فهرس الكتاب

أنه استسقى ، ولم يرو عنه الصلاة

رواه النسائي . وأحمد في مسنده . وابن حبان في صحيحه ، ولفظهم : ثم انصرف بعد أن تجلت الشمس ، فقام ، فصعد المنبر ، فخطب الناس ، فحمد اللّه ، وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : إن الشمس والقمر ، الحديث ، وبمذهبنا ، قال الإِمام أحمد : إن الخطبة لا تسن في الكسوف ، وأجابوا بما أجاب به أصحابنا ، نقله ابن الجوزي في التحقيق ، واللّه الموفق . باب الاستسقاء الحديث الأول : روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه استسقى ، ولم يرو عنه الصلاة . قلت : أما استسقاءه عليه السلام ، فصحيح ثابت ، وأما إنه لم يرو عنه الصلاة ، فهذا غير صحيح ، بل صح أنه صلى فيه ، كما سيأتي ، وليس في الحديث أنه استسقى ، ولم يصل ، بل غاية ما يوجد ذكر الاستسقاء دون ذكر الصلاة ، ولا يلزم من عدم ذكر الشيء عدم وقوعه ، فهذا كما رد على

الشافعي في إيجابه العمرة ، بأن النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر الخثعميَّة أن تقضي الحج عن أبيها ، ولم يأمرها بقضاء العمرة عنه ، فأجاب البيهقي رحمه اللّه ، بأن الحديث قد يكون فيه ذكر العمرة ، ولكن حفظ الراوي بعضه ونسي بعضه ، أو حفظه كله ، ولكن أدى البعض ، وترك البعض ، يقع ذلك بحسب السؤال والحاجة ، واللّه أعلم ، فما ذكر فيه الاستسقاء دون الصلاة ،

ما أخرجه البخاري . ومسلم عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر عن أنس أن رجلاً دخل المسجد في يوم جمعة ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائم يخطب ، فقال : يا رسول اللّه ، هلكت الأموال ، وانقطعت السُّبُل ، فادع اللّه يغثنا ، قال : فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يديه ، ثم قال : اللّهم أغثنا . اللّهم أغثنا . اللّهم أغثنا ، قال أنس : فلا واللّه ما نرى في السماء ، من سحاب ولا قزعة ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ، قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ، فلما توسطت السماء انتشرت ، ثم أمطرت ، فلم يزل المطر إلى الجمعة الأخرى ، قال : ثم جاء رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائم يخطب ، فاستقبله قائماً . فقال : يا رسول اللّه هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع اللّه يمسكها عنا ، قال : فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يديه ، ثم قال : اللّهم حوالينا ولا علينا ، اللّهم على الآكام . والظراب . وبطون الأودية . ومنابت الشجر ، قال : فانقلعت ، وخرجنا نمشي في الشمس ، قال شريك : فسألت أنس بن مالك ، أهو الرجل الأول ؟ قال : لا أدري ، انتهى . وفي لفظ للبخاري ، فقام إليه ذلك الرجل . أو غيره ، وفي لفظ : ثم جاء الرجل ، فقال : يا رسول اللّه بشق المسافر ، ومنع الطريق ، وفي لفظ : ثم جاء ، فقال : تهدمت البيوت ، وفي هذين اللفظين ، أن القائل رجل واحد ، وفيما تقدم شك وتردد ، ومما ورد فيه ذكر الصلاة مع الاستسقاء ،