فهرس الكتاب

من صلى إلى سترة ، فَلْيَدْن منها

روى البخاري ومسلم من حديث عون بن أبي جحيفة عن أبيه ، قال : أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهو بالأبطح ، فقام ، فتوضأ ، وأذن بلال ، ثم ركزت له عنزة ، ثم قام ، فصلى العصر ركعتين ، يمر بين يديه : الحمار . والكلب لا يمنع ، ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى دخل المدينة ، مختصر ، فظاهر هذا اللفظ أن الكلب . والحمار ، مرا بين يديه ، دون السترة ، إذ لا يقال : مر بين يديه كذا ، لشيء يمر من وراء السترة ، واللّه أعلم . الحديث الثالث والثمانون : قال عليه السلام : من صلى إلى سترة ، فَلْيَدْن منها ، قلت : روى من حديث سهل بن أبي حثمة ، ومن حديث الخدري ، ومن حديث جبير بن مطعم ، ومن حديث سهل بن سعد ، ومن حديث بريدة . أما حديث سهل بن أبي حثمة .

فأخرجه أبو داود والنسائي عن سفيان عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير عن سهل بن أبي حثمة ، يبلغ به النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : إذا صلى أحدكم إلى سترة ، فَلْيَدْن منها ، لا يقطع الشيطان عليه صلاته ، انتهى . وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الخامس والتسعين ، من القسم الأول ، قال أبو داود : وقد اختلف في إسناده ، ورواه الحاكم في المستدرك ، وقال : على شرط البخاري . ومسلم . وأما حديث الخدري .

فرواه ابن حبان في صحيحه من حديث زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : إذا صلى أحدكم إلى سترة ، فَلْيَدْن منها فإن الشيطان يمر بينه وبينها ، ولا يدع أحداً يمر بين يديه انتهى . ورواه أبو داود بلفظ : إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، وَلْيَدْنُ منها ، قال النووي في الخلاصة : إسناده صحيح ، انتهى . وأما حديث جبير بن مطعم .

فرواه الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن العباس الأحزم الأصفهاني ثنا سليمان بن أيوب الصريفيني ثنا بشر بن السري عن داود بن قيس الفراء عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : إذا صلى أحدكم إلى سترة ، فَلْيَدْن منها ، لا يمر الشيطان بينه وبينها ، انتهى . ورواه البزار في مسنده حدثنا عبد اللّه بن شبيب ثنا محمد بن عمر الخيبري ثنا محمد بن عبد اللّه بن عمير ، هكذا وجدته في كتابه ، وأحسبه محمد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير عن أمية بن صفوان عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ، فذكره ، وقال : لا نحفظه من حديث جبير إلا من هذا الوجه . وأما حديث سهل بن سعد ، فأخرجه الطبراني في معجمه أيضاً عن ابن لهيعة عن عبيد اللّه بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعاً ، نحوه ، سواء ، ثم أخرجه عن إسماعيل بن جعفر عن عيسى بن ميمون بن إياس عن صفوان بن سليم به ، نحوه ، وبهذا السند رواه أبو نعيم في الحلية - في ترجمة صفوان بن سليم ، وقال : هكذا قال إسماعيل بن جعفر ، وتابعه عليه عبيد اللّه بن أبي جعفر ، فقالا : عن سهل بن سعد . وأما حديث بريدة ، فرواه البزار في مسنده حدثنا عمرو بن مالك ثنا عمرو بن النعمان ثنا يوسف بن صهيب عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه مرفوعاً ، نحوه ، سواء ، وقال : لا نعلمه يروى عن بريدة إلا من هذا الوجه ، وعمرو بن النعمان بصري مشهور ، انتهى . الحديث الرابع والثمانون : قال المصنف : ويجعل السترة على حاجبه الأيمن ، أو الأيسر ، به ورد الأثر ، قلت : يشير إلى حديث

أخرجه أبو داود في سننه عن علي بن عياش عن الوليد بن كامل عن المهلب بن حجر عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها ، قال : ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي إلى عود ، ولا عمود ، ولا شجرة ، إلا جعله على حاجبه الأيمن ، أو الأيسر ، ولا يصمد له صمداً ، انتهى . ورواه أحمد في مسنده . والطبراني في معجمه . وابن عدي في الكامل ، وأعله بالوليد بن كامل ، ونقل عن البخاري ، أنه قال : عنده عجائب ، وأما ابن القطان ، فإنه ذكر فيه علتين : علة في إسناده . وعلة في متنه ، أما التي في إسناده ، فقال : إن فيه ثلاثة مجاهيل : فضباعة مجهولة الحال ، ولا أعلم أحداً ذكرها . وكذلك المهلب بن حجر مجهول الحال . والوليد بن كامل من الشيوخ الذين لم يثبت عدالتهم ، وليس له من الرواية كثير شيء ، يستدل به على حاله ، وأما التي في متنه ، فهي أن

أبا علي بن السكن رواه في سننه هكذا : حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي ثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك ثنا بقية عن الوليد بن كامل ثنا المهلب بن حجر البهراني عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : إذا صلى أحدكم إلى عمود . أو سارية . أو شيء . فلا يجعله نصب عينيه ، وليجعله على حاجبه الأيسر ، انتهى . قال ابن السكن : أخرج هذا الحديث أبو داود من رواية علي بن عياش عن الوليد بن كامل ، فغير إسناده ومتنه ، فإنه عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها ، وهذا الذي روى بقية هو عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها ، وذاك فعل . وهذا قول ، قال ابن القطان : فمع اختلافهما في المتن ، بقية يقول : ضبيعة بنت المقدام ، وابن عياش يقول : ضباعة بنت المقداد ، فالوهن من حيث هو اختلاف على الوليد بن كامل ، ومورث للشك فيما كان عنده من ذلك على ضعف الوليد في نفسه ، والجهل بحال من فوقه ، ولما ذكر ابن أبي حاتم المهلب بن حجر ، ذكره برواية الوليد بن كامل ، وأنه يروى عن ضباعة بنت المقداد ، وأما ضبيعة بنت المقدام ، فجاء هو بأمر ثالث ، وذلك كله دليل على الاضطراب ، والجهل بحال الرواة ، انتهى . الحديث الخامس والثمانون : روى أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى ببطحاء مكة إلى عنزة ، ولم يكن للقوم سترة ، قلت :