فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب ذكر طلحة بن عبيد الله

( بابُُ مَناقِبِ طَلْجة بنِ عُبَيْدِ الله رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَنَاقِب طَلْحَة بن عبيد الله، وَفِي بعض النّسخ: بابُُ ذكر طَلْحَة بن عبيد الله، وَفِي رِوَايَة ذَر: مَنَاقِب طَلْحَة، بِدُونِ لَفْظَة بابُُ.

وَعبيد الله هُوَ ابْن عُثْمَان بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كَعْب، يجْتَمع مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مرّة بن كَعْب، وَمَعَ أبي بكر الصّديق فِي تيم بن مرّة، وَعدد مَا بَينهم من الْآبَاء سَوَاء، ويكنى طَلْحَة أَبَا مُحَمَّد، وَاسم أمه الصعبة بنت الْحَضْرَمِيّ أُخْت الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ، أسلمت وَهَاجَرت وَعَاشَتْ بعد ابْنهَا قَلِيلا، وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن عَبَّاس قَالَ: أسلمت أم أبي بكر وَأم عُثْمَان وَأم طَلْحَة وَأم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَقتل طَلْحَة يَوْم الْجمل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، رمي بِسَهْم.
وَرُوِيَ من طرق كَثِيرَة: أَن مَرْوَان بن الحكم رَمَاه فَأصَاب ركبته فَلم يزل ينزف الدَّم مِنْهَا حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ يَوْمئِذٍ أول قَتِيل.
وَاخْتلف فِي عمره فالأكثرون على أَنه كَانَ خمْسا وَسبعين، وَهُوَ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ، وَأحد الثَّمَانِية الَّذين سبقوا إِلَى الْإِسْلَام، وَأحد الْخَمْسَة الَّذين أَسْلمُوا على يَدي أبي بكر الصّديق، وَأحد السِّتَّة أَصْحَاب الشورى الَّذين توفى رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنْهُم راضٍ.
وَقَالَ عُمَرُ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهْوَ عَنْهُ رَاضٍ
قد مر هَذَا التَّعْلِيق عَن قريب فِي قصَّة الْبيعَة، وَفِيه: مقتل عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، مطولا وَمُسْندًا وَهُوَ قَول عمر: مَا أحد أَحَق بِهَذَا الْأَمر من هَؤُلَاءِ النَّفر أَو الرَّهْط الَّذين توفّي رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ عَنْهُم راضٍ، فَسمى: عليا وَعُثْمَان وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وسعداً وَعبد الرَّحْمَن.

2273

- 3273 حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ أبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ حدَّثَن مُعْتَمِرٌ عنْ أبِيهِ عنْ أبِي عُثْمَانَ قَالَ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَعْضِ تِلْكَ الأيَّامِ الَّتِي قاتَلَ فِيهِنَّ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غيرُ طَلْحةَ وسعْدٍ عنْ حَدِيثِهِمَا.
( الحَدِيث 2273 طرفه فِي: 0604) .
( الحَدِيث 3273 طرفه فِي: 1604) .


مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن طَلْحَة بَقِي مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْحَرْب عِنْد فرار النَّاس عَنهُ، وَفِيه منقبة عَظِيمَة لَهُ، ومعتمر هُوَ ابْن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ، يروي عَن أَبِيه سُلَيْمَان عَن أبي عُثْمَان عبد الرَّحْمَن النَّهْدِيّ.
قَوْله: ( فِي بعض تِلْكَ الْأَيَّام) أَرَادَ بِهِ يَوْم أحد.
قَوْله: ( غير طَلْحَة) بِالرَّفْع لِأَنَّهُ فَاعل.
قَوْله: ( لم يبْق) ، قَوْله: ( عَن حَدِيثهمَا) يَعْنِي: يروي أَبُو عُثْمَان هَذَا من حَدِيث طَلْحَة وَسعد، أَرَادَ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ بذلك.





[ قــ :3551 ... غــ :3724 ]
- حدَّثنا مُسَدَّدٌ حدَّثنا خالِدٌ حدَّثنا ابنُ أبِي خالِدٍ عنْ قَيْسِ بنِ أبِي حازِمٍ قَالَ رأيْتُ يدَ طَلْحَةَ الَّتِي وقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدْ شَلَّتْ.
( الحَدِيث 4273 طرفه فِي: 364) .


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وخَالِد هُوَ ابْن عبد الله الوَاسِطِيّ، وَابْن أبي خَالِد هُوَ إِسْمَاعِيل، وَاسم أبي خَالِد سعد، وَيُقَال: هُرْمُز الأحمسي البَجلِيّ، وَقيس بن أبي حَازِم، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي: واسْمه عَوْف الأحمسي البَجلِيّ، قدم الْمَدِينَة بعد مَا قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

قَوْله: ( الَّتِي وقى بهَا) يَعْنِي: يَوْم أحد، وَقد صرح بذلك عَليّ بن مسْهر عَن إِسْمَاعِيل عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ، وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه: أَنه أَصَابَهُ فِي يَده سهم، وَمن حَدِيث أنس، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَنه وقى رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أَرَادَ بعض الْمُشْركين أَن يضْربهُ، وَفِي ( مُسْند الطَّيَالِسِيّ) من حَدِيث عَائِشَة عَن أبي بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: ثمَّ أَتَيْنَا طَلْحَة يَعْنِي يَوْم أُحد فَوَجَدنَا بِهِ بضعاً وَسبعين جِرَاحَة، وَإِذا هُوَ قد قطعت إصبعه.
وَفِي ( الْجِهَاد) لِابْنِ الْمُبَارك من طَرِيق مُوسَى بن طَلْحَة: إِن إصبعه الَّتِي اصيبت هِيَ الَّتِي تلِي الْإِبْهَام.
قَوْله: ( قد شلت) بِفَتْح الشين تشل، ذكره ثَعْلَب، قَالَ الشنتمري: هُوَ بطلَان فِي الْيَد أَو الرجل من آفَة تعتريها، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ: قطعت، كَمَا ذكره ابْن سَيّده.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: إِذا استرخت،.

     وَقَالَ  كرَاع: هُوَ تقبض فِي الْكَفّ، وَأَصله: شللت على وزن: فعلت، بِكَسْر الْعين،.

     وَقَالَ  ابْن درسْتوَيْه: والعامة تَقول: شلت يَده، بِالضَّمِّ، وَهُوَ خطأ،.

     وَقَالَ  اللحياني: وَمِنْهُم من يَقُول: شلت، يَعْنِي: بِالضَّمِّ، وَهُوَ قَلِيل، وَعَن ابْن الْأَعرَابِي: لَا يُقَال: شلت، يَعْنِي بِالضَّمِّ، إلاَّ فِي لُغَة رَدِيئَة.
وَفِي ( العويص) لِابْنِ سَيّده: أشللت يَده، بِالْألف،.

     وَقَالَ  أَبُو الشَّاء: وَمن خَواص طَلْحَة بن عبيد الله أَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا لم يره قَالَ: مَالِي لَا أرى الْمليح الفصيح؟ ولقبه: بالفياض، وَطَلْحَة الْخَيْر وَطَلْحَة الْجُود، وَلم يثبت مَعَه يَوْم أحد غَيره، وَعَن الْمبرد: كَانَ يُقَال لطلْحَة بن عبيد الله: طَلْحَة الطلحات، وَخلف مَالا جزيلاً: ثَلَاثِينَ ألف ألف، وَفِي الصَّحَابَة من اسْمه طَلْحَة نَحْو الْعشْرين.