فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبورا} "

(بابُُ قَوْلِ الله تَعَالَى { وآتَيْنَا داوُدَ زَبُورَاً} (النِّسَاء: 261، الْإِسْرَاء: 55) .

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان قَوْله تَعَالَى: { وآتينا دَاوُد زبوراً} (الْأَعْرَاف: 361 761) .
وَقَبله: { إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك كَمَا أَوْحَينَا إِلَى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب والأسباط وَعِيسَى وَأَيوب وَيُونُس وَهَارُون وَسليمَان وآتينا دَاوُد زبوراً} (النِّسَاء: 261، والأسراء: 55) .
وَدَاوُد اسْم أعجمي، وَعَن ابْن عَبَّاس: هُوَ بالعبرانية الْقصير الْعُمر، وَيُقَال: سمي بِهِ لِأَنَّهُ داوى جراحات الْقُلُوب،.

     وَقَالَ  مقَاتل: ذكره الله فِي الْقُرْآن فِي اثْنَي عشر موضعا، وَهُوَ دَاوُد بن إيشا، بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالشين الْمُعْجَمَة: ابْن عوبد، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة، على وزن جَعْفَر: ابْن باعر، بباء مُوَحدَة وَعين مُهْملَة مَفْتُوحَة: ابْن سَلمُون بن يارب، بياء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره بَاء مُوَحدَة: ابْن رام بن حضرون، بحاء مُهْملَة وضاد مُعْجمَة: ابْن فارص، بفاء وَفِي آخِره صَاد مُهْملَة ابْن يهوذا بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام.
وَمِنْهُم من زَاد بعد سَلمُون: يحشون بن عمينا ابْن دَاب بن رام، وَقيل: ارْمِ.
قَوْله: (زبورا) ، هواسم الْكتاب الَّذِي أنزل الله عَلَيْهِ، وروى أَبُو صَالح عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: أنزل الله الزبُور على دَاوُد، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، مائَة وَخمسين سُورَة بالعبرانية، فِي خمسين مِنْهَا مَا يلقونه من بخت نصر، وَفِي خمسين مَا يلقونه من الرّوم، وَفِي خمسين مواعظ وَحكم، وَلم يكن فِيهِ حَلَال وَلَا حرَام وَلَا حُدُود وَلَا أَحْكَام، وروى: أَنه نزل عَلَيْهِ فِي شهر رَمَضَان.

الزُّبُرُ الْكُتُبُ واحِدُها زَبُورٌ.
زَبَرْتُ كَتَبْتُ
الزبر، بِضَم الزَّاي وَالْبَاء: جمع زبور، قَالَ الْكسَائي: يَعْنِي الْمَزْبُور، يَعْنِي: الْمَكْتُوب، يُقَال: زبرت الْوَرق فَهُوَ مزبور أَي: كتبته، فَهُوَ مَكْتُوب، وَقَرَأَ حَمْزَة: زبور، بِضَم الزَّاي وَغَيره من الْقُرَّاء بِفَتْحِهَا.

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبالُ أوِّبِي مَعَهُ} (سبأ: 01 11) .

فضلا أَي: نبوة وكتاباً هُوَ الزبُور وصوتاً بديعاً وَقُوَّة وقدرة وتسخير الْجبَال وَالطير، قَوْله: (يَا جبال) ، بدل من قَوْله: (فضلا) بِتَقْدِير قَوْلنَا: يَا جبال، أَو هُوَ بدل من قَوْله تَعَالَى: آتَيْنَا، بِتَقْدِير: قُلْنَا يَا جبال.

قَالَ مُجَاهِدٌ سَبِّحِي مَعَهُ
هُوَ تَفْسِير قَوْله تَعَالَى أوِّبي مَعَه، يَعْنِي: يَا جبال سبحي مَعَ دَاوُد، وأوِّبي أَمر من التأويب أَي: رَجْعِيّ مَعَه التَّسْبِيح أَو رَجْعِيّ مَعَه فِي التَّسْبِيح كلما رَجَعَ فِيهِ لِأَنَّهُ إِذا رجعه فقد رَجَعَ، وَقيل: سبحي مَعَه إِذا سبح، وَقيل: هِيَ بِلِسَان الْحَبَشَة، وَقيل: نواحي مَعَه وَالطير تساعدك على ذَلِك، وَكَانَ إِذا نَادَى بالنياحة أَجَابَتْهُ الْجبَال بصداها وعكفت عَلَيْهِ الطير من فَوْقه، فصدى الْجبَال الَّذِي يسمعهُ النَّاس من ذَلِك الْيَوْم.

والطيْرَ
هُوَ مَنْصُوب بالْعَطْف على مَحل الْجبَال، وَقيل: مَنْصُوب على أَنه مفعول مَعَه، وَقيل: مَنْصُوب بالْعَطْف على: فضلا، يَعْنِي: وسخرنا لَهُ الطيرَ.

وألَنَّا لَهُ الحَدِيدَ
أَي: ألنَّا لداود الْحَدِيد فَصَارَ فِي يَده مثل الشمع، وَكَانَ سَأَلَ الله أَن يسبب لَهُ سَببا يَسْتَغْنِي بِهِ عَن بَيت المَال فيتقوت مِنْهُ وَيطْعم عِيَاله، فألان الله لَهُ الْحَدِيد.

أنِ اعْمَلْ سابِغَاتٍ الدُّرُوعَ
كلمة: أَن، هَذِه مفسرة بِمَنْزِلَة: أَي، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فأوحينا إِلَيْهِ أَن اصْنَع الْفلك} (الْمُؤْمِنُونَ: 72) .
وسابغات، مَنْصُوب بقوله: اعْمَلْ، وَفَسرهُ بقوله: الدروع، وَكَذَا فسر أَبُو عُبَيْدَة السابغات بالدروع،.

     وَقَالَ  أهل التَّفْسِير: أَي كوامل واسعات، وقرىء: صابغات، بالصَّاد.

وقَدِّرْ فِي السَّرْدِ المَسَامِيرِ والحَلَقِ وَلَا تُدِقَّ المِسْمَارَ فيَتَسَلْسَلَ ولاَ تُعَظِّمُ فَيَفْصِمَ
فسر السرد بقوله: المسامير وَالْحلق، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ معنى قَوْله: { وَقدر فِي السرد} (سبإ: 11) .
أَي: لَا تجْعَل المسامير دقاقاً، وَلَا غلاظاً، وَأَشَارَ البُخَارِيّ إِلَى ذَلِك بقوله: وَلَا تدق بِالدَّال الْمُهْملَة، من التدقيق، وَيدل عَلَيْهِ مَا روى إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي (غَرِيب الحَدِيث) : من طَرِيق مُجَاهِد فِي قَوْله: { وَقدر فِي السرد} (سبإ: 11) .
لَا تدق المسامير، فيتسلل وَلَا تغلظها فيفصمها، وَقيل: وَلَا ترق، بالراء من الرقة وَهُوَ أَيْضا يُؤَدِّي ذَلِك الْمَعْنى.
قَوْله: (فيتسلسل) ، ويروى: فيتسلل، ويروى: فيسلس، وَالْكل يرجع إِلَى معنى واحدِ، يُقَال: شَيْء سَلس، أَي: سهل، وَرجل سَلس أَي: لين منقاد بَين السلس والسلاسة.
قَوْله: (وَلَا تعظم) أَي: المسمار، فَيفْصم، من الفصم: وَهُوَ الْقطع.

أفْرِغْ أنْزِلْ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { رَبنَا أفرغ علينا صبرا} (الْبَقَرَة: 052) .
وَفسّر أفرغ بقوله: أنزل من الْإِنْزَال، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ، معنى قَوْله: { أفرغ علينا صبرا} أَي: أنزل علينا صبرا من عنْدك، وَهَذَا فِي قصَّة طالوت، وفيهَا قَضِيَّة دَاوُد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَكَأَنَّهُ ذكر هَهُنَا لِأَن قضيتهما وَاحِدَة،.

     وَقَالَ  بَعضهم: أفرغ أنزل لم أعرف المُرَاد من هَذِه الْكَلِمَة هُنَا! قلت: لَيْسَ هَذَا الْموضع من الْمَوَاضِع الَّتِي يدعى فِيهَا الْعَجز، وَالْوَجْه فِيهِ من الْمَعْنى والمناسبة مَا ذَكرْنَاهُ.

((بسطة زِيَادَة وفضلا))
أإشاربه إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى إِن الله اصطفاه عَلَيْكُم وزاده بسطة فِي الْعلم والجسم وَهَذَا أَيْضا فِي قصَّة الْمَوْت وَالْوَجْه فِيهِ مَا ذَكرْنَاهُ وَقد فسر البُخَارِيّ بسطة بقوله زِيَادَة وفضلا أَي زِيَادَة فِي الْقُوَّة وفضلا فِي المَال وَفِي علم الحروب وَهَذَا وَالَّذِي قبله لم يقعا إِلَّا فِي رِوَايَة الْكشميهني وَحده { واعْمَلُوا صالِحَاً إنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سبإ: 11) .

فأجازيكم عَلَيْهِ أحسن جَزَاء وأتمه.



[ قــ :3261 ... غــ :3417 ]
- حدَّثنا عبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عنْ هَمَّامٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ خُفِّفَ علَى دَاودَ السَّلاَمُ القُرْآنُ فكانَ يأمُرُ بِدَوَابِهِ فَتُسْرَجُ فَيَقْرَأُ القُرْآنَ قَبْلَ أنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ ولاَ يأكُلُ إلاَّ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَرِجَاله قد ذكرُوا غير مرّة.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن إِسْحَاق ابْن نصر.

قَوْله: (خفف) ، على صِيغَة الْمَجْهُول من التَّخْفِيف.
قَوْله: (الْقُرْآن) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: الْقِرَاءَة،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: الْقُرْآن أَي التَّوْرَاة أَو الزبُور،.

     وَقَالَ  التوربشتي: وَإِنَّمَا أطلق الْقُرْآن لِأَنَّهُ قصد بِهِ إعجازه من طَرِيق الْقِرَاءَة.
.

     وَقَالَ  صَاحب (النِّهَايَة) : الأَصْل فِي هَذِه اللَّفْظَة الْجمع، وكل شَيْء جمعته فقد قرأته، وسمى الْقُرْآن قُرْآنًا لِأَنَّهُ جمع الْأَمر وَالنَّهْي وَغَيرهمَا، وَقد يُطلق الْقُرْآن على الْقِرَاءَة، وَقُرْآن كل نَبِي يُطلق على كِتَابه الَّذِي أوحى إِلَيْهِ، قَوْله: (فَكَأَن) أَي: دَاوُد يَأْمر بدوابه، وَفِي رِوَايَته فِي التَّفْسِير: بدابته بِالْإِفْرَادِ، وَيحمل الْإِفْرَاد على مركوبه خَاصَّة، وبالجمع مركوبه ومراكيب أَتْبَاعه.
قَوْله: (قبل أَن تسرج) ، وَفِي رِوَايَة مُوسَى: فَلَا تسرج حَتَّى يقْرَأ الْقُرْآن، وَالْأول أبلغ.
وَفِيه: الدّلَالَة على أَن الله تَعَالَى يطوي الزَّمَان لمن يَشَاء من عباده كَمَا يطوي الْمَكَان، وَهَذَا لَا سَبِيل إِلَى إِدْرَاكه إلاَّ بالفيض الرباني، وَجَاء فِي الحَدِيث: إِن الْبركَة قد تقع فِي الزَّمن الْيَسِير حَتَّى يَقع فِيهِ الْعَمَل الْكثير،.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ: أَكثر مَا بلغنَا من ذَلِك من كَانَ يقْرَأ أَربع ختمات بِاللَّيْلِ وأربعاً بِالنَّهَارِ.
انْتهى، وَلَقَد رَأَيْت رجلا حَافِظًا قَرَأَ ثَلَاث ختمات فِي الْوتر فِي كل رَكْعَة ختمة فِي لَيْلَة الْقدر.
قَوْله: (وَلَا يَأْكُل إلاَّ من عمل يَده) ، وَهُوَ من ثمن مَا كَانَ يعْمل من الدروع من الْحَدِيد بِلَا نَار وَلَا مطرقة وَلَا سندان، وَهُوَ أول من عمل الدروع من زرد، وَكَانَت قبل ذَلِك صَفَائِح.

رَوَاهُ مُوسَى بنُ عُقْبَةَ عنْ صَفْوانَ عنْ عطَاءِ بنِ يَسَارٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ

أَي: روى الحَدِيث الْمَذْكُور مُوسَى بن عقبَة عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَوَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن مُوسَى بن عقبَة، وَوَصله البُخَارِيّ أَيْضا فِي كتاب خلق أَفعَال الْعباد عَن أَحْمد بن أبي عَمْرو عَن أَبِيه، وَهُوَ حَفْص بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن مُوسَى بن عقبَة.





[ قــ :36 ... غــ :3418 ]
- حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ حدَّثنا اللَّيْثُ عنْ عُقَيْلٍ عنِ ابنِ شِهَابٍ أنَّ سَعِيدَ بنَ المُسَيَّبِ أخْبَرَهُ وأبَا سلَمَةَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمانِ أنَّ عَبْدَ الله بن ,َ عَمْرٍ وَرَضي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ أُخْبِرَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنِّي أقولُ وَالله لأَصُومَنَّ النَّهَارَ ولأقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عشْتُ فَقَالَ لَهُ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنْتَ الَّذِي تقُولُ وَالله لأصُومَنَّ النَّهَارَ ولأقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ.

قُلْتُ قَدْ قُلْتُهُ قَالَ إنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَصُمْ وأفْطِرْ وقُمْ ونَمْ وصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أيَّامٍ فإنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرٍ أمْثَالِهَا وذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ فَقُلْتُ إنِّي أُطِيقُ أفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رسولَ الله قَالَ فَصُمْ يَوْمَاً وأفْطِرْ يَوْمَيْنِ قَالَ.

قُلْتُ إنِّي أطِيقُ أفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ فَصُمْ يَوْماً وأفْطِرْ يَوْماً وذلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ وهْوَ عَدْلُ الصِّيَامِ.

قُلْتُ إنِّي أطِيقُ أفْضَلَ مِنْهُ يَا رسُولَ الله قَالَ لَا أفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( صِيَام دَاوُد، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام) ، والْحَدِيث قد مر فِي كتاب الصَّوْم فِي: بابُُ صَوْم الدَّهْر، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.





[ قــ :363 ... غــ :3419 ]
- حدَّثنا خَلاَّدُ بنُ يَحْيَى حدَّثنا مِسْعَرٌ حدَّثنا حَبِيبُ بنُ أبِي ثابِتٍ عنْ أبي العَبَّاسِ عنْ عَبْدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ قَالَ قَالَ لي رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألَمْ أنَبَّأ أنَّكَ تَقُومُ اللَّيْل وتَصُومُ النَّهارَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ فإنَّكَ إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ العَيْنُ ونَفِهَتِ النَّفْسُ صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أيَّامٍ فَذالِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ أوْ كَصَوْمِ الدَّهْرِ.

قُلْتُ إنِّي أجِدُ بِي قَالَ مِسْعَرٌ يَعْنِي قُوَّةً قَالَ فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ علَيْهِ السَّلامُ وكانَ يَصُومُ يَوْماً ويُفْطِرُ يَوْماً ولاَ يَفِرُّ إذَا لاَقَى.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (صَوْم دَاوُد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) .
ومسعر، بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَفِي آخِره رَاء: ابْن كدام، وَأَبُو الْعَبَّاس اسْمه السَّائِب من السيب الْمَشْهُور بالشاعر، والْحَدِيث قد مضى فِي كتاب الصَّوْم فِي: بابُُ حق الْأَهْل فِي الصَّوْم، وَفِي كتاب التَّهَجُّد فِي: بابُُ مُجَرّد من التَّرْجَمَة.

قَوْله: هجمت) ، أَي: غارت، قَالَ الْأَصْمَعِي: هجمت مَا فِي الضَّرع إِذا حلبت كل مَا فِيهِ.
قَوْله: (نفهت) ، بِفَتْح النُّون وَكسر الْفَاء أَي: ضعفت.
قَوْله: (وَلَا يفر إِذا لَاقَى) ، وَجه اتِّصَاله بِمَا قبله هُوَ بَيَان أَن صَوْمه مَا كَانَ يُضعفهُ عَن الْحَرْب.