فهرس الكتاب
باب صفة الصلاة
باب صفة الصلاة |
321 حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي ثم اركع حتى تطمئن راكعا متفق عليه من حديث أبي هريرة مطولا |
322 حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في الفائتة فليصلها إذا ذكرها متفق عليه وقد سبق في التيمم |
323 حديث مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم الشافعي وأحمد والبزار وأصحاب السنن إلا النسائي وصححه الحاكم وابن السكن من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنيفة عن علي قال البزار لا نعلمه عن علي إلا من هذا الوجه وقال أبو نعيم تفرد به ابن عقيل عن ابن الحنفية عن علي وقال العقيلي في إسناده لين وهو أصلح من حديث جابر وحديث جابر الذي أشار إليه رواه أحمد والبزار والترمذي والطبراني من حديث سليمان بن قرم عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عنه وأبو يحيى القتات ضعيف وقال ابن عدي أحاديثه عندي حسان وقال ابن العربي حديث جابر أصح شيء في هذا الباب كذا قال وقد عكس ذلك العقيلي وهو أقعد منه بهذا الفن ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي سعيد وفي إسناده أبو سفيان طريف وهو ضعيف قال الترمذي حديث علي أجود إسنادا من هذا ورواه الحاكم في المستدرك من طريق سعيد بن مسروق الثوري عن أبي نضرة عن أبي سعيد وهو معلول قال ابن حبان في كتاب الصلاة المفرد له هذا الحديث لا يصح لأن له طريقين إحداهما عن علي وفيه ابن عقيل وهو ضعيف والثانية عن أبي نضرة عن أبي سعيد تفرد به أبو سفيان عنه ووهم حسان بن إبراهيم فرواه عن سعيد بن مسروق عن أبي نضرة عن أبي سعيد وذلك أنه توهم أن أبا سفيان هو والد سفيان الثوري ولم يعلم أن أبا سفيان آخر هو طريف بن شهاب وكان واهيا ورواه الدارقطني من حديث عبد الله بن زيد وفي سنده الواقدي ورواه الطبراني من حديث ابن عباس وفي سنده نافع أبو هرمز وهو متروك وقد رواه ابن عدي من طريقه فقال عن أنس وقال أبو نعيم في كتاب الصلاة ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله فذكره بلفظ مفتاح الصلاة التكبير وانقضاؤها التسليم وإسناده صحيح وهو موقوف ورواه الطبراني من حديث أبي إسحاق ورواه البيهقي من حديث شعبة عن أبي إسحاق وقال ورواه الشافعي في القديم |
324 قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبتدئ الصلاة يقول الله أكبر هكذا روته عائشة كذا قال وليس هذا اللفظ في حديث عائشة بل الذي في مسلم عن عائشة كان يستفتح الصلاة بالتكبير وهو عنده من رواية أبي الجوزاء عنها وقال ابن عبد البر هو مرسل لم يسمع أبو الجوزاء منها ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي الجوزاء ولفظه إذا دخل في الصلاة قال الله أكبر لكن في إسناده أبان بن أبي عياش وهو متروك نعم روى البخاري من حديث ابن عمر مرفوعا كان إذا دخل في الصلاة كبر ومثله للترمذي عن علي ولأحمد والنسائي عن واسع بن حبان أنه سأل ابن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله أكبر كلما وضع وكلما رفع وأما لفظ الباب فرواه ابن ماجه من حديث أبي حميد الساعدي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة استقبل القبلة ورفع يديه وقال الله أكبر ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان في كتاب الصلاة وأخرجه هو وابن خزيمة في صحيحيهما وفي كتاب الصلاة لأبي نعيم ثنا زهير عن العلاء بن المسيب عن طلحة بن يزيد عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل فكبر فقال الله أكبر رجاله ثقات لكن فيه إرسال ورواه البزار من حديث علي بسند صححه ابن القطان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال الله أكبر وجهت وجهي إلى آخره قال ابن القطان وهذا يعني تعيين لفظ الله أكبر عزيز الوجود غريب في الحديث لا يكاد يوجد حتى لقد أنكره ابن حزم وقال ما عرف قط وهو في مسند البزار وإسناده من الصحة بمكان قلت هو على شرط مسلم |
325 حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني أصلي رواه البخاري كما تقدم |
326 حديث لا يقبل الله صلاة أحدكم حتى يضع الوضوء مواضعه ويستقبل القبلة فيقول الله أكبر أبو داود من حديث رفاعة بن رافع في قصة المسيء صلاته بلفظ لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين ثم يكبر الله فذكر الحديث هذا أقرب ما وجدته في السنن إلى لفظ المصنف وأصله عند باقي أصحاب السنن ورواه الطبراني في مسند رفاعة عن علي بن عبد العزيز عن حجاج عن حماد بن سلمة بسنده ولفظه موافق للفظ الرافعي ولمسلم في هذه القصة من حديث أبي هريرة بلفظ إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة وكبر |
327 حديث ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة متفق عليه بزيادة وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك فقال سمع الله لمن حمده زاد البيهقي فما زالت تلك صلاته حتى لقي الله وفي رواية للبخاري ولا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود قال ابن المديني في حديث الزهري عن سالم عن أبيه هذا الحديث عندي حجة على الخلق كل من سمعه فعليه أن يعمل به لأنه ليس في إسناده شيء |
328 حديث وائل بن حجر أنه صلى الله عليه وسلم لما كبر رفع يديه حذو منكبيه الشافعي وأحمد من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل به قوله روى أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه إلى شحمة أذنيه رواه أبو داود والنسائي وابن حبان من حديث وائل أيضا ولفظه يرفع إبهاميه إلى شحمة أذنيه وللنسائي حتى تكاد إبهاماه تحاذي شحمة أذنيه وفي رواية لأبي داود وحاذى بإبهاميه أذنيه وفي المستدرك والدارقطني من طريق عاصم الأحول عن أنس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر فحاذى بإبهاميه أذنيه ثم ركع حتى استقر كل مفصل منه الحديث ومن طريق حميد عن أنس كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم يرفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه أذنيه قوله يرفع غير مكبر ثم يبتدئ التكبير مع ابتداء الإرسال وينتهي مع انتهائه روي ذلك عن أبي حميد عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري والأربعة ولفظ أبي داود كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم كبر حتى يقر كل عضو في موضعه معتدلا قوله وقيل يبتدئ بالرفع مع ابتداء التكبير يروى # ذلك عن وائل بن حجر هو ظاهر سياق رواية أحمد بن حنبل وأبي داود حيث قالا عن وائل أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع التكبير وللبيهقي من وجه آخر عن عبد الرحمن بن عامر اليحصبي عن وائل قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كبر رفع يديه مع التكبير قوله وقيل يرفع غير مكبر ثم يكبر ويداه قارتان ثم يرسلهما فيكون التكبير بين الرفع والإرسال روى ذلك عن ابن عمر لم أره من حديث ابن عمر بهذه الكيفية لكن لفظ رواية أبي داود إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه ثم يكبر وهما كذلك وفي الباب عن مالك بن الحويرث متفق عليه وعن علي رواه أبو داود والترمذي وصححه أحمد فيما حكاه الخلال وعن محمد بن عمرو بن عطاء أنه سمع أبا حميد في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة يقول أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فأعرض فقال كان إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه رواه أبو داود والترمذي وصححه وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا ورواه البخاري في جزئه وابن ماجه والبيهقي وعن جابر نحوه رواه الحاكم وقال لم نكتبه من حديث سفيان عن أبي الزبير عنه إلا من حديث شيخنا أبي العباس المحبوبي وهو ثقة مأمون وإنما نعرفه من حديث إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير انتهى ومن حديث إبراهيم أخرجه ابن ماجه وصححه البيهقي وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع وقال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله رواه البيهقي ورجاله ثقات وعن عمر نحوه رواه الدارقطني في غرائب مالك والبيهقي وقال الحاكم إنه محفوظ وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة جعل يديه حذاء منكبيه وإذا ركع فعل مثل ذلك وإذا وقع للسجود فعل مثل ذلك وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك رواه أبو داود ورجاله رجال الصحيح وقال الدارقطني في العلل روى عمرو بن علي عن ابن أبي عدي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه كان يرفع يديه في كل خفض ورفع ويقول أنا أشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبي موسى قال أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر ورفع يديه ثم كبر ورفع يديه للركوع ثم قال سمع الله لمن حمده ورفع يديه ثم قال هكذا فاصنعوا ولا يرفع بين السجدتين رواه الدارقطني ورجاله ثقات وعن عبد الله بن الزبير أنه صلى بهم يشير بكفيه حين يقوم وحين يركع وحين يسجد وحين ينهض فقال ابن عباس من أحب أن ينظر إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقتد بابن الزبير وعن طاوس عن ابن عباس في الرفع رواه أبو داود والنسائي وعن عبيد بن عمير عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة المكتوبة رواه ابن ماجه وعن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه وإذا أراد أن يركع وإذا رفع من الركوع رواه الحاكم والبيهقي وعن حميد بن هلال قال حدثني من سمع الأعرابي يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيرفع رواه أبو نعيم في الصلاة وروى مالك في الموطأ عن سليمان بن يسار مرسلا مثله وروى عبد الرزاق في مصنفه عن الحسن مرسلا مثله وقال الشافعي روى الرفع جمع من الصحابة لعله لم يرو قط حديث بعدد أكثر منهم وقال ابن المنذر لم يختلف أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه وقال البخاري في جزء رفع اليدين روى الرفع سبعة عشر نفسا من الصحابة وسرد البيهقي في السنن وفي الخلافيات أسماء من روى الرفع عن نحو من ثلاثين صحابيا وقال سمعت الحاكم يقول أتفق على رواية هذه السنة العشرة المشهود لهم بالجنة ومن بعدهم من أكابر الصحابة قال البيهقي وهو كما قال وروى ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي سلمة الأعرج قال أدركت الناس كلهم يرفع يديه عند كل خفض ورفع وقال البخاري في الجزء المشهور قال الحسن وحميد بن هلال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم ولم يستثن أحدا منهم قال البخاري ولم يثبت عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يرفع يديه وروى الإمام أحمد بسنده عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا رأى مصليا لا يرفع حصبه ورواه البخاري في جزئه بلفظ رماه بالحصى وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول يروى # عن عقبة بن عامر أنه قال في من رفع يديه في الصلاة له بكل إشارة عشر حسنات وروى ابن عبد البر عن عمر بن عبد العزيز أنه قال إن كنا لنؤدب عليها يعني على ترك الرفع وقال محمد بن سيرين هو من تمام الصلاة رواه الأثرم وقال سعيد بن جبير هو شيء يزين به الرجل صلاته رواه البيهقي وعن النعمان بن أبي عياش مثله رواه الأثرم وقال عبد الرزاق أخذت ذلك عن ابن جريج وأخذه ابن جريج عن عطاء وأخذه عطاء عن ابن الزبير وأخذه ابن الزبير عن أبي بكر وأخذه أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم |
# فصل فيما عارض ذلك # حديث في ذلك عن جابر بن سمرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة رواه مسلم ولا دليل فيه على منع الرفع على الهيئة المخصوصة في الموضع المخصوص وهو الركوع والرفع منه لأنه مختصر من حديث طويل وبيان ذلك أن مسلما رواه أيضا من حديث جابر بن سمرة قال كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وأشار بيديه إلى الجانبين فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله وفي رواية إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيديه وقال ابن حبان ذكر الخبر المنقضي للقصة المختصرة المتقدمة بأن القوم إنما أمروا بالسكون في الصلاة عند الإشارة بالتسليم دون الرفع الثابت عند الركوع ثم رواه كنحو رواية مسلم قال البخاري من احتج بحديث جابر بن سمرة على منع الرفع عند الركوع فليس له حظ من العلم هذا مشهور لا خلاف فيه إنه إنما كان في حال التشهد حديث آخر عن البراء بن عازب رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ثم لم يعد رواه أبو داود والدارقطني وهو من رواية يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه واتفق الحفاظ على أن قوله ثم لم يعد مدرج في الخبر من قول يزيد بن أبي زياد ورواه عنه بدونها شعبة والثوري وخالد الطحان وزهير وغيرهم من الحفاظ وقال الحميدي إنما روى هذه الزيادة يزيد ويزيد يزيد وقال عثمان الدارمي عن أحمد بن حنبل لا يصح وكذا ضعفه البخاري وأحمد ويحيى والدارمي والحميدي وغير واحد وقال يحيى بن محمد بن يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول هذا حديث واهي قد كان يزيد يحدث به برهة من دهره لا يقول فيه ثم لا يعود فلما لقنوه تلقن فكان يذكرها وقال البيهقي رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عليه فقيل عن أخيه عيسى عن أبيهما وقيل عن الحكم عن ابن أبي ليلى وقيل عن يزيد بن أبي زياد قال عثمان الدارمي لم يروه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أحد أقوى من يزيد بن أبي زياد وقال البزار لا يصح قوله في الحديث ثم لا يعود وروى الدارقطني من طريق علي بن عاصم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن يزيد بن أبي زياد هذا الحديث قال علي بن عاصم فقدمت الكوفة فلقيت يزيد بن أبي زياد فحدثني به وليس فيه ثم لا يعود فقلت له أن ابن أبي ليلى حدثني عنك وفيه ثم لا يعود قال لا أحفظ هذا وقال ابن حزم حديث يزيد إن صح دل على أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لبيان الجواز فلا تعارض بينه وبين حديث ابن عمر وغيره حديث آخر عن عبد الله بن مسعود قال لأصلين بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلم يرفع يديه إلا مرة واحدة رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود به ورواه ابن عدي والدارقطني والبيهقي من حديث محمد بن جابر عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلم يرفعوا أيديهم إلا عند استفتاح الصلاة وهذا الحديث حسنه الترمذي وصححه ابن حزم وقال ابن المبارك لم يثبت عندي وقال ابن أبي حاتم عن أبيه قال هذا حديث خطأ وقال أحمد بن حنبل وشيخه يحيى بن آدم هو ضعيف نقله البخاري عنهما وتابعهما على ذلك وقال أبو داود ليس هو بصحيح وقال الدارقطني لم يثبت وقال ابن حبان في الصلاة هذا أحسن خبر روي لأهل الكوفة في نفي رفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند الرفع منه وهو في الحقيقة أضعف شيء يعول عليه لأن له عللا تبطله وهؤلاء الأئمة إنما طعنوا كلهم في طريق عاصم بن كليب الأولى أما طريق محمد بن جابر فذكرها ابن الجوزي في الموضوعات وقال عن أحمد محمد بن جابر لا شيء ولا يحدث عنه إلا من هو شر منه قلت وقد بينت في المدرج حال هذا الخبر بأوضح من هذا وفي الباب عن ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود رواه البيهقي في الخلافيات وهو مقلوب موضوع وعن أنس من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له رواه الحاكم في المدخل وقال إنه موضوع وعن أبي هريرة مثله رواه ابن الجوزي في الموضوعات وسبقه بذلك الجوزقاني وعن ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه كلما ركع وكلما رفع ثم صار إلى افتتاح الصلاة وترك ما سوى ذلك قال ابن الجوزي بعد أن حكاه في التحقيق هذا الحديث لا أصل له ولا يعرف من رواه والصحيح عن ابن عباس خلافه وعن ابن الزبير نحوه قال ابن الجوزي لا أصل له ولا يعرف من رواه والصحيح عن ابن الزبير خلافه وقال ابن الجوزي وما أبله # من يحتج بهذه الأحاديث ليعارض بها الأحاديث الثابتة |
329 حديث أبي حميد الساعدي في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان من حديث عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو بن عطاء سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو قتادة قال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فلم فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة قال بلى قالوا فأعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يكبر حتى يقر كل عظم موضعه الحديث بطوله وأعله الطحاوي بأن محمد بن عمرو لم يدرك أبا قتادة قال ويزيد ذلك بيانا أن عطاف بن خالد رواه عن محمد بن عمرو قال حدثني رجل أنه وجد عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا وقال ابن حبان سمع هذا الحديث محمد بن عمرو من أبي حميد وسمعه من عباس بن سهل بن سعد عن أبيه فالطريقان محفوظان قلت السياق يأبى ذلك كل الإباء والتحقيق عندي أن محمد بن عمرو الذي رواه عطاف بن خالد عنه هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني وهو لم يلق أبا قتادة ولا قارب ذلك إنما يروى # عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وغيره من كبار التابعين وأما محمد بن عمرو الذي رواه عبد الحميد بن جعفر عنه فهو محمد بن عمرو بن عطاء تابعي كبير جزم البخاري بأنه سمع من أبي حميد وغيره وأخرج الحديث من طريقه وللحديث طرق عن أبي حميد سمى في بعضها من العشرة محمد بن مسلمة وأبو أسيد وسهل بن سعد وهذه رواية ابن ماجه من حديث عباس بن سهل بن سعد عن أبيه ورواها ابن خزيمة من طرق أيضا |
330 حديث ثلاث من سنن المرسلين تعجيل الفطر وتأخير السحور ووضع اليمين على الشمال في الصلاة الدارقطني والبيهقي من حديث ابن عباس بلفظ إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر فذكره قال البيهقي يعرف بطلحة بن عمرو واختلف عليه فيه فقيل عنه عن عطاء عن ابن عباس وقيل عن أبي هريرة وروياه أيضا من حديث محمد بن أبان عن عائشة موقوفا قال البيهقي إسناده صحيح إلا أن محمد بن أبان لا يعرف سماعه من عائشة قاله البخاري ورواه ابن حبان والطبراني في الأوسط من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث أنه سمع عطاء يحدث عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر سحورنا ونعجل فطرنا وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا وقال ابن حبان بعده سمعه ابن وهب من عمرو بن الحارث ومن طلحة بن عمرو جميعا وقال الطبراني لم يروه عن عمرو بن الحارث إلا ابن وهب تفرد به حرملة قلت أخشى أن يكون الوهم فيه من حرملة وله شاهد من حديث ابن عمر رواه العقيلي وضعفه ومن حديث حذيفة أخرجه الدارقطني في الأفراد وفي مصنف بن أبي شيبة من حديث أبي الدرداء موقوفا من أخلاق النبيين وضع اليمين على الشمال في الصلاة ورواه الطبراني من حديثه مرفوعا نحو حديث أبي هريرة |
331 حديث وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر ثم أخذ شماله بيمينه أبو داود وابن حبان من حديث محمد بن جحادة عن عبد الجبار بن وائل قال كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي فحدثني علقمة بن وائل عن وائل بن حجر قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا دخل في الصف رفع يديه وكبر ثم التحف فأدخل يده في ثوبه فأخذ شماله بيمينه فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ورفعهما وكبر ثم ركع فإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه وكبر وسجد ثم وضع وجهه بين كفيه قال ابن جحادة فذكرت ذلك للحسن فقال هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله من فعله وتركه من تركه وأصله في صحيح مسلم ورواه النسائي بلفظ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائما قبض بيمينه على شماله ورواه ابن خزيمة بلفظ وضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره |
332 حديث أنه صلى الله عليه وسلم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد أبو داود وابن خزيمة وابن حبان من حديث وائل بن حجر اختصره أبو داود ولفظه ثم وضع يده اليمنى على ظهر اليسرى والرسغ والساعد ورواه الطبراني بلفظ وضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة قريبا من الرسغ وقوله عن الغزالي روى في بعض الأخبار أنه كان يرسل يديه إذا كبر وإذا أراد أن يقرأ وضع يده اليمنى على اليسرى الطبراني من حديث معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في صلاته رفع يديه قبال أذنيه فإذا كبر أرسلهما ثم سكت وربما رأيته يضع يمينه على يساره الحديث وفيه الخصيب بن جحدر كذبه شعبة والقطان ( تنبيه ) قال الغزالي سمعت بعض المحدثين يقول هذا الخبر إنما ورد بأنه يرسل يديه إلى صدره لا أنه يرسلهما ثم يستأنف رفعهما إلى الصدر حكاه ابن الصلاح في مشكل الوسيط |
333 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال التكبير جزم والسلام جزم لا أصل له بهذا اللفظ وإنما هو قول إبراهيم النخعي حكاه الترمذي عنه ومعناه عند الترمذي وأبي داود والحاكم من حديث أبي هريرة بلفظ حذف السلام سنة وقال الدارقطني في العلل الصواب موقوف وهو من رواية قرة بن عبد الرحمن وهو ضعيف اختلف فيه ( تنبيه ) حذف السلام الإسراع به وهو المراد بقوله جزم وأما ابن الأثير في النهاية فقال معناه أن التكبير والسلام لا يمدان ولا يعرب التكبير بل يسكن آخره وتبعه المحب الطبري وهو مقتضى كلام الرافعي في الاستدلال به على أن التكبير جزم لا يمد قلت وفيه نظر لأن استعمال لفظ الجزم في مقابل الإعراب اصطلاح حادث لأهل العربية فكيف تحمل عليه الألفاظ النبوية |
334 حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمران بن حصين صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب البخاري والنسائي وزاد فإن لم تستطع فمستلق لا يكلف الله نفسا إلا وسعها واستدركه الحاكم فوهم |
335 حديث أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعى # الرجل في صلاته الترمذي وابن ماجه من حديث الحارث الأعور عن علي بلفظ لا تقع بين السجدتين ورواه الحاكم في المستدرك من حديث سمرة بن جندب وروى ابن السكن في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السدل والإقعاء في الصلاة وعن أنس بلفظ نهى عن التورك والإقعاء في الصلاة رواه ابن السكن والبيهقي وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة وكان ينهى # عن عقبة الشيطان قال أبو عبيد هو أن يضع أليته على عقبيه بين السجدتين وهو الذي يجعل بعض الناس الإقعاء قال النووي في الخلاصة قال بعض الحفاظ ليس في النهي عن الإقعاء حديث صحيح إلا حديث عائشة قلت وسيأتي فيما بعد حديث طاوس عن ابن عباس في أن الإقعاء سنة ويأتي ذكر من جمع بينهما في المعنى قوله ويروى لا تقعوا كإقعاء الكلب رواه ابن ماجه من حديث علي وأبي موسى بلفظ لا تقع إقعاء الكلب وفي إسناده الحارث الأعور وأبو نعيم النخعي وروى أحمد والبيهقي من حديث أبي هريرة نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقرة كنقرة الديك والتفات كالتفات الثعلب وإقعاء كإقعاء الكلب وفي إسناده ليث بن أبي سليم ورواه ابن ماجه من حديث أنس بلفظ إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقع كما يقعى الكلب ضع أليتك بين قدميك والزق ظاهر قدميك بالأرض رواه ابن ماجه وفيه العلاء بن زيدل وهو متروك وكذبه ابن المديني |
336 حديث أنه صلى الله عليه وسلم لما صلى جالسا تربع النسائي والدارقطني وابن حبان والحاكم من حديث عائشة قال النسائي ما أعلم أحدا رواه غير أبي داود الحفري ولا أحسبه إلا خطأ انتهى وقد رواه ابن خزيمة # والبيهقي من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني بمتابعة أبي داود فظهر أنه لا خطأ فيه وروى البيهقي من طريق ابن عيينة عن ابن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا ووضع يديه على ركبتيه وهو متربع جالس ورواه البيهقي عن حميد رأيت أنسا يصلي متربعا على فراشه وعلقه البخاري |
337 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال يصلي المريض قائما إن استطاع فإن لم يستطع صلى قاعدا فإن لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيا رجليه مما يلي القبلة الدارقطني من حديث علي مثله وفي إسناده حسين بن زيد ضعفه ابن المديني والحسن بن الحسين العرني وهو متروك وقال النووي هذا حديث ضعيف ( تنبيه ) زاد الرافعي في إيراد الحديث المذكور ذكر الإيماء ولا وجود له في هذا الحديث مع ضعفه لكن روى البزار والبيهقي في المعرفة من طريق سفيان ثنا أبو الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد مريضا فرآه يصلي على وسادة فأخذها فرمى بها فأخذ عودا ليصلي عليه فأخذه فرمى به وقال صل على الأرض إن استطعت وإلا فأوم إيماء واجعل سجودك أخفض من ركوعك قال البزار لا أعلم أحدا رواه عن الثوري غير أبي بكر الحنفي ثم غفل فأخرجه من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن سفيان نحوه وقد سئل عنه أبو حاتم فقال الصواب عن جابر موقوف ورفعه خطأ قيل له فإن أبا أسامة قد روى عن الثوري في هذا الحديث مرفوعا فقال ليس بشيء قلت فاجتمع ثلاثة أبو أسامة وأبو بكر الحنفي وعبد الوهاب وروى الطبراني من حديث طارق بن شهاب عن ابن عمر قال عاد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه مريضا فذكره وروى أيضا من حديث ابن عباس مرفوعا يصلي المريض قائما فإن نالته مشقة صلى نائما يومئ برأسه إيماء فإن نالته مشقة سبح وفي إسنادهما ضعف |
338 حديث إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم متفق عليه من حديث أبي هريرة وقد تقدم في التيمم وفي لفظ لأحمد فأتوه ما استطعتم وللطبراني في الأوسط فاجتنبوه ما استطعتم قاله في شق النهي ( تنبيه ) استدل به الغزالي والإمام وتعقبه الرافعي بأن القعود ليس جزءا من القيام فلا يكون باستطاعته مستطيعا لبعض المأمور به لعدم دخوله فيه وأجاب ابن الصلاح عن هذا بأن الصلاة بالقعود وغيره يسمى صلاة فهذه المذكورات أنواع لجنس الصلاة بعضها أدنى من بعض فإذا عجز عن الأعلى واستطاع الأدنى وأتى به كان آتيا بما استطاع من الصلاة |
339 حديث عمران بن حصين من صلى قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد البخاري بلفظ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعدا فقال إن صلى قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما الحديث مثله ( تنبيه ) المراد بالنائم المضطجع وصحف بعضهم هذه اللفظة فقال إنما هو صلى بإيماء أي بالإشارة كما روي أنه صلى الله عليه وسلم صلى على ظهر الدابة يومئ إيماء قال ولو كان من النوم لعارض نهيه عن الصلاة لمن غلبه النوم وهذا إنما قاله هذا القائل بناء على أن المراد بالنوم حقيقته وإذا حمل على الاضطجاع اندفع الإشكال قوله ويروى صلاة النائم على النصف من صلاة القاعد قلت رواه بهذا اللفظ ابن عبد البر وغيره وقال السهيلي في الروض نسب بعض الناس النسائي إلى التصحيف وهو مردود لأنه في الرواية الثانية وصلاة النائم على النصف من صلاة القاعد قلت وهو يدفع ما تعلل به القائل الأول وقال ابن عبد البر جمهور أهل العلم لا يجيزون النافلة مضطجعا فإن أجاز أحد النافلة مضطجعا مع القدرة على القيام فهو حجة له وإن لم يجزه أحد فالحديث إما غلط أو منسوخ وقال الخطابي لا أحفظ عن أحد من أهل العلم أنه رخص في صلاة التطوع نائما كما رخصوا فيها قاعدا فإن صحت هذه اللفظة ولم تكن من كلام بعض الرواة أدرجها في الحديث وقاسه على صلاة القاعد أو اعتبره بصلاة المريض نائما إذا عجز عن القعود فإن التطوع مضطجعا للقادر على القعود انتهى وما ادعياه من الاتفاق على المنع مردود فقد حكاه الترمذي عن الحسن البصري وهو أصح الوجهين عند الشافعية قوله روى عن ابن عباس لما وقع الماء في عينيه قال له الأطباء إن مكثت سبعا لا تصلي إلا مستلقيا عالجناك فسأل عائشة وأم سلمة وأبا هريرة وغيرهم من الصحابة فلم يرخصوا له في ذلك فترك المعالجة وكف بصره رواه الثوري في جامعه عن جابر عن أبي الضحى أن عبد الملك أو غيره بعث إلى ابن عباس بالأطباء على البرد وقد وقع الماء في عينيه فقالوا تصلي سبعة أيام مستلقيا على قفاك فسأل أم سلمة وعائشة فنهتاه ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم والبيهقي وأما استفتاؤه لأبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة وابن المنذر من طريق الأعمش عن المسيب بن رافع عن ابن عباس في هذه القصة قال فأرسل إلى عائشة وأبي هريرة وغيرهما قال فكلهم قال إن مت في هذه السنة كيف تصنع بالصلاة قال فترك عينه فلم يداوها وفي هذا إنكار على النووي في إنكاره على الغزالي تبعا لابن الصلاح ذكره لأبي هريرة في هذا فقال استفتاؤه لأبي هريرة لا أصل له وقال في التنقيح الصحيح عن ابن عباس أنه كره ذلك كذا رواه عنه عمرو بن دينار قلت والرواية المذكورة عن عمرو صحيحة أخرجها البيهقي وليس فيها منافاة للأولى والله أعلم |
340 حديث علي في دعاء الاستفتاح رواه مسلم بطوله وزاد ابن حبان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة وفي رواية النسائي من حديث جابر كان إذا استفتح الصلاة قال إن صلاتي قال الشافعي أستحب أن يأتي به المصلي بتمامه ويجعل مكان وأنا أول المسلمين وأنا من المسلمين قلت وهذه اللفظة في رواية لمسلم أيضا وذكرها أبو داود موقوفة على بعض التابعين ( تنبيه ) زاد الرافعي في سياقه بعد حنيفا مسلما وهو عند ابن حبان أيضا من حديث علي وزاد بعد قوله لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك وهو في رواية الشافعي عن مسلم بن خالد وعبد المجيد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة بسنده وزاد بعد فالخير كله بيدك والمهدي من هديت وهو في رواية الشافعي أيضا قوله إن بعض الأصحاب قال إن السنة في دعاء الاستفتاح أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك الحديث هو في الباب عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك رواه أبو داود والحاكم ورجال إسناده ثقات لكن فيه انقطاع وأعله أبو داود بأنه ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب وبأن جماعة رووا قصة الصلاة عن بديل بن ميسرة ولم يذكروا ذلك فيه وقال الدارقطني ليس بالقوي انتهى وله طريق أخرى رواها الترمذي وابن ماجه من طريق حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة نحوه وحارثة ضعيف قال ابن خزيمة حارثة مدني نزل الكوفة وليس ممن يحتج أهل العلم بحديثه وهذا صحيح عن عمر لا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما قول الترمذي لا نعرفه إلا من هذا الوجه فمعترض بطريق أبي الجوزاء السابقة وبما رواه الطبراني عن عطاء عن عائشة نحوه وفي الباب عن ابن مسعود وعثمان وابن سعيد وأنس والحكم بن عمير وأبي أمامة وعمرو بن العاص وجابر قال الحاكم وقد صح ذلك عن عمر ثم ساقه وهو في صحيح ابن خزيمة كما مضى وفي صحيح مسلم أيضا ذكره في موضع غير مظنته استطرادا وفي إسناده انقطاع |
341 حديث جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ قبل القراءة رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان والحاكم من حديثه بلفظ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة قال الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ثلاثا سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه لفظ ابن حبان ولفظ الحاكم نحوه وحكى ابن خزيمة الاختلاف فيه وقد أوضحت طرقه في المدرج قوله وروي عن غير جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ قبل القراءة رواه أحمد وأصحاب السنن والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول لا إله إلا الله ثلاثا ثم يقول الله أكبر ثلاثا ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه قال الترمذي حديث أبي سعيد أشهر حديث في الباب وقد تكلم في إسناده وقال أحمد لا يصح هذا الحديث وقال ابن خزيمة لا نعلم في الافتتاح سبحانك اللهم خبرا ثابتا عند أهل المعرفة بالحديث وأحسن أسانيده حديث أبي سعيد ثم قال لا نعلم أحدا ولا سمعنا به استعمل هذا الحديث على وجهه ورواه أحمد من حديث أبي أمامة نحوه وفيه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وفي إسناده من لم يسم وروى ابن ماجه وابن خزيمة من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ورواه الحاكم والبيهقي بلفظ كان إذا دخل في الصلاة وعن أنس نحوه رواه الدارقطني وفيه الحسين بن علي بن الأسود فيه مقال وله طريق أخرى ذكرها ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه وضعفها ( فائدة ) كلام الرافعي يقتضي أنه لم يرد الجمع بين وجهت وجهي وبين سبحانك اللهم وليس كذلك فقد جاء في حديث ابن عمر رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي راويه عن محمد بن المنكدر عنه وهو ضعيف وفيه عن جابر أخرجه البيهقي بسند جيد لكنه من رواية ابن المنكدر عنه وقد اختلف عليه فيه وفيه عن علي رواه إسحاق بن راهويه في مسنده وأعله أبو حاتم قوله ورد الخبر بأن صيغة التعوذ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هو كما قال كما تقدم وقد ورد بزيادة كما تقدم وفي مراسيل أبي داود عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوله وعن بعض أصحابنا أن الأحسن أن يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم انتهى هو في حديث أبي سعيد الخدري الذي سبق قوله اشتهر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم التعوذ في الركعة الأولى ولم يشتهر في سائر الركعات أما اشتهاره في الأولى فمستفاد من الأحاديث المتقدمة وأما عدم شهرة تعوذه في باقي الركعات فإنما لم يذكر في الأحاديث المذكورة لأنها سيقت في دعاء الاستفتاح وعموم قوله تعالى { فإذا قرأت القرآن فاستعذ } يقضي الاستعاذة في أول ركعة في ابتداء القراءة وقد استحب التعوذ في كل ركعة الحسن وعطاء وإبراهيم وكان ابن سيرين يستفتح في أول كل ركعة |
342 حديث عبادة بن الصامت لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب متفق عليه وفي رواية لمسلم وأبي داود وابن حبان بزيادة فصاعدا قال ابن حبان تفرد بها معمر عن الزهري وأعلها البخاري في جزء القراءة ورواه الدارقطني بلفظ لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرجل فيها بأم القرآن وصححه ابن القطان ورواه ابن خزيمة وابن حبان بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة وفيه قلت وإن كنت خلف الإمام قال فأخذ بيدي وقال اقرأ بها في نفسك وروى الحاكم من طريق أشهب عن ابن عيينة عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة مرفوعا أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها عوضا منها قال وله شواهد فساقها ( فائدة ) احتج الحنفية على عدم تعيين الفاتحة بحديث المسيء صلاته لأن فيه ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن وعنه للشافعية أجوبة أقواها حديث لا تجزئ صلاة المتقدم ويحمل حديث المسيء على العاجز عن تعليمها وهو من أهل الأداء |
343 حديث انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال هل قرأ معي أحد فقال رجل نعم يا رسول الله فقال مالي أنازع القرآن فانتهى الناس عن القراءة فيما يجهر فيه بالقراءة مالك في الموطأ والشافعي عنه وأحمد والأربعة وابن حبان من حديث الزهري عن ابن أكيمة عن أبي هريرة وفيه فانتهى الناس وقوله فانتهى الناس إلى آخره مدرج في الخبر من كلام الزهري بينه الخطيب واتفق عليه البخاري في التاريخ وأبو داود ويعقوب بن سفيان والذهلي والخطابي وغيرهم |
344 حديث عبادة بن الصامت كنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر فثقلت عليه القراءة فلما فرغ قال لعلكم تقرءون خلفي قلنا نعم قال فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأها أحمد والبخاري في جزء القراءة وصححه أبو داود والترمذي والدارقطني وابن حبان والحاكم والبيهقي من طريق ابن إسحاق حدثني مكحول عن محمود بن ربيعة عن عبادة وتابعه زيد بن واقد وغيره عن مكحول ومن شواهده ما رواه أحمد من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم تقرءون والإمام يقرأ قالوا إنا لنفعل قال لا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب إسناده حسن ورواه ابن حبان من طريق أيوب عن أبي قلابة عن أنس وزعم أن الطريقين محفوظان وخالفه البيهقي فقال إن طريق أبي قلابة عن أنس ليست بمحفوظة |
345 حديث أبي سعيد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في التحقيق فقال روى أصحابنا من حديث عبادة وأبي سعيد قالا فذكره قال وما عرفت هذا الحديث وعزاها غيره إلى رواية إسماعيل بن سعيد الشالنجي قال ابن عبد الهادي في التنقيح رواه إسماعيل هذا وهو صاحب الإمام أحمد من حديثهما بهذا اللفظ وفي سنن ابن ماجه معناه من حديث أبي سعيد ولفظه لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها وإسناده ضعيف ولأبي داود من طريق همام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر إسناده صحيح وفي رواية لأحمد وابن حبان والبيهقي في قصة المسيء صلاته أنه قال له في آخره ثم افعل ذلك في كل ركعة وعند البخاري من حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وهذا مع قوله صلوا كما رأيتموني أصلي دليل على وجوب التكرير ( فائدة ) حديث من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة مشهور من حديث جابر وله طرق عن جماعة من الصحابة وكلها معلولة |
346 حديث أنه صلى الله عليه وسلم قرأ بفاتحة الكتاب فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وعدها آية الشافعي في رواية البويطي أخبرني غير واحد عن حفص بن غياث عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ القرآن بدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية ثم قرأ الحمد لله رب العالمين فعدها ست آيات ورواه الطحاوي من طريق عمر بن حفص عن أبيه ورواه ابن خزيمة والدارقطني والحاكم من حديث عمر بن هارون عن ابن جريج نحوه وعمر ضعيف وأعل الطحاوي الخبر بالانقطاع فقال لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة واستدل على ذلك برواية الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن يملك عن أم سلمة أنه سألها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعتت له قراءة مفسرة حرفاً حرفا وهذا الذي أعله به ليس بعلة فقد رواه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بلا وساطة # وصححه ورجحه على الإسناد الذي فيه يعلي بن يملك |
347 حديث إذا قرأتم فاتحة الكتاب فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها الدارقطني عن ابن صاعد وابن مخلد قالا ثنا جعفر بن مكرم عن أبي بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر أخبرني نوح بن أبي بلال عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه مثله سواء قال أبو بكر ثم لقيت نوحا فحدثني به ولم يرفعه وهذا الإسناد رجاله ثقات وصحح غير واحد من الأئمة وقفه على رفعه وأعله ابن القطان بهذا التردد وتكلم فيه ابن الجوزي من أجل عبد الحميد بن جعفر فإن فيه مقالا ولكن متابعة نوح لنه مما تقويه وإن كان نوح وقفه لكنه في حكم المرفوع إذ لا مدخل للاجتهاد في عد آي القرآن ورواه البيهقي من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر ثنا علي بن ثابت عن عبد الحميد بن جعفر حدثني نوح بن أبي بلال فذكره بلفظ إنه يقول الحمد لله رب العالمين سبع آيات إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم وهي السبع المثاني وهي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب ويؤيده رواية الدارقطني من طريق أبي أويس عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح ببسم الله الرحمن الرحيم قال أبو هريرة هي الآية السابعة ( تنبيه ) قال الإمام في النهاية وتبعه الغزالي في الوسيط ومحمد بن يحيى في المحيط روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم عد فاتحة الكتاب سبع آيات وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية منها وهو من الوهم الفاحش قال النووي ولم يروه البخاري في صحيحه ولا في تاريخه |
348 حديث ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورتين حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم أبو داود والحاكم وصححه على شرطهما وأما أبو داود فرواه في المراسيل عن سعيد بن جبير مرسلا قال والمرسل أصح قوله محتجا للقول الصحيح إنها من القرآن لأنها مثبتة في أوائلها بخط المصحف فتكون من القرآن في الفاتحة ولو لم يكن كذلك لما أثبتوها بخط القرآن هو منتزع من حديث ابن عباس قلت لعثمان ما حملكم إلى أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال وهي من المثاني فجعلتموها في السبع الطوال ولم تكتبوا بينهما سطرا بسم الله الرحمن الرحيم رواه أبو داود والترمذي |
349 حديث سورة تشفع لقائلها وهي ثلاثون آية وهي { تبارك الذي بيده الملك } أحمد والأربعة وابن حبان والحاكم من رواية أبي هريرة وأعله البخاري في التاريخ الكبير بأن عباسا الجشمي لا يعرف سماعه من أبي هريرة ولكن ذكره ابن حبان في الثقات وله شاهد من حديث ثابت عن أنس رواه الطبراني في الكبير بإسناد صحيح |
350 حديث ابن عمر صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وعن علي وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بها في الصلاة بين السورتين أما حديث ابن عمر فرواه الدارقطني من طريق ابن أبي ذئب عن نافع عنه به وفيه أبو الطاهر أحمد بن عيسى العلوي وقد كذبه أبو حاتم وغيره ومن دونه أيضا ضعيف ومجهول ورواه الخطيب في الجهر من وجه آخر عن ابن عمر وفيه عبادة بن زياد الأسدي وهو ضعيف وفيه مسلم بن حبان وهو مجهول قال إنه صلى خلف ابن عمر فجهر بها في السورتين وذكر أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فكانوا يجهرون بها في السورتين والصواب أن ذلك عن ابن عمر غير مرفوع وأما حديث علي فرواه الدارقطني أيضا من حديث جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن علي وعمار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحيم وفي لفظ له مثله ولم يقل في المكتوبات وفيه عمرو بن شمر وهو متروك وجابر اتهموه بالكذب أيضا وله طريق أخرى عن علي أخرجها الحاكم في المستدرك لكن فيها عبد الرحمن بن سعد المؤذن وقد ضعفه ابن معين قال البيهقي إسناده ضعيف إلا أنه أمثل من طريق جابر الجعفي ورواه الدارقطني من وجهين عن علي من طريق أهل البيت وهو بين ضعيف ومجهول وأما حديث ابن عباس فرواه الترمذي حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا المعتمر بن سليمان حدثني إسماعيل بن حماد عن أبي خالد عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم قال الترمذي ليس إسناده بذاك وقال أبو داود حديث ضعيف وقال البزار إسماعيل لم يكن بالقوي وقال العقيلي غير محفوظ وأبو خالد مجهول وقال أبو زرعة لا أعرف من هو وقال البزار وابن حبان هو الوالبي وقيل لا يصح ذلك وله طريق أخرى رواها الحاكم من طريق عبد الله بن عمرو بن حسان عن شريك عن سالم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ كان يجهر في الصلاة وصححه وأخطأ في ذلك فإن عبد الله نسبه ابن المديني إلى وضع الحديث وقد سرقه أبو الصلت الهروي وهو متروك فرواه عن عباد بن العوام عن شريك أخرجه الدارقطني ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده عن يحيى بن آدم عن شريك فلم يذكر ابن عباس في إسناده بل أرسله وهو الصواب من هذا الوجه وروى الدارقطني والطبراني من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه قال صلى بنا أمير المؤمنين المهدي المغرب فجهر بالبسملة فقلت ما هذا ؟ فقال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم ( تنبيه ) ليس في هذه الطرق كلها زيادة كون ذلك بين السورتين نعم روى الدارقطني من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يجهر في السورتين ببسم الله الرحمن الرحيم وفي إسناده عمر بن حفص المكي وهو ضعيف وأخرجه أيضا من طريق أحمد بن رشيد بن خثيم عن عمه سعيد بن خثيم عن الثوري عن عاصم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وأحمد ضعيف جدا وعمر ضعيف قوله كان صلى الله عليه وسلم يوالي في قراءة الفاتحة وقال صلوا كما رأيتموني أصلي أما حديث الموالاة فلم أره صريحا ولعله أخذ من حديث أم سلمة كان يقطع قراءته آية آيَة وقد نازع ابن دقيق العيد في استدلال الفقهاء بهذا الحديث على وجوب جميع أفعاله أي صلوا كما رأيتموني أصلي لأن هذا الخطاب وقع لمالك بن الحويرث وأصحابه فلا يتم الاستدلال به إلا فيما ثبت من فعله حال هذا الأمر أما ما لم يثبت فلا وأما الثاني فتقدم في الأذان حديث لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب تقدم قريبا حديث أنه عد الفتحة سبع آيات تقدم من حديث أبي هريرة في سياق البيهقي من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر وروى أيضا من طريق سعيد المقبري عن أبي سعيد مرفوعا نحوه وفيه إسحاق بن عبد الواحد الموصلي وهو متروك وروى الحاكم من طريق ابن جريج أخبرني أبي أن سعيد بن جبير أخبره في قوله تعالى { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } قال هي أم القرآن وقرأ سعيد بن جبير بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة قال ابن جبير قرأها على عبد الله بن عباس كما قرأتها قال ابن عباس فأخرجها الله لكم ما أخرجها لأحد قبلكم وإسناده صحيح حديث إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليتوضأ كما أمره الله تعالى فإن كان لا يحسن شيئا من القرآن فليحمد الله وليكبره الحاكم من حديث رفاعة بن رافع بلفظ لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله الحديث بطوله ولفظه فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد الله وكبره وهلله وقد تقدم في أوائل الباب |
351 حديث أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني في صلاتي فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أبو داود وأحمد والنسائي وابن الجارود وابن حبان والحاكم والدارقطني واللفظ له من حديث ابن أبي أوفى بهذا وأتم منه وفيه إبراهيم السكسكي وهو من رجال البخاري لكن عيب عليه إخراج حديثه وضعفه النسائي وقال ابن القطان ضعفه قوم فلم يأتوا بحجة وذكره النووي في الخلاصة في فصل الضعيف وقال في شرح المهذب رواه أبو داود والنسائي بإسناد ضعيف وكان سببه كلامهم في إبراهيم وقال ابن عدي لم أجد له حديثا منكر المتن انتهى ولم ينفرد به بل رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه أيضا من طريق طلحة بن مصرف عن ابن أبي أوفى ولكن في إسناده الفضل بن موفق ضعفه أبو حاتم |
352 قوله يستحب عقب الفراغ من الفاتحة آمين ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يشير إلى ما رواه الدارقطني والحاكم من طريق الزبيدي عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال آمين قال الدارقطني إسناده حسن والحاكم صحيح على شرطهما والبيهقي حسن صحيح وعند النسائي من طريق نعيم المجمر عن أبي هريرة صلى بنا أبو هريرة حتى بلغ ولا الضالين قال آمين ثم قال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعلقه البخاري |
353 حديث وائل بن حجر صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال ولا الضالين قال آمين ومد بها صوته الترمذي وأبو داود والدارقطني وابن حبان من طريق الثوري عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عنه وفي رواية أبي داود ورفع بها صوته وسنده صحيح وصححه الدارقطني وأعله ابن القطان بحجر بن عنبس وأنه لا يعرف وأخطأ في ذلك بل هو ثقة معروف قيل له صحبة ووثقه يحيى بن معين وغيره وتصحف اسم أبيه على ابن حزم فقال فيه حجر بن قيس وهو مجهول وهذا غير مقبول منه ورواه ابن ماجه من طريق أخرى عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال ولا الضالين قال آمين فسمعناها منه ورواه أحمد والدارقطني من هذا الوجه بلفظ مد بها صوته قال الترمذي في جامعه رواه شعبة عن سلمة بن كهيل فأدخل بين حجر ووائل علقمة # بن وائل فقال وخفض بها صوته قال وسمعت محمدا يقول حديث سفيان أصح وأخطأ فيه شعبة في مواضع قال عن حجر أبي العنبس وإنما هو أبو السكن وزاد فيه علقمة وليس فيه علقمة وقال خفض بها صوته وإنما هو ومد بها صوته وكذا قال أبو زرعة قال الترمذي وروى العلاء بن صالح عن سلمة نحو رواية سفيان وقال أبو بكر الأثرم اضطرب فيه شعبة في إسناده ومتنه ورواه سفيان فضبطه ولم يضطرب في إسناده ولا في متنه وقال الدارقطني يقال وهم فيه شعبة وقد تابع سفيان محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه وقال ابن القطان اختلف شعبة وسفيان فيه فقال شعبة خفض وقال الثوري رفع وقال شعبة حجر أبي العنبس وقال الثوري حجر بن عنبس وصوب البخاري وأبو زرعة قول الثوري وما أدري لم لَم يصوبا القولين حتى يكون حجر بن عنبس هو أبو العنبس قلت وبهذا جزم ابن حبان في الثقات أن كنيته كاسم أبيه ولكن قال البخاري إن كنيته أبو السكن ولا مانع أن يكون له كنيتان قال واختلفا أيضا في شيء آخر فالثوري يقول حجر عن وائل وشعبة يقول حجر عن علقمة بن وائل عن أبيه قلت لم يقف ابن القطان على ما رواه أبو مسلم الكجي في سننه حدثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر عن علقمة بن وائل عن وائل قال وقد سمعه حجر من وائل قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وهكذا رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة عن سلمة سمعت حجرا أبا العنبس سمعت علقمة بن وائل عن وائل قال وسمعته من وائل فبهذا تنتفي وجوه الاضطراب عن هذا الحديث وما بقي إلا التعارض الواقع بين شعبة وسفيان فيه في الرفع والخفض وقد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له بخلاف شعبة فلذلك جزم النقاد بأن روايته أصح والله أعلم ( تنبيه ) احتج الرافعي بحديث وائل على استحباب الجهر بآمين وقال في أماليه يجوز حمله على أنه تكلم بها على لغة المد دون القصر من جهة اللفظ ولكن رواية من قال رفع صوته تبعد هذا الاحتمال ولهذا قال الترمذي عقبه وبه يقول غير واحد يرون أنه يرفع صوته ( فائدة ) قال ابن أبي حاتم في العلل سألت أبي عن حديث حدثناه أحمد بن عثمان بن حكيم ثنا بكر بن عبد الرحمن عن عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول آمين حين يفرغ من قراءة فاتحة الكتاب فقال هذا عندي خطأ إنما هو حجر بن عنبس عن وائل وهذا من ابن أبي ليلى فإنه كان سيئ الحفظ قلت وروى المطلب بن زياد عن ابن أبي ليلى أيضا عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي نحوه فقال هذا خطأ |
354 حديث أبي هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمن أَمن من خلفه حتى أن للمسجد ضجة لم أره بهذا اللفظ لكن روى معناه ابن ماجه من حديث بشر بن رافع عن أبي عبد الله بن عم أبي هريرة عن أبي هريرة قال ترك الناس التأمين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين حتى يسمعها أهل الصف الأول فيرتج بها المسجد ورواه أبو داود من هذا الوجه بلفظ حتى يسمع من يليه من الصف الأول ولم يذكر قول أبي هريرة وبشر بن رافع ضعيف وابن عم أبي هريرة قيل لا يعرف وقد وثقه ابن حبان ( تنبيه ) قال ابن الصلاح في الكلام على الوسيط هذا الحديث أورده الغزالي هكذا تبعا لإمام الحرمين فإنه أورده في نهايته كذلك وهو غير صحيح مرفوعا وإنما رواه الشافعي من حديث عطاء قال كنت أسمع الأئمة ابن الزبير فمن بعده يقولون آمين حتى أن للمسجد للجة وقال النووي مثل ذلك وزاد هذا غلط منهما وكأنه وابن الصلاح أرادا لفظ الحديث والحق معهما لكن سياق ابن ماجه يعطي بعض معناه كما أسلفناه |
355 حديث أبي هريرة إذا أمن الإمام أمنت الملائكة فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه من طريق الزهري عن سعيد وأبي سلمة عنه إلا قوله أمنت الملائكة فانفرد بها البخاري ولفظه إذا أمن الإمام فأمنوا فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه نعم اتفقا عليه من طريق الأعرج عن أبي هريرة بلفظ آخر إذا قال أحدكم في صلاته آمين وقالت الملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية إذا قال القارئ ولا الضالين فقال من خلفه آمين فوافق قوله قول أهل السماء غفر ما تقدم من ذنبه وله طرق ( تنبيه ) ذكر الغزالي في الوسيط وفي الوجيز زيادة ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال ابن الصلاح وهي زيادة ليست بصحيحة وليس كما قال كما بينته في طرق الأحاديث الواردة في ذلك قوله وأن يقول عقب الفراغ من قراءة الفاتحة آمين خارج الصلاة أو في الصلاة ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت روى البخاري في الدعوات من صحيحه من حديث أبي هريرة رفعه إذا أمن القارئ فأمنوا فالتعبير بالقارئ أعم من أن يكون داخل الصلاة أو خارجها وفي رواية لهما إذا قال القارئ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال من خلفه آمين الحديث وقد تقدم حديث الدارقطني والحاكم بلفظ كان إذا فرغ من قراءة أم القرآن قال آمين |
356 حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية أو قال نصف ذلك وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية وفي الأخريين قدر نصف ذلك مسلم في صحيحه بهذا وفي لفظ له قدر قراءة { آلم تنزيل } السجدة بدل قدر ثلاثين آية والمعنى واحد ووقع هذا الحديث في الأصل تبعا للغزالي تبعا للإمام بلفظ قدر سبعين آية قال ابن الصلاح وهو وهم تسلسل وتواردوا عليه |
357 حديث أبي قتادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين وفي الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب ويسمعنا الآية أحيانا وكان يطيل في الأولى ما لا يطيل في الثانية أبو داود بهذا وأصله في الصحيحين أتم منه وفيه ذكر الصبح وفيه ذكر العصر أيضا ولفظ البخاري كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين وفي الأخريين بأم الكتاب ويسمعنا الآية ويطول في الأولى ما لا يطيل في الثانية وهكذا في العصر وهكذا في الصبح وفي رواية لأبي داود فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى حديث إذا كنتم خلفي فلا تقرؤوا إلا بفاتحة الكتاب تقدم من حديث عبادة بن الصامت قوله ولهذا الحديث سبب وهو أن أعرابيا راسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءة { والشمس وضحاها } فتعسرت عليه القراءة فلما تحلل من صلاته قال ذلك لم أجده هكذا وروى الدارقطني من حديث عمران بن حصين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس ورجل خلفه فلما فرغ قال من ذا الذي يخالجني سورة كذا فنهاهم عن القراءة خلف الإمام وعين مسلم في صحيحه هذه السورة { سبح اسم ربك الأعلى } ولم يذكر فنهاهم عن ذلك بل قال فيه قال شعبة قلت لقتادة كأنه كرهه قال لو كرهه لنهى عنه قال البيهقي وهذا يدل على خطأ الرواية |
358 قوله يستحب أن يقرأ في الركعة الأولى من صبح يوم الجمعة { آلم تنزيل } السجدة { وهل أتى على الإنسان } قلت فيه حديثان صحيحان من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ومن حديث ابن عباس أخرجه مسلم |
359 قوله ويستحب للقارئ في الصلاة وخارجها أن يسأل الرحمة إذا مر بآية الرحمة وأن يتعوذ إذا مر بآية العذاب في هذا حديث رواه أصحاب السنن من حديث حذيفة والبيهقي نحوه من حديث عائشة |
360 قوله يقال إنه ورد في الخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان ينحني حتى تنال راحتاه ركبتيه البخاري وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في حديث أبي حميد وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره لفظ البخاري ولأبي داود ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه ثم يعتدل فلا ينصب رأسه ولا يقنعه وله طرق عنده وألفاظ والأشبه بما ذكره المصنف ما أخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق طلحة بن مصرف عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصاري إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه حديث أبي هريرة في قصة المسيء صلاته تقدم في أول الباب وروى أصحاب السنن والدارقطني وصححه من طريق أبي معمر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها ظهره في الركوع والسجود |
361 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يسوي ظهره في الركوع بحيث لو صب الماء على ظهره لاستمسك ابن ماجه من حديث راشد بن سعد سمعت وابصة بن معبد نحوه وسيأتي وفيه طلحة بن زيد نسبه أحمد وعلي بن المديني إلى الوضع ورواه الطبراني من هذا الوجه إلا أنه قال عن راشد عن أبي راشد ورواه أبو داود في مراسيله من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى ووصله أحمد في مسنده عنه عن علي وذكره الدارقطني في العلل عنه عن البراء ورجح أبو حاتم المرسل ورواه الطبراني في الكبير من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو ومن حديث أبي برزة الأسلمي وإسناد كل منهما حسن ومن حديث أنس وابن عباس وإسناد كل منهما ضعيف وعزاه القاضي حسين في تعليقته لرواية عائشة ولم أره من حديثها قلت معناه عند مسلم من حديثهما كان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك وقد تقدم معنى هذا من حديث أبي حميد |
362 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن التذبيح في الصلاة وفي رواية نهى أن يذبح الرجل في الركوع كما يذبح الحمار الدارقطني من حديث الحارث عن علي ومن حديث أبي بردة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي إني أرضى لك ما أرضى لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي لا تقرأ القرآن وأنت جنب ولا وأنت راكع ولا وأنت ساجد ولا تصل وأنت عاقص شعرك ولا تذبح تذبيح الحمار وفيه أبو نعيم النخعي وهو كذاب ورواه الدارقطني من وجه آخر عن أبي سعيد الخدري قال أراه رفعه إذا ركع أحدكم فلا يذبح كما يذبح الحمار ولكن ليقيم صلبه وفي إسناده أبو سفيان طريف بن شهاب وهو ضعيف وذكره أبو عبيد في غريب الحديث باللفظ الثاني سواء وروى ابن ماجه من حديث وابصة بن معبد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فكان إذا ركع سوى ظهره حتى لو صب عليه الماء لاستقر وقد تقدم ( تنبيه ) التذبيح بالدال المهملة قاله الجوهري وقال الهروي في غريبه يقال بالمعجمة وهو بالمهملة أعرف أي يطأطئ رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره وروي بالخاء المعجمة ففي الصحاح في ذبخ بالمعجمة ذبخ تذبيخا إذا قبب ظهره وطأطأ رأسه بالحاء والخاء جميعا عن أبي عمرو وابن الأعرابي والله أعلم حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يمسك راحتيه على ركبتيه في الركوع كالقابض عليهما ويفرج بين أصابعه أبو داود من حديث أبي حميد وقد تقدم |
363 حديث كان يجافي مرفقيه عن جنبيه في الركوع أبو داود في حديث أبي حميد ولفظه ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كالقابض عليهما ووتر يديه فتجافي # عن جنبيه ورواه ابن خزيمة بلفظ ونحى يديه عن جنبيه وللبخاري عن عبد الله ابن # بحينة كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو إبطاه قوله والمرأة لا تجافي روى أبو داود في المراسيل عن يزيد بن أبي حبيب أنه صلى الله عليه وسلم مر على امرأتين تصليان فقال إذا سجدتما فضما بعض اللحم إلى الأرض فإن المرأة في ذلك ليست كالرجل ورواه البيهقي من طريقين موصولين لكن في كل منهما متروك |
364 حديث ابن مسعود كان يكبر مع كل خفض ورفع وقيام وقعود الترمذي وزاد فيه وأبو بكر وعمر ورواه أحمد والنسائي نحوه ورواه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة وأصله في الصحيحين بلفظ يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع الحديث وفي رواية يكبر كلما رفع ووضع ولهما عن علي نحوه وعن ابن عباس نحوه للبخاري حديث التكبير جزم تقدم في أوائل الباب حديث رفع اليدين حذو المنكبين عند الركوع والرفع منه تقدم في أوائل الباب |
365 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال إذا ركع أحدكم فقال سبحان ربي العظيم ثلاثا فقد تم ركوعه وذلك أدناه وإذا سجد فقال في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا فقد تم سجوده وذلك أدناه الشافعي وأبو داود والترمذي وابن ماجه من طريق إسحاق بن يزيد الهذلي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود به وفيه انقطاع ولأجله قال الشافعي بعد أن أخرجه إن كان ثابتا وأصل هذا الحديث عند أبي داود وابن ماجه والحاكم وابن حبان من حديث عقبة بن عامر قال لما نزلت { فسبح باسم ربك العظيم } قال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت { سبح اسم ربك الأعلى } قال اجعلوها في سجودكم قوله واستحب بعضهم أن يضيف إليه وبحمده وقال إنه ورد في بعض الأخبار روى أبو داود من حديث عقبة بن عامر في حديث فيه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات وإذا سجد قال سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات قال أبو داود هذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة وللدارقطني من حديث ابن مسعود أيضا قال من السنة أن يقول الرجل في ركوعه سبحان ربي العظيم وبحمده وفي سجوده سبحان ربي الأعلى وبحمده وفيه السري بن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عنه والسري ضعيف وقد اختلف فيه على الشعبي فرواه الدارقطني أيضا من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي عن صلة عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا وفي سجوده سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف وقد رواه النسائي من طريق المستورد بن الأحنف عن صلة عن حذيفة وليس فيه وبحمده ورواه الطبراني وأحمد من حديث أبي مالك الأشعري وهى فيه وأحمد من حديث ابن السعدي وليس فيه وبحمده وإسناده حسن ورواه الحاكم من حديث أبي جحيفة في تاريخ نيسابور وهى فيه وإسناده ضعيف وفي هذا جميعه رد لإنكار ابن الصلاح وغيره هذه الزيادة وقد سئل أحمد بن حنبل عنه فيما حكاه ابن المنذر فقال أما أنا فلا أقول وبحمده قلت وأصل هذه في الصحيح عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك الحديث قوله ورد في الخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه اللهم لك ركعت ولك خشعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وشعري وبشري وما استقلت به قدمي لله رب العالمين الشافعي عن إبراهيم بن محمد أخبرني صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة به وليس فيه ولك خشعت وبك آمنت ولا فيه ومخي وعصبي ورواه أيضا من حديث علي بن أبي طالب موقوفا وفيه وبك آمنت وفيه ومخي ومن طريق أخرى عن علي موقوفا أيضا وفيه ولك خشعت ورواه مسلم من حديث علي ولفظه اللهم ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي ورواه ابن خزيمة وابن حبان والبيهقي وفيه أنت ربي وفي آخره وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ورواه النسائي من حديث شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر ورواه من طريق أخرى عن ابن المنكدر عن الأعرج عن محمد بن مسلمة وقال هذا خطأ والصواب حديث الماجشون يعني عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي |
366 حديث كراهة القراءة في الركوع والسجود أخرجه مسلم عن ابن عباس في قصة مرفوعة فيها ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم حديث المسيء صلاته تقدم أول الباب |
367 حديث ابن عمر كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد قال الرافعي وروينا في خبر بن عمر ربنا لك الحمد بإسقاط الواو وبإثباتها والروايتان معا صحيحتان انتهى فأما الرواية بإثبات الواو فمتفق عليها وأما بإسقاطها ففي صحيح أبي عوانة وذكر ابن السكن في صحيحه عن أحمد بن حنبل أنه قال من قال ربنا قال ولك الحمد ومن قال اللهم ربنا قال لك الحمد ( تنبيه ) قال الأصمعي سألت أبا عمرو بن العلاء عن الواو في قوله ربنا ولك الحمد فقال هي زائدة وقال النووي في شرح المهذب يحتمل أنها عاطفة على محذوف أي ربنا أطعناك وحمدناك ولك الحمد |
368 حديث عبد الله بن أبي أوفى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت بعد مسلم بهذا وزاد في آخره اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد |
369 حديث علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول مع الدعاء المذكور يعني في حديث ابن أبي أوفى أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد كلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد لم أجده من حديث علي بل رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عباس بتمامه ورواه ابن ماجه من حديث أبي جحيفة وفيه قصة ( تنبيه ) وقع في المهذب كما وقع هنا بإسقاط الألف من أحق وبإسقاط الواو قبل كلنا وتعقبه النووي بأن الذي عند المحدثين بإثباتهما كذا قال وهو في سنن النسائي بحذفهما أيضا |
370 حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعوا على قاتلي أصحابه ببئر معونة ثم ترك فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا الدارقطني من حديث عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بهذا ومن طريق عبد الرزاق وأبي نعيم عن أبي جعفر مختصرا ورواه أحمد عن عبد الرزاق ورواه البيهقي من حديث عبيد الله بن موسى وأبي نعيم وصححه الحاكم في كتاب القنوت وأول الحديث في الصحيحين من طريق عاصم الأحول عن ابن عباس وأما باقيه فلا ورواية عبد الرزاق أصح من رواية عبيد الله بن موسى فقد بين إسحاق بن راهويه في مسنده سبب ذلك ولفظه عن الربيع بن أنس قال : قال رجل لأنس بن مالك أقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على حي من أحياء العرب قال فزجره أنس وقال ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا وأبو جعفر الرازي قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ليس بالقوي وقال ابن أبي مريم عن ابن معين ثقة ولكن يخطئ وقال الدوري ثقة ولكنه يغلط فيما يروى عن مغيرة وحكى الساجي أنه قال صدوق ليس بمتقن وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه هو نحو موسى بن عبيدة يخلط فيما يروى # عن مغيرة ونحوه وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن علي بن المديني ثقة قلت محمد بن عثمان ضعيف فرواية عبد الله بن علي عن أبيه أولى وقال أبو زرعة يهم كثيرا وقال عمرو بن علي صدوق سيئ الحفظ ووثقه غير واحد وقد وجدنا لحديثه شاهدا رواه الحسن بن سفيان عن جعفر بن مهران عن عبد الوارث عن عمرو عن الحسن عن أنس قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يقنت في صلاة الغداة حتى فارقته وخلف أبي بكر كذلك وخلف عمر كذلك وغلط بعضهم فصيره عن عبد الوارث عن عوف فصار ظاهر الحديث الصحة وليس كذلك بل هو من رواية عمرو وهو ابن عبيد رأس القدرية ولا يقوم بحديثه حجة ويعكر على هذا ما رواه الخطيب من طريق قيس بن الربيع عن عاصم بن سليمان قلنا لأنس إن قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الفجر فقال كذبوا إنما قنت شهرا واحدا يدعوا # على حي من أحياء المشركين وقيس وإن كان ضعيفا لكنه لم يتهم بكذب وروى ابن خزيمة في صحيحه من طريق سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم فاختلفت الأحاديث والله الموفق ( تنبيه ) عزا هذا الحديث بعض الأئمة إلى مسلم فوهم وعزاه النووي إلى المستدرك للحاكم وليس هو فيه وإنما أورده وصححه في جزء له مفرد في القنوت ونقل البيهقي تصحيحه عن الحاكم فظن الشيخ أنه في المستدرك قوله وروى القنوت في الصبح عن الخلفاء الأربعة البيهقي من طريق العوام بن حمزة قال سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح فقال بعد الركوع قلت عن من فقال عن أبي بكر وعمر وعثمان ومن طريق قتادة عن الحسن عن أبي رافع أن عمر كان يقنت في الصبح ومن طريق حماد عن إبراهيم عن الأسود قال صليت خلف عمر في السفر فما كان يقنت إلا في صلاة الفجر وروى أيضا بسند صحيح عن عبد الله بن معقل بن مقرن قال قنت علي في الفجر ورواه الشافعي أيضا ويعارض الأول ما روى الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فلم يقنت أحد منهم وهو بدعة إسناده حسن قوله وأما ما عدا الصبح من الفرائض فإن نزل بالمسلمين نازلة من وباء أو قحط فيقنت فيها أيضا في الاعتدال عند ركوع الأخيرة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث بئر معونة على ما سبق وإن لم ينزل نازلة فالأصح لا يقنت لأنه صلى الله عليه وسلم ترك القنوت فيها أما القنوت في الصلوات فسيأتي بعد وأما تركه فرواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر فذكر الحديث وفيه ثم رأيته ترك الدعاء عليهم ( فائدة ) ورد ما يدل على أن القنوت يختص بالنوازل من حديث أنس أخرجه ابن خزيمة في صحيحه كما تقدم ومن حديث أبي هريرة أخرجه ابن حبان بلفظ كان لا يقنت إلا أن يدعو لأحد أو يدعوا على أحد وأصله في البخاري من الوجه الذي أخرجه منه ابن حبان بلفظ كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة أحمد وأبو داود والحاكم من حديث هلال بن خباب عن عكرمة عنه قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة يدعو على أحياء من سليم على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة متفق عليه من حديثه حديث أنس مثل ذلك متفق عليه بلفظ قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب ثم تركه وللبخاري مثله عن عمر ولمسلم عن خفاف بن إيماء وهذا ظاهره يعارض حديث الربيع بن أنس عنه وجمع بينهما من أثبت القنوت بأن المراد ترك الدعاء على الكفار لا أصل القنوت وروى البيهقي مثل هذا الجمع عن عبد الرحمن بن مهدي بسند صحيح ( فائدة ) روى البخاري من طريق عاصم الأحول عن أنس أن القنوت قبل الركوع وقال البيهقي رواة القنوت بعد الرفع أكثر وأحفظ وعليه درج الخلفاء الراشدون وروى الحاكم أبو أحمد في الكنى عن الحسن البصري قال صليت خلف ثمانية وعشرين بدريا كلهم يقنت في الصبح بعد الركوع وإسناده ضعيف وقال الأثرم قلت لأحمد يقول أحمد # في حديث أنس أنه قنت قبل الركوع غير عاصم الأحول قال لا يقوله غيره وخالفوه كلهم هشام عن قتادة والتيمي عن أبي مجلز وأيوب عن ابن سيرين وغير واحد عن حنظلة كلهم عن أنس وكذا روى أبو هريرة وخفاف بن إيماء وغير واحد وروى ابن ماجه من طريق سهل بن يوسف عن حميد عن أنس أنه سئل عن القنوت في صلاة الصبح أقبل الركوع أم بعده فقال كلاهما قد كنا نفعل قبل وبعد وصححه أبو موسى المديني |
371 حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت في الصبح بهذا الدعاء وهو اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت قال الشافعي هذا القدر يروى عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت نعم هذا القدر روي عن الحسن لكن ليس فيه عنه أن ذلك في الصبح بل رواه أحمد والأربعة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والدارقطني والبيهقي من طريق بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عنه وأسقط بعضهم الواو من قوله وإنه لا يذل وأثبت بعضهم الفاء في قوله فإنك تقضي وزاد الترمذي قبل تباركت سبحانك ولفظهم عن الحسن علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر ونبه بن خزيمة وابن حبان على أن قوله في قنوت الوتر تفرد بها أبو إسحاق عن بريد بن أبي مريم وتبعه ابناه يونس وإسرائيل كذا قال , قال ورواه شعبة وهو أحفظ من مائتين مثل أبي إسحاق وابنيه فلم يذكر فيه القنوت ولا الوتر وإنما قال كان يعلمنا هذا الدعاء قلت ويؤيده ما ذهب إليه ابن حبان أن الدولابي رواه في الذرية الطاهرة له والطبراني في الكبير من طريق الحسن بن عبيد الله عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء به وقال فيه وكلمات علمنيهن فذكرهن قال بريد فدخلت على محمد بن علي في الشعب فحدثته فقال صدق أبو الحوراء هن كلمات علمناهن نقولهن في القنوت وقد رواه البيهقي من طرق قال في بعضها قال بريد بن أبي مريم فذكرت ذلك لابن الحنفية فقال إنه للدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر ورواه محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر أيضا وروى البيهقي أيضا من طريق عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن هرمز وليس هو الأعرج عن بريد بن أبي مريم سمعت ابن الحنفية وابن عباس يقولان كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح وفي وتر الليل بهؤلاء الكلمات ورواه من طريق الوليد بن مسلم وأبي صفوان الأموي عن ابن جريج بلفظ يعلمنا دعاء ندعو به في القنوت من صلاة الصبح ورواه مخلد بن يزيد عن ابن جريج فقال في قنوت الوتر وعبد الرحمن بن هرمز يحتاج إلى الكشف عن حاله فقد رواه أبو صفوان الأموي عن ابن جريج فقال عبد الله بن هرمز والأول أقوى قوله وورد في حديث الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد تباركت وتعاليت وصلى الله على النبي وآله وسلم النسائي من حديث ابن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن علي عن الحسن بن علي قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوتر قال قل اللهم اهدني فيمن هديت الحديث وفي آخره وصلى الله على النبي ليس في السنن غير هذا ولا فيه وسلم ولا وآله ووهم المحب الطبري في الأحكام فعزاه إلى النسائي بلفظ وصلى الله على النبي محمد وقال النووي في شرح المهذب إنها زيادة بسند صحيح أو حسن قلت وليس كذلك فإنه منقطع فإن عبد الله بن علي وهو ابن الحسين بن علي لم يلحق الحسن بن علي وقد اختلف على موسى بن عقبة في إسناده فروى عنه شيخ ابن وهب هكذا ورواه محمد بن أبي جعفر بن أبي كثير عن موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم بسنده رواه الطبراني والحاكم ورواه أيضا الحاكم من حديث إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن الحسن بن علي قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم في وتري إذا رفعت رأسي ولم يبق إلا السجود فقال اختلف فيه على موسى بن عقبة كما ترى وتفرد يحيى بن عبد الله بن سالم عنه بقوله عن عبد الله بن علي وبزيادة الصلاة فيه ( تنبيه ) ينبغي أن يتأمل قوله في هذا الطريق إذا رفعت رأسي ولم يبق إلا السجود فقد رأيت في الجزء الثاني من فوائد أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني تخريج الحاكم له قال ثنا محمد بن يونس المقري # ثنا الفضل بن محمد البيهقي ثنا أبو بكر بن شيبة المدني الحزامي ثنا ابن أبي فديك عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة بسنده ولفظه علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول في الوتر قبل الركوع فذكره وزاد في آخره لا منجأ منك إلا إليك ( فائدة ) روى محمد بن نصر المروزي وغيره من طرق أن أبا حليمة معاذا القارئ كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت قوله وزاد بعض العلماء في قنوت الوتر ولا يعز من عاديت قبل تباركت وتعاليت هذه الزيادة ثابتة في الحديث إلا أن النووي قال في الخلاصة إن البيهقي رواها بسند ضعيف وتبعه ابن الرفعة في المطلب فقال لم تثبت هذه الرواية وهو معترض فإن البيهقي رواها من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن الحسن أو الحسين بن علي فساقه بلفظ الترمذي وزاد ولا يعز من عاديت وهذا التردد من إسرائيل إنما هو في الحسن أو في الحسين وقال البيهقي كان الشك إنما وقع في الإطلاق أو في النسبة قلت يؤيد رواية الشك أن أحمد بن حنبل أخرجه في مسند الحسين بن علي من مسنده من غير تردد فأخرجه من حديث شريك عن أبي إسحاق بسنده وهذا وإن كان الصواب خلافه والحديث من حديث الحسن لا من حديث أخيه الحسين فإنه يدل على أن الوهم فيه من أبي إسحاق فلعله ساء فيه حفظه فنسي هل هو الحسن أو الحسين والعمدة في كونه الحسن على رواية يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم وعلى رواية شعبة عنه كما تقدم ثم إن الزيادة وهو قوله ولا يعز من عاديت رواها الطبراني أيضا من حديث شريك وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق ومن حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق وقد وقع لنا عاليا جدا متصلا بالسماع قرأته على أبي الفرج بن حماد أن علي بن إسماعيل أخبره أن إسماعيل بن عبد القوي أنبأ فاطمة بنت سعد الخير أنبأ فاطمة بنت عبد الله أنا محمد بن عبد الله ثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن المتوكل البغدادي ثنا عفان بن مسلم ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر اللهم اهدني فيمن هديت فذكر الحديث مثل ما ساقه الرافعي وزاد ولا يعز من عاديت ( فائدة ) روى الحاكم في المستدرك من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في الركعة الثانية رفع يديه فيدعو بهذا الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت قال الحاكم صحيح وليس كما قال فهو ضعيف لأجل عبد الله فلو كان ثقة لكان الحديث صحيحا وكان الاستدلال به أولى من الاستدلال بحديث الحسن بن علي الوارد في قنوت الوتر وروى الطبراني في الأوسط من حديث بريدة نحوه وفي إسناده مقال أيضا قوله قال تعالى { ورفعنا لك ذكرك } قال المفسرون أي لا أذكر إلا وتذكر معي هذا التفسير حكاه الشافعي وغيره عن مجاهد ورواه ابن حبان من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا وهو من رواية دراج عن أبي الهيثم عنه قلت في الاستدلال به نظر فإنه لا يسن في أذكار الركوع والسجود ولا مع القراءة في القيام فدل على أنه عام مخصوص وقد تقدم حديث القنوت للنازلة وحديث ترك القنوت فيها عند فقدها وسيأتي قنوت عمر إن شاء الله تعالى قوله ثم الإمام هل يجهر بالقنوت قولان أظهرهما يجهر لأنه روى الجهر به عن النبي صلى الله عليه وسلم الجهر بالقنوت رواه البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم انج فلانا الحديث وفي آخره يجهر بذلك قوله وحديث بئر معونة يدل على أنه كان يجهر به في جميع الصلوات هو مستفاد من قول ابن عباس إنه دعا عليهم وساق لفظ الدعاء لأن الظاهر أنه سمعه من لفظه فدل على الجهر قلت ويمكن الفرق بين القنوت الذي في النوازل فيستحب الجهر فيه كما ورد وبين الذي هو راتب إن صح فليس في شيء من الأخبار ما يدل على أنه جهر به بل القياس أنه يسن به كباقي الأذكار التي تقال في الأركان حديث ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت ونحن نؤمن خلفه تقدم من حديث ابن عباس بلفظ ويؤمن من خلفه |
372 حديث ابن عباس مرفوعا إذا دعوت فادع ببطون كفك وإذا فرغت فامسح راحتيك على وجهك رواه أبو داود من طريق عبد الله بن يعقوب بن إسحاق عن من حدثه عن محمد بن كعب عن ابن عباس بلفظ سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهروها فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم قال أبو داود روي من طرق كلها واهية وهذا أمثلها وهو ضعيف ورواه الحاكم من طريق صالح بن حسان عن محمد بن كعب نحوه وخالفه ابن حبان فذكره في ترجمة صالح في الضعفاء قال إنه يروي الموضوعات عن الثقات وأحسن من ذلك في الاستدلال ما رواه البيهقي من حديث ثابت عن أنس في قصة الذين قتلوا قال لقد رأيته كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم وفيه علي بن الصقر وقد قال فيه الدارقطني ليس بالقوي |
373 حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع اليد إلا في ثلاثة مواطن الاستسقاء والاستنصار وعشية عرفة لا أصل له من حديث أنس بل في الصحيحين عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في كل دعائه إلا في الاستسقاء فإنه يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه وروى البيهقي عن أنس أنه رفع يديه في القنوت وعن عائشة أنه رفع يده في دعائه لأهل البقيع رواه مسلم وعنده عن عمر أنه رفع يده صلى الله عليه وسلم في دعائه يوم بدر وللبخاري عن ابن عمر أنه رفعها في دعائه عند الجمرة الوسطى وعن أنس أنه رفعهما لما صبح خيبر واتفقا على رفع يديه في دعائه لأبي موسى الأشعري وروى البخاري في جزء رفع اليدين رفع يديه في مواطن من حديث عائشة وأبي هريرة وجابر وعلي وقال هي صحيحة فيتعين حينئذ تأويل حديث أنس أنه أراد الرفع البليغ بدليل قوله حتى يرى بياض إبطيه والله أعلم |
374 حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سجدت فمكن جبهتك من الأرض ولا تنقر نقرا ابن حبان من حديث طلحة بن مصرف عن مجاهد عنه في حديث طويل ورواه الطبراني من طريق ابن مجاهد عن أبيه به نحوه وقد بيض المنذري في كلامه على هذا الحديث في تخريج أحاديث المهذب وقال النووي لا يعرف وذكره في الخلاصة في فصل الضعيف |
375 حديث جابر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد بأعلا جبهته على قصاص الشعر الدارقطني بسند فيه عبد العزيز بن عبيد الله وليس بالقوي قاله الدارقطني وقال النسائي متروك وله طريق أخرى رواها الطبراني في الأوسط من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن حكيم بن عمير عن جابر وأعله ابن حبان بابن أبي مريم وقال رديء الحفظ يحدث بالشيء ويهم فيه |
376 حديث ابن عباس أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه واليدين والركبتين وأطراف القدمين متفق عليه ولمسلم من حديث البراء إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك ولأبي داود من حديث ابن عمر إن اليدين يسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضعهما وإذا رفعه فليرفعهما قوله ويرى على سبعة آراب هي في سنن أبي داود من هذا الوجه وعند أبي يعلى من رواية سعد بن أبي وقاص وزاد فيه فأيها لم يضعه فقد انتقص ولمسلم عن العباس بن عبد المطلب مثله وعزاه المنذري للمتفق عليه فوهم فإنه في بعض نسخ مسلم دون بعض ولهذا استدركه الحاكم ولم يذكره عبد الحق وصححه ابن حبان وعزاه أصحاب الأطراف والحميدي في الجمع وابن الجوزي في جامعه وتحقيقه والبيهقي وابن تيمية في المنتقى لتخريج لمسلم وأنكر ذلك القاضي عياض في شرح مسلم فقال لم يقع عند شيوخنا في مسلم ولم يخرجه البخاري أصلا وقال البزار لا نعلم أحدا قال الآراب إلا العباس وهو متعقب برواية ابن عباس التي في سنن أبي داود |
377 حديث خباب بن الأرت شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا رواه الحاكم في الأربعين له عن أبي علي بن خزيمة عن العباس بن الفضل الأصفاطي عن أحمد بن يونس عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عنه بهذا وقال رواه مسلم عن أحمد بن يونس يريد أصل الحديث وهو كذلك إلا أنه ليس فيه في جباهنا وأكفنا ولا فيه لفظ حر ورواه البيهقي من هذا الوجه ومن طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق أيضا ورواه هو وابن المنذر من طريق يونس بن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب نحو لفظ مسلم وزاد وقال إذا زالت الشمس فصلوا وكذا زادها الطبراني ولفظه فما أشكانا أي لم يزل شكوانا وأشار البيهقي إلى أن الزيادة في قوله وقال إذا زالت إلى آخره مدرجة بين ذلك زهير في روايته عن أبي إسحاق ورواه ابن عيينة عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن خباب وأعله أبو زرعة بأن هذا الإسناد إنما هو لمتن كنا نعرف قراءته باضطراب لحيته وإنما روى الأعمش حديث الرمضاء عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن خباب وهم فيه وكيع فقال عن حارثة بدل سعيد بن وهب ( فائدة ) احتج الرافعي بهذا الحديث على وجوب كشف الجبهة في السجود وفيه نظر لحديث أنس فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه فدل على أنهم كانوا في حال الاختيار يباشرون الأرض بالجباه وعند الحاجة كالحر يتقون بالحائل وحينئذ فلا يصح حمل الحديث على ذلك لأنه لو كان مطلوبهم السجود على الحائل لأذن لهم في اتخاذ ما يسجدون عليه منفصلا عنهم فقد ثبت أنه كان يصلي على الخمرة وعلى الفراش فعلم أنه لم يمنعهم الحائل وإنما طلبوا منه تأخيرها زيادة على ما كان يؤخرها ويبرد بها فلم يجبهم والله أعلم وفي الباب عن ابن مسعود رواه الترمذي في العلل من طريق زيد بن جبير عن خشف بن مالك عنه وصحح البخاري وقفه وفيه عن جابر رواه الطبراني في الصغير والعقيلي في الضعفاء وأعله ببلهط راويه عن ابن المنكدر وقال مجهول وقد وثقه الطبراني وقال إنه لم يرو غير هذا الحديث ( فائدة ) قال البيهقي أحاديث كان يسجد على كور عمامته لا يثبت منها شيء يعني مرفوعا وحكى عن الأوزاعي أنه قال كانت عمائم القوم صغارا لينة وكان السجود على كورها لا يمنع من وصول الجبهة إلى الأرض وقال الحسن كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجدون وأيديهم في ثيابهم ويسجد الرجل منهم على عمامته علقه البخاري ووصله البيهقي وقال هذا أصح ما في السجود على العمامة موقوفا على الصحابة وأخرج أبو داود في المراسيل عن صالح بن حيوان السبائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسجد إلى جنبه وقد اعتم على جبهته فحسر عن جبهته وعن عياض بن عبد الله قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يسجد على كور العمامة فأومأ بيده ارفع عمامتك وأما الأحاديث التي أشار إليها البيهقي فوردت من حديث ابن عباس وابن أبي أوفى وجابر وأنس أما ابن عباس ففي الحلية لأبي نعيم في ترجمة إبراهيم بن أدهم وفي إسناده ضعفا وأما ابن أبي أوفى ففي الطبراني الأوسط وفيه فائد أبو الورقاء وهو ضعيف وأما جابر ففي كامل بن عدي وفيه عمرو بن شمر وجابر الجعفي وهما متروكان وأما أنس ففي علل ابن أبي حاتم وفيه حسان بن سياه وهو ضعيف وقال أبو حاتم هذا حديث منكر ورواه عبد الرزاق عن عبد الله بن محرر عن سليمان بن موسى عن مكحول مرسلا وعن يزيد بن الأصم أنه سمع أبا هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد على كور عمامته قال ابن أبي حاتم هذا حديث باطل والله أعلم حديث الزق جبهتك بالأرض تقدم قريبا |
378 حديث عائشة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سجوده كالخرقة البالية لم أجده هكذا وقال التقي ابن الصلاح في كلامه على الوسيط لم أجد له بعد البحث صحة وتبعه النووي فقال في التنقيح منكر لا أصل له نعم روى ابن الجوزي في العلل له من حديث عائشة لما كانت ليلة النصف من شعبان بات عندي الحديث وفيه فانصرفت إلى حجرتي فإذا به كالثوب الساقط على وجه الأرض ساجدا الحديث وفي إسناده سليمان بن أبي كريمة ضعفه ابن عدي فقال عامة أحاديثه مناكير وأخرجه الطبراني في كتاب الدعاء له في باب القول في السجود وروى ابن حبان في الضعفاء من حديث أم سلمة أنه كان إذا قام يصلي ظن الظان أن حينئذ لا روح فيه قال ابن حبان هذا باطل لا أصل له |
379 حديث وائل بن حجر كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه أصحاب السنن الأربعة وابن خزيمة وابن حبان وابن السكن في صحاحهم من طريق شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عنه قال البخاري والترمذي وابن أبي داود والدارقطني والبيهقي تفرد به شريك قال البيهقي وإنما تابعه همام عن عاصم عن أبيه مرسلا وقال الترمذي رواه همام عن عاصم مرسلا وقال الحازمي رواية من أرسل أصح وقد تعقب قول الترمذي بأن هماما إنما رواه عن شقيق يعني ابن الليث عن عاصم عن أبيه مرسلا ورواه همام أيضا عن محمد بن جحادة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه موصولا وهذه الطريق في سنن أبي داود إلا أن عبد الجبار لم يسمع من أبيه وله شاهد من وجه آخر وروى الدارقطني والحاكم والبيهقي من طريق حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن أنس في حديث فيه ثم انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه قال البيهقي تفرد به العلاء بن إسماعيل العطار وهو مجهول حديث ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في السجود تقدم في أوائل الباب وفي رواية للبخاري ولا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود حديث إذا سجد أحدكم فقال في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا فقد تم سجوده تقدم |
380 حديث علي بن أبي طالب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين الشافعي وابن حبان بهذا وهو في مسلم بدون الفاء في قوله فتبارك الله |
381 حديث أبي حميد كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه ابن خزيمة في صحيحه بهذا ورواه أبو داود دون قوله من الأرض قوله نقل في بعض الأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفرق في السجود بين ركبتيه أبو داود في حديث أبي حميد وإذا سجد فرج بين فخذيه وفي البيهقي من حديث البراء كان إذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة فتفلج يعني وسع بين رجليه |
382 حديث أبي حميد أنه وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر فيها التفرقة بين المرفقين والجنبين ابن خزيمة وأبو داود بلفظ ويجافي يديه عن جنبيه وللترمذي ثم جافى عضديه عن إبطيه |
383 حديث البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقل بطنه عن فخذيه في سجوده أحمد من حديث البراء أنه وصف سجود النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان إذا سجد بسط كفيه ورفع عجيزته وخوى ورواه ابن خزيمة والنسائي وغيرهما بلفظ كان إذا صلى جخى يقال جخ الرجل في صلاته إذا مد ضبعيه وقال الهروي أي فتح عضديه وخوى يعني جنح ولأبي داود في حديث أبي حميد كان إذا سجد فرج بين فخذيه غير حامل بطنه على شيء من فخذيه حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد خوى في سجوده تقدم قبله وفي الباب عن أبي حميد وميمونة ولفظهما كان إذا سجد خوى بيديه حتى يرى وضح إبطيه رواه مسلم وعبد الله بن أقرم ولفظه كنت انظر إلى عفرتي إبطيه إذا سجد رواه الشافعي وأصحاب السنن غير أبي داود وعبد الله ابن # بحينة ولفظه إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه متفق عليه وعن جابر بلفظ جافى حتى يرى بياض إبطيه رواه أحمد وأبو عوانة في صحيحه وعن عدي بن عميرة مثله رواه الطبراني وعن ابن عباس قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مجخ قد فرج يديه رواه أحمد من طريق أبي إسحاق عن إربد التميمي عن ابن عباس ورواه ابن خزيمة والحاكم من حديث أبي إسحاق عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جخ وعن أحمر بن جزء # قال إن كنا لنأوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي عن جنبيه إذا سجد رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن دقيق العيد على شرط البخاري . حديث أبي حميد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع يديه حذو منكبيه أبو داود وابن خزيمة كما تقدم . |
384 حديث وائل بن حجر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد ضم أصابعه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم في حديث بهذا . |
385 حديث عائشة كان إذا سجد وضع أصابعه تجاه القبلة هذا الحديث بيض له المنذري ولم يعرفه النووي بل قال يغني عنه حديث أبي حميد وقد رواه الدارقطني بلفظ كان إذا سجد يستقبل بأصابعه القبلة وفيه حارثة بن أبي الرجال وهو ضعيف لكن رواه ابن حبان عن عائشة في حديث أوله فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معي على فراشي فوجدته ساجدا راصا عقبيه مستقبلا بأطراف أصابعه القبلة . ( تنبيه ) استدل الرافعي بحديث عائشة على أنه يستحب أن تكون الأصابع منشورة ومضمومة في جهة القبلة ومراده بذلك أصابع اليدين ولا دلالة في حديث عائشة فيه لأنه وإن كان إطلاقه في رواية الدارقطني الضعيفة يقتضيه فتقييده في رواية ابن حبان الصحيحة يخصه بالرجلين ويدل عليه حديث أبي حميد الساعدي عند البخاري ففيه واستقبل بأطراف رجليه القبلة ولم أر ذكر اليدين لذلك صريحا نعم في حديث البراء عند البيهقي كان إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة فتفاج وفي حديث أبي حميد عند البخاري فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما إلى القبلة . حديث المسيء صلاته أنه قال له ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا وفي بعض الروايات ثم ارفع حتى تطمئن جالسا تقدم في أوائل الباب وفيه الأمران ونقل الرافعي عن إمام الحرمين في النهاية أنه قال في قلبي من الطمأنينة في الاعتدال شيء فإنه صلى الله عليه وسلم ذكرها في حديث المسيء صلاته في الركوع والسجود ولم يذكرها في الاعتدال والرفع بين السجدتين فقال اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع رأسك حتى تعتدل جالسا ولم يتعقبه الرافعي وهو من المواضع العجيبة التي تقضي على هذا الإمام بأنه كان قليل المراجعة لكتب الحديث المشهورة فضلا عن غيرها فإن ذكر الطمأنينة في الجلوس بين السجدتين ثابت في الصحيحين ففي الاستئذان من البخاري من حديث يحيى بن سعيد القطان ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وهو أيضا في بعض كتب السنن وأما الطمأنينة في الاعتدال فثابت في صحيح ابن حبان ومسند أحمد من حديث رفاعة بن رافع ولفظه فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها ورواه أبو علي بن السكن في صحيحه وأبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه من حديث رفاعة بلفظ ثم ارفع حتى تطمئن قائما قلت ثم أفادني شيخ الإسلام جلال الدين أدام الله بقاءه أن هذا اللفظ في حديث أبي هريرة في سنن ابن ماجه وهو كما أفاد زاده الله عزا قلت وإسناد ابن ماجه قد أخرجه مسلم في صحيحه ولم يسق لفظه فإن ابن ماجه رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن سعيد عن أبي هريرة وهذا الإسناد قد أخرجه مسلم وأحال به على حديث يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله ولفظ يحيى بن سعيد حتى تعتدل قائما وثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم طول الاعتدال والجلوس بين السجدتين في عدة أحاديث وأعجب من ذلك أن ذكر الطمأنينة في الاعتدال مخرج في الأربعين التي خرجوها لإمام الحرمين وحدث بها قلت وليس في الأربعين إلا قوله حتى تعتدل قائما كما في الصحيحين فاعلم ذلك . |
386 حديث أبي حميد فلما رفع رأسه من السجدة الأولى ثنى رجله اليسرى وقعد عليها أبو داود والترمذي وابن حبان في حديثه الطويل قوله والسنة أن يرفع رأسه مكبرا لما تقدم من الخبر يريد ما قدمه في فصل الركوع عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود أخرجه الترمذي قوله وحكى قول آخر أنه يضع قدميه ويجلس على صدورها روي ذلك عن ابن عباس انتهى حكاه البيهقي في المعرفة عن نص الشافعي في البويطي قال ولعله يريد ما رواه مسلم عن طاوس قلت لابن عباس في الإقعاء على القدمين فقال هي السنة فقلنا له إنا لنراه جفاء بالرجل فقال بل هي سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واستدركه الحاكم فوهم وقد تقدم وللبيهقي عن ابن عمر أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الأولى يقعد على أطراف أصابعه ويقول إنه من السنة وفيه عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يقعيان وعن طاوس قال رأيت العبادلة يقعون أسانيدها صحيحة واختلف العلماء في الجمع بين هذا وبين الأحاديث الواردة في النهي عن الإقعاء فجنح الخطابي والماوردي إلى أن الإقعاء منسوخ ولعل ابن عباس لم يبلغه النهي وجنح البيهقي إلى الجمع بينهما بأن الإقعاء ضربان أحدهما أن يضع إليته # على عقبيه وتكون ركبتاه في الأرض وهذا هو الذي رواه ابن عباس وفعلته العبادلة ونص الشافعي في البويطي على استحبابه بين السجدتين لكن الصحيح أن الافتراش أفضل منه لكثرة الرواة له ولأنه أعون للمصلي وأحسن في هيئة الصلاة والثاني أن يضع إليته ويديه على الأرض وينصب ساقيه وهذا هو الذي وردت الأحاديث بكراهته وتبع البيهقي على هذا الجمع ابن الصلاح والنووي وأنكر على من ادعى فيهما النسخ وقالا كيف ثبت النسخ مع عدم تعذر الجمع وعدم العلم بالتاريخ وأما حديث أبو الجوزاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينهي # عن عقب الشيطان وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى فيحتمل أن يكون واردا للجلوس للتشهد الآخر فلا يكون منافيا للقعود على العقبين بين السجدتين . ( تنبيه ) ضبط ابن عبد البر قولهم جفاء بالرجل بكسر الراء وإسكان الجيم وغلط من ضبطه بفتح الراء وضم الجيم وخالفه الأكثرون وقال النووي رد الجمهور على ابن عبد البر وقالوا الصواب الضم وهو الذي يليق به بإضافة الجفاء إليه انتهى ويؤيد ما ذهب إليه أبو عمر ما روى أحمد في مسنده في هذا الحديث بلفظ جفاء بالقدم ويؤيد ما ذهب إليه الجمهور ما رواه ابن أبي خيثمة بلفظ لنراه جفاء بالمرء فالله أعلم بالصواب . |
387 حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي واجبرني وعافني وارزقني واهدني ويروى وارحمني
|