فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب مناقب الزبير بن العوام

( بابُُ منَاقِبِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَنَاقِب الزبير بن الْعَوام بن خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كَعْب ابْن لؤَي بن غَالب الْقرشِي الْأَسدي، أَبُو عبد الله، يجْتَمع مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي قصي، وَعدد مَا بَينهمَا من الْآبَاء سَوَاء، وَأمه صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب عمَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ أحد الْعشْرَة المبشرة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ، شهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهَاجَر الهجرتين، وَأسلم وَهُوَ ابْن سِتَّة عشر سنة، وروى الْحَاكِم بِإِسْنَاد صَحِيح عَن عُرْوَة قَالَ: أسلم الزبير وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين، قتل يَوْم الْجمل فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وقبره بوادي السبَاع نَاحيَة الْبَصْرَة، قَتله عَمْرو بن جرموز.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ هُوَ حَوَارِيُّ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
هَذِه قِطْعَة من حَدِيث سَيَأْتِي فِي تَفْسِير بَرَاءَة من طَرِيق ابْن أبي مليكَة.
قَوْله: ( الْحوَاري) ، بِفَتْح الْحَاء وَالْوَاو المخففة وَتَشْديد الْيَاء، وَهُوَ لفظ مُفْرد وَمَعْنَاهُ: النَّاصِر، رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة،.

     وَقَالَ  الزبير عَن مُحَمَّد بن سَلام: سَأَلت يُونُس بن حبيب عَن الْحوَاري، قَالَ: الْخَالِص، وَعَن ابْن الْكَلْبِيّ: الْحوَاري الْخَلِيل، وَقيل الصافي.
فَإِن قلت: الصَّحَابَة كلهم أنصار رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، خلصاء، فَمَا وَجه التَّخْصِيص بِهِ؟ قُلْنَا: هَذَا قَالَه حِين قَالَ يَوْم الْأَحْزَاب: من يأتيني بِخَبَر الْقَوْم؟ قَالَ الزبير: أَنا، ثمَّ قَالَ: من يأتيني بِخَبَر الْقَوْم؟ فَقَالَ: أَنا، وَهَكَذَا مرّة ثَالِثَة، وَلَا شكّ أَنه فِي ذَلِك الْوَقْت نصر نصْرَة زَائِدَة على غَيره.
وسُمِّيَ الحَوَارِيُّونَ لِبَيَاضِ ثِيابِهِمْ
هَذَا من كَلَام البُخَارِيّ، أَرَادَ بِهِ حوارِي عِيسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.
وَوَصله ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس بِهِ،.

     وَقَالَ  أَبُو أَرْطَأَة.
كَانُوا قصَّارين فسموا بذلك لأَنهم كَانُوا يحورون الثِّيَاب، أَي: يبيضونها،.

     وَقَالَ  الضَّحَّاك: سموا حواريين لصفاء قُلُوبهم،.

     وَقَالَ  عبد الله بن الْمُبَارك: سموا بذلك لأَنهم كَانُوا نورانيين، عَلَيْهِم أثر الْعِبَادَة ونورها وبهاؤها، وأصل الحوار عِنْد الْعَرَب الْبيض، وَمِنْه: الأحور والحوراء، ودقيق حوارِي،.

     وَقَالَ  قَتَادَة: هم الَّذين تصلح لَهُم الْخلَافَة،.

     وَقَالَ  النَّضر بن شُمَيْل: الْحوَاري خَاصَّة الرجل الَّذِي يَسْتَعِين بِهِ فِيمَا ينوبه، وَقيل: الحواريون كَانُوا صيادين يصطادون السّمك، وَقيل: كَانُوا صباغين،.

     وَقَالَ  الثَّعْلَبِيّ: كَانُوا أصفياء عِيسَى وأولياءه وأنصاره ووزراءه، وَكَانُوا اثْنَي عشر رجلا وأسماؤهم: بطرس ويعقوبس ويحنس واندرابيس وقبيلس وابرثلما ومنتا وأتوماس وَيَعْقُوب بن خلقانا ونشيمس وقنانيا ويوذس، فَهَؤُلَاءِ حواريو عِيسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَأما حواريو هَذِه الْأمة فَقَالَ قَتَادَة: إِن الحواريين كلهم من قُرَيْش: أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَحَمْزَة وجعفر وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَعُثْمَان بن مَظْعُون وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسعد بن أبي وَقاص وَطَلْحَة بن عبيد الله وَالزُّبَيْر بن الْعَوام، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.



[ قــ :3545 ... غــ :3717 ]
- حدَّثنا خالِدُ بنُ مَخْلَدٍ حدَّثَنا علِيُّ بنُ مُسْهِرٍ عنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عنْ أبِيهِ قَالَ أَخْبرنِي مَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ قَالَ أصابَ عُثْمانَ بنَ عَفَّانَ رُعافٌ شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعَافِ حتَّى حبَسَهُ عَن الحَجِّ وأوْصاى فدَخَلَ علَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ اسْتَخْلِفْ قَالَ وقالُوهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ ومَنْ فَسَكَتَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ أحْسِبُهُ الحَارثَ فَقَالَ اسْتَخْلِفْ فَقَالَ عُثْمَانُ وَقَالُوا فَقَالَ نعَمْ قَالَ ومَنْ هُوَ فسَكَت قَالَ فلَعَلَّهُمُ قالُوا الزُّبَيْرَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أمَا والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُ لَخَيْرُهُمْ مَا عَلِمْتُ وإنْ كانَ لأَحَبُّهُمْ إِلَى رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
( الحَدِيث 7173 طرفه فِي: 8173) .


مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: ( أما وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ) إِلَى آخِره.
وخَالِد بن مخلد، بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة بَينهمَا: البَجلِيّ الْقَطوَانِي الْكُوفِي، وَعلي بن مسْهر، بِضَم الْمِيم على لفظ اسْم الْفَاعِل من الإسهار بِالسِّين الْمُهْملَة.

وَهَذَا الحَدِيث ذكره الْحَافِظ الْمزي فِي مُسْند عُثْمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي المناقب عَن مُعَاوِيَة بن صَالح.

قَوْله: ( رُعَاف) بِالرَّفْع لِأَنَّهُ فَاعل: أصَاب، وَعُثْمَان بِالنّصب مَفْعُوله.
قَوْله: ( سنة الرعاف) كَانَ ذَلِك سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ للنَّاس فِيهَا رُعَاف كثير.
قَوْله: ( اسْتخْلف) أَي: إجعل لَك خَليفَة من بعْدك.
قَوْله: ( قَالَ وقالوه) أَي: قَالَ عُثْمَان.

     وَقَالَ  النَّاس هَذَا القَوْل، قَالَ الرجل: نعم قَالُوهُ.
قَوْله: ( قَالَ: وَمن) أَي: قَالَ عُثْمَان: وَمن اسْتَخْلَفَهُ؟ فَسكت الرجل.
قَوْله: ( فَدخل عَلَيْهِ) أَي: على عُثْمَان.
قَوْله: ( الْحَارِث) يَعْنِي ابْن الحكم وَهُوَ أَخُو مَرْوَان رَاوِي الْخَبَر.
قَوْله: ( فَقَالَ: اسْتخْلف) أَي: فَقَالَ الْحَارِث لعُثْمَان: اسْتخْلف.
قَوْله: ( وَقَالَ وَقَالُوا) أَي:.

     وَقَالَ  عُثْمَان.

     وَقَالَ  النَّاس هَذَا.
قَوْله: ( فَقَالَ: نعم) أَي: فَقَالَ الْحَارِث: نعم قَالُوا هَذَا القَوْل.
قَوْله: ( قَالَ: وَمن هُوَ؟) أَي: قَالَ عُثْمَان: من هُوَ الْخَلِيفَة الَّذِي قَالُوا إِنِّي اسْتَخْلَفَهُ؟ قَوْله: ( فَسكت) أَي: الْحَارِث.
قَوْله: ( قَالَ: فلعلهم قَالُوا: الزبير؟) أَي: قَالَ عُثْمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَلَعَلَّ هَؤُلَاءِ قَالُوا: هُوَ الزبير بن الْعَوام.
قَوْله: ( قَالَ: نعم) أَي: قَالَ الْحَارِث: قَالُوا هُوَ الزبير بن الْعَوام.
قَوْله: ( قَالَ: أما وَالَّذِي) ، أَي: قَالَ عُثْمَان: أما وَحقّ الله الَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ( إِنَّه) أَي: الزبير لخيرهم، أَي: لخير هَؤُلَاءِ.
قَوْله: ( مَا علمت) يجوز أَن تكون: مَا، مَصْدَرِيَّة أَي: فِي علمي، وَيجوز أَن تكون مَوْصُولَة، وَيكون خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف تَقْدِيره: هُوَ الَّذِي علمت، وَالضَّمِير الْمَنْصُوب الَّذِي يرجع إِلَى الْمَوْصُول مَحْذُوف تَقْدِيره: عَلمته.
قَالَ الدَّاودِيّ: يحْتَمل أَن يكون المُرَاد من الْخَيْرِيَّة فِي شَيْء مَخْصُوص: كحسن الْخلق، وَإِن حمل على ظَاهره فَفِيهِ مَا يبين أَن قَول ابْن عمر: ثمَّ نَتْرُك أَصْحَاب رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا نفاضل بَينهم، لم يرد بِهِ جَمِيع الصَّحَابَة، فَإِن بَعضهم قد وَقع مِنْهُ تَفْضِيل بَعضهم على بعض، وَهُوَ عُثْمَان فِي حق الزبير، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
قَوْله: ( وَإِن كَانَ) ، كلمة: إِن، مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة تَقْدِيره: وَإنَّهُ ( كَانَ لأحبهم) أَي: لأحب هَؤُلَاءِ الَّذين أشاروا على عُثْمَان بالاستخلاف، ويروى بِدُونِ اللَّام الفارقة وَهُوَ لُغَة.





[ قــ :3546 ... غــ :3718 ]
- حدَّثني عُبَيْدُ بنُ إسْمَاعِيلَ حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ أخبرَنِي أبي سَمِعْتُ مَرْوَانَ بنَ الحَكَمِ كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ أتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ استَخْلِفْ قَالَ وقِيلَ ذَاكَ قَالَ نَعَمْ الزُّبَيْرُ قَالَ أمَا وَالله إنَّكُمْ لتَعْلَمُونَ إنَّهُ خَيْرُكُمْ ثَلاثاً.
( انْظُر الحَدِيث 7173) .


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( إِنَّه خَيركُمْ) وَعبيد بن إِسْمَاعِيل أَبُو مُحَمَّد الْهَبَّاري الْقرشِي الْكُوفِي واسْمه فِي الأَصْل: عبد الله وَهُوَ من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَأَبُو أُسَامَة يروي عَن هِشَام وَهُوَ يروي عَن أَبِيه عُرْوَة وَهُوَ يروي عَن مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة.

قَوْله: ( قَالَ: وَقيل ذَلِك؟) أَي: قَالَ عُثْمَان أَو قيل ذَلِك؟ أَشَارَ بِهِ إِلَى الِاسْتِخْلَاف الَّذِي يدل عَلَيْهِ قَوْله: ( اسْتخْلف) ويروى: ذَاك، بِدُونِ اللَّام وهمزة الِاسْتِفْهَام مقدرَة قبل وَاو: وَقيل.
قَوْله: ( الزبير) أَي: الَّذِي قيل بِأَن يسْتَخْلف هُوَ الزبير ابْن الْعَوام.
قَوْله: ( أما) ، بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف الْمِيم وَهِي كلمة استفتاح بِمَنْزِلَة أَلا، وتكثر قبل الْقسم.
قَوْله: ( ثَلَاثًا) ، أَي: قَالَهَا ثَلَاث مَرَّات.





[ قــ :3548 ... غــ :370 ]
- حدَّثنا أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ أخبرَنَا عَبْدُ الله أخبَرَنَا هِشامُ بنُ عُرْوَةَ عنْ أبِيهِ عنْ عَبْدِ الله ابنِ الزُّبَيْرِ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قَالَ كُنْتُ يَوْمَ الأحْزَابِ جُعِلْتُ أَنا وعُمَرُ بنُ أبِي سلَمَةَ فِي النِّساءِ فنَظَرْتُ فإذَا أَنا بالزُّبَيْرِ علَى فَرَسِهِ يخْتَلِفُ إلَى بَنِي قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلاثاً فلَمَّا رَجَعْتُ.

قُلْتُ يَا أبَتِ رأيْتُكَ تَخْتَلِفُ قَالَ أوَ هَلْ رَأيْتَنِي يَا بُنَيَّ.

قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كانَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ مَنْ يأتِ بَنِي قُرَيْظَةَ فيَأتِينِي بِخَبَرِهِمْ فانْطَلَقْتُ فلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبَوَيْهِ فَقَالَ فِدَاكَ أبِي وأُمِّي.


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( جمع لي رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى آخِره.
فَإِن قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للزبير: فدَاك أبي وَأمي، منقبة عَظِيمَة لَهُ.

وَأحمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو الْعَبَّاس يُقَال لَهُ مرْدَوَيْه السمسار الْمروزِي، وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك الْمروزِي.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن خَلِيل وسُويد بن سعيد كِلَاهُمَا عَن عَليّ بن مسْهر، قَالَ إِسْمَاعِيل: أخبرنَا عَليّ بن مسْهر عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عبد الله بن الزبير، قَالَ: كنت أَنا وَعمر بن أبي سَلمَة يَوْم الخَنْدَق مَعَ النسْوَة فِي أَطَم حسان، وَكَانَ يطاطيء لي مرّة فَأنْظر وأطاطىء لَهُ مرّة فَينْظر، فَكنت أعرف أبي إِذا مر على فرسه فِي السِّلَاح إِلَى بني قُرَيْظَة، قَالَ: وَأَخْبرنِي عبد الله بن عُرْوَة عَن عبد الله بن الزبير، قَالَ: فَذكرت ذَلِك لأبي، فَقَالَ: ورأيتني يَا بني؟ قلت: نعم.
قَالَ: أما وَالله لقد جمع لي رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَوْمئِذٍ أَبَوَيْهِ، فَقَالَ: فدَاك أبي وَأمي، وَحدثنَا أَبُو كريب حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عبد الله بن الزبير، قَالَ: لما كَانَ يَوْم الخَنْدَق كنت أَنا وَعمر بن أبي سَلمَة فِي الأطم الَّذِي فِيهِ النسْوَة، يَعْنِي نسْوَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وسَاق الحَدِيث ... يَعْنِي حَدِيث ابْن مسْهر فِي هَذَا الْإِسْنَاد، وَلم يذكر عبد الله بن عُرْوَة فِي هَذَا الحَدِيث، وَلَكِن أدرج الْقِصَّة فِي حَدِيث هِشَام عَن أَبِيه عَن ابْن الزبير.

قَوْله: ( يَوْم الْأَحْزَاب) ، هُوَ يَوْم الخَنْدَق لما حاصر قُرَيْش وَمن مَعَهم الْمُسلمين بِالْمَدِينَةِ وحفر الخَنْدَق بِسَبَب ذَلِك.
قَوْله: ( جعلت) ، على صِيغَة الْمَجْهُول.
قَوْله: ( وَعمر بن أبي سَلمَة) وَاسم أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الْأسد الْقرشِي المَخْزُومِي أَبُو حَفْص الْمدنِي ربيب رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
قَوْله: ( فِي النِّسَاء) أَي: بَين النِّسَاء.
قَوْله: ( يخْتَلف) ، أَي: يَجِيء وَيذْهب، وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ، مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا.
قَوْله: ( وَهل رَأَيْتنِي يَا بني؟) قَالَ: نعم، فِيهِ صِحَة سَماع الصَّغِير، وَإنَّهُ لَا يتَوَقَّف على أَربع أَو خمس، لِأَن ابْن الزبير كَانَ يَوْمئِذٍ ابْن سنتَيْن وَأشهر.
أَو ثَلَاث وَأشهر.
وَقد مر الْكَلَام فِيهِ فِي كتاب الْعلم فِي: بابُُ مَا يَصح سَماع الصَّغِير، قَوْله: فدَاك أبي وَأمي.





[ قــ :3549 ... غــ :371 ]
- حدَّثنا علِيُّ بنُ حَفْصٍ حدَّثنا ابنُ المُبَارَكِ أخبرَنَا هِشامُ بنُ عُرْوَةَ عنْ أبِيهِ أنَّ أصْحابَ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ وَقْعَةِ اليَرْمُوكِ ألاَ تَشُدُّ فنَشُدَّ مَعَكَ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ على عاتِقِهِ بيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ: قالَ عُرْوَةُ فَكُنْتُ أُدْخِلُ أصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَرَباتِ ألْعَبُ وأنَا صَغِيرٌ
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَعلي بن حَفْص الْمروزِي سكن عسقلان وَابْن الْمُبَارك هُوَ عَليّ بن الْمُبَارك الْهنائِي الْبَصْرِيّ.

قَوْله: ( يَوْم اليرموك) بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَسُكُون الرَّاء وَضم الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَفِي آخِره كَاف: قَالَ الصَّاغَانِي فِي ( الْعبابُ) : اليرموك مَوضِع بِنَاحِيَة الشَّام وَهُوَ يفعول.
قلت: هُوَ مَوضِع بَين أَذْرُعَات ودمشق،.

     وَقَالَ  سيف بن عمر: كَانَت وقْعَة اليرموك فِي سنة ثَلَاث عشرَة من الْهِجْرَة قبل فتح دمشق، وَتَبعهُ على ذَلِك ابْن جرير الطَّبَرِيّ،.

     وَقَالَ  مُحَمَّد بن إِسْحَاق: كَانَت فِي رَجَب سنة خمس عشرَة، وَكَذَا نقل ابْن عَسَاكِر عَن أبي عبيد والوليد وَابْن لَهِيعَة وَاللَّيْث وَأبي معشر: أَنَّهَا كَانَت فِي سنة خمس عشرَة بعد فتح دمشق،.

     وَقَالَ  ابْن الْكَلْبِيّ، كَانَت وقْعَة اليرموك يَوْم الْإِثْنَيْنِ لخمس مضين من رَجَب سنة خمس عشرَة،.

     وَقَالَ  ابْن عَسَاكِر: وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظ، وَكَانَت من أعظم فتوح الْمُسلمين، وَكَانَ رَأس عَسْكَر هِرقل ماهان الأرمني، وَرَأس عَسْكَر الْمُسلمين أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَكَانَت بَينهم خمس وقعات عَظِيمَة، فآخر الْأَمر نصر الله الْمُسلمين وَقتلُوا مِنْهُم مائَة ألف وَخَمْسَة آلَاف نفس، وأسروا أَرْبَعِينَ ألفا وقُتِل من الْمُسلمين أَرْبَعَة آلَاف، ختم الله لَهُم بِالشَّهَادَةِ، وَقتل ماهان على دمشق وَبعث أَبُو عُبَيْدَة الْكتاب والبشارة إِلَى عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بحذيفة بن الْيَمَان مَعَ عشرَة من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، وغنم الْمُسلمُونَ غنيمَة عَظِيمَة حَتَّى أصَاب الْفَارِس أَرْبَعَة وَعشْرين ألف مِثْقَال من الذَّهَب، وَكَذَلِكَ من الْفضة، وَكَانَ الْمُسلمُونَ خَمْسَة وَأَرْبَعين ألفا، وَقيل: سِتَّة وَسِتِّينَ ألفا، وَقد ذكرنَا أَن الْقَتْلَى مِنْهُم أَرْبَعَة آلَاف، وَكَانَت الرّوم فِي تِسْعمائَة ألف، وَكَانَ جبلة بن الإيهم مَعَ عرب غَسَّان فِي سِتِّينَ ألفا، وَالله أعلم.
قَوْله: ( ألاَ تشد) كلمة: ألاَ، للتحضيض والحث: وتشد، بِضَم الشين الْمُعْجَمَة أَي: ألاَ تشد على الْمُشْركين، فَللَّه در الزبير بن الْعَوام فِيمَا فعل فِي هَذِه الْوَقْعَة، وَكَذَلِكَ خَالِد بن الْوَلِيد، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، والشد فِي الْحَرْب الحملة والجولة.
قَوْله: ( فَحمل عَلَيْهِم) أَي: فَحمل الزبير على الرّوم، والقرينة دَالَّة عَلَيْهِ.
قَوْله: ( فضربوه) أَي: فَضرب الرومُ الزبير، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
قَوْله: ( بَينهمَا) أَي: بَين الضربتين.
قَوْله: ( ضربهَا) على صِيغَة الْمَجْهُول.