فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب: لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا لحياته رواه أبو بكرة، والمغيرة، وأبو موسى، وابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم

( بابٌُ لاَ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ لِمَوْتِ أحِدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ)

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ لَا تنكسف الشَّمْس لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ.

رَوَاهُ أبُو بَكْرَةَ وَالمُغِيرَة وأبُو مُوساى وابنُ عَبَّاسٍ وابنُ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم
أَي: روى الْكَلَام الْمَذْكُور وَهُوَ قَوْله: ( لَا تنكسف الشَّمْس لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ) ، هَؤُلَاءِ الصَّحَابَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، وهم أَبُو بكرَة نفيع بن الْحَارِث، والمغيرة بن شُعْبَة، وَأَبُو مُوسَى عبد الله بن قيس، وَعبد الله بن عَبَّاس، وَعبد الله بن عمر.
أما حَدِيث أبي بكرَة فقد رَوَاهُ فِي أول أَبْوَاب الْكُسُوف.
وَأما حَدِيث الْمُغيرَة، فَمضى فِي أول أَبْوَاب الْكُسُوف، وَعَن قريب يَأْتِي فِي: بابُُ الدُّعَاء فِي الْكُسُوف أَيْضا.
وَأما حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَكَذَلِك يَأْتِي فِي: بابُُ الذّكر فِي الْكُسُوف.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فقد مضى فِي بابُُ صَلَاة الْكُسُوف جمَاعَة.
وَأما حَدِيث ابْن عمر فقد مضى فِي أول أَبْوَاب الْكُسُوف، وَقد ذكر البُخَارِيّ أَيْضا فِي هَذَا الْبابُُ حَدِيث ابْن مَسْعُود، وَحَدِيث عَائِشَة.
وَفِي الْبابُُ مِمَّا لم يذكرهُ عَن جَابر عِنْد مُسلم وَعَن عبد الله بن عَمْرو والنعمان بن بشير وَقبيصَة وَأبي هُرَيْرَة، كلهَا عِنْد النَّسَائِيّ وَغَيره، وَعَن ابْن مَسْعُود وَسمرَة ابْن جُنْدُب ومحمود بن لبيد عِنْد أَحْمد، وَغَيره، وَعَن عقبَة بن عَمْرو وبلال عِنْد الطَّبَرَانِيّ وَغَيره، فَهَذِهِ كلهَا تكذب من زعم أَن الْكُسُوف لمَوْت أحد أَو لحياة أحد.



[ قــ :1023 ... غــ :1057 ]
- حدَّثنا مُسَدَّد قَالَ حدَّثنا يَحْيى عنْ إسْمَاعِيلَ قَالَ حدَّثني قيْسٌ عنْ أبِي مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشَّمْسُ والقمَرُ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ وَلاكِنَّهُمَا آيَتَانِ منْ آيَاتِ الله فإذَا رأيْتُمُوهُمَا فصَلُّوا.

( أنظر الحَدِيث 1401 وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.

ذكر رِجَاله: وهم خَمْسَة: الأول: مُسَدّد وَقد تكَرر ذكره.
الثَّانِي: يحيى بن سعيد الْقطَّان الْبَصْرِيّ الْأَحول.
الثَّالِث: إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد الأخمسي الْكُوفِي.
الرَّابِع: قيس بن أبي حَازِم الْكُوفِي.
الْخَامِس: أَبُو مَسْعُود عقبَة بن عَامر الْأنْصَارِيّ البدري.

ذكر لطائف إِسْنَاده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين وبصيغة الْإِفْرَاد فِي مَوضِع، وَفِيه: العنعنة فِي موضِعين.
وَفِيه: القَوْل فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع.
وَفِيه: أَن النّصْف الأول من الروَاة بَصرِي وَالنّصف الثَّانِي كُوفِي.
وَفِيه: رِوَايَة التَّابِعِيّ عَن التَّابِعِيّ عَن الصَّحَابِيّ.
وَفِيه: أَن الروَاة الْأَرْبَعَة ذكرُوا بِلَا نِسْبَة، وَالْخَامِس ذكر بكنيته.

ذكر تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره: أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْكُسُوف عَن شهَاب بن عباد وَفِي بَدْء الْخلق عَن أبي مُوسَى عَن يحيى.
وَأخرجه مُسلم فِي الخسوف عَن يحيى بن يحيى وَعَن عبيد الله بن معَاذ وَعَن يحيى بن حبيب وَعَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَعَن إِسْحَاق بن أبراهيم وَعَن ابْن أبي عمر.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم عَن يحيى الْقطَّان بِهِ، وَأخرجه ابْن مَاجَه عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير عَن أَبِيه بِهِ.





[ قــ :104 ... غــ :1058 ]
- حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حدَّثنا هِشَامٌ قَالَ أخبرنَا مَعْمَرٌ عنْ الزُّهْرِيِّ وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عنْ عُرْوَةَ عنْ عَائِشَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قالَتْ كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقَامَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَصَلَّى بالنَّاسِ فأطَالَ القِرَاءَةَ ثُمَّ ركَعَ فأطَالَ الرُّكُوعَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فأطَالَ القِرَاءَةَ وَهْيَ دُونَ قِرَاءَتِهِ الأولى ثُمَّ رَكَعَ فأطَالَ الرُّكُوعَ دُونَ رُكُوعِهِ الأوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ قامَ فصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذالِكَ ثُمَّ قامَ فقالَ إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدَ ولاَ لِحَيَاتِهِ ولاكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آياتِ الله يُرِيهِمَا عِبَادَهُ فإذَا رَأيْتُمْ ذالِكَ فافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَرِجَاله قد ذكرُوا غير مرّة، وَهِشَام هُوَ ابْن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ معمر بن رَاشد.
قَوْله: ( وَهِشَام ابْن عُرْوَة) ، بِالْجَرِّ عطفا على الزُّهْرِيّ.