فهرس الكتاب

صلوها وإن طردتكم الخيل ،

فرواه النسائي في سننه أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن بريد بن أبي مريم عن أبيه ، واسمه : مالك بن ربيعة السلولي ، قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر ، فأسرينا ليلة ، فلما كان في وجه الصبح ، نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فنام ، ونام الناس ، فلم نستيقظ إلا بالشمس قد طلعت علينا ، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المؤذن ، فأذن ، ثم صلى ركعتين قبل الفجر ، ثم أمره ، فأقام ، ثم صلى بالناس ، ثم حدثنا ما هو كائن ، حتى تقوم الساعة ، انتهى . الحديث الثالث والعشرون بعد المائة : قال عليه السلام ، في سنة الفجر : صلوها وإن طردتكم الخيل ، قلت :

أخرجه أبو داود في سننه عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن ابن زيد عن عبد ربه بن سِيلان عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا تدعوهما وإن طردتكم الخيل ، انتهى . قال المنذري في مختصره : عبد الرحمن بن إسحاق المدني أبو شيبة الواسطي ، ويقال : عباد بن إسحاق ، أخرج له مسلم ، ووثقه ابن معين ، واستشهد به البخاري ، وقال أبو حاتم الرازي : لا يحتج به ، وهو حسن الحديث ، وليس بثبت ، ولا بقوي ، وقال يحيى القطان : سألت عنه بالمدينة ، فلم يحمدوه ، وقال بعضهم : إنما لم يحمدوه في مذهبه ، فإنه كان قدرياً ، فنفوه من المدينة ، فأما رواياته ، فلا بأس بها ، وقال البخاري : مقارب الحديث ، وابن سِيلان بكسر السين المهملة ، بعدها آخر الحروف ساكنة ، وآخره نون ، واسمه : عبد ربه ، هكذا جاء مسمى في بعض طرقه ، وقيل : هو جابر بن سيلان ، وقد رواه ابن المنكدرِ عن أبي هريرة ، انتهى كلامه . وقال أبو محمد عبد الحق في أحكامه ، بعد أن ذكره من جهة أبي داود : وابن سيلان ، هذا هو عبد ربه ، وليس إسناده بالقوي ، انتهى . قال ابن القطان في كتابه : وعلته الجهل بحال ابن سيلان ، ولا يدري أهو عبد ربه بن سيلان ، أو جابر بن سيلان ؟ فجابر بن سيلان يروى عن ابن مسعود ، روى عنه محمد بن زيد بن مهاجر ، كذا ذكره ابن أبي حاتم ، وذكره الدارقطني ، فقال : يروى عن أبي هريرة ، روى عنه محمد بن زيد بن مهاجر ، وقال ابن الفرضي : روى عن ابن مسعود . وأبي هريرة ، فعلى هذا يشبه أن يكون هذا الذي لم يسم في الإِسناد جابراً ، وهو غالب الظن ، وعبد ربه بن سيلان أيضاً مدني ، سمع أبا هريرة ، روى عنه أيضاً محمد بن زيد بن مهاجر ذكره ابن أبي حاتم . وابن الفرضي . وغيرهما ، وأيهما كان ، فحاله مجهول ، لا يعرف ، وأيضاً عبد الرحمن بن إسحاق ، هو الذي يقال له : عباد المقري ، قال يحيى القطان : سألت عنه بالمدينة ، ولم يحمدوه ، وقال أحمد : روى أحاديث منكرة ، انتهى كلامه . ومن أحاديث الباب : تقدم بعضها أول الباب .

وأخرج مسلم عن سعيد بن هشام عن عائشة مرفوعاً : ركعتا الفجر أحب إلي من الدنيا وما فيها ، وفي لفظ لمسلم : خير من الدنيا وما فيها .

وأخرج البخاري . ومسلم عن عبيد بن عمير أنها قالت : ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في شيء من النوافل أسرع منه إلا الركعتين قبل الفجر ، انتهى .

وأخرج البخاري . ومسلم عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يكن على شيء من النوافل أشد معاهدة على الركعتين قبل الفجر ، انتهى . أخرجاه عن عبيد بن عمير عنها .

وأخرج البخاري عنها أيضاً أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يدع ، أربعاً قبل الظهر ، وركعتين قبل الفجر ، انتهى . وأخرج عنها أيضاً ، قالت : صلى النبي صلى اللّه عليه وسلم العشاء ، ثم صلى ثمان ركعات قائماً ، وركعتين جالساً ، وركعتين بعد النداءَيْن ، ولم يكن يدعهما أبداً ، انتهى .

وأخرج الطبراني في معجمه الوسط عن هدية بن المنهال عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه أنه أرسل إلى عائشة رضي اللّه عنها ، فسألها عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقالت : كان يصلي ، ويدع ، ولكني لم أره يترك الركعتين قبل صلاة الفجر ، في سفر ، ولا حضر ، ولا صحة ولا سقم ، انتهى .