فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب التجمل للوفود

( بابُُ التَّجَمُّلِ لِلْوُفُودِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان التجمل باللبس لأجل الْوُفُود، وَهُوَ جمع وَفد، وَقد مر تَفْسِيره عَن قريب.



[ قــ :2917 ... غــ :3054 ]
- حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ قَالَ حدَّثنا اللَّيْثُ عنْ عُقَيْلٍ عنِ ابنِ شِهَابٍ عنْ سالِمِ بنِ عبْدِ الله أنَّ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قَالَ وَجَدَ عُمَرُ حُلَّةَ إسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فأتَى بِها رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رسُولَ الله ابْتَعْ هاذِهِ الحُلَّة فتَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ ولِلْوُفُودِ فَقَالَ رسوُلُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنَّمَا هاذِهِ لِباسُ مَنْ لاَ خَلاقَ لَهُ أوْ إنَّمَا يَلْبَسُ هِذِهِ منْ لاَ خَلاَقَ لَهُ فَلَبِثَ مَا شاءَ الله ثُمَّ أرْسَلَ إلَيْهِ النبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجَ فأقْبَلَ بِهَا عُمَرُ حتَّى أتَى رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رسولَ الله قُلْتَ إنَّمَا هاذِهِ لِباسُ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ أوْ إنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لاَ خَلاقَ لَهُ ثُمَّ أرْسَلْتَ إلَيَّ بِهاذِهِ فَقَالَ تَبِيعُهَا أوْ تُصِيبُ بِهَا بَعْضَ حَاجَتِكَ..
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( ابتع هَذِه الْحلَّة فتجمل بهَا للعيد وللوفود) .
وَأخرج البُخَارِيّ نَحوه فِي كتاب الْجُمُعَة فِي: بابُُ يلبس أحسن مَا يجد، عَن عبد الله بن يُوسُف عَن مَالك عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر أَن: عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، رأى حلَّة سيراء عِنْد بابُُ الْمَسْجِد ... الحَدِيث، وَفِي آخِره: فَقَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر بن الْخطاب أَخا لَهُ بِمَكَّة مُشْركًا.

قَوْله: ( استبرق) ، هُوَ مُعرب استبر، فزيدت عَلَيْهِ: الْقَاف.
.

     وَقَالَ  ابْن الْأَثِير: الإستبرق، مَا غلظ من الْحَرِير، وَهِي لَفْظَة أَعْجَمِيَّة معربة أَصْلهَا: استبره، وَقد ذكرهَا الْجَوْهَرِي فِي فصل الْبَاء من الْقَاف، على أَن الْهمزَة وَالسِّين وَالتَّاء زَوَائِد، وَذكرهَا الْأَزْهَرِي فِي خماسي الْقَاف، على أَن همزتها وَحدهَا زَائِدَة.
قَوْله: ( ابتع) ، أَمر من الإبتياع أَي: شتر، والحلة وَاحِدَة الْحلَل، وَلَا تسمى حلَّة إلاَّ أَن تكون ثَوْبَيْنِ من جنس وَاحِد.
قَوْله: ( فتجمل) ، أَمر من: التجمل، وَهُوَ التزين.
قَوْله: ( من لَا خلاق لَهُ) ، أَي: من لَا نصيب لَهُ.
قَوْله: ( ديباج) ، وَهِي الثِّيَاب المتخذة من الإبريسم، فَارسي مُعرب، وَقد تفتح داله وَيجمع على دباييج ودبابُيج بِالْبَاء وَالْيَاء، لِأَن أَصله دباج، بِالتَّشْدِيدِ قَوْله: ( أَو إِنَّمَا) شكّ من الرَّاوِي، وَقد مرت الأبحاث فِيهِ فِي كتاب الْجُمُعَة.