فهرس الكتاب

كتاب صلاة الخوف

كتاب صلاة الخوف حديث أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل صلاة الخوف في غزوة الخندق تقدم في الأذان صلاة علي ليلة الهرير وصلاة أبي موسى وحذيفة يأتي الكلام عليها آخر الباب

حديث صلاته ببطن نخل وهي أن يصلي مرتين كل مرة بفرقة رواها جابر وأبو بكرة فأما حديث جابر فرواه مسلم أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فصلى بإحدى الطائفتين ركعتين ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعتين الحديث وذكره البخاري مختصرا ورواه الشافعي والنسائي وابن خزيمة من طريق الحسن عن جابر وفيه أنه سلم من الركعتين أولا ثم صلى ركعتين بالطائفة الأخرى وأما أبو بكرة فروى أبو داود حديثه وابن حبان والحاكم والدارقطني ففي رواية أبي داود وابن حبان أنها الظهر وفي رواية الحاكم والدارقطني أنها المغرب وأعله ابن القطان بأن أبا بكرة أسلم بعد وقوع صلاة الخوف بمدة وهذه ليست بعلة فإنه يكون مرسل صحابي ( تنبيه ) ليس في رواية أبي بكرة أن ذلك كان ببطن نخل

حديث صلاته
حديث صلاته صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع رواه مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات بن جبير عن من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع ورواها أبو داود والنسائي عن صالح عن سهل بن أبي حثمة ورواها ابن عمر أما حديث مالك فأخرجه أيضا الشيخان وأما حديث سهل بن أبي حثمة فرواه مالك أيضا إلا أنه لم يرفعه ورواه باقي الستة مطولا ومختصرا ولفظ النسائي أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف فصف صفا خلفه وصفا مصافوا العدو فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ثم قاموا فقضوا ركعة ركعة ورواه البخاري والأربعة موقوفا أيضا وأما حديث ابن عمر فمتفق عليه أيضا وأخرجه الثلاثة ولفظه غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فوازينا العدو فصاففناهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا فقامت طائفة معه وأقبلت طائفة على العدو وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه ركعة وسجد سجدتين ثم انصرفوا الحديث لفظ البخاري وأخرج أبو داود من طريق خصيف عن أبي عبيدة عن أبيه قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقاموا صفا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف مستقبل العدو فصلى بهم ركعة ثم جاء الآخرون فقاموا في مقامهم واستقبل هؤلاء العدو الحديث وروى ابن حبان من حديث عائشة في صفة صلاة الخوف بذات الرقاع مطولا نحو حديث ابن عمر ( فائدة ) رويت صلاة الخوف عن النبي صلى الله عليه وسلم على أربعة عشر نوعا ذكرها ابن حزم في جزء مفرد وبعضها في صحيح مسلم ومعظمها في سنن أبي داود واختار الشافعي منها الأنواع الثلاث المتقدمة ووهم من نقل عنه أنه اختار الرابعة وهي غزوة ذي قرد التي أخرجها النسائي فإن الشافعي ذكرها فقال روي حديث لا يثبت أنه صلى الله عليه وسلم صلى بذي قرد لكل طائفة ركعة ثم سلموا فكانت له ركعتان ولكل واحد ركعة فتركناه قلت وقد صحه ابن حبان وغيره وذكر الحاكم منها ثمانية أنواع وابن حبان تسعة وقال ليس بينها تضاد ولكنه صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف مرارا والمرء مباح له أن يصلي ما شاء عند الخوف من هذه الأنواع وهي من الاختلاف المباح ونقل ابن الجوزي عن أحمد أنه قال ما أعلم في هذا الباب حديثا إلا صحيحا ( تنبيه ) ذكر المصنف أن ذات الرقاع آخر غزواته صلى الله عليه وسلم وتبع في ذلك الوسيط وهو غلط بين نبه عليه النووي في شرح المهذب بل ذكر الواقدي من حديث جابر أن أول غزوة صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف غزوة ذات الرقاع قوله اشتهر في كتب الفقه نسبة هذه الرواية إلى خوات بن جبير والمنقول في أصول الحديث رواية صالح عن سهل بن أبي حثمة ورواية صالح عن من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال فلعل هذا المبهم هو خوات أبو صالح انتهى وظاهره أنه لا يوجد في أصول الحديث من رواية صالح بن خوات عن خوات والأمر بخلاف ذلك فقد أخرجه البيهقي من طريق الشافعي أنا بعض أصحابنا عن عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات بن جبير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث يزيد بن رومان قال البيهقي وقد رويناه عن عبد العزيز الأويسي عن عبد الله بن عمر بإسناده هكذا موصولا قلت وهو في المعرفة لابن منده في ترجمة خوات حديث ابن عمر في قوله { فإن خفتم فرجالا أو ركبانا } قال ابن عمر مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها تقدم في بباب استقبال القبلة

حديث من قتل دون ماله فهو شهيد متفق عليه من حديث عمرو بن العاص قلت بل هو من أفراد البخاري وفي الباب عن سعيد بن زيد في السنن وابن حبان والحاكم

حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الفأرة تقع في السمن والودك فقال استصبحوا به ولا تأكلوه الطحاوي في بيان المشكل من طريق عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة وصححه ورواه أبو داود والترمذي وغيرهما من حديث معمر وقال البخاري فيما حكاه الترمذي إنه غير محفوظ وإنه خطأ وإن الصحيح حديث الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة وسيأتي حديث ميمونة في البيع ورواه الدارقطني من طريق ابن جريج عن الزهري عن سالم عن ابن عمر وأعله عبد الحق وابن الجوزي بيحيى بن أيوب فقيل إنه تفرد به عن ابن جريح ويحيى صدوق ولكن روايته هذه شاذة ورواها الدارقطني والبيهقي من حديث عبد الجبار بن عمر عن الزهري أيضا وعبد الجبار قال البيهقي غير محتج به قال والصحيح عن ابن عمر موقوفا ثم رواه من طريق الثوري عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قوله وقال هذا هو المحفوظ وفي الباب عن سعيد بن المسيب مرسلا وإسناده واهي # وعن أبي سعيد الخدري رواه الدارقطني أيضا وفي إسناده أبو هارون العبدي وهو متروك

حديث أن عليا وأبا موسى وحذيفة وغيرهم صلوا صلاة الخوف بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أما حديث علي ومن معه فرواه البيهقي وروى أيضا عن سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن سمرة وسعيد بن العاص وغيرهم

حديث أن عليا صلى المغرب صلاة الخوف ليلة الهرير بالطائفة الأولى ركعة وبالثانية ركعتين قال البيهقي ويذكر عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا صلى المغرب صلاة الخوف ليلة الهرير وقال الشافعي وحفظ عن علي أنه صلى صلاة الخوف ليلة الهرير كما روى صالح بن خوات عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله وعن أبي موسى وحذيفة أما أبو موسى فرواه البيهقي من طريق قتادة عن أبي العالية عن أبي موسى وأما حذيفة فأخرجه أبو داود والنسائي من طريق ثعلبة بن زهدم قال كنا مع سعيد بن العاص فقال أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقال حذيفة أنا فصلى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة قوله وأما تسميد الأرض بالزبل فجائز قال الإمام لم يمنع منه أحد للحاجة القريبة من الضرورة وقد نقله الاثبات عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى قد رواه البيهقي من حديث سعد بن أبي وقاص وروى عن ابن عمر خلاف ذلك عند الشافعي وأسنده عن ابن عباس مرفوعا بسند ضعيف ولفظه كنا نكرى الأرض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشترط عليهم أن لا يزبلوها بعذرة الناس