فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قوله: {قال: بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل} [يوسف: 18] "

(بابُُ قَوْلِهِ: { قَالَ بَلْ سوَّلَتْ لَكُمْ أنْفُسُكُمْ أمْرا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} (يُوسُف: 18، 83)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَول الله عز وَجل: { بل سَوَّلت لكم أَنفسكُم أمرا فَصَبر جميل وَالله الْمُسْتَعَان على مَا تصفون} إِنَّمَا قَالَ هَذَا يَعْقُوب لِبَنِيهِ لما جاؤوا إِلَيْهِ بقميص يُوسُف ملطخ بِالدَّمِ.
قَوْله: (سَوَّلت) يَأْتِي مَعْنَاهُ الْآن.
قَوْله: (فَصَبر جميل) أَي: فصبري صَبر جميل وَهُوَ الصَّبْر الَّذِي لَا جزع فِيهِ وَلَا شكوى.

سَوَّلَتْ زَيَّنَتْ
أَشَارَ بِأَن معنى سَوَّلت فِي الْآيَة الْمَذْكُورَة زينت.
روى هَذَا عَن قَتَادَة، وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّد عَن عَليّ بن الْحسن حَدثنَا أَبُو الْجمَاهِر أخبرنَا سعيد بن بشير عَنهُ.



[ قــ :4435 ... غــ :4690 ]
- ح دَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله حدَّثنا إبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابنِ شِهابٍ قَالَ وَحَدَّثنا الحَجّاجُ حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ عُمَرَ النمَيْرِيُّ حدَّثنا يُونُسُ بنُ يَزِيدُ الأيْلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ سَمِعْتُ عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بنَ المُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بنَ وَقَاصٍ وَعُبَيْدَ الله بنَ عَبْدِ الله عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِينَ قَالَ لَهَا أهْلُ الإفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأها الله.
كل حدَّثني طَائِفَةً مِنَ الحَدِيثِ قَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ الله وَإنْ كُنْتِ ألْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي الله وَتُوبِي إلَيْهِ.

قُلْتُ إنِّي وَالله لَا أَجِدُ مَثَلاً إلاّ أبَا يُوسُفَ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ وَأنْزَلَ الله إنَّ الَّذِينَ جاؤوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ العَشْرَ الآيَاتِ.


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: { فَصَبر جميل} (يُوسُف: 18، 83) الْآيَة.
وَعبد الْعَزِيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي الْمدنِي، وَصَالح هُوَ ابْن كيسَان، وَالْحجاج هُوَ ابْن منهال.
والْحَدِيث قد مضى مطولا فِي: بابُُ الْإِفْك عقيب، بابُُ: غَزْوَة أَنْمَار، وَمضى الْكَلَام فِيهِ مُسْتَوْفِي قَوْله: (وَالْمَيِّت) أَي: قصدت إِلَيْهِ وَنزلت بِهِ.





[ قــ :4436 ... غــ :4691 ]
- حدَّثنا مُوسى احدثنا أَبُو عَوَانَةَ عنْ حُصَيْنٍ عنْ أبي وائلٍ قَالَ حَدثنِي مَسْرُوقُ بنُ الأجْدَعِ قَالَ حدثَتْني أُمُّ رُومانَ وهْيَ أُمُّ عائِشَةَ قالَتْ بَيْنا أَنا وعائِشَةُ أخَذَتْها الحُمَّى فَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَعَلَّ فِي حَدِيثٍ تُحُدِّثَ قَالَتْ نَعَمْ وقَعَدَتْ عائِشَةُ قالَتْ مَثَلِي ومَثَلُكمْ كَيَعْقُوبَ وَبَنِيهِ وَالله المُسْتَعانِ عَلَى مَا تَصِفُونَ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة ومُوسَى هُوَ ابْن إِسْمَاعِيل الْمنْقري التَّبُوذَكِي، وَأَبُو عوَانَة الوضاح الْيَشْكُرِي، وحصين، بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ: ابْن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، وَأَبُو وَائِل شَقِيق بن سَلمَة.
والْحَدِيث مضى بأتم مِنْهُ فِي بابُُ الْإِفْك، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: ( حَدَّثتنِي أم رُومَان) وَهَذَا صَرِيح فِي سَماع مَسْرُوق عَنْهَا وَالْأَكْثَرُونَ على خِلَافه.
قَوْله: ( لَعَلَّ فِي حَدِيث) أَي: لَعَلَّ الَّذِي حصل لعَائِشَة من أجل حَدِيث تحدث بِهِ فِي حَقّهَا.

<