فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب وفد عبد القيس

( بابُُ وفْدِ عَبدِ القَيْسِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان وَفد عبد الْقَيْس، وَهِي قَبيلَة كَبِيرَة يسكنون الْبَحْرين وينسبون إِلَى عبد الْقَيْس بن أفصى، بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْفَاء وبالصاد الْمُهْملَة على وزن أعمى بن دعمي، بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف: ابْن جديلة، بِفَتْح الْجِيم على وزن كَبِيرَة ابْن أَسد بن ربيعَة بن نزار، وَكَانَت قريتهم بِالْبَحْرَيْنِ أول قَرْيَة أُقِيمَت فِيهَا الْجُمُعَة بعد الْمَدِينَة تسمى جواثى، بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْوَاو والثاء الْمُثَلَّثَة، وَكَانَ عدد هَؤُلَاءِ الْوَفْد ثَلَاثَة عشر رجلا فِي سنة خمس أَو قبلهَا،.

     وَقَالَ  ابْن إِسْحَاق: وَكَانَ قدوم وَفد عبد الْقَيْس قبل الْفَتْح.



[ قــ :4132 ... غــ :4368 ]
- ح دّثني إسْحَاقُ أخبرَنا أبُو عامِرٍ العَقَدِيُّ حَدثنَا قُرَّةُ عنْ أبي جَمْرَةَ.

قُلْتُ ل ابْنِ عبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا إنَّ لِي جرَّةً يُنْتَبَذُ لي فِيها نَبِيذٌ فأشْرَبُهُ حُلْواً فِي جَرٍّ إِن أكْثَرْتُ مِنْهُ فَجالَسْتُ القَوْمَ فأطلْتُ الجُلُوسَ خَشِيتُ أنْ أفْتَضِحَ فَقَالَ قَدِمَ وفْدُ عبْدِ القَيْسِ علَى رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: مَرْحباً بالْقَوْمِ غيرَ خَزَايا وَلَا النَّدَامَى فقالُوا يَا رسُولَ الله إنَّ بَيْنَنَا وبَيْنَكَ المُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ وإنّا لَا نَصِلُ إليْكَ إِلَّا فِي أشْهُرِ الحُرُمِ حَدِّثْنا بِجُمَلٍ مِنَ الأمْرِ إنْ عَمِلْنا بهِ دَخَلْنا الجَنَّةَ ونَدْعُو بهِ مَنْ وَرَاءَنا قَالَ آمُرُكُمْ بأرْبَعٍ وأنْهاكُمْ عنْ أرْبَعٍ الإيمانُ بِاللَّه هَلْ تَدْرُونَ مَا الإيمانُ الله شَهادَةُ أنْ لَا إلاهَ إلاَّ الله وإقامُ الصَّلاَةِ وإيتاءُ الزَّكاةِ وصَوْمُ رَمضان وأنْ تُعْطُوا مِنَ المَغانِمِ الخُمسَ وأنْهاكُمْ عنْ أرْبَعٍ مَا انْتُبِذَ فِي الدُّباءِ والنِّقيرِ والحَنْتَمِ والمُزَفَّتِ.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَإِسْحَاق هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه، وَأَبُو عَامر عبد الْملك بن عمر والعقدي، وقرة، بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الرَّاء هُوَ ابْن خَالِد السدُوسِي، وَأَبُو جَمْرَة، بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء: نصر بن عمرَان الضبعِي الْبَصْرِيّ.

والْحَدِيث مر فِي كتاب الْإِيمَان فِي: بابُُ أَدَاء الْخمس من الْإِيمَان، بأتم مِنْهُ.

قَوْله: ( إِن لي جرة) ، ويروى: إِن لي جَارِيَة، فَإِن صحت هَذِه الرِّوَايَة فَقَوله: تنتبذ، بتاء المضارعة للمؤنث، وعَلى الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة تكون: ننتبذ، بنُون الْمُتَكَلّم.
قَوْله: ( فِي جر) ، يتَعَلَّق بِمَحْذُوف هُوَ صفة جرة الْمَذْكُورَة تَقْدِيره إِن لي جرة كَانَت فِي جملَة جرار،.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: الجرة من الخزف وَالْجمع جرر وجرار.
قَوْله: ( خشيت) جَوَاب: إِن، مَعْنَاهُ: إِن أكثرت من نَبِيذ الْجَرّ فجالست النَّاس وَطَالَ جلوسي خشيت أَن افتضح، لما أكاد تشتبه أفعالي وأقوالي بالسكارى، وَمعنى الْبَقِيَّة قد مر فِي الْبابُُ الْمَذْكُور.





[ قــ :4133 ... غــ :4369 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ حدّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عنْ أبي جَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ يقُولُ قَدِمَ وَفْدُ عبْدِ القَيْسِ عَلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقَالُوا يَا رسولَ الله إنَّا هَذا الحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ وقَدْ حالَتْ بَيْنَنَا وبيْنَكَ كُفّارُ مُضَرَ فَلَسْنا نَخْلُصُ إليْكَ إلاَّ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ فمُرْنا بأشيْاءَ نأخُذُ بهَا ونَدْعُوا إلَيْهَا مَنْ وَرَاءَنا قَالَ آمُرُكُمْ بأرْبَعٍ وَأنْهَاكُمْ عنْ أرْبَعٍ الإيمَانِ بِاللَّه شَهَادَةِ أنْ لَا إلاهَ إلاَّ الله وعَقَدَ وَاحِدَةً وإقامِ الصَّلاَةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وأنْ تُؤْدُّوا لله خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ وأنْهاكُمْ عنِ الدُبَّاءِ والنَّقِيرِ والخنْتَمِ والمُزَفَّتِ.
.


هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس.
قَوْله: ( من ربيعَة) ، هُوَ ابْن نزار بن معد بن عدنان، قَالَ الرشاطي: ربيعَة هَذَا شعب وَاسع فَإِنَّهُ قبائل وعمائر وبطون وأفخاذ قَوْله: ( إِنَّا هَذَا الْحَيّ) ، أَرَادَ بِهِ عبد الْقَيْس، وَأسْقط فِي هَذَا: صَوْم رَمَضَان، لِأَن الظَّاهِر أَن الْقِصَّة وَقعت مرَّتَيْنِ، فَفِي الْمرة الأولى ذكر مَا الْأَمر فِيهِ أهم بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِم أَو نَسيَه الرَّاوِي.



[ قــ :4134 ... غــ :4370 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ حدّثني ابنُ وهْبٍ أَخْبرنِي عمْروٌ.

     وَقَالَ  بَكْرُ بنُ مُضَر عنْ عَمْرِو بنِ الحارِثِ عنْ بُكَيْرٍ أنَّ كُرَيْباً مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ حدَّثَهُ أنَّ ابنَ عَبَّاس وعبْدَ الرَّحْمانِ ابنَ أزْهَرَ والمِسْوَرَ بنَ مَخْرَمَةَ أرْسَلُوا إِلَى عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا فقالُوا اقْرأ عَلَيْها السَّلامَ مِنَّا جَمِيعاً وسَلْها عنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ وإنَّا أُخْبِرْنا أنَّكِ تُصَلِّيهما وقَدْ بَلَغَنا أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهى عَنْها قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ وكُنْتُ أضْرِبُ مَعَ عُمَرَ النَّاسَ عنْهُما قَالَ كُرَيْبٌ فَدَخَلْتُ عَلَيْها وبلغْتُها مَا أرسَلُونِي فقالَتْ سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ فأخْبَرْتُهُمْ فَرَدُّونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَة بِمِثْلِ مَا أرْسَلونِي إِلَى عائِشَةَ فقالَتْ أُمُّ سَلَمَة سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَنْهَى عَنْهما وإنَّهُ صَلَّى العَصْرَ ثُمَّ دَخَلَ عَليَّ وعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَني حَرَامٍ مِنَ الأنْصارِ فصَلاَّهُما فأرْسَلْتُ إليْهِ الخَادِمَ فقُلْتُ قُومِي إِلَى جَنْبِهِ فقُولي تَقُولُ أُمُّ سَلَمَة يَا رَسُولَ الله ألَمْ أسْمَعْكَ تَنْهَى عنْ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فأرَاكَ تُصَلِّيهِما فإنْ أشارَ بِيَدِهِ فاسْتأخِرِي فَفَعَلَتِ الجارِيَةُ فأشارَ بِيَدِهِ فاسْتأخَرَتْ عنْهُ فلَمّا انْصَرَفَ قَالَ يَا بنْتَ أبي أُمَيَّةَ سألْتِ عَنِ الرَّكَعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ إنَّهُ أَتَانِي أُناسٌ مِنْ عبْدِ القَيْسِ بالإسْلاَمِ مِنْ قَوْمِهِمْ فَشَغَلُونِي عَن الرَّكَعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فهُما هاتانِ.
( انْظُر الحَدِيث 133) .


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( أَتَانِي أنَاس من عبد الْقَيْس) وَيحيى بن سُلَيْمَان أَبُو سعيد الْجعْفِيّ الْكُوفِي.
سكن مصر، يروي عَن عبد الله بن وهب الْمصْرِيّ عَن عَمْرو بن الْحَارِث.

وَأخرج البُخَارِيّ هَذَا الحَدِيث فِي أَوَاخِر الصَّلَاة فِي: بابُُ إِذا كَلمه وَهُوَ يُصَلِّي، عَن يحيى الْمَذْكُور، فَقَالَ: حَدثنَا يحيى بن سُلَيْمَان قَالَ: حَدثنِي بن وهب الْمصْرِيّ، قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو بن كريب: أَن ابْن عَبَّاس والمسور ابْن مخرمَة وَعبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر أَرْسلُوهُ الحَدِيث.
وَهنا أخرجه بِهَذَا الْإِسْنَاد أَيْضا.
وَأخرجه أَيْضا مُعَلّقا بقوله:.

     وَقَالَ  بكر بن مُضر عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن بكير عَن كريب إِلَى آخِره، وَوصل الطَّحَاوِيّ هَذَا التَّعْلِيق من طَرِيق عبد الله بن صَالح عَن بكر بن مُضر إِلَى آخِره.

وَبكر، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن مُضر، بِضَم الْمِيم: ابْن مُحَمَّد الْقرشِي الْمصْرِيّ، وَبُكَيْر بن عبد الله بن الْأَشَج المَخْزُومِي.

قَوْله: ( وَإِنَّا أخبرنَا) ، بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْخَاء على صِيغَة الْمَجْهُول.
قَوْله: ( سل أم سَلمَة) بِفَتْح اللَّام، وَاسْمهَا: هِنْد بنت أبي أُميَّة المخزومية.
قَوْله: ( من بني حرَام) ، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة: وَهُوَ ابْن كَعْب بن غنم بن كَعْب بن مسلمة بن سعد بن ساردة بن تزيد، بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق.
ابْن جشم بن الْخَزْرَج، وَبَقِيَّة الْكَلَام مرت فِي الْبابُُ الْمَذْكُور.





[ قــ :4135 ... غــ :4371 ]
- حَدَّثَنَا عبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ حدّثنا أبُو عامِرٍ عبْدُ المَلِكِ حدّثنا إبْرَاهِيمُ هُوَ ابنُ طهْمانَ عنْ أبي جَمْرَةَ عنِ ابْن عبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ أوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي مَسْجِدِ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَسْجِد عبْدِ القَيْسِ بِجُوَاثَي يَعْني قَرْيَةً مِنَ البَحْرَيْنِ.
( انْظُر الحَدِيث 89) .

ذكر هَذَا هُنَا لأجل ذكر عبد الْقَيْس فِيهِ، وَفِيه فَضِيلَة لعبد الْقَيْس أَيْضا، وَأَبُو جَمْرَة بِالْجِيم مر عَن قريب، وجواثي، بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْوَاو وَفتح الثَّاء الْمُثَلَّثَة مَقْصُورا: حصن قريب من الْبَصْرَة، والبحرين مَوضِع بساحل بَحر عمان.