فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الأسواق التي كانت في الجاهلية، فتبايع بها الناس في الإسلام

( بابُُ الأسْوَاقِ الَّتِي كانَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ فَتَبَايَعَ بِهَا النَّاسُ فِي الإسْلاَمِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان جَوَاز التبايع فِي الْأَسْوَاق الَّتِي كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة قبل الْإِسْلَام، وقصده من وضع هَذِه التَّرْجَمَة الْإِشَارَة إِلَى أَن مَوَاضِع الْمعاصِي وأفعال الْجَاهِلِيَّة لَا يمْنَع من فعل الطَّاعَة فِيهَا.



[ قــ :2014 ... غــ :2098 ]
- حدَّثنا عَلِي بنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدثنَا سُفْيانُ عنْ عَمْرٍ وعنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُمَا قَالَ كانتْ عُكَاظٌ ومَجَنَّةٌ وذُو المَجَازِ أسْوَاقا فِي الجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا كانَ الإسْلامُ تأثَّمُوا مِنَ التِّجارَةِ فِيهَا فأنْزَلَ الله لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِي مَوَاسِمِ الحَجِّ قَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ كَذا.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَقد مضى هَذَا الحَدِيث فِي كتاب الْحَج فِي: بابُُ التِّجَارَة أَيَّام المواسم وَالْبيع فِي أسواق الْجَاهِلِيَّة.
فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عُثْمَان بن الْهَيْثَم عَن ابْن جريج عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس، وَهَهُنَا أخرجه: عَن عَليّ بن عبد الله الَّذِي يُقَال لَهُ ابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: ( تأثموا) ، أَي: تحرجوا، من الْإِثْم، وَكفوا عَنهُ يُقَال: تأثم فلَان إِذا فعل فعلا خرج بِهِ عَن الْإِثْم، كَمَا يُقَال: تحرج إِذا فعل مَا يخرج بِهِ من الْحَرج، وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم.