فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب آطام المدينة

( بابُُ آطامِ المَدِينَةِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا وَقع من كَلَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من جِهَة إشرافه على أطام الْمَدِينَة والأطام بِالْمدِّ جمع أَطَم بِضَمَّتَيْنِ، وَهِي الْحُصُون الَّتِي تبنى بِالْحِجَارَةِ، وَقيل: هُوَ كل بَيت مربع مسطح والآطام جمع قلَّة لِأَنَّهُ على وزن أَفعَال وَجمع الْكَثْرَة أطوم والواحدة: أطمة، كأكمة.



[ قــ :1792 ... غــ :1878 ]
- حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله قَالَ حدَّثنا سُفْيَانُ قَالَ حدَّثناابنُ شِهَابٍ قَالَ أخبرَنِي عُرْوَةُ سَمِعْتُ أُسَامَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ أشْرَفَ النبيُّ علَى أُطُمٍ مِنْ آطامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ هَلْ تَرَوْنَ مَا أرَى إنِّي لأرَى مَوَاقِعَ الفِتَن خِلالَ بُيُوتكُمْ كمَوَاقِعِ الْقَطْرِ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَعلي هُوَ ابْن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَابْن شهَاب، هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَظَالِم عَن عبد الله بن مُحَمَّد وَفِي عَلَامَات النُّبُوَّة، وَفِي الْفِتَن عَن أبي نعيم، وَفِي الْفِتَن عَن مَحْمُود عَن عبد الرَّزَّاق.
وَأخرجه مُسلم فِي الْفِتَن عَن أبي بكر وَعَمْرو النَّاقِد وَإِسْحَاق وَابْن أبي عمر، أربعتهم عَن ابْن عُيَيْنَة بِهِ، وَعَن مُحَمَّد بن حميد عَن عبد الرَّزَّاق بِهِ.

قَوْله: ( أشرف) أَي: نظر من مَكَان مُرْتَفع.
قَوْله: ( مواقع الْفِتَن) أَي: مَوَاضِع سُقُوط الْفِتَن بِكَسْر الْفَاء جمع فتْنَة، قَوْله: ( خلال بُيُوتكُمْ) أَي: بَينهَا ونواحيها، وَهُوَ جمع خلل، وَهُوَ الفرجة بَين الشَّيْئَيْنِ.
قَوْله: ( كمواقع الْقطر) ، أَي: الْمَطَر شبه سُقُوط الْفِتَن وَكَثْرَتهَا بِالْمَدِينَةِ بِسُقُوط كَثْرَة الْقطر وعمومه، قَالَ الْمُهلب: الرُّؤْيَة هُنَا الْعلم، وَهَذَا من عَلَامَات النُّبُوَّة لإخباره بِمَا سَيكون، وَقد ظهر مصداق ذَلِك من قتل عُثْمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وهلم جرَّا، وَلَا سِيمَا يَوْم الْحرَّة.
.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: يحْتَمل أَنَّهَا مثلت لَهُ حَتَّى نظر إِلَيْهَا كَمَا مثلت لَهُ الْجنَّة وَالنَّار فِي الْقبْلَة حَتَّى رآهما وَهُوَ يُصَلِّي.
.

تابَعَهُ مَعْمَرٌ وسُلَيْمانُ بنُ كَثِيرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ

أَي: تَابع سُفْيَان معمر بن رَاشد وَسليمَان بن كثير الْعَبْدي الوَاسِطِيّ، أما مُتَابعَة معمر فوصلها البُخَارِيّ فِي الْفِتَن: عَن مَحْمُود بن غيلَان عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ، وَأما مُتَابعَة سُلَيْمَان فرواها مُسلم: عَن عبد بن حميد عَن عبد الرَّزَّاق عَن سُلَيْمَان عَنهُ.