فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب التسبيح إذا هبط واديا

( بابُُ التَّسْبِيحِ إذَا هَبَطَ وادِياً)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا يذكر من التَّسْبِيح إِذا هَبَط الْمُسَافِر فِي الْغَزْو أَو الْحَج أَو غَيرهمَا، وأضمر الْفَاعِل فِيهِ، والقرينة تدل عَلَيْهِ.
قَوْله: ( إِذا هَبَط) أَي: نزل ( وَاديا) أَي: فِي وَاد.



[ قــ :2860 ... غــ :2993 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ قَالَ حدَّثنا سُفْيَانُ عنْ حُصَيْنِ بنِ عبْدِ الرَّحْمانِ عنْ سالِمِ بنِ أبِي الجعْدِ عنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا إذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإذَا نَزَلْنا سبَّحْنَا.

( الحَدِيث 3992 طرفه فِي: 4992) .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( وَإِذا نزلنَا سبحنا) وَالنُّزُول هُوَ الهبوط، وَمُحَمّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة وحصين، بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْبابُُ الَّذِي يَلِيهِ.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن أبي كريب وَعَن أَحْمد بن حَرْب.

قَوْله: ( كُنَّا إِذا صعدنا) يَعْنِي: إِذا طلعنا موضعا عَالِيا مثل جبل وتل.
قَوْله: ( وَإِذا نزلنَا) ، يَعْنِي: إِلَى مَوضِع منخفض نَحْو الْوَادي، ثمَّ التَّكْبِير عِنْد الإشراف على الْمَوَاضِع الْعَالِيَة استشعاراً لكبرياء الله، عز وَجل، عِنْدَمَا يَقع عَلَيْهِ الْعين أَنه أكبر من كل شَيْء، وَأما التَّسْبِيح فِي الْمَوَاضِع المنخفضة فَهُوَ مستنبط من قَضِيَّة يُونُس، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وتسبيحه فِي بطن الْحُوت، قَالَ الله تَعَالَى: { فلولا أَنه كَانَ من المسبحين للبث فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يبعثون} ( الصافات: 441) .
فَنَجَّاهُ الله تَعَالَى بذلك من الظُّلُمَات، فامتثل الشَّارِع هَذَا التَّسْبِيح فِي بطُون الأودية لينجيه الله مِنْهَا وَمن أَن يُدْرِكهُ الْعَدو.
<