فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب المصالحة على ثلاثة أيام، أو وقت معلوم

( بابُُ الْمُصَالَحَةِ علَى ثَلاثَةِ أيَّامٍ أوْ وَقْتٍ مَعْلُومٍ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان الْمُصَالحَة مَعَ الْمُشْركين على مُدَّة ثَلَاثَة أَيَّام.
قَوْله: أَو وَقت مَعْلُوم، أَي: أَو الْمُصَالحَة على وَقت مَعْلُوم سَوَاء كَانَ ثَلَاثَة أَيَّام أَو ثَلَاثَة أشهر أَو نَحْو ذَلِك.



[ قــ :3038 ... غــ :3184 ]
- حدَّثنا أحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ حَكِيمٍ قَالَ حدَّثنا شُرَيْحُ بن مَسْلَمَةَ قَالَ حدَّثنا إبْرَاهِيمُ ابنُ يُوسُفَ بنِ أبِي إسْحاقَ قَالَ حدَّثنِي أبي عنْ أبِي إسْحَاقَ قَالَ حدَّثني البَرَاءُ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أرادَ أنْ يَعْتَمِرَ أرْسَلَ إليَّ أهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ فاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أنْ لاَ يُقِيمَ بِها إلاَّ ثَلاثَ لَيَالٍ ولاَ يَدْخُلَهَا إلاَّ بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ وَلَا يَدْعُو مِنْهُمْ أحدَاً قَالَ فأخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ بَيْنَهُمْ علِيُّ ابنُ أبِي طالِبً فكتَبَ هَذَا مَا قاضَى علَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله فَقَالُوا لَوْ عَلِمْنَا أنَّكَ رَسُولُ الله لَمْ نَمْنَعْكَ ولَبَايَعْنَاكَ ولَكِنْ اكْتُبْ هذَا مَا قاضَى عَلَيه مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله فقَال أَنا وَالله مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله وَأَنا وَالله رَسُولُ الله قالَ وكانَ لاَ يَكْتُبُ قالَ فَقالَ لِعَلِيٍّ امْحُ رَسُولَ الله فقالَ عَلِيُّ وَالله لَا أمْحَاهُ أبَداً قَالَ فأرِنيهِ قالَ فأراهُ إيَّاهُ فَمَحَاهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ فلَمَّا دَخَلَ ومَضى الأيَّامُ أتَوْا علِيّاً فقالُوا مُرْ صَاحِبَكَ فلْيَرْتَحِلْ فذَكَرَ ذلِكَ لِرَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقالَ نَعَمْ ثُمَّ ارْتَحَلَ.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( أَن لَا يُقيم إلاَّ ثَلَاث لَيَال) وَأحمد بن عُثْمَان بن حَكِيم بن دِينَار أَبُو عبد الله الْأَزْدِيّ الْكُوفِي، وَشُرَيْح بن مسلمة بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام الْكُوفِي، وَإِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْكُوفِي وَأَبوهُ يُوسُف بن إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق الْكُوفِي، وَأَبُو إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله الْكُوفِي السبيعِي.
وَمر الحَدِيث فِي كتاب الصُّلْح فِي: بابُُ كَيفَ يكْتب، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: ( جلبان) ، بِضَم الْجِيم وَسُكُون اللَّام: شبه الجراب من الْأدم يوضع فِيهِ السَّيْف مغموداً.
قَوْله: ( لَا أمحاه) ويروى: لَا أمحوه، وَيُقَال: محاه يمحوه ويمحاه ويمحيه، ثَلَاث لُغَات.
<