فهرس الكتاب

اجعل هذا في وترك

روى ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا يزيد بن هارون عن هشام الدستوائي عن حماد عن إبراهيم عن علقمة أن ابن مسعود . وأصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع ، انتهى . الحديث الرابع بعد المائة : قال عليه السلام للحسن بن علي حين علمه دعاء القنوت : اجعل هذا في وترك ، قلت :

أخرجه أصحاب السنن الأربعة عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي ، قال : علمني جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر ، وفي لفظ : في قنوت الوتر ، اللّهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي # ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، تباركت وتعاليت ، انتهى . قال الترمذي : هذا حديث حسن ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي ، واسمه : ربيعة بن شيبان ، ولا نعرف عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في القنوت شيئاً أحسن من هذا ، انتهى . ورواه أحمد في مسنده . وابن حبان في صحيحه في النوع الثالث والعشرين ، من القسم الثاني منه . والحاكم في المستدرك - في كتاب الفضائل ، وسكت عنه ، ورواه البيهقي في سننه ، وزاد في رواية ، بعد واليت - ولا يعز من عاديت وزاد النسائي في رواية : تباركت وتعاليت ، وصلى اللّه على النبي ، قال النووي في الخلاصة : وإسنادها صحيح ، أو حسن ، انتهى . ورواه إسحاق بن راهويه . والدارمي . والبزار في مسانيدهم ، قال البزار : هذا حديث لا نعلم أحداً يرويه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم إلا الحسن بن علي ، انتهى . طريق آخر :

أخرجه الحاكم في المستدرك ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن الحسن بن علي ، قال : علمني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وتري إذا رفعت رأسي ، ولم يبق إلا السجود اللّهم اهدني فيمن هديت ، إلى آخره ، سواء ، وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، إلا أن إسماعيل بن عقبة خالفه محمد بن جعفر بن أبي كثير في إسناده ، ثم أخرجه عن محمد بن جعفر بن أبي كثير ، حدثني موسى بن عقبة ثنا أبو إسحاق عن بريد بن أبي مريم به ، بسند السنن ومتنه ، وسكت عنه ، انتهى . وصاحب الكتاب استدل بهذا الحديث ، وإطلاقه على وجوب القنوت في السنة كلها ، وهو قوله : اجعل هذا في وترك ، من غير فصل ، ولم أجد هذا في الحديث ، واستدل لنا ابن الجوزي في التحقيق بحديث

أخرجه أصحاب السنن الأربعة عن حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي بن أبي طالب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، كان يقول في آخر وتره : اللّهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصى ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك انتهى . قال الترمذي : حديث حسن ، وكأنه بناه على أن - كان - تقتضي الدوام ، واللّه أعلم . أحاديث الخصوم : وللشافعية في تخصيصهم القنوت بالنصف الأخير من رمضان حديثان : الأول :

أخرجه أبو داود عن الحسن أن عمر بن الخطاب جمع الناس ، علي # أبّي بن كعب ، فكان يصلي بهم عشرين ليلة من الشهر يعني رمضان ، ولا يقنت بهم ، إلا في النصف الثاني ، فإذا كان العشر الأواخر تخلف ، فصلى في بيته ، انتهى . وهذا منقطع ، فإن الحسن لم يدرك عمر ، ثم هو فعل صحابي ، وأخرجه أيضاً عن هشام عن محمد بن سيرين عن بعض أصحابه أن أبّي بن كعب ، أمَّهم يعني في رمضان ، وكان يقنت في النصف الآخر من رمضان ، انتهى . وفيه مجهول ، وقال النووي في الخلاصة : الطريقان ضعيفان ، قال أبو داود : وهذان الحديثان يدلان على ضعف حديث أبي بن كعب أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قنت في الوتر ، انتهى . وهو منازع في ذلك . الحديث الثاني :