فهرس الكتاب

كان يرفع يديه إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ،

الحديث التاسع والثلاثون : يوجد في بعض نسخ الهداية للشافعي ما روي عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يرفع يديه إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ، قلت :

أخرجه الأئمة الستة في كتبهم عن الزهري عن سالم عن أبيه عبد اللّه بن عمر ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه ، ثم كبر ، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك ، فإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك ، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود ، انتهى . قال البخاري في كتابه المفرد في رفع اليدين : وروي عن أبي بكر بن عياش عن حصين عن مجاهد أنه لم ير ابن عمر رفع يديه إلا في التكبيرة الأولى ، قال ابن معين : إنما هو توهم لا أصل له ، أو هو محمول على السهو ، كبعض ما يسهو الرجل في صلاته ، ولم يكن ابن عمر يدع ما رواه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مع ما رواه عن ابن عمر مثل طاوس . وسالم . ونافع . ومحارب بن دثار . وأبي الزبير أنه كان يرفع يديه ، فلو صحت رواية مجاهد لكانت رواية هؤلاء أولى ، ثم أخرج روايات هؤلاء المذكورين : أن ابن عمر كان يرفع يديه في الصلاة ، واللّه أعلم . أحاديث أصحابنا : منها حديث تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة ، قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : ما لي أراكم رافعي أيديكم ، كأنها أذناب خيل شمس ؟ ! أسكنوا في الصلاة ،

أخرجه مسلم

واعترضه البخاري في كتابه الذي وضعه في رفع اليدين ، فقال : وأما احتجاج بعض من لا يعلم بحديث تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة ، قال : دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ونحن نرفع أيدينا في الصلاة ، فقال : ما لي أراكم رافعي أيديكم ، كأنها أذناب خيل شمس ؟ ! أسكنوا في الصلاة ، وهذا إنما كان في التشهد لا في القيام ، تفسره رواية عبد اللّه بن القبطية ، قال : سمعت جابر بن سمرة ، يقول : كنا إذا صلينا خلف النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قلنا : السلام عليكم . السلام عليكم ، وأشار بيده إلى الجانبين ، فقال : ما بال هؤلاء يؤمنون بأيديهم ، كأنه أذناب خيل شمس ؟ ! ، إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ، ثم ليسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله ، انتهى . وهذا قول معروف لا اختلاف فيه ، ولو كان كما ذهبوا إليه لكان الرفع في تكبيرات العيد أيضاً منهيّاً عنه ، لأنه لم يستثن رفعاً دون رفع ، بل أطلق ، انتهى كلامه . ورواية عبد اللّه بن القبطية هذه أخرجه مسلم أيضاً ، وفي لفظ النسائي ، قال : ما بال هؤلاء يسلمون بأيديهم ، كأنها أذناب خيل شمس ؟ ! ، الحديث ولقائل أن يقول : إنهما حديثان لا يفسر أحدهما بالآخر ، كما جاء في لفظ الحديث الأول : دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وإذا الناس رافعي أيديهم في الصلاة ، فقال : ما لي أراكم رافعي أيديكم ، كأنها أذناب خيل شمس ؟ ! أسكنوا في الصلاة ، والذي يرفع يديه حال التسليم لا يقال له : أسكن في الصلاة ، إنما يقال ذلك لمن يرفع يديه في أثناء الصلاة ، وهو حالة الركوع والسجود ، ونحو ذلك ، هذا هو الظاهر ، والراوي روى هذا في وقت ، كما شاهده ، وروى الآخر في وقت آخر ، كما شاهده ، وليس في ذلك بُعْدُ ، واللّه أعلم . حديث آخر :

أخرجه أبو داود . والترمذي عن وكيع عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة ، قال : قال عبد اللّه بن مسعود : ألا أصلي بكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فصلى ، فلم يرفع يديه إلا في أول مرة ، انتهى . وفي لفظ : فكان يرفع يديه أول مرة ، ثم لا يعود ، قال الترمذي : حديث حسن ، انتهى . وأخرجه النسائي عن ابن المبارك عن سفيان به ، قال الشيخ تقي الدين في الإمام : وعاصم بن كليب أخرج له مسلم ، وعبد الرحمن بن الأسود أيضاً أخرج له مسلم ، وهو تابعي ، وثقه ابن معين ، وعلقمة ، فلا يسأل عنه للاتفاق على الاحتجاج به ، انتهى . واعترض على هذا الحديث بأمور : منها ما رواه الترمذي بسنده عن ابن المبارك ، قال : لم يثبت عندي حديث ابن مسعود : أنه عليه السلام لم يرفع يديه إلا في أول مرة ، وثبت حديث ابن عمر أنه رفع عند الركوع ، وعند الرفع من الركوع ، وعند القيام من الركعتين ، ورواه الدارقطني ، ثم البيهقي في سننهما وذكره المنذري في مختصر السنن ، ثم قال : وقال غير ابن المبارك : لم يسمع عبد الرحمن من علقمة ، انتهى . ومنها تضعيف عاصم بن كليب ، نقل البيهقي في سننه عن أبي عبد اللّه الحاكم أنه قال : عاصم بن كليب لم يخرج حديثه الصحيح ، وكان يختصر الأخبار فيؤديها بالمعنى ، وهذه اللفظة ، ثم لا يعود غير محفوظة في الخبر ، انتهى . والجواب : أما الأول : فقال الشيخ في الإمام : وعدم ثبوت الخبر عند ابن المبارك لا يمنع من النظر فيه ، وهو يدور على عاصم بن كليب ، وقد وثقه ابن معين ، كما قدمناه ، قال : وقول شيخنا أبي محمد المنذري ، وقال غيره : لم يسمع عبد الرحمن عن علقمة ، فغير قادح أيضاً ، فإنه عن رجل مجهول ، وقد تتبعت هذا القائل فلم أجده ، ولا ذكره ابن أبي حاتم في مراسيله ، وإنما ذكره في كتاب الجرح والتعديل ، فقال : وعبد الرحمن بن الأسود ، أدخل على عائشة ، وهو صغير ، ولم يسمع منها ، وروي عن أبيه . وعلقمة ، ولم يقل : إنه مرسل ، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ، وقال : إنه مات سنة تسع وتسعين ، وكان سنه سن إبراهيم النخعي ، فإذا كان سنه سن النخعي ، فما المانع من سماعه عن علقمة ، مع الاتفاق على سماع النخعي منه ؟ ! ومع هذا كله ، فقد صرح الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب المتفق والمفترق في ترجمة عبد الرحمن هذا ، أنه سمع أباه . وعلقمة ، انتهى . وقال ابن القطان في كتابه الوَهم والإِيهام : ذكر الترمذي عن ابن المبارك أنه قال : حديث وكيع لا يصح ، والذي عندي أنه صحيح ، وإنما النكر فيه على وكيع زيادة : ثم لا يعود ، وقالوا : إنه كان يقولها من قِبَل نفسه ، وتارة لم يقلها ، وتارة أتبعها الحديث ، كأنها من كلام ابن مسعود ، وكذلك قال الدارقطني : إنه حديث صحيح ، إلا هذه اللفظة ، وكذلك قال أحمد بن حنبل . وغيره ، وقد اعتنى الإمام محمد بن نصر المروزي بتضعيف هذه اللفظة في كتاب رفع اليدين ، انتهى كلامه . قلت : قد تابع وكيعاً على هذه اللفظة عبد اللّه بن المبارك ، كما رواه النسائي ، وقد قدمناه ، وأيضاً ، فغير ابن القطان ينسب الوَهم فيها لسفيان الثوري لا لوكيع ، قال البخاري في كتابه في رفع اليدين : ويروي عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب ، فذكره بسنده ومتنه ، قال أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم : نظرت في كتاب عبد اللّه بن إدريس عن عاصم بن كليب ، فلم أجد فيه : ثم لم يعد ، قال البخاري : وهذا أصح ، لأن الكتاب أثبت عند أهل العلم ، انتهى . فجعل الوهم فيه من سفيان ، لأن ابن إدريس خالفه ، وقال ابن أبي حاتم في كتاب العلل : سألت أبي عن حديث رواه سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قام فكبر ، فرفع يديه ، ثم لم يعد ، فقال أبي : هذا خطأ ، يقال : وهم فيه الثوري ، فقد رواه جماعة عن عاصم ، وقالوا كلهم : إن النبي صلى اللّه عليه وسلم افتتح فرفع يديه ، ثم ركع ، فطبق ، وجعلهما بين ركبتيه ، ولم يقل أحد ما روى الثوري ، انتهى . فالبخاري . وأبو حاتم جعلا الوَهم فيه من سفيان . وابن القطان ، وغيره يجعلون الوَهم فيه من وكيع ، وهذا اختلاف يؤدي إلى طرح القولين ، والرجوع إلى صحة الحديث لوروده عن الثقات ، وأما الثاني : وهو تضعيف عاصم ، فقد قدمنا أنه من رجال الصحيح ، وأن ابن معين ، قال فيه : ثقة ، كما ذكره الشيخ في الإمام ، قال الشيخ : وقول الحاكم : إن حديثه لم يخرج في الصحيح ، فغير صحيح ، فقد أخرج له مسلم حديثه عن أبي بردة عن علي في الهدى ، وحديثه عنه عن علي : نهاني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، أن اجعل خاتمي في هذه . والتي يليها ، وغير ذلك ، وأيضاً فليس من شرط الصحيح التخريج عن كل عدل ، وقد أخرج هو في المستدرك عن جماعة لم يخرج لهم في الصحيح ، وقال : هو على شرط الشيخين ، وإن أراد بقوله : لم يخرج حديثه في الصحيح ، أي هذا الحديث ، فليس ذلك بعلة ، وإلا لفسد عليه مقصوده كله من كتابه المستدرك ، انتهى . طريق آخر للحديث

أخرجه الدارقطني ، ثم البيهقي في سننهما . وابن عدي في الكامل عن محمد بن جابر عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه ، قال : صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . وأبي بكر . وعمر ، فلم يرفعوا أيديهم إلا عند استفتاح الصلاة ، قال الدارقطني : تفرد به محمد بن جابر ، وكان ضعيفاً عن حماد عن إبراهيم ، وغير حماد يرويه عن إبراهيم مرسلاً عن عبد اللّه من فعله غير مرفوع ، وهو الصواب ، وقال البيهقي في سننه : وكذلك رواه حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن ابن مسعود مرسلاً ، وهذه الرواية أخرجها البيهقي في الخلافيات بسنده عن إبراهيم أن ابن مسعود كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه أول مرة ، ثم لم يرفع بعد ذلك ، قال الحاكم : وهذا هو الصحيح ، وابراهيم لم ير ابن مسعود ، والحديث منقطع ، ومحمد بن جابر تكلم فيه أئمة الحديث ، وأحسن ما قيل فيه : إنه يسرق الحديث من كل من يذاكره ، حتى كثرت المناكير والموضوعات في حديثه ، قال الشيخ : أما قوله : إنه كان يسرق الحديث من كل من يذاكره ، فالعلم بهذه الكلية متعذر ، وأما إن ذلك أحسن ما قيل فيه ، فأحسن منه قول ابن عدي : كان إسحاق بن أبي إسرائيل يفضل محمد بن جابر على جماعة شيوخ هم أفضل منه ، وأوثق ، وقد روى عنه من الكبار : أيوب . وابن عون . وهشام بن حسان . والثوري . وشعبة . وابن عيينة . وغيرهم ، ولولا أنه في ذلك المحل لم يرو عنه هؤلاء الذين هو دونهم ، وقد خولف في أحاديث ، ومع ما تكلم فيه فهو ممن يكتب حديثه ، وممن تكلم فيه البخاري ، قال فيه : ليس بالقوي ، وقال ابن معين : ضعيف ، انتهى . ومن الناس القائلين بالرفع من سلك في حديث ابن مسعود هذا مسلك البحث والمناظرة ، فقال : يجوز أن يكون ابن مسعود نسي الرفع في غير التكبيرة الأولى ، كما نسي في التطبيق . وغيره ، واستبعد أصحابنا هذا من مثل ابن مسعود ، واحتجوا بحديث

أخرجه الدارقطني في سننه والطحاوي في شرح الآثار عن حصين بن عبد الرحمن ، قال : دخلنا على إبراهيم النخعي فحدثه عمرو بن مرة ، قال : صلينا في مسجد الحضرميين ، فحدثني علقمة بن وائل عن أبيه أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، يرفع يديه حين يفتتح ، وإذا ركع ، وإذا سجد ، فقال إبراهيم : ما أرى أباه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، إلا ذلك اليوم الواحد ، فحفظ عنه ذلك ، وعبد اللّه بن مسعود لم يحفظه ، إنما رفع اليدين عند افتتاح الصلاة ، انتهى . ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ، ولفظه : أحفظ وائل ، ونسي ابن مسعود ؟ ! ورواه الطحاوي في شرح الآثار ، وزاد فيه : فإن كان رآه مرة يرفع ، فقد رآه عبد الله خمسين مرة لا يرفع ، انتهى . ذكر هذا الكلام كله ابن الجوزي في التحقيق ، قال صاحب التنقيح : قال الفقيه أبو بكر بن إسحاق ، هذه علة لا يساوي سماعها ، لأن رفع اليدين قد صح عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ثم عن الخلفاء الراشدين ، ثم عن الصحابة والتابعين ، وليس في نسيان ابن مسعود لذلك ما يستغرب قد نسي ابن مسعود من القرآن ما لم يختلف المسلمون فيه بعد ، وهي المعوذتان . ونسي ما اتفق العلماء على نسخه ، كالتطبيق ، ونسي كيف قيام الإِثنين خلف الإمام . ونسي ما لم يختلف العلماء فيه ، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر في وقتها ، ونسي كيفية جمع النبي صلى اللّه عليه وسلم بعرفة . ونسي ما لم يختلف العلماء فيه من وضع المرفق والساعد على الأرض في السجود ، ونسي كيف كان يقرأ النبي صلى اللّه عليه وسلم : { وما خلق الذكر والأنثى } ، وإذا جاز على ابن مسعود أن ينسى مثل هذا في الصلاة ، كيف لا يجوز مثله في رفع اليدين ، وقال البخاري في كتابه - في رفع اليدين : كلام إبراهيم هذا ظن منه ، لا يدفع به رواية وائل ، بل أخبر أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم يصلي ، وكذلك رأى أصحابه غير مرة يرفعون أيديهم ، كما بينه زائدة ، فقال : حدثنا عاصم ثنا أبي عن وائل بن حجر أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم يصلي ، فرفع يديه في الركوع ، وفي الرفع منه ، قال : ثم أتيتهم بعد ذلك ، فرأيت الناس في زمان بَرْدٍ ، عليهم جل الثياب ، تحرك أيديهم من تحت الثياب ، انتهى . وقال البيهقي في المعرفة : قال الشافعي : الأوْلى أن يؤخذ بقول وائل ، لأنه صحابي جليل ، فكيف يرد حديثه بقول رجل ممن هو دونه ، وخصوصاً ، وقد رواه معه عدد كثير ، انتهى . حديث آخر

أخرجه أبو داود عن شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب ، قال : كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ، ثم لا يعود ، انتهى . قال أبو داود : رواه هشيم . وخالد . وابن إدريس عن يزيد ، لم يذكروا فيه : ثم لا يعود ، انتهى . قال الشيخ في الإمام : واعترض عليه بأمور : أحدها : إنكار هذه الزيادة على شريك ، وزعموا أن جماعة رووه عن يزيد ، فلم يذكروها ، قال الشيخ : وقد توبع شريك عليها ، كما أخرجه الدارقطني عن إسماعيل بن زكريا ثنا يزيد بن أبي زياد به ، نحوه وأنه كان تغير بآخره ، وصار يتلقن ، واحتجوا على ذلك بأنه أنكر الزيادة ، كما

أخرجه الدارقطني عن علي بن عاصم ثنا محمد بن أبي ليلى عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب ، قال : رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم حين قام إلى الصلاة كبر ورفع يديه حتى ساوى بهما أذنيه ، فقلت : أخبرني ابن أبي ليلى أنك قلت : ثم لم يعد ، قال : لا أحفظ هذا ، ثم عاودته ، فقال : لا أحفظه ، وقال البيهقي : سمعت الحاكم أبا عبد اللّه يقول : يزيد بن أبي زياد كان يذكر بالحفظ ، فلما كبر ساء حفظه ، فكان يقلب الأسانيد ، ويزيد في المتون ، ولا يميز ، وقال الحاكم ، ثم البيهقي عنه ، بسنده عن أحمد بن حنبل ، قال : هذا حديث واهٍ ، قد كان يزيد بن أبي زياد يحدث به برهة من دهره ، فلا يذكر فيه : ثم لا يعود ، فلما لقن أخذه ، فكان يذكره فيه قال الشيخ : ويزيد بن أبي زياد معدود في أهل الصدق ، كوفي ، يكنى أبا عبد اللّه ، ذكر أبو الحارث القروي ، قال أبو الحسن : يزيد بن أبي زياد ، جيد الحديث ، وذكر مسلم في مقدمة كتابه صنفًا ، فقال فيهم : إن الستر والصدق وتعاطي العلم يشتملهم ، كعطاء بن السائب . ويزيد بن أبي زياد . وليث بن أبي سليم . الأمر الثاني : المعارضة برواية إبراهيم بن بشار عن سفيان ثنا يزيد بن أبي زياد بمكة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب ، قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه ، وإذا أراد أن يركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، قال سفيان : فلما قدمت الكوفة سمعته يقول : يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ، ثم لا يعود ، فظننتهم لقنوه ، رواه الحاكم ، ثم البيهقي عنه ، قال الحاكم : لا أعلم أحداً ساق هذا المتن بهذه الزيادة عن سفيان بن عيينة غير إبراهيم بن بشار الرمادي ، وهو ثقة ، من الطبقة الأولى ، من أصحاب ابن عيينة ، جالس ابن عيينة نيفاً وأربعين سنة ، ورواه البخاري في كتابه في رفع اليدين حدثنا الحميدي ثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد بمثل لفظ الحاكم ، قال البخاري : وكذلك رواه الحفاظ ممن سمع يزيد قديماً : منهم شعبة . والثوري . وزهير ، وليس فيه : ثم لم يعد ، انتهى . وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء : يزيد بن أبي زياد كان صدوقاً ، إلا أنه لما كبر تغير ، فكان يلقن ، فيتلقن ، فسماع من سمع منه قبل دخوله الكوفة في أول عمره سماع صحيح ، وسماع من سمع منه في آخر قدومه الكوفة ليس بشيء ، انتهى . طريق آخر لحديث البراء ،

أخرجه أبو داود عن وكيع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء ، قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رفع يديه حين افتتح الصلاة ، ثم لم يرفعهما حتى انصرف ، انتهى . قال أبو داود : هذا الحديث ليس بصحيح ، وكأنه ضعفه بمحمد بن أبي ليلى ، وذكره البخاري في كتابه - في رفع اليدين معلقاً ، لم يصل سنده به ، ثم قال : وإنما روى ابن أبي ليلى ، هذا من حفظه ، فأما من روى عن ابن أبي ليلى من كتابه ، فإنما حدث عنه عن يزيد بن أبي زياد ، فرجع الحديث إلى تلقين يزيد ، والمحفوظ ما روى عنه الثوري . وشعبة . وابن عيينة ، قديماً ، ليس فيه : ثم لم يرفع ، انتهى . وقال الحازمي في كتابه الناسخ والمنسوخ : الوجه التاسع عشر : أن يكون أحد الراويين لم يضطرب لفظه ، فيرجح خبره على خبر من اضطرب لفظه ، لأنه يدل على ضبطه نحو حديث ابن عمر أنه عليه السلام كان يرفع يديه إذا كبر ، وإذا ركع ، وإذا رفع ، فإنه يروي عن ابن عمر من غير وجه ، ولم يختلف عليه فيه ، فهو أوْلى بالمصير من حديث البراء بن عازب : أنه عليه السلام كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ، ثم لا يعود ، لأنه يعرف بيزيد بن أبي زياد ، وهو قد اضطرب فيه ، قال سفيان بن عيينة : كان يزيد بن أبي زياد يروي هذا الحديث ، ولا يقول فيه : ثم لا يعود ، ثم دخلت الكوفة فرأيته يرويه ، وقد زاد فيه : ثم لا يعود ، لقنوه ، فتلقن ، انتهى . قال البيهقي في المعرفة : ويدل على أنه تلقنها ، أن أصحابه القدماء لم يؤثروها عنه ، مثل سفيان الثوري . وشعبة . وهشيم . وزهير . وغيرهم ، وإنما أتى بها عنه من سمع منه بآخره ، وكان قد تغير واختلط ، وابن أبي زياد ضعفه ابن معين ، وقد رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن عن البراء . ومحمد بن أبي ليلى أضعف عند أهل الحديث من ابن أبي زياد ، واختلف عليه في إسناده ، فقيل : هكذا ، وقيل : عنه عن الحكم بن عتيبة عن ابن أبي ليلى ، وقيل : عنه عن يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى ، فعاد الحديث إلى يزيد ، قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل : كان أبي ينكر حديث الحكم ، وعيسى ، ويقول : إنما هو حديث يزيد بن أبي زياد ، وابن أبي ليلى سيئ الحفظ . وابن أبي زياد ليس بالحافظ ، انتهى . حديث آخر ،

أخرجه البيهقي في الخلافيات عن عبد اللّه بن عون الخراز ثنا مالك عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يرفع يديه ، إذا افتتح الصلاة ، ثم لا يعود ، انتهى . قال البيهقي : قال الحاكم : هذا باطل موضوع ، ولا يجوز أن يذكر إلا على سبيل القدح ، فقد روينا بالأسانيد الصحيحة عن مالك بخلاف هذا ، ولم يذكر الدارقطني هذا في غرائب حديث مالك قال الشيخ : والخراز هذا بخاء معجمة ، بعدها راء مهملة ، آخره زاي معجمة . حديث آخر ،

أخرجه البيهقي في الخلافيات أيضاً ، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ عن أبي العباس محمد بن يعقوب عن محمد بن إسحاق عن الحسن بن الربيع عن حفص بن غياث عن محمد بن أبي يحيى عن عباد بن الزبير أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه في أول الصلاة ، ثم لم يرفعهما في شيء حتى يفرغ ، انتهى . قال الشيخ في الإمام : وعباد هذا تابعي ، فهو مرسل ، انتهى .

حديث آخر ، حديث : لا ترفع الأيدي إلا في سبعة مواطن ، وقد تقدم الكلام عليه . حديث آخر ،

ذكر الحاكم أبو عبد اللّه في كتاب المدخل إلى معرفة الإكليل في ذكر المجروحين تحت ترجمة جماعة وضعوا الحديث في الوقت لحاجتهم إليه ، قال : وقيل لمحمد بن عكاشة الكرماني : إن قوماً يرفعون أيديهم في الركوع ، وبعد رفع الرأس من الركوع ، فقال : حدثنا المسيب بن واضح ثنا عبد اللّه بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : من رفع يديه في الركوع ، فلا صلاة له ، انتهى . قال الحاكم : فكل من رزقه اللّه فهماً في نوع من العلم ، وتأمل هذه الأحاديث علم أنها موضوعة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . وهذا الحديث رواه ابن الجوزي بإسناده في الموضوعات عن محمد بن عكاشة به ، ثم نقل عن الدارقطني أنه قال : محمد بن عكاشة هذا كان يضع الحديث ،

ثم رواه ابن الجوزي من حديث المأمون بن أحمد السلمي ثنا المسيب بن واضح عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له ، انتهى . وكذلك رواه في كتاب التحقيق ، ونقل في الكتابين عن ابن حبان أنه قال : مأمون هذا كان دجالاً من الدجاجلة ، قال ابن الجوزي : وما أبله من وضع هذه الأحاديث الباطلة لتقاوم بها الأحاديث الصحيحة ، فقد روى الرفع من الصحابة جماعة كثيرون ، وسمى ستة وعشرين رجلاً ، قال : ومن لم يكن الحديث صناعته لم ينكر عليه الاحتجاج بالبواطيل ، انتهى . الآثار في ذلك : روى الطحاوي ، ثم البيهقي من حديث الحسن بن عياش عن عبد الملك بن أبجر عن الزبير بن عدي عن إبراهيم عن الأسود ، قال : رأيت عمر بن الخطاب يرفع يديه في أول تكبيرة ، ثم لا يعود ، قال : ورأيت إبراهيم . والشعبي يفعلان ذلك ، قال الطحاوي : فهذا عمر لم يكن يرفع يديه أيضاً إلا في التكبيرة الأولى ، والحديث صحيح ، فإن مداره على الحسن بن عياش ، وهو ثقة حجة ، ذكر ذلك يحيى بن معين عنه ، انتهى . واعترضه الحاكم : بأن هذه رواية شاذة لا تقوم بها حجة ، ولا تعارض بها الأخبار الصحيحة عن طاوس بن كيسان عن ابن عمر أن عمر كان يرفع يديه في الركوع ، وعند الرفع منه ، وروى هذا الحديث سفيان الثوري عن الزبير بن عدي به ، ولم يذكر فيه : لم يعد ، ثم رواه الحاكم ، وعنه البيهقي بسنده عن سفيان عن الزبير بن عدي عن إبراهيم عن الأسود أن عمر كان يرفع يديه في التكبير ، انتهى . قال الشيخ : وما ذكره الحاكم فهو من باب ترجيح رواية على رواية لا من باب التضعيف ، وأما قوله : إن سفيان لم يذكر عن الزبير بن عدي فيه : لم يَعدْ ، فضعيف جدًا ، لأن الذي رواه سفيان في مقدار الرفع ، والذي رواه الحسن بن عياش في محل الرفع ، ولا تعارض بينهما ، ولو كانا في محل واحد لم تعارض رواية من زاد برواية من ترك ، والحسن بن عياش أبو محمد هو أخو أبي بكر بن عياش ، قال فيه ابن معين : ثقة ، هكذا رواه ابن أبي خيثمة عنه ، وقال عثمان بن سعيد الدارمي : الحسن . وأخوه أبو بكر بن عياش كلاهما من أهل الصدق والأمانة ، وقال ابن معين : كلاهما عندي ثقة . أثر آخر أخرجه الطحاوي عن أبي بكر النهشلي ثنا عاصم بن كليب عن أبيه أن علياً رضي اللّه عنه كان يرفع يديه في أول تكبيرة من الصلاة ، ثم لا يعود يرفع ، انتهى . وهو أثر صحيح ، قال البخاري في كتابه في رفع اليدين : وروى أبو بكر النهشلي عن عاصم بن كليب عن أبيه أن علياً رفع يديه في أول التكبيرة ، ثم لم يعد ، وحديث عبيد اللّه بن أبي رافع أصح ، انتهى . فجعله دون حديث عبيد اللّه بن أبي رافع في الصحة ، وحديث ابن أبي رافع صححه الترمذي . وغيره ، وسيأتي في أحاديث الخصوم ، وقال الدارقطني في علله : واختلف على أبي بكر النهشلي فيه ، فرواه عبد الرحيم بن سليمان عنه عن عاصم بن كليب عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وَوَهَم في رفعه ، وخالفه جماعة من الثقات : منهم عبد الرحمن بن مهدي . وموسى بن داود . وأحمد بن يونس . وغيرهم ، فرووه عن أبي بكر النهشلي موقوفاً على عليٍّ ، وهو الصواب ، وكذلك رواه محمد بن أبان عن عاصم موقوفاً ، انتهى . فجعله الدارقطني موقوفاً صواباً ، واللّه أعلم . أثر آخر أخرجه البيهقي عن سوار بن مصعب عن عطية العوفي أن أبا سعيد الخدري . وابن عمر كانا يرفعان أيديهما أول ما يكبران ، ثم لا يعودان ، انتهى . قال البيهقي : قال الحاكم : وعطية سيئ الحال ، وسوار أسوأ حالاً منه ، وأسند البيهقي عن البخاري أنه قال : سوار بن مصعب منكر الحديث ، وعن ابن معين أنه غير محتج به . أثر آخر أخرجه الطحاوي في شرح الآثار عن إبراهيم النخعي ، قال : كان عبد اللّه بن مسعود لا يرفع يديه في شيء من الصلوات ، إلا في الافتتاح ، انتهى . قال الطحاوي : فإن قالوا : إن إبراهيم عن عبد اللّه غير متصل ، قيل لهم : كان إبراهيم لا يرسل عن عبد اللّه إلا ما صح عنده وتواترت به الرواية عنه ، كما أخبرنا ، وأسند عن الأعمش أنه قال لإبراهيم : إذا حدثتني عن عبد اللّه ، فأسند ، قال : إذا قلت لك : قال عبد اللّه : فاعلم أني لم أقله حتى حدثنيه جماعة عنه ، وإذا قلت لك : حدثني فلان عن عبد اللّه ، فهو الذي حدثني وحده عنه ، قال : ومذهبنا أيضاً قوي من جهة النظر ، فإنهم أجمعوا أن التكبيرة الأولى معها رفع ، وأن التكبيرة بين السجدتين لا رفع بينهما ، واختلفوا في تكبيرة الركوع . وتكبيرة الرفع منه ، فألحقهما قوم بالتكبيرة الأولى ، وألحقهما قوم بتكبيرة السجدتين ، ثم إنا رأينا تكبيرة الافتتاح من صلب الصلاة لا تصح بدونها الصلاة ، والتكبيرة بين السجدتين ليست بذلك ، ورأينا تكبيرة الركوع والنهوض ليستا من صلب الصلاة ، فألحقناهما بتكبيرة السجدتين ، واللّه أعلم ، انتهى كلامه .

أحاديث الخصوم : منها حديث ابن عمر

أخرجه البخاري . ومسلم عن سالم عن أبيه ، ولفظ البخاري : قال رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام في الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه ، وكان يفعل ذلك حين يكبر للركوع ، وحين يرفع رأسه من الركوع ، ولا يفعل ذلك في السجود ، انتهى . ولفظ مسلم : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه ، ثم كبر ، وإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك ، وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك ، ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود ، انتهى . وقوله فيه : ثم كبر ، ليست عند البخاري ، قال ابن عبد البر في التمهيد : هذا الحديث أحد الأحاديث الأربعة التي رفعها سالم عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ووقفها نافع على ابن عمر : فمنها ما جعله من قول ابن عمر . ومنها ما جعله عن ابن عمر عن عمر ، والقول فيها قول سالم ، ولم يلتفت الناس فيها إلى نافع ، فهذا أحدها . والثاني : حديث من باع عبداً وله مال والثالث : حديث : الناس كإبل مائة والرابع : حديث فيما سقت السماء والعيون العشر ، قال الشيخ في الإمام ، وقد جاء هذا الحديث مرفوعاً من جهة حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه حذو منكبيه ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، ومن جهة إبراهيم بن طهمان عن أيوب السختياني عن نافع به مرفوعاً أيضاً ، رواهما البيهقي في سننه ، انتهى . وأخرجه البخاري عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى ثنا عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر ، فذكره ، وزاد فيه : وإذا قام من الركعتين رفع يديه ، قال الشيخ في الإمام قال الإسماعيلي في كتابه : هكذا يقوله عبد الأعلى ، وأومأ إلى أنه أخطأ ، وقال : خالفه ابن إدريس . وعبد الوهاب . والمعتمر عن عبيد اللّه عن نافع ، فذكره من فعل ابن عمر ، انتهى . وقال أبو داود بعد تخريج رواية عبد الأعلى هذه : والصحيح أنه من قول ابن عمر ، وليس بمرفوع ، ورواه البيهقي عن عبيد اللّه أيضًا ، فوقفه على ابن عمر ، وهو الصحيح ، قال الشيخ في الإمام : وعن هذا جوابان : أحدهما : الرجوع إلى الطريقة الفقهية والأصولية في قبول زيادة العدل الثقة إذا تفرد بها ، وعبد الأعلى من الثقات المتفق على الاحتجاج بهم في الصحيح . الثاني : أن عبد الأعلى لم ينفرد بها ، فإن البيهقي لما ذكره في الخلافيات ، قال : أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الأعلى هكذا ، وتابعه معتمر عن عبيد اللّه بن عمر نحوه ، ثم أخرج رواية معتمر ، وأخرج النسائي رواية معتمر في سننه نحو البيهقي ، ثم قال : وقوله : إذا قام من الركعتين لم يذكره عامة الرواة عن الزهري ، وعبيد اللّه ثقة ، ولعل الخطأ من غيره ، انتهى . واعلم أن حديث ابن عمر هذا

رواه مالك في موطئه عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، وكان لا يفعل ذلك في السجود ، انتهى . لم يذكر فيه الرفع في الركوع ، هكذا وقع في رواية يحيى بن يحيى ، وتابعه على ذلك جماعة من رواة الموطأ : منهم يحيى بن بكير . والقعنبي . وأبو مصعب . وابن أبي مريم . وسعيد بن عفير ، ورواه ابن وهب . وابن القاسم . ومعن بن عيسى . وابن أبي أويس عن مالك ، فذكروا فيه الرفع في الركوع ، وكذلك رواه جماعة من أصحاب الزهري عن الزهري ، وهو الصواب ، ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر في كتاب التقصي ، وقال في التمهيد : وذكر جماعة من أهل العلم أن الوَهَم في إسقاط الرفع من الركوع إنما وقع من جهة مالك ، فإن جماعة حفاظاً رووا عنه الوجهين جميعاً ، انتهى . وكذلك قال الدارقطني في غرائب مالك : إن مالكاً لم يذكر في الموطإِ الرفع عند الركوع ، وذكره في غير الموطأ حدث به عشرون نفراً من الثقات الحفاظ : منهم محمد بن الحسن الشيباني . ويحيى بن سعيد القطان . وعبد اللّه بن المبارك . وعبد الرحمن بن مهدي . وابن وهب . وغيرهم ، ثم أخرج أحاديثهم عن عشرين رجلاً ، قال : وخالفهم جماعة من رواة الموطأ ، فرووه عن مالك ، وليس فيه الرفع في الركوع : منهم الإمام الشافعي . والقعنبي . ويحيى بن يحيى . ويحيى بن بكير . ومعن بن عيسى . وسعيد بن أبي مريم . وإسحاق الحنيني ، وغيرهم ، واللّه أعلم ، واعترض الطحاوي في شرح الآثار حديث ابن عمر هذا ، فقال : وقد روي عن ابن عمر خلاف هذا ، ثم أسند عن أبي بكر بن عياش عن حصين عن مجاهد ، قال : صليت خلف ابن عمر فلم يكن يرفع يديه إلا في التكبيرة الأولى من الصلاة ، قال : فلا يكون هذا من ابن عمر إلا وقد ثبت عنده نسخ ما رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم يفعله ، قال : فإن قيل : فقد روى طاوس عن ابن عمر خلاف ما رواه مجاهد ، قلنا : كان هذا قبل ظهور الناسخ ، انتهى . وأجاب البيهقي في كتاب المعرفة ، فقال : وحديث أبي بكر بن عياش هذا أخبرناه أبو عبد اللّه الحافظ ، فذكره بسنده ، ثم أسند عن البخاري أنه قال : أبو بكر بن عياش اختلط بآخره ، وقد رواه الربيع . وليث . وطاوس . وسالم . ونافع . وأبو الزبير . ومحارب بن دثار . وغيرهم ، قالوا : رأينا ابن عمر يرفع يديه إذا كبر . وإذا رفع ، وكان يرويه أبو بكر بن عياش قديماً عن حصين عن إبراهيم عن ابن مسعود مرسلًا موقوفًا : أن ابن مسعود كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ، ثم لا يرفعهما بعد ، وهذا هو المحفوظ عن أبي بكر بن عياش ، والأول خطأ فاحش لمخالفته الثقات من أصحاب ابن عمر ، قال الحاكم : كان أبو بكر بن عياش من الحفاظ المتقنين ، ثم اختلط حين ساء حفظه ، فروى ما خولف فيه ، فكيف يجوز دعوى نسخ حديث ابن عمر بمثل هذا الحديث الضعيف ؟ ! أو نقول : إنه ترك مرة للجواز ، إذ لا يقول بوجوبه ، ففعله يدل على أنه سنة ، وتركه يدل على أنه غير واجب ، انتهى . قال الشيخ في الإمام ويزيل هذا التوهم يعني دعوى النسخ ما رواه البيهقي في سننه من جهة الحسن بن عبد اللّه بن حمدان الرقي ثنا عصمة بن محمد الأنصاري ثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، وكان لا يفعل ذلك في السجود ، فمازالت تلك صلاته حتى لقي اللّه تعالى ، انتهى . رواه عن أبي عبد اللّه الحافظ عن جعفر بن محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن قريش بن خزيمة الهروي عن عبد اللّه بن أحمد الدمجي عن الحسن به . حديث آخر ، أخرجه البخاري . ومسلم عن مالك بن الحويرث ، واللفظ لمسلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، انتهى . حديث آخر ،

أخرجه البخاري عن أبي عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو بن عطاء ، قال : سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : منهم أبو قتادة ، قال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، فإذا ركع كبر ورفع يديه حتى يحاذي منكبيه ، فإذا رفع كبر ورفع يديه يحاذي بهما منكبيه ، وفيه : ثم إذا قام من الركعتين كبر ، ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، الحديث ، وفي آخره : فقالوا جميعاً : صدقت ، وقد تقدم بتمامه في أول الباب ، واعترضه الطحاوي في شرح الآثار فقال : هذا الحديث لم يسمعه محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد ولا من أحد ذكر مع أبي حميد ، وبينهما رجل مجهول ، ومحمد بن عمرو ذكر في الحديث أنه حضر أبا قتادة ، وسنه لا يحتمل ذلك ، فإن أبا قتاده قتل قبل ذلك بدهر طويل ، لأنه قتل مع علي ، وصلى عليه عليّ ، وقد رواه عطاف بن خالد عن محمد بن عمرو ، فجعل بينهما رجلاً ، ثم أخرجه عن يحيى . وسعيد بن أبي مريم ثنا عطاف بن خالد حدثني محمد بن عمرو بن عطاء حدثني رجل أنه وجد عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جلسوا ، فذكر نحو حديث أبي عاصم ، سواء ، قال : فإن ذكروا ضعف عطاف ، قيل لهم : وأنتم أيضاً تضعفون عبد الحميد بن جعفر أكثر من تضعيفكم لعطاف ، مع أنكم لا تطرحون حديث عطاف كله ، وإنما تصححون قديمه وتتركون حديثه ، هكذا ذكره ابن معين في كتابه . وابن أبي مريم سماعه من عطاف قديم جداً . وليس أحد يجعل هذا الحديث سماعًا لمحمد بن عمرو من أبي حميد ، إلا عبد الحميد ، وهو عندكم أضعف ، ثم أخرج عن عيسى بن عبد الرحمن بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء ، حدثني مالك عن عباس بن سهل الساعدي ، وكان في مجلس فيه أبوه سهيل بن سعد الساعدي . وأبو حميد . وأبو هريرة . وأبو أسيد ، فتذاكروا الصلاة ، فقال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، الحديث ، وليس فيه : فقالوا : صدقت ، قال : وقوله فيه : فقالوا جميعاً : صدقت ، ليس أحد يقولها إلا أبو عاصم ، انتهى . وأجاب البيهقي في كتاب المعرفة ، فقال : أما تضعيفه لعبد الحميد بن جعفر فمردود ، بأن يحيى بن معين وثقه في جميع الروايات عنه ، وكذلك أحمد بن حنبل ، واحتج به مسلم في صحيحه . وأما ما ذكر من انقطاعه ، فليس كذلك ، فقد حكم البخاري في تاريخه بأنه سمع أبا حميد . وأبا قتادة . وابن عباس ، وقوله : إن أبا قتادة قتل مع عليٍّ ، رواية شاذة ، رواها الشعبي ، والصحيح الذي أجمع عليه أهل التاريخ أنه بقي إلى سنة أربع وخمسين ، ونقله عن الترمذي . والواقدي . والليث . وابن منده في الصحابة ، وأطال فيه ، ثم قال : وإنما اعتمد الشافعي في حديث أبي حميد برواية إسحاق بن عبد اللّه عن عباس بن سهل عن أبي حميد ، ومن سماه من الصحابة ، وأكده برواية فليح بن سليمان عن عباس بن سهل عنهم ، فالإعراض عن هذا والاشتغال بغيره ليس من شأن من يريد متابعة السنة ، انتهى كلامه . حديث آخر ، أخرجه مسلم عن وائل بن حجر أنه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة ، وحين ركع ، وحين رفع رأسه من الركوع ، أخرجه مختصراً ومطولاً ، قال الطحاوي في شرح الآثار : وحديث وائل هذا معارض بحديث ابن مسعود : أنه عليه السلام كان يرفع يديه في تكبيرة الافتتاح ، ثم لا يعود . وابن مسعود أقدم صحبة ، وأفهم بأفعال النبي صلى اللّه عليه وسلم من وائل ، ثم أسند عن أنس ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليحفظوا عنه ، وابن مسعود كان من أولئك الذين يقربون من النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فهو أولى مما جاء به من هو أبعد منه ، انتهى . حديث آخر ، أخرجه أصحاب السنن الأربعة ، والبخاري في كتابه في رفع اليدين عن الأعرج عن عبيد اللّه بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه ، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته ، وأراد أن يركع ، ويصنعه إذا رفع من الركوع ، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته ، وهو قاعد ، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، قال الشيخ في الإمام : ورأيت عن علل الخلال عن إسماعيل بن إسحاق الثقفي ، قال : سئل أحمد عن حديث علي # هذا ، فقال : صحيح ، قال الشيخ : وقوله فيه : وإذا قام من السجدتين يعني الركعتين ، انتهى . وقال النووي في الخلاصة : وقع في لفظ أبي داود : السجدتين ، وفي لفظ الترمذي : الركعتين ، والمراد بالسجدتين الركعتان ، يدل عليه الرواية الأخرى ، وغلط الخطابي في قوله : المراد السجدتان ، لكونه لم يقف على طرق الحديث ، انتهى . قال الطحاوي في شرح الآثار : وقد روي عن علي خلاف هذا ، ثم أخرج عن أبي بكر النهشلي ثنا عاصم بن كليب عن أبيه أن علياً كان يرفع يديه في أول تكبيرة من الصلاة ، ثم لا يرفع بعده ، قال الطحاوي : فلم يكن علي ليرى النبي صلى اللّه عليه وسلم يرفع ، ثم يتركه ، إلا وقد ثبت عنده نسخه ، قال : وتضعف هذه الرواية أيضاً أنه روي من وجه آخر ، وليس فيه الرفع ، ثم أخرجه عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد اللّه بن الفضل عن الأعرج به ، ولم يذكر فيه : الرفع ، انتهى . وقال الشيخ في الإمام : قال عثمان بن سعيد الدارمي : وقد روي من طريق واهية عن علي أنه كان يرفع يديه في أول تكبيرة من الصلاة ، ثم لا يعود ، قال : وهذا ضعيف ، إذ لا يظن بعلي أنه يختار فعله على فعل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهو قد روى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يرفع عند الركوع ، وعند الرفع منه ، قال الشيخ : وما قاله الدارقطني ضعيف ، فإنه جعل رواية الرفع - مع حسن الظن بعلي - في ترك المخالفة ، دليلاً على ضعف هذه الرواية ، وخصمه يعكس الأمر ، ويجعل فعل علي بعد الرسول صلى اللّه عليه وسلم دليلاً على نسخ ما تقدم ، واللّه أعلم ، انتهى . حديث آخر : أخرجه أبو داود عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة عن ميمون المكي أنه رأى عبد اللّه بن الزبير - وصلى بهم - يشير بكفيه حين يقوم ، وحين يرفع ، وحين يسجد ، وحين ينهض للقيام ، فيقوم ، فيشير بيديه ، فانطلقت إلى ابن عباس ، فقلت : إني رأيت ابن الزبير يصلي صلاة لم أر أحداً يصليها ، ووصفت له هذه الإشارة ، فقال : إن أحببت أن تنظر إلى صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاقتد بصلاة ابن الزبير ، انتهى . وابن لهيعة معروف . حديث آخر .

أخرجه ابن ماجه حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ثنا حميد عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة ، وإذا ركع ، انتهى قال الشيخ في الإمام : ورجاله رجال الصحيحين ، قال : وقد رواه البيهقي في الخلافيات من جهة ابن خزيمة عن محمد بن يحيى بن فياض عن عبد الوهاب الثقفي به ، وزاد فيه : وإذا رفع رأسه من الركوع ، ورواه البخاري في كتابه المفرد - في رفع اليدين حدثنا محمد بن عبد اللّه بن حوشب ثنا عبد الوهاب به أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يرفع يديه عند الركوع ، انتهى . قال الطحاوي : وهم يضعفون هذا ، ويقولون : تفرد برفعه عبد الوهاب ، والحفاظ يوقفونه على أنس ، انتهى . حديث آخر ،

رواه أبو داود ، أخرجه ابن ماجه أيضاً عن إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة ، قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرفع يديه في الصلاة حذو منكبيه حين يفتتح الصلاة ، وحين يركع ، وحين يسجد ، انتهى . قال الطحاوي : وهذا لا يحتج به ، لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ، انتهى . وأخرجه أبو داود عن يحيى بن أيوب عن عبد الملك بن جريج عن الزهري عن أبي بكر بن الحارث عن أبي هريرة مرفوعًا ، نحوه ، وزاد فيه : وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك ، قال الشيخ في الإمام : وهؤلاء كلهم رجال الصحيح ، وقد تابع يحيى بن أيوب على هذا المتن عثمان بن الحكم الجذامي عن ابن جريج ، ذكره الدارقطني في علله ، وكذلك تابعه صالح بن أبي الأخضر عن ابن جريج ، رواه ابن أبي حاتم في علله أيضاً ، لكن ضعف الدارقطني الأول ، وأبو حاتم الثاني ، قال الدارقطني : وقد خالفه عبد الرزاق ، فرواه عن ابن جريج بلفظ التكبير دون الرفع ، وهو الصحيح ، وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن حديث رواه صالح بن أبي الأخضر عن أبي بكر بن الحارث ، قال : صلى بنا أبو هريرة ، فكان يرفع يديه إذا سجد ، وإذا نهض من الركعتين ، وقال : إني أشبهكم صلاة برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال أبي : هذا خطأ ، إنما هو كان يكبر فقط ، ليس فيه رفع اليدين ، انتهى . وله طريق آخر عند الدارقطني في العلل أخرجه عن عمرو بن علي عن ابن أبي عدي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه كان يرفع يديه في كل خفض ورفع ، ويقول : أنا أشبهكم صلاة برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال الدارقطني : لم يتابع عمرو بن عليّ على ذلك ، وغيره يرويه بلفظ التكبير ، وليس فيه رفع اليدين ، وهو الصحيح ، انتهى . حديث آخر ،

رواه ابن ماجه أيضًا حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو حذيفة ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير أن جابر بن عبد اللّه كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، فعل مثل ذلك ، ويقول : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعل مثل ذلك ، انتهى . قال الشيخ في الإمام ، وذكر ابن عبد البر في التمهيد أن الأثرم رواه عن أبي حذيفة به ، فلم يذكر فيه : الرفع من الركوع ، انتهى .

وأخرجه البيهقي في الخلافيات عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه ، قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في صلاة الظهر يرفع يديه إذا كبر ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، ثم أخرجه عن إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير به ، وفيه : إذا ركع ، قال : هكذا ، رواه ابن طهمان ، وتابعه زياد بن سوقة ، وهو حديث صحيح ، رواته عن آخرهم ثقات ، انتهى . حديث آخر

أخرجه الدارقطني في سننه عن إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل عن حماد بن سلمة ، عن الأزرق بن قيس عن حطان بن عبد اللّه عن أبي موسى الأشعري ، قال : هل أريكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فكبر ، ورفع يديه ، ثم كبر ، ورفع يديه للركوع ، ثم قال : سمع اللّه لمن حمده ، ورفع يديه ، ثم قال : هكذا فاصنعوا ، ولا ترفع بين السجدتين ، انتهى . وأخرجه البيهقي عن محمد بن حميد الرازي عن زيد بن الحباب عن حماد به ، قال الشيخ في الإمام : فهاتان الروايتان مرفوعتان ، ورواه ابن المبارك عن حماد بن سلمة ، فوقفه عن أبي موسى : أنه توضأ ، ثم قال : هلموا أريكم ، فكبر ، ورفع يديه ، ثم كبر ، ورفع يديه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ورفع يديه ثم قال هكذا فاصنعوا ، ولم يرفع في السجود ، أخرجه البيهقي ، انتهى . حديث آخر ، رواه البيهقي في سننه عن الحاكم بسنده عن آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا الحكم بن عتيبة ، قال : رأيت طاوساً كبر ، فرفع يديه حذو منكبيه عند التكبير ، وعند ركوعه ، وعند رفع رأسه من الركوع ، فسألت رجلاً من أصحابه ، فقال : إنه يحدث به عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . قال البيهقي : قال الحاكم : الحديثان محفوظان أعني حديث ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في الرفع . وحديث ابن عمر عن أبيه عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم نحوه ، قال الشيخ في الإمام : وفي هذا نظر ، ففي علل الخلال عن أحمد بن أثرم ، قال : سألت أبا عبد اللّه يعني أحمد بن حنبل عن حديث شعبة عن الحكم أن طاوساً ، يقول : عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : من يقول هذا عن شعبة ؟ قلت : آدم بن أبي إياس ، فقال : ليس هذا بشيء ، إنما هو عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وقال الدارقطني : هكذا رواه آدم بن أبي إياس . وعمار بن عبد الجبار المروزي عن شعبة ، وهما وَهّما فيه ، والمحفوظ عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال الشيخ : وأيضاَ فهذه الرواية ترجع إلى مجهول ، وهو الذي حدث الحكم من أصحاب طاوس ، فإن كان روى من وجه آخر متصلاً عن عمر ، وإلا فالمجهول لا يقوم به الحجة ، وهو

ما أخرجه البيهقي في الخلافيات من طريق ابن وهب : أخبرني حيوة بن شريح الحضرمي عن أبي عيسى سليمان بن كيسان المدني عن عبد اللّه بن القاسم ، قال : بينما الناس يصلون في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، إذ خرج عليهم عمر بن الخطاب ، فقال : أقبلوا عليَّ بوجوهكم ، أصلي بكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم التي كان يصلي ويأمر بها ، فقام مستقبل القبلة ، ورفع يديه ، حتى حاذى بهما منكبيه ، ثم كبر ، ثم ركع ، وكذلك حين رفع ، فقال للقوم : هكذا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي بنا ، انتهى . قال الشيخ : ورجال إسناده معروفون ، فسليمان بن كيسان أبو عيسى التميمي ، ذكره ابن أبي حاتم ، وسمى جماعة روى عنهم ، وجماعة رووا عنه ، ولم يعرف من حاله بشيء ، وعبد اللّه بن القاسم مولى أبي بكر الصديق ، ذكره أيضاً ، وذكر أنه روى عن ابن عمر . وابن عباس . وابن الزبير ، وروى عنه جماعة ، ولم يعرف من حاله أيضاً بشيء ، قال البخاري في كتابه - في رفع اليدين : وكذلك يروي حديث الرفع عن جماعة من الصحابة : منهم أبو قتادة . وأبو أسيد الساعدي . ومحمد بن مسلمة البدري . وسهل بن سعد الساعدي . وعبد اللّه بن عمر . وابن عباس . وأنس بن مالك . وأبو هريرة . وعبد اللّه بن عمرو بن العاص . وعبد اللّه بن الزبير . ووائل بن حجر . ومالك بن الحويرث . وأبو موسى الأشعري . وأبو حميد الساعدي ، انتهى . يعني أنهم رووه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ،

ورواه الدارقطني في غرائب مالك من حديث خلف بن أيوب البلخي عن مالك بن أنس عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر ، قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرفع يديه إذا كبر ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، انتهى . قال الدارقطني : هكذا قال : عن عمر ، ولم يتابع عليه ، قال الشيخ : وكأن مراده لم يتابع عليه عن مالك ، واللّه أعلم ، انتهى . الآثار في ذلك : روى البخاري في كتابه المفرد - في رفع اليدين : حدثني مسدد ثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن الحسن ، قال : كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرفعون أيديهم في الصلاة ، انتهى . قال الشيخ في الإمام : ورواه أبو عمر بن عبد البر بإسناده إلى الأثرم : حدثنا أحمد بن حنبل ثنا معاذ بن معاذ . وابن أبي عديٍّ . وغندر عن سعيد عن قتادة عن الحسن ، قال : كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرفعون أيديهم في الصلاة إذا ركعوا ، وإذا رفعوا ، كأنها الراوح ، انتهى . قال البخاري : ولم يستثن الحسن أحدًا ، ولا ثبت عن أحد من الصحابة أنه لم يرفع يديه ، انتهى . أثر آخر ، رواه مالك عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه ، وإذا رفع من الركوع ، ورواه يحيى بن بكير عن مالك ، وفيه : وإذا ركع ، انتهى . أثر آخر أخرجه البيهقي عن عبد الرزاق ، قال : ما رأيت أحسن صلاة من ابن جريج ، رأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، وأخذ ابن جريج ، صلاته عن عطاء بن أبي رباح ، وأخذ عطاء صلاته من عبد اللّه بن الزبير ، وأخذ ابن الزبير صلاته من أبي بكر الصديق ، انتهى . وأخرجه عن أيوب السختياني عن عطاء بن أبي رباح نحوه ، وقد تقدم ، وقال : رواته ثقات . أثر آخر أخرجه البيهقي أيضاً عن ابن جريج عن الحسين بن مسلم بن يناق ، قال : سألت طاوساً عن رفع اليدين في الصلاة ، فقال : رأيت عبد اللّه بن عباس . وعبد اللّه بن الزبير . وعبد اللّه بن عمر يرفعون أيديهم إذا افتتحوا الصلاة ، وإذا ركعوا ، وإذا رفعوا من الركوع . أثر آخر أخرجه البيهقي أيضاً عن رشدين بن سعد عن محمد بن سهم عن سعيد بن المسيب ، قال : رأيت عمر بن الخطاب يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، وفيه من يستضعف . أثر آخر أخرجه البيهقي أيضاً عن ليث عن عطاء ، قال : رأيت جابر بن عبد اللّه . وابن عمر . وأبا سعيد . وابن عباس . وابن الزبير . وأبا هريرة يرفعون أيديهم إذا افتتحوا الصلاة ، وإذا ركعوا ، وإذا رفعوا من الركوع ، وليث مستضعف ، وأخرجه البخاري في كتابه - في رفع اليدين عن ابن عمر . وابن عباس . وابن الزبير . وأبي سعيد . وجابر . وأبي هريرة . وأنس بن مالك أنهم كانوا يرفعون أيديهم ، قال : ورويناه عن عدة من التابعين ، وفقهاء مكة . والمدينة . وأهل العراق . والشام . والبصرة . واليمن ، وعدة من أهل خراسان : منهم سعيد بن # جبير . وعطاء بن أبي رباح . ومجاهد . والقاسم بن محمد . وسالم بن عبد اللّه بن عمر . وعمر بن عبد العزيز . والنعمان بن أبي عياش . والحسن . وابن سيرين . وطاوس . ومكحول . وعبد اللّه بن دينار . ونافع . وعبيد اللّه بن عمر . والحسن بن مسلم . وقيس بن سعد ، وكذلك يروى عن أم الدرداء أنها كانت ترفع يديها ، وكان ابن المبارك يرفع يديه ، وهو أعلم أهل زمانه فيما يعرف ، ولقد قال ابن المبارك : صليت يوماً إلى جنب النعمان فرفعت يدي ، فقال لي : أما خشيت أن تطير ؟ ، قال : فقلت له : إن لم أطر في الأولى ، لم أطر في الثانية ، قال وكيع : رحم اللّه ابن المبارك ، كان حاضر الجواب ، انتهى كلامه . وقال البيهقي : وقد روينا الرفع في الصلاة من حديث أبي بكر الصديق . وعمر بن الخطاب . وعلي بن أبي طالب . وابن عمر . ومالك بن الحويرث . ووائل بن حجر . وأبي حميد الساعدي ، في عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : منهم أبو قتادة . وأبي هريرة ، ومحمد بن مسلمة . وأبو أسيد . وسهل بن سعد ، وعن أبي موسى الأشعري . وأنس بن مالك . وجابر بن عبد اللّه بأسانيد صحيحة ، يحتج بها ، قال : وسمعت أبا عبد اللّه الحافظ ، يقول : لا نعلم سنة اتفق على روايتها عن النبي صلى اللّه عليه وسلم الخلفاء الأربعة ، ثم العشرة ، فمن بعدهم من أكابر الصحابة على تفرقهم في البلاد الشاسعة ، غير هذه السنة ، انتهى . وقال الشيخ في الإمام : وجزم الحاكم برواية العشرة ليس عندي بجيِّد ، فإن الجزم إنما يكون حيث يثبت الحديث ويصح ، ولعله لا يصح عن جملة العشرة ، انتهى . قال البيهقي : وهو كما قال أبو عبد اللّه ، فقد روى هذه السنة عن أبي بكر الصديق . وعمر بن الخطاب . وعثمان . وعلي . وطلحة . والزبير . وسعد . وسعيد . وعبد الرحمن بن عوف . وأبي عبيدة بن الجراح . ومالك بن الحويرث . وزيد بن ثابت . وأبيّ بن كعب . وابن مسعود . وأبي موسى . وابن عباس . والبراء بن عازب . والحسين بن علي . وزياد بن الحارث الصدائي . وسهل بن سعد الساعدي . وأبي سعيد الخدري . وأبي قتادة الأنصاري . وسلمان الفارسي . وعبد اللّه بن عمرو بن العاص . وعقبة بن عامر . وبريدة بن الحصيب . وأبي هريرة . وعمار بن ياسر ، انتهى . قال الشيخ في الإمام : ورأيت بعد ذلك أسماء أتوقف في حكايتها إلى الكشف من نسخة أخرى : منهم أبو أمامة . وعمير بن قتادة الليثي . وأبو مسعود الأنصاري ، ومن النساء : عائشة ، وروي عن أعرابي آخر صحابي ، كلهم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى .