فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الدعاء في الخسوف

( بابُُ الدُّعَاءِ فِي الخُسُوفِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان الدُّعَاء فِي الْكُسُوف، وَفِي رِوَايَة كَرِيمَة وَأبي الْوَقْت: بابُُ الدُّعَاء فِي الخسوف.

قالَهُ أبُو مُوسى وَعَائِشَةُ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

أَي: قَالَ مَا ذكر من الدُّعَاء فِي الْكُسُوف أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، وَهُوَ فِي حَدِيثه الْمَذْكُور قبل هَذَا الْبابُُ، وَهُوَ قَوْله: ( فافزعوا إِلَى ذكره ودعائه واستغفاره) ، وَأما حَدِيث عَائِشَة فقد تقدم فِي الْبابُُ الثَّانِي، وَهُوَ: بابُُ الصَّدَقَة فِي الْكُسُوف، ولفظها: ( فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فادعو الله) .



[ قــ :1026 ... غــ :1060 ]
- حدَّثنا أبُو الوَلِيدِ قَالَ حدَّثنا زَائِدَةُ قَالَ حدَّثنا زيادُ بن عِلاَقَة قَالَ سَمِعْتُ المُغِيرَةَ بنَ شُعْبَةَ يَقُولِ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ ماتَ إبْرَاهِيمُ فقالَ النَّاسُ انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ فقالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولاَ لِحَيَاتِهِ فإذَا رَأيْتُمُوهُمِا فادْعُوا الله وَصَلّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ.

( أنظر الحَدِيث 3401 وطرفه) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَقد تقدم فِي الْبابُُ الأول، أخرجه عَن عبد الله بن مُحَمَّد عَن هَاشم بن الْقَاسِم عَن شَيبَان بن مُعَاوِيَة عَن زِيَاد بن علاقَة عَن الْمُغيرَة، وَهَذَا من الخماسيات، وَالَّذِي فِي هَذَا الْبابُُ من الرباعيات، وَهُنَاكَ: عَن زِيَاد عَن الْمُغيرَة، وَهنا: التَّصْرِيح بِسَمَاعِهِ من الْمُغيرَة، وَأَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك الطَّيَالِسِيّ.

قَوْله: ( رأيتموها) أَي: الْآيَة ويروى ( رأيتموهما) بتثنية الضَّمِير، يرجع إِلَى الشَّمْس وَالْقَمَر بِاعْتِبَار كسوفهما.
قَوْله: ( حَتَّى تنجلي) ويروى بالتذكير، والتأنيث، ووجههما ظَاهر.



(بابُُ قَوْلِ الإِمَام فِي خُطْبَةِ الكُسوفِ أمَّا بَعْدُ)


[ قــ :106 ... غــ :1061 ]
- وقالَ أبُو أسامَةَ حدَّثنا هِشَامٌ قَالَ أخْبَرَتْنِي فاطِمَة بنْتُ المُنْذِرِ عنْ أسْمَاءَ قالَتْ فانْصَرَفَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ فَخَطَبَ فَحَمِدَ الله بِمَا هُوَ أهْلُهُ ثُمَّ قالَ أمَّا بَعْدُ..
مُطَابقَة هَذَا للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَقد ذكره فِي: بابُُ من قَالَ فِي الْخطْبَة بعد الثَّنَاء أما بعد، فِي كتاب الْجُمُعَة.
.

     وَقَالَ  مَحْمُود: حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، قَالَ: أَخْبَرتنِي فَاطِمَة بنت الْمُنْذر (عَن أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق، قَالَت: دخلت على عَائِشَة وَالنَّاس يصلونَ) الحَدِيث بِطُولِهِ، وَفِيه: (وَقد تجلت الشَّمْس.
.
) إِلَى أَن قَالَ: (أما بعد) ،.

     وَقَالَ  مُسلم: (عَن أبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَأبي كريب عَن أبي أُسَامَة فَذكره،.

     وَقَالَ  أَبُو عَليّ الجياني: وَقع فِي رِوَايَة ابْن السكن فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث وهم، وَذَلِكَ أَنه زَاد فِي الْإِسْنَاد رجلا أَدخل بَين هِشَام وَفَاطِمَة عُرْوَة بن الزبير، وَالصَّوَاب: هِشَام عَن فَاطِمَة، وَالله أعلم، وَقد تكلمنا فِيهِ هُنَاكَ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة.