فهرس الكتاب

من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم

أخرجه الترمذي ، والنسائي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : إذا بقي النصف من شعبان فلا تصوموا ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح لا يعرف إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ ، ومعناه عند بعض أهل العلم أن يفطر الرجل حتى إذا انتصف شعبان أخذ في الصوم ، انتهى . وقال النسائي : لا نعلم أحداً روى هذا الحديث غير العلاء ، وروى عن الإِمام أحمد رضي اللّه عنه أنه قال : هذا الحديث ليس بمحفوظ ، قال : وسألت عنه ابن مهدي فلم يصححه : ولم يحدثني به ، وكان يتوقاه ، قال أحمد : والعلاء ثقة ، لاينكر من حديثه إلا هذا ، وعند النسائي فيه : فكفوا ، قال ابن القطان في كتابه : وروى : فأمسكوا ، رواه وكيع عن أبي العميس عن العلاء ، وروى محمد بن ربيعة عن أبي العميس عن العلاء ، فكفوا ، قال : وبين هذين اللفظين ، ولفظ الترمذي فرق ، فإن هذين اللفظين نهي لمن كان صائماً عن التمادي في الصوم ، ولفظ الترمذي نهي لمن كان صائماً ، ولمن لم يكن صائماً عن الصوم بعد النصف ، انتهى كلامه . وقال البيهقي في المعرفة : قال أبو داود : قال أحمد بن حنبل : هذا حديث منكر ، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث به ، انتهى . وقال البيهقي أيضاً : قال الشافعي : أختار أن يفطر الرجل يوم الشك في هلال رمضان ، إلا أن يكون يوماً كان يصومه ، فأختار أن يصومه ، انتهى . وهذا خلاف ما نقله صاحب الكتاب عن الشافعي . قوله : روى عن علي ، وعائشة أنهما كانا يصومان يوم الشك تطوعاً ، قلت : غريب ، وفي التحقيق لابن الجوزي مذهب علي ، وعائشة أنه يجب صوم يوم الثلاثين من شعبان إذا حال دونه غيم أو نحوه ، قال : وهو أصح الروايتين عن أحمد ، قال : وعلى هذه الرواية لا يسمى يوم الشك ، بل هو من رمضان حكماً ، واللّه أعلم ، انتهى . الحديث السابع : قال عليه السلام : من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم . قلت : غريب أيضاً ، والمعروف هذا من قول عمار ،

أخرجه أصحاب السنن الأربعة في كتبهم عن أبي خالد الأحمر عن عمرو بن قيس الملائي عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر ، قال : كنا عند عمار في اليوم الذي يشك فيه ، فأُتي بشاة مصلية ، فتنحى بعض القوم ، فقال عمار : من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، انتهى : ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن والسبعين ، من القسم الأول ، والحاكم في المستدرك ، وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه . ورواه الدارقطني في سننه ، وقال : حديث صحيح ، ورواته كلهم ثقات ، انتهى . وقال ابن عبد البر . هذا حديث مسند عندهم لا يختلفون في ذلك ، وذكره البخاري في صحيحه تعليقاً ، فقال : وقال : صلة عن عمار : من صام يوم الشك إلى آخره ، ووهم القاضي شمس الدين في الغاية فعزاه للبخاري ، ومسلم . ومسلم لم يروه ، والبخاري إنما ذكره تعليقاً ، وذكر أنه قلد سبط ابن الجوزي في ذلك . حديث آخر :

رواه الخطيب في تاريخ بغداد - في ترجمة محمد بن عيسى بن عبد اللّه الأدمي ثنا أحمد بن عمر الوكيعي ثنا وكيع عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : من صام اليوم الذي يشك فقد عصى اللّه ورسوله ، انتهى . ثم قال : تابع الأدمي عليه أحمد بن عاصم الطبراني عن وكيع ، ورواه إسحاق بن راهويه عن وكيع ، فلم يجاوز به عكرمة ، وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري ، لم يذكر فيه ابن عباس ، انتهى . حديث آخر :