلف في معنى هذا ، فقيل : لم يعذرنا ، وقيل : لم يحوجنا إلى الشكوى بعد ، ولكن رويت فيه زيادة مثبتة للأول ، قال ابن المنذر : حدثنا عبد اللّه بن أحمد ثنا خلاد بن يحيى ثنا يونس بن أبي إسحاق ثنا سعيد بن وهب أخبرني خباب بن الأرت ، قال : شكوت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الرمضاء فما أشكانا ، وقال : إذا زالت الشمس فصلوا ، انتهى . وبهذا اللفظ

رواه البيهقي في السنن ، وفي لفظ له : شكونا حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا ، قلت : ويؤيد الثاني حديث أبي هريرة : إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم

أخرجاه وانفرد البخاري بحديث الخدري أبردوا بالظهر ، فإن شدة الحر من فيح جهنم . انتهى أحاديث لمذهبنا في تأخير العصر ،

أخرج الدارقطني في سننه عن عبد الواحد بن نافع ، قال : دخلت مسجد المدينة فأذن مؤذن بالعصر ، وشيخ جالس فلامه ، وقال : إن أبي أخبرني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يأمر بتأخير هذه الصلاة ، فسألت عنه ، فقالوا : هذا عبد اللّه بن رافع بن خديج ، انتهى . ورواه البيهقي في سننه ، وقال : قال الدارقطني فيما أخبرنا عنه أبو بكر بن الحارث : هذا حديث ضعيف الإسناد ، والصحيح عن رافع . وغيره ضد هذا ، وعبد اللّه بن رافع ليس بالقوي ، ولم يروه عنه غير عبد الواحد ، ولا يصح هذا الحديث عن رافع ولا عن غيره من الصحابة ، انتهى . وقال ابن حبان : عبد الواحد بن نافع يروي عن أهل الحجاز المقلوبات ، وعن أهل الشام الموضوعات ، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ، انتهى .

ورواه البخاري في تاريخه الكبير في باب العين - في ترجمة عبد اللّه بن رافع حدثنا أبو عاصم عن عبد الواحد بن نافع به ، وقال : لا يتابع عليه يعني عبد اللّه بن رافع والصحيح عن رافع غيره ، ثم أخرجه عن رافع ، قال : كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ، ثم ننحر الجزور ، وسيأتي بتمامه ، وقال ابن القطان في كتابه : عبد الواحد بن نافع أبو الرماح مجهول الحال مختلف في حديثه ، انتهى . أثر في ذلك ،

أخرجه الحاكم في المستدرك عن زياد بن عبد اللّه النخعي ، قال : كنا جلوساً مع علي رضي اللّه عنه في المسجد الأعظم فجاءه المؤذن ، فقال : الصلاة يا أمير المؤمنين ، فقال : اجلس فجلس ، ثم عاد فقال له ذلك ، فقال علي : هذا الكلب يعلمنا السنة ، فقام عليّ صلى بنا العصر ، ثم انصرفنا فرجعنا إلى المكان الذي كنا فيه جلوساً فجثونا للركب ، لنزول الشمس للغروب نتراآها ، انتهى . وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، انتهى . وأخرجه الدارقطني كذلك عن العباس بن ذريح عن زياد عن عبد اللّه النخعي به ، ثم قال : وزياد بن عبد اللّه هذا مجهول لم يروه عنه غير العباس بن ذريح ، انتهى . قلت : وهذا الأثر في حكم المرفوع ، أو قريب منه ، لذكر السنة فيه . أحاديث الخصوم في أفضلية التعجيل : منها حديث أبي برزة كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي العصر ، ثم يرجع أحدنا إلى رحله والشمس حية ،

رواه البخاري ، ومسلم . حديث آخر

أخرجه البخاري . ومسلم أيضاً عن أنس ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي العصر ، ثم يذهب أحدُنا إلى العوالي ، والشمس مرتفعة ، قال الزهري : والعوالي على ميلين من المدينة ، وثلاثة ، وأحسبه قال : وأربعة ، انتهى . حديث آخر

أخرجه البخاري . ومسلم أيضاً عن رافع بن خديج ، قال : كنا نصلي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة العصر ، ثم ننحر الجزور ، فنقسم عشر قسم ، ثم نطبخ فنأكل لحماً نضيجاً قبل أن تغيب الشمس ، انتهى .