فهرس الكتاب

وقت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأهل المدينة : ذا

أخرجه البخاري ، ومسلم عن أبي معبد عن ابن عباس مرفوعاً : لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، لم يوقت فيه شيئاً ، واسم السفر ينطلق على ما دون ذلك ، قال المنذري في حواشيه : ليس في هذه الروايات تباين ولا اختلاف ، فإنه يحتمل أنه عليه السلام قالها في مواطن مختلفة ، بحسب الأسئلة ، ويحتمل أن يكون ذلك كله تمثيلاً لأقل الأعداد ، واليوم الواحد أول العدد وأقله ، والاثنان أول الكثير وأقله ، والثلاث أول الجمع ، فكأنه أشار أن مثل هذا في قلة الزمن لا يحل لها فيه السفر مع غير محرم ، فكيف بما زاد ؟ ! وقد ورد ثلاثة أيام فصاعداً ، رواه مسلم عن الخدري ، انتهى . وذكر المصنف حديث : لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع زوج ، أو ذو محرم في الكراهية . فصل في المواقيت الحديث السادس : وقت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأهل المدينة : ذا الحليفة ، ولأهل العراق : ذات عرق ، ولأهل الشام : الجحفة ، ولأهل نجد : قرن ، ولأهل اليمن : يلملم . قلت :

أخرج البخاري ومسلم عن طاوس عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقت لأهل المدينة : ذا الحليفة ، ولأهل الشام : الجحفة ، ولأهل نجد : قرن المنازل ، ولأهل اليمن : يلملم ، هن لهن ، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ، ومن كان دون ذلك ، فمن حيث أنشأ ، حتى أهل مكة من مكة ، انتهى . وأخرجا عن سالم عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ، وأهل الشام من الجحفة ، وأهل نجد من قرن ، قال عبد اللّه : وبلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : ويهل أهل اليمن من يلملم . وفي لفظ : قال عبد اللّه : وزعموا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ، ولم أسمع ذلك منه : ومهلّ أهل اليمن يلملم ، وفي لفظ للبخاري قال : فرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأهل نجد من قرن ، ولأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، انتهى . ما جاء في ذات عرق :

أخرج مسلم في صحيحه عن أبي الزبير عن جابر ، قال : سمعت - أحسبه رفع الحديث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - قال : مهلُّ أهل المدينة من ذي الحليفة ، والطريق الآخر الجحفة ، ومهلُّ أهل العراق من ذات عرق ، ومهلُّ أهل نجد من قرن ، ومهلُّ أهل اليمن من يلملم ، انتهى . وهذا شك الراوي في رفعه ، لكن أخرجه ابن ماجه في سننه عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن أبي الزبير عن جابر ، قال : خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : مهلُّ أهل المدينة من ذي الحليفة ، ومهلُّ أهل الشام من الجحفة ، ومهلُّ أهل اليمن من يلملم ، ومهلُّ أهل نجد من قرن ، ومهلُّ أهل المشرق من ذات عرق ، ثم أقبل بوجهه للأفق ، فقال : اللّهم أقبل بقلوبهم ، انتهى . وهذه الرواية ليس فيها شك من الراوي ، إلا أن إبراهيم بن يزيد الخوزي لا يحتج بحديثه ، وقد تقدم الكلام فيه من حديث الزاد والراحلة ، وأخرجه الدارقطني في سننه ، وابن أبي شيبة ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم عن حجاج عن عطاء عن جابر ، وحجاج أيضاً لا يحتج به . حديث آخر :

أخرجه أبو داود ، والنسائي في سننهما عن أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقت لأهل العراق : ذات عرق ، انتهى . لأبي داود ، وزاد فيه النسائي : بقية المواقيت ، ورواه ابن عدي في الكامل ، ثم أسند عن أحمد بن حنبل أنه كان ينكر على أفلح بن حميد هذا الحديث . حديث آخر :

أخرجه أبو داود ، والنسائي أيضاً عن زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو ، قال : سمعت أبي يذكر أنه سمع جده الحارث بن عمرو السهمي ، قال : أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وهو بمنى . أو بعرفات ، وقد طاف به الناس ، قال : فتجيء الأعراب ، فإذا رأوا وجهه ، قالوا : هذا وجه مبارك ، قال : ووقت ذات عرق لأهل العراق ، انتهى . ورواه البيهقي ، وقال : في إسناده من هو غير معروف ، ورواه الدارقطني في سننه . حديث آخر :

رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عبد الرزاق ، قال : سمعت مالكاً يقول : وقت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأهل العراق ذات عرق ، فقلت له : من حدثك بهذا ؟ قال : حدثني به نافع عن ابن عمر ، انتهى . قال الدارقطني في عللّه :

روى عبد الرزاق عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي عليه السلام وقت لأهل العراق ذات عرق ، ولم يتابع عبد الرزاق على ذلك ، وخالفه أصحاب مالك ، فرووه عنه ، ولم يذكروا فيه ميقات أهل العراق ، وكذلك رواه أيوب السختياني ، وابن عوف ، وابن جريج ، وأسامة بن زيد ، وعبد العزيز بن أبي رواد عن نافع ، وكذلك رواه سالم عن ابن عمر ، وعمرو بن دينار ، عن ابن عمر انتهى . حديث آخر :

أخرجه أبو داود ، والترمذي عن وكيع عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس عن ابن عباس ، قال : وقت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأهل المشرق : العقيق ، انتهى . ورواه البيهقي في المعرفة ، وقال : تفرد به يزيد بن أبي زياد ، والعقيق أقرب إلى العراق من ذات عرق بيسير ، وكان أنس بن مالك يحرم من العقيق ، قاله ابن المنذر ، انتهى . وقال ابن القطان في كتابه : هذا حديث أخاف أن يكون منقطعاً ، فإن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس إنما عهد يروي عن أبيه عن جده ابن عباس ، كما جاء ذلك في صحيح مسلم - في صلاته عليه السلام من الليل ، وقال مسلم في كتاب التمييز : لا نعلم له سماعاً من جده ، ولا أنه لقيه ، ولم يذكر البخاري ، ولا ابن أبي حاتم أنه يروي عن جده ، وذكر أنه يروي عن أبيه ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه البزار في مسنده عن مسلم بن خالد الزنجي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ، قال : وقت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأهل المشرق : ذات عرق ، انتهى . ورواه الشافعي أخبرنا سعيد بن سالم أخبرني ابن جريج أخبرني عطاء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فذكره مرسلاً بتمامه ، وفيه لأهل المشرق : ذات عرق ، قال ابن جريج : فقلت لعطاء : إنهم يزعمون أن النبي عليه السلام لم يوقت ذات عرق ، وأنه لم يكن أهل مشرق يومئذ ، فقال : كذلك سمعنا أنه عليه السلام وقت لأهل المشرق : ذات عرق ، انتهى . ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في المعرفة قال الشافعي ، أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه طاوس ، قال : لم يوقت النبي صلى اللّه عليه وسلم ذات عرق ، ولم يكن أهل مشرق حينئذ ، فوقت الناس ، ذات عرق ، قال الشافعي : ولا أحسبه إلا كما قال طاوس ، انتهى . حديث آخر :

رواه إسحاق بن راهويه في مسنده ، والدارقطني في سننه أخبرنا يزيد بن هارون ثنا الحجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقت لأهل المدينة : ذا الحليفة ، ولأهل الشام : الجحفة ، ولأهل نجد : قرنا ، ولأهل اليمن : يلملم ، ولأهل العراق : ذات عرق ، انتهى . والحجاج غير محتج به - حديث آخر : رواه ابن راهويه أيضاً أخبرنا يزيد بن هارون أنبأ الحجاج بن أرطاة عن عطاء عن جرير بن عبد اللّه البجلي مرفوعاً بنحوه ، والظاهر أن هذا الاضطراب من الحجاج ، فإن من دونه ومن فوقه ثقات . حديث آخر موقوف :