فهرس الكتاب

قرأ في صلاة الفجر في سفره : بالمعوذتين ،

روى أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ في صلاة الفجر في سفره : بالمعوذتين ، قلت : رواه أبو داود في سننه في فضائل القرآن .

والنسائي في الاستعاذة من حديث القاسم مولى معاوية عن عقبة بن عامر ، قال : كنت أقود برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ناقته في السفر ، فقال لي : يا عقبة ! ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ؟ فعلمني : { قل أعوذ برب الفلق } - و { قل أعوذ برب الناس } قال : فلم يرني سررت بهما جداً ، فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس ، فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الصلاة التفت إليّ ، فقال : يا عقبة ! كيف رأيت ؟ انتهى . والقاسم هذا ، هو أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن القرشي الأموي ، مولاهم الشامي ، وثقه ابن معين . وغيره ، وتكلم فيه غير واحد ، قاله المنذري ،

ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع والثلاثين ، من القسم الخامس من حديث معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عقبة بن عامر ، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أمَّهم بالمعوذتين في صلاة الصبح ، انتهى .

ورواه الحاكم في مستدركه كذلك ، ولفظه : سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن المعوذتين ، أمن القرآن هما ؟ فأمّنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في صلاة الفجر بهما ، انتهى . وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، أخرجه في الصلاة - وفي فضائل القرآن ، ثم أخرجه بسند السنن ومتنه ، وسكت عنه ، ورواه أحمد في مسنده . وابن أبي شيبة في مصنفه . والطبراني في معجمه . قوله : ويقرأ في الحضر في الفجر في الركعتين بأربعين آية ، أو خمسين ، سوى فاتحة الكتاب ، ويروى من أربعين ، إلى ستين ، ومن ستين إلى مائة ، وبكل ذلك ورد الأثر ، قلت :

روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ ق - ونحوها .

وأخرجا عن أبي برزة ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ في الفجر ما بين الستين ، إلى المائة آية ، وفي لفظ ابن حبان : كان يقرأ بالستين ، إلى المائة ، وأخرج عن ابن عمر ، قال : إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليؤمنا في الفجر بالصافات ، انتهى . وأخرج عن جابر بن سمرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة - ونحوها من السور ، ذكر ذلك كله في النوع الرابع والثلاثين من القسم الخامس . قوله : روى أن عمر رضي اللّه عنه كتب إلى أبي موسى الأشعري أن اقرأ في الفجر . والظهر : بطوال المفصل ، وفي العصر . والعشاء : بأوساط المفصل ، وفي المغرب : بقصار المفصل ، قلت : غريب بهذا اللفظ .

وروى عبد الرزاق في مصنفه ، أخبرنا سفيان الثوري عن علي بن & زيد بن جدعان عن الحسن . وغيره ، قال : كتب عمر إلى أبي موسى : أن اقرأ في المغرب : بقصار المفصل ، وفي العشاء : بوسط المفصل ، وفي الصبح : بطوال المفصل ، انتهى .

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا شريك عن علي بن زيد عن زرارة بن أبي أوفى ، قال : أقرأني أبو موسى كتاب عمر : أن اقرأ بالناس في المغرب : بآخر المفصل انتهى ،

وروى البيهقي في المعرفة من طريق مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى الأشعري : أن اقرأ في ركعتي الفجر : بسورتين طويلتين من المفصل ، مختصر .

وقال الترمذي في كتابه - في باب القراءة في الصبح . وروى عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى : أن اقرأ في الصبح : بطوال المفصل ، ثم قال في الباب الذي يليه : وروى عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى : أن اقرأ في الظهر : بأوساط المفصل ثم قال في الباب الذي يليه : وروى عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى : أن اقرأ في المغرب : بقصار المفصل ، انتهى . وفي الباب حديث مرفوع .

رواه النسائي . وابن ماجه في سننهما من حديث الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد اللّه عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة ، قال : ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من فلان ، قال سليمان : كان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر ، ويخفف الأخريين ، ويخفف العصر ، وكان يقرأ في المغرب : بقصار المفصل ، وفي العشاء : بوسط المفصل ، وفي الغداة : بطوال المفصل ، انتهى . ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع والثلاثين ، من القسم الخامس ، عن ابن خزيمة بسنده ومتنه .

ورواه ابن سعد في الطبقات عن الضحاك بن عثمان عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك ، قال : ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز ، قال الضحاك : وكنت أصلي خلفه ، فكان يطيل الأوليين من الظهر ، إلى آخره . الحديث السادس والخمسون :