فهرس الكتاب

فادرءُوا ما استطعتم

أخرجه البخاري ومسلم عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى بهم بالبطحاء ، وبين يديه عنزة ، والمرأة . والحمار يمرون من ورائها . وقوله : ولم يكن للقوم سترة ، ليس في الحديث ، فيحتمل أن يكون من كلام المصنف ، وهو الأظهر . الحديث السادس والثمانون : قال عليه السلام : فادرءُوا ما استطعتم ، قلت : تقدم

لأبي داود عن مجالد عن أبي الوداك عن الخدري مرفوعاً : لا يقطع الصلاة شيء ، وادرءُوا ما استطعتم ، وفي حديث ابن عمر ، وفي حديث جابر نحو ذلك ، وقد تقدم في حديث : لا يقطع الصلاة شيء .

وأخرج البخاري ومسلم عن الخدري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : إذا كان أحدكم يصلي ، فلا يدع أحداً يمر بين يديه ، ولْيَدْرَأهُ ما استطاع ، فإِن أبى ، فليقاتله ، فإِنما هو شيطان ، انتهى . وأخرج مسلم عن ابن عمر مرفوعاً ، نحوه ، سواء .

وقال ابن حبان في صحيحه ، بعد أن رواه : ومعناه أن معه شيطان يأمره بذلك ، لا أن الرجل شيطان ، يدل عليه ما أخبرنا أبو بكر بن خزيمة ، ثم أسند عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا تصلوا إلا إلى سترة ، ولا يدع المصلي أحداً يمر بين يديه ، فإن أبى ، فليقاتله ، فإن معه القرين ، انتهى . وهذا رواه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ ، ورواه البزار في مسنده ، وزاد : يعني الشيطان ، انتهى . وقد يقال : إنه على ظاهره ، فإن الشيطان اسم لكل متمرد ، قال في الصحاح : وكل عات متمرد ، من الإِنس . والجن . والدواب ، فهو شيطان ، انتهى . وقال القاضي عياض في الشفا : وقد استمر كلام العرب في وصفهم كل قبيح من شخص ، أو غيره بالشيطان ، قال تعالى : { كأنه رؤوس الشياطين } ، وقال عليه السلام : فليقاتله ، فإنما هو شيطان ، وكلام الصحاح أخص من هذا ، لأنه خصه بالحيوان ، واللّه أعلم . الحديث السابع والثمانون : قال المصنف : ويدرأ بالإشارة ، كما فعل عليه السلام بولدي أم سلمة ، قلت :

رواه ابن ماجه في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن محمد بن قيس - هو قاصّ عمر بن عبد العزيز - عن أبيه عن أم سلمة ، قالت : كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يصلي في حجرة أم سلمة ، فمر بين يديه عبد اللّه ، أو عمر بن أبي سلمة ، فقال بيده ، فرجع ، فمرت زينب بنت أم سلمة ، فقال بيده ، هكذا ، فمضت ، فلما صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : هن أغلب ، انتهى . رواه ابن أبي شيبة في مصنفه هكذا ، قال ابن القطان في كتابه : بعد أن ذكر الحديث من جهة ابن أبي شيبة ، ومحمد بن قيس هذا لا أعرف من هو ، فإن في طبقته جماعة باسمه ، وأمه لا تعرف ألبتة ، فالحديث من أجلهما لا يعرف ، انتهى . ولم أجد في كتاب - ابن ماجه ، ومصنف - ابن أبي شيبة إلا محمد بن قيس عن أبيه ، وكلام ابن القطان مبني على أنه قال : عن أمه ، وقوله : ومحمد بن قيس لا أعرف من هو ، فقد عرفه ابن ماجه ، بقوله : هو قاصّ عمر بن عبد العزيز ، وفي الكمال و التهذيب أخرج له مسلم ، واستشهد به البخاري ، فلينظر في ذلك كله ، واللّه أعلم . فصل الحديث الثامن والثمانون : قال عليه السلام : إن اللّه كره لكم ثلاثاً ، وذكر منها العبث في الصلاة ، قلت :