فهرس الكتاب

كان يكبر في الطريق يعني في عيد الأضحى

أخرجه الترمذي . وابن ماجه . وابن حبان في صحيحه . والحاكم في المستدرك ، وصحح إسناده عن ثواب بن عتبة ثنا عبد اللّه بن بريدة عن بريدة ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعم ، ولا يَطْعم يوم الأضحى ، حتى يرجع ، زاد الدارقطني . وأحمد في مسنده : فيأكل من أضحيته ، انتهى . وصححه ابن القطان في كتابه ، وصحح الزيادة أيضاً ، وقد تقدم في الحديث الثالث ، واللّه الموفق . الحديث العاشر : روى أنه عليه الصلاة والسلام كان يكبر في الطريق يعني في عيد الأضحى ، قلت : كأنه يريد الجهر بالتكبير ، كما تقدم كلامه في أوائل الباب ، وهذا غريب ، لم أجده ، وقد تقدم الذي وجدنا من ذلك . قوله : ويصلي ركعتين ، كالفطر ، كذلك نقل يعني في عيد الأضحى . قلت : إن أراد بقوله : كالفطر مجرد العدد ، فشاهده ما

أخرجه البخاري . ومسلم عن الشعبي عن البراء بن عازب ، قال : خرج النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم أضحى إلى البقيع ، فصلى ركعتين ، ثم أقبل علينا بوجهه ، وقال : إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة ، ثم نرجع ، فننحر ، فمن فعل ذلك وافق سنّتنا ، ومن ذبح قبل ذلك ، فإنه شيء عجله لأهله ، انتهى . وإن أراد عدد التكبير ، وترك الصلاة قبلها ، وبعدها ، وغير ذلك من الأحكام المتقدمة . في عيد الفطر ، فقد تقدم كل حديث في موضعه . قال المصنف : ويخطب بعدها خطبتين ، لأنه عليه الصلاة والسلام فعل ذلك ، قلت : تقدم في خطبة العيد أحاديث كثيرة . قوله : فإِن كان عذر يمنع من الصلاة في يوم الأضحى صلاها من الغد ، وبعد الغد ، ولا يصليها بعد ذلك ، لأن الصلاة موقتة بوقت الأضحية ، فتتقيد بأيامها ، لكنه مسيء في التأخير بغير عذر ، لمخالفة المنقول . قلت : المنقول أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى عيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجة ، ولم يرد غير ذلك في الحديث . فصل في تكبيرات التشريق قوله : ويبدأ بتكبير التشريق بعد صلاة الفجر من يوم عرفة ، ويختم عقيب صلاة العصر من يوم النحر ، عند أبي حنيفة ، وقالا : يختم عقيب صلاة العصر من آخر أيام التشريق ، والمسألة مختلفة بين الصحابة رضي اللّه عنهم ، فأخذا بقول عليٍّ أخذاً بالأكثر ، إذ هو الاحتياط في العبادات ، وأخذ هو بقول ابن مسعود أخذاً بالأقل ، لأن الجهر بالتكبير بدعة ، قلت : أما حديث علي ،

فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن علي ، أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة ، إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ، ويكبر بعد العصر ، انتهى . ورواه محمد بن الحسن في الآثار أخبرنا أبو حنيفة رحمه اللّه عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، فذكره ، وأما حديث ابن مسعود ،

فرواه ابن أبي شيبة أيضاً ، حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الأسود ، قال : كان عبد اللّه يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة ، إلى صلاة العصر من يوم النحر ، يقول : اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر اللّه أكبر ، وللّه الحمد ، انتهى . حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن غيلان بن جامع عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد اللّه أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم النحر ، انتهى .

وأخرج الدارقطني في سننه عن ابن عمر . وأبي سعيد الخدري . وزيد بن ثابت . وعثمان بن عفان ، بأسانيد عدة ، أنهم كانوا يكبرون بعد الظهر من يوم النحر ، إلى الظهر من آخر أيام التشريق ، انتهى . أحاديث الباب المرفوعة :

أخرج الحاكم في المستدرك عن سعيد بن عثمان الخراز ثنا عبد الرحمن بن سعيد المؤذن ثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن علي . وعمار ، قالا : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجهر في المكتوبات ببسم اللّه الرحمن الرحيم ، وكان يقنت في صلاة الفجر ، وكان يكبر من يوم عرفة صلاة الغداة ، ويقطعها صلاة العصر ، آخر أيام التشريق ، انتهى . وقال : حديث صحيح الإِسناد ، لا أعلم في رواته منسوباً إلى الجرح ، وقد روى في الباب عن جابر بن عبد اللّه . وغيره ، فأما من فعل عمر . وابن مسعود . وابن عباس . فصحيح ، ثم ساق الروايات عنهم ، وتعقبه الذهبي في مختصره ، فقال : إنه خبر واهٍ ، كأنه موضوع ، فإن عبد الرحمن صاحب مناكير ، وسعيد : إن كان الكريزي ، فهو ضعيف ، وإلا فهو مجهول ، انتهى . وعن الحاكم رواه البيهقي في المعرفة ، وقال : إسناده ضعيف ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه الدارقطني في سننه عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عن جابر بن عبد اللّه ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكبر في صلاة الفجر يوم عرفة ، إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ، حين يسلم من المكتوبات ، انتهى . ثم

أخرجه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين . وعبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد اللّه ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى الصبح من غداة عرفة أقبل على أصحابه ، فيقول : على مكانكم ، ويقول : اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر اللّه أكبر ، وللّه الحمد ، فيكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر ، من آخر أيام التشريق ، انتهى . قال ابن القطان : جابر الجعفي سيئ الحال ، وعمرو بن شمر أسوأ حالاً منه ، بل هو من الهالكين ، قال السعدي : عمرو بن شمر زائغ كذاب ، وقال الفلاس : واهٍ ، قال البخاري . وأبو حاتم : منكر الحديث ، زاد أبو حاتم : وكان رافضياً ، يسب الصحابة ، روى في فضائل أهل البيت أحاديث موضوعة ، فلا ينبغي أن يعلل الحديث ، إلا بعمرو بن شمر ، مع أنه قد اختلف عليه فيه ، فرواه عنه سعيد بن عثمان . وأسيد بن زيد ، فقالا : عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الطفيل عن علي . وعمار ، ورواه مصعب بن سلام عن عمرو بن شمر ، فقال فيه : عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه ، علي بن حسين ، عن جابر بن عبد اللّه ، وروى محفوظ بن نصر عن عمرو بن شمر عن جابر عن محمد بن علي عن جابر ، فأسقط من الإِسناد ، علي بن حسين ، وهكذا رواه عن عمرو بن شمر ، رجل يقال له : نائل بن نجيح ، وقرن بأبي جعفر عبد الرحمن بن سابط ، وزاد في المتن كيفية التكبير ، انتهى كلامه . ملخصاً محرراً . قوله : والتكبير أن يقول مرة واحدة : اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر اللّه أكبر ، وللّه الحمد ، وهذا هو المأثور عن الخليل عليه السلام ، قلت : لم أجده مأثوراً عن الخليل ، وقد تقدم مأثوراً عن ابن مسعود ، عند

ابن أبي شيبة ، بسند جيد ، ورواه أيضاً ، حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللّه ، أنه كان يكبر أيام التشريق ، اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر اللّه أكبر ، وللّه الحمد ، انتهى . حدثنا يزيد بن هارون ثنا شريك ، قال : قلت لأبي إسحاق : كيف كان يكبر علي . وعبد اللّه ؟ قال : كانا يقولان : اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر اللّه أكبر ، وللّه الحمد ، انتهى . حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال : كانوا يكبرون يوم عرفة ، وأحدهم مستقبل القبلة ، في دبر الصلاة اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر اللّه أكبر ، وللّه الحمد ، انتهى . وتقدم في حديث جابر مرفوعاً نحوه ، عند الدارقطني بسند ضعيف . أحاديث عيدين اجتمعا :