فهرس الكتاب

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا

أخرجه الجماعة إلا البخاري عن سعيد بن جبير ، وطاوس عن ابن عباس ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن ، فكان يقول : التحيات المباركات - الصلوات - الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ، ورحمة اللّه وبركاته ، السلام علينا ، وعلى عباد اللّه الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأشهد أن محمداً رسول اللّه ، انتهى . قال المصنف رحمه اللّه : والأخذ بتشهد ابن مسعود أوْلى ، لأن فيه الأمر ، وأقله الاستحباب ، والألف . واللام وهما للاستغراق ، وزيادة الواو وهي لتجديد الكلام ، كما في القَسَم ، وتأكيد التعليم ، انتهى . فنقول : أما الأمر ، وهو قوله : إذا قعد أحدكم في الصلاة ، فليقل فليس في تشهد ابن عباس في ألفاظهم الجميع ، وهي في تشهد ابن مسعود ، وفي لفظ النسائي : إذا قعدتم في كل ركعتين ، فقولوا ، وفي لفظ له ، قولوا في كل جلسة ، وأما الألف . واللام فإن مسلماً . وأبا داود . وابن ماجه لم يذكروا تشهد ابن عباس إلا معرَّفاً بالألف . واللام وذكره الترمذي . والنسائي مجرداً سلام عليك أيها النبي ، سلام علينا ، الحديث ، وكأن المصنف اعتمد على هذه الرواية ، وأما الواو فليست في تشهد ابن عباس عند الجميع ، وأما التعليم فهو أيضاً في تشهد ابن عباس ، عند الجميع ، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلمنا التشهد ، كما يعلمنا السورة من القرآن ، هكذا لفظ مسلم ، وفي لفظ الباقين ، كما يعلمنا القرآن . وبالجملة ، فالمصنف ذكر أربعة أشياء ، ينهض له منها اثنان : الأمر . وزيادة الواو ، وسكت عن تراجيح أخر : منها أن الأئمة الستة اتفقوا عليه لفظاً ، ومعنى ، وذلك نادر ، وتشهد ابن عباس معدود في أفراد مسلم ، وأعلى درجة الصحيح عند الحفاظ ما اتفق عليه الشيخان ، ولو في أصله ، فكيف إذا اتفقا على لفظه ، ومنها إجماع العلماء ، على أنه أصح حديث في الباب ، كما تقدم من كلام الترمذي ، ومنها أنه قال فيه : علمني التشهد ، كفى بين كفيه ، ولم يقل ذلك في غيره ، فدل على مزيد الاعتناء ، والاهتمام به ، واللّه أعلم . الأحاديث في التشهد : منها حديث أبي موسى ،

أخرجه مسلم . وأبو داود # . والنسائي . وابن ماجه عن حطان بن عبد اللّه الرقاشي عن أبي موسى ، قال : خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وبيَّن لنا سنتنا ، وعلمنا صلاتنا ، فقال : إذا صليتم ، فكان عند القعدة ، فليكن من أول قول أحدكم : التحيات . الطيبات . الصلوات لله ، السلام عليك أيها النبي ، ورحمة اللّه وبركاته ، السلام علينا ، وعلى عباد اللّه الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وطوله مسلم . ومنها حديث جابر ،

أخرجه النسائي . وابن ماجه عن أيمن بن نابل ثنا أبو الزبير عن جابر ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلمنا التشهد ، كما يعلمنا السورة من القرآن بسم اللّه ، وباللّه ، التحيات للّه . والصلوات . والطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ، ورحمة اللّه وبركاته ، السلام علينا ، وعلى عباد اللّه الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أسأل اللّه الجنة ، وأعوذ باللّه من النار ، انتهى . ورواه الحاكم في المستدرك وصححه ، قال النووي في الخلاصة : وهو مردود ، فقد ضعفه جماعة من الحفاظ ، هم أجلّ من الحاكم ، وأتقن ، وممن ضعفه البخاري . والترمذي . والنسائي . والبيهقي ، قال الترمذي : سألت البخاري عنه ، فقال : هو خطأ ، انتهى . ومنها حديث عمر ،

رواه مالك في الموطأ أخبرنا الزهري عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري ، أنه سمع عمر بن الخطاب ، وهو على المنبر يعلم الناس التشهد ، يقول قولوا : التحيات لله . الزاكيات لله . الطيبات لله . الصلوات لله . السلام عليك أيها النبي ، ورحمة اللّه وبركاته ، السلام علينا ، وعلى عباد اللّه الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، انتهى . وهذا إسناد صحيح . حديث في إخفاء التشهد ، أخرجه أبو داود . والترمذي عن ابن مسعود ، قال : من السنة أن يخفي التشهد ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن ، ورواه الحاكم في كتاب المستدرك ، وقال : صحيح على شرط البخاري . ومسلم .