فهرس الكتاب

/1ومن صلى على ظهر الكعبة جازت صلاته ، إلا أنه يكره

رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن ، من القسم الخامس ، من حديث عبد اللّه بن السائب رضي اللّه عنه ، قال : حضرت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الفتح ، وقد صلى في الكعبة ، فخلع نعليه فوضعهما عن يساره ، ثم افتتح سورة المؤمنين ، فلما بلغ ذكر موسى أو عيسى أخذته سعلة ، فركع ، انتهى . الحديث الثاني : قال المصنف رحمه اللّه : /1ومن صلى على ظهر الكعبة جازت صلاته ، إلا أنه يكره ، لما فيه من ترك التعظيم ، وقد ورد النهي عنه عن النبي عليه السلام ، قلت : روى من حديث ابن عمر ، ومن حديث عمر . أما حديث ابن عمر ،

فأخرجه الترمذي . وابن ماجه في المساجد عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى أن يصلى في سبعة مواطن : في المزبلة . والمجزرة . والمقبرة . وقارعة الطريق . وفي الحمام . ومعاطن الإِبل . وفوق ظهر بيت اللّه ، انتهى . قال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي ، وقد تكلم في زيد بن جبيرة من قِبَل حفظه ، وقد روى الليث بن سعد هذا الحديث عن عبد اللّه بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثله ، وحديث ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أشبه ، وأصح من حديث الليث بن سعد ، وعبد اللّه بن عمر العمري ضعفه بعض أهل الحديث من قِبَل حفظه : منهم يحيى بن سعيد القطان ، انتهى . وزيد بن جبير اتفق الناس على ضعفه ، فقال البخاري : منكر الحديث ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال أبو حاتم والأزدي : منكر الحديث جداً ، لا يكتب حديثه ، قال الدارقطني : ضعيف الحديث ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد ، وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء : زيد بن جبيرة منكر الحديث ، يروى المناكير عن المشاهير ، فاستحق التنكب عن روايته ، انتهى . وأما حديث عمر ،

فأخرجه ابن ماجه في سننه عن أبي صالح حدثني الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : سبع مواطن لا يجوز الصلاة فيها : ظهر بيت اللّه . والمقبرة . والمزبلة . والمجزرة . والحمام . وعطن الإِبل . ومحجة الطريق ، انتهى . وهذه الطريق التي أشار إليها الترمذي ، قال الشيخ في الإِمام : وعلته أبو صالح ، كاتب الليث بن سعد ، واسمه : عبد اللّه بن صالح ، فإنه قد تكلم فيه ، والحديث في هذه الرواية من مسند عمر ، وفي الرواية الأولى من مسند ابن عمر ، انتهى . وقال ابن أبي حاتم في كتاب العلل : سألت أبي عن حديث رواه أبو صالح به ، ورواه زيد بن جبيرة ، فقال : الإِسنادان واهيان ، انتهى . وقال صاحب التنقيح رحمه اللّه : وأما أبو صالح ، كاتب الليث ، فقد وثقه جماعة ، وتكلم فيه آخرون ، والصحيح أن البخاري روى عنه في الصحيح ، انتهى . أحاديث الصلاة في المقبرة ، والحمام :

أخرج الترمذي في جامعه عن عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : الأرض كلها مسجد ، إلا المقبرة . والحمام ، انتهى . قال : وهذا فيه اضطراب ، فرواه سفيان الثوري رضي اللّه عنه عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي عليه السلام مرسلاً ، ورواه حماد بن سلمة عن عمرو بن يحيى ، فأسنده عن أبي سعيد ، ورواه محمد بن إسحاق عن عمرو بن يحيى ، فأسنده مرة ، وأرسله أخرى ، وكان عامة روايته الإِرسال ، وكأن رواية الثوري أثبت وأصح ، انتهى . ورواه ابن حبان في صحيحه مسنداً باللفظ المذكور ، في النوع التاسع والعشرين ، من القسم الثالث ، والحاكم في المستدرك ، وقال : إنه صحيح على شرط البخاري ، ومسلم ، ولم يخرجاه ، انتهى . قال الشيخ في الإِمام : وحاصل ما أعل به الإِرسال ، وإذا كان الرافع ثقة ، فهو مقبول ، واللّه أعلم ، انتهى . قال النووي رحمه اللّه في الخلاصة : هو حديث ضعيف ، ضعفه الترمذي . وغيره ، وقال : هو مضطرب ، ولا يعارض هذا بقول الحاكم : أسانيده صحيحة ، فإنهم أتقن في هذا منه ، ولأنه قد يصحح أسانيده ، وهو ضعيف لاضطرابه ، انتهى . والحديث معارض بحديث جابر ،

أخرجه البخاري ومسلم عنه مرفوعاً : أعطيت خمساً ، لم يعطهن أحد قبلي ، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى كل أحمر وأسود ، وأحلت لي الغنائم ، ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض طيبة ، طهوراً ومسجداً ، فأيُّما رجل أدركته الصلاة ، صلى حيث كان ، ونصرت بالرعب بين يدىّ مسيرة شهر ، وأعطيت الشفاعة ، انتهى . وفي لفظ للبخاري : لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ، وفيه وبعثت إلى الناس كافة ، وفيه : وأيُّما رجل من أمتي ،

وأخرج مسلم عن حذيفة ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة . وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً . وجعلت تربتها لنا طهوراً ، إذا لم نجد الماء ، وذكر خصلة أخرى ، انتهى .

وأخرج عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : فضلت على الأنبياء ، بست : أعطيت جوامع الكلم . ونصرت بالرعب . وأحلت لي الغنائم . وجعلت الأرض طهوراً ومسجداً ، وأرسلت إلى الخلق كافة . وختم بي النبيون ، انتهى .

وأخرج البيهقي عن يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن يسار عن أبي أمامة أن النبي عليه السلام ، قال : إن اللّه عز وجل فضلني على الأنبياء ، أو قال : أمتي على الأمم ، بأربع : أرسلني إلى الناس كافة . وجعل لي الأرض كلها مسجداً وطهوراً ، فأينما أدركت الصلاة رجلاً من أمتي ، فعنده مسجده وطهوره ، انتهى . أحاديث الصلاة في الأرض المغصوبة : الصحيح من مذهب أحمد رضي اللّه عنه أن الصلاة في الأرض المغصوبة لا تصح ، واحتجوا بحديث ورد عن ابن عمر عن النبي عليه السلام ، وله طريقان : أحدهما :

رواه ابن حبان في كتاب الضعفاء عن عبد اللّه بن أبي علاج الموصلي عن مالك عن نافع عن ابن عمر ، قال : من اشترى ثوباً بعشرة دراهم في ثمنه درهم حرام ، لم يقبل اللّه له صلاة مادام عليه ، صمّتا ، إن لم أكن سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم غير مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاث ، انتهى . قال ابن حبان رحمه اللّه : وعبد اللّه بن أبي علاج هذا يروى عن مالك ، ويونس بن يزيد ما ليس من حديثهم ، لا يشك السامع لها أنها صنعته ، وليس هذا من حديث ابن عمر ، ولا حدث به نافع ، ولا رواه عنه مالك ، وإنما هو مشهور من حديث الشاميين ، حدث به بقية بن الوليد بإِسناد واهٍ ، انتهى . الطريق الثاني : أخرجه أحمد رضي اللّه عنه في مسنده عن بقية عن عثمان بن زفر عن هاشم عن ابن عمر ، نحوه ، سواء ، قال ابن الجوزي رحمه اللّه في التحقيق : وهاشم مجهول ، إلا أن يكون ابن زيد الدمشقي ، فذاك يروى عن نافع ، وقد ضعفه أبو حاتم ، وذكر الخلال ، قال : قال أبو طالب : سألت أبا عبد اللّه عن هذا الحديث ، فقال : ليس بشيء ، ليس له إسناد ، انتهى . وقد يقال في ذلك : إنه لا يلزم من نفى القبول نفى الصحة ، قال

الشيخ في الإِمام : وقد يحتج لهذا القول بالحديث الصحيح عن عائشة رضي اللّه عنها مرفوعاً ، من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ ، انتهى . أحاديث الصلاة بين السواري :

احتج أبو داود ، والترمذي ، والنسائي عن سفيان عن يحيى بن هانىء بن عروة المرادي عن عبد الحميد بن محمود ، قال : صلينا خلف أمير من الأمراء ، فاضطرنا الناس ، فصلينا بين ساريتين ، فلما صلينا ، قال أنس بن مالك : كنا نتقي هذا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . وقال الترمذي : حديث حسن . حديث آخر :

أخرجه البزار في مسنده من طريق أبي داود ثنا هارون أبو مسلم عن قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه ، قال : كنا ننهى عن الصلاة بين الأساطين ، ونطرد عنها طرداً ، على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . قال الشيخ في الإِمام : هكذا وجدته ، هارون أبو مسلمة ، وقال ابن أبي حاتم : هارون بن مسلمة ، روى عن قتادة ، سألت أبي عنه ، فقال : شيخ مجهول ، قال الشيخ رحمه اللّه : وينبغي أن يتأمل ، هل هو هذا ، أم لا ، انتهى . ورواه أبو داود الطيالسي ، والحاكم ، والبيهقي ، قال الحاكم : هذا ، والذي قبله إسنادهما صحيحان ، قال